بحث عن الإسكندر الأكبر

بحث عن الإسكندر الأكبر ابن الملك فيليب الذي حكم في بلاد مقدونيا شمال الإغريق، وكان هذا الملك قادرًا على توحيد الإغريق تحت قيادته، ومات قبل هزيمة الفرس وبدأ أعداءه في مهاجمة الإغريق وحاولوا إخضاع ملكهم وضمهم للملكة الفارسية.

وتولى الحكم من بعده الإسكندر في عام 336 قبل الميلاد، ولم يكن يتجاوز عمره العشرين عامًا، ولهذا السبب استهانت الولايات اليونانية بالحاكم الشاب وتمردت ضده في نفس الوقت، لكنه أخمد ثورتهم بسرعة وذكاء.

وكان الفيلسوف أرسطو قد بدأ بتعليم الإسكندر ونشأ نشأة مشبعة بمبادئ الحضارة اليونانية واستعد الإسكندر لغزو بلاد فارس فاستولى على بلادهم في منطقة آسيا الصغرى وسوريا ومصر، وعرف الإسكندر بلقب الأكبر لأنه كان من أعظم الغزاة وغزا معظم العالم، وسوف نناقش كل ذلك في مقالنا هذا من خلال موقع زيادة.

 بحث عن الإسكندر الأكبر من حيث نشأته

كانت ولادة الإسكندر الأكبر في اليونان في مدينة مقدونيا في شهر يوليو عام 365 قبل الميلاد وكان والده الملك فيليب الثاني ووالدته تسمى أولمبيا وكانت ملكة أيضًا، كان الاسكندر الاكبر منذ صغره مهتمًا بتعليم فنون الدفاع عن النفس لذلك كان لديه شخصية عسكرية متميزة تعلم الرماية والسباحة وركوب الخيل.

وضع أبوه الملك فيليب الثاني الفيلسوف أرسطو ليقوم بمهمة تدريس ابنه الإسكندر، وقام بتدريسه بعض العلوم المختلفة مثل علم الفلسفة والشعر والعلوم والسياسة، وأحب الاسكندر الأكبر الإلياذة حبًا شديدًا ولهذا السبب قام بعمل نسخة قصيرة ليحملها معه في حملاته العسكرية.

اقرأ أيضًا: بحث عن سعد زغلول ونبذة عن طفولته وأعماله

بحث عن الإسكندر الأكبر من حيث فتوحاته

بحث عن الإسكندر الأكبر
بحث عن الإسكندر الأكبر

في عام 336 قبل الميلاد بلغ الإسكندر 20 عامًا وعندما اغتال والده الملك فيليب وتم تتويجه ملكًا لمقدونيا، في ذلك الوقت أصبح الإسكندر قائدًا قويًا وقضى على منافسيه وكارهيه قبل أن يتمكنوا من معارضته ومحاربته، وأوقف المتمردين في شمال البلاد وتابع خطى والده في السيطرة على الممالك الأخرى.

الفتح الفارسي

انطلق الإسكندر المقدوني عام 334 قبل الميلاد لغزو إمبراطورية بلاد الفرس التي تدهورت سلطتها ولكنها ظلت إمبراطورية عملاقة، وكان عدد جيش الإسكندر أقل من اربعين ألف رجل وكان معظمهم من المقدونيين وكان ولائهم كبير للإسكندر.

ضم الإسكندر لجيشه فرسان ومشاة مسلحين بالأسلحة والحراب تقدموا بشجاعة كبيرة خلف دروعهم المرفوعة ووزع الإسكندر جنوده بذكاء شديد وقاد المعارك وأصيب بعدة جروح مما زاد من إصرار وتفاني جنوده للقتال في ارض المعارك.

وعند عبوره مضيق البوسفور اتجه الى مدينة طروادة الأسطورية وقام بهزيمة قوات الامبراطورية الفارسية ورحب به سكان المدن جميعًا في آسيا الصغرى وفي خليج أسوس، وهزم الإسكندر إمبراطور الفرس داريوس الثالث الذي فر بسرعة تاركًا عائلته التي اتُخذت أسرى وكان ذلك عام 333 قبل الميلاد.

معارك فتح العراق

في شهر يوليو عام 313 قبل الميلاد ذهب الإسكندر الأكبر إلى نهر الفرات وبدلًا من أن يسلك الطريق المباشر عبر النهر إلى بابل وعبر شمال بلاد ما بين النهرين باتجاه نهر دجلة علم داريوس بهذه الخطوة من التقسيم الذي أرسله إلى معبر الفرات فسار إلى دجلة لاعتراضه، وكانت المعركة الحاسمة في 31 أكتوبر بين نينوى وأربيل، حيث هُزم الفرس وطاردهم الإسكندر لمسافة تتجاوز 35 ميل إلى أربيل ولكنهم فروا.

في منتصف صيف عام 330 قبل الميلاد انطلق الإسكندر إلى المقاطعات الشرقية بالقرب من طهران وبوابات قزوين عندما علم أن بيسوس حاكم بختيريا قد عزل داريوس بعد مناوشات بالقرب من شهر الحديثة وطعنه وتركه حتى يموت، وبرغم أن داريوس كان عدو الإسكندر إلا أنه أرسل جسده ليدفن في المقبرة الملكية في برسيبوليس.

معركة صُوْر

بعد هزيمة داريوس استولى الإسكندر المقدوني على المدن الفينيقية ماراثوس وأرادوس، ورفض دعوة داريوس للسلام واحتل مدينتي جبيل وصيدا ثم فرض حصارًا على مدينة صور وكان ذلك عام 323 قبل الميلاد بعد أن رفضه أهلها، وكانت صور جزيرة محاطة بالمياه ولم يكن لدى الإسكندر الأسطول البحري اللازم لفتحها في ذلك الوقت.

فأمر رجاله ببناء طريق للوصول إليها وسارت الأمور على ما يرام حتى وصل إلى مسافة قريبة جدًا مما أحبط سكان صور محاولاته مرارًا وتكرارًا، حتى عام 323 قبل الميلاد، وتمكن من جمع أسطول كبير وهزمهم واخترق أسوار المدينة وأعدم الآلاف من أهلها لتحديه وباع الكثير منهم كعبيد.

فتح مصر

في شهر نوفمبر عام 332 قبل الميلاد وصل الإسكندر المقدوني إلى مصر واستقبله أهلها كمنقذ لهم واستسلم له الحراس التابعون لبلاد فارس بسهولة وتوج المصريون الإسكندر الأكبر ملكًا على مصر، ثم أنشأ مدينة الإسكندرية على الضفة الغربية لنهر النيل في موقع جيد بين جزيرة فاروس وبحيرة مريوط.

فتوحات آسيا الوسطى

عبر الإسكندر جبال البرز إلى بحر قزوين واستولى على الكثير من المدن، ورضخ له عدد كبير من الشخصيات المهمة وقادة الفرس، ثم اتجه ناحية الغرب حيث كان شعب ماردي وهم شعب جبلي سكنوا جبال البرز واستسلموا له كما استسلم له المرتزقة اليونانيين لداريوس ثم واصل تقدمه السريع نحو الشرق.

وفي آريا (هرات الحديثة) خضع ساتيبارسانيس له وأسس الإسكندرية فيها وأخيرًا في فرادة وقضى على بارمينيو وعائلته وشارك ابن بارمينو فيلوتاس في مؤامرة ضد حياة الإسكندر، فقبض عليه جيش الإسكندر وأعدمه.

وأثار هذا العمل الرعب في نفوس أعداء الإسكندر وعزز موقفه أمام معارضيه، وفي شتاء 330-329 قبل الميلاد انتقل الإسكندر إلى وادي نهر هلمند عبر أراخوسيا وعبر الجبال إلى مدينة باروباميسادا حيث أسس الإسكندرية في القوقاز.

اقرأ أيضًا: بحث عن الدولة العثمانية نشأتها وإنجازاتها والتراجع العسكري وبداية الانهيار

بحث عن الإسكندر الأكبر ودخوله إلى مصر

نجح الإسكندر في فتح مصر بكل يسر في عام 332 قبل الميلاد، واستقبله المصريين لأنهم اعتبروه مخلصًا لهم من حكم الفارسيين، ولعلمهم بالإغريق الذين عاشوا في مصر قبل ذلك وقد عرفوا صفاتهم الحميدة وظنوا أن الإغريق سيكونون أفضل على أي حال من الفرس، وانضم العديد من المصريين إلى جيش الإسكندر كجنود مرتزقة.

وشعر الإسكندر بتعاطف المصريين معه مما شجعه على الاقتراب منهم حيث زار معبد آمون الموجود في واحة سيوة وقدم القرابين للآلهة.

بحث عن الإسكندر الأكبر وتأسيس مدينة الإسكندرية

كان الإسكندر من أشد المعجبين بالحضارة المصرية والشعب المصري الذي رحب به بحماس وسارع ببناء مدينة له فيها، وأسس ثغورًا فيها خصوصًا في القسم الشمالي من مصر والذي سيكون فيما بعد مركزًا للحضارة اليونانية لينضم إلى حضارة مصر القديمة والحضارة الفارسية.

وأسس قرية صغيرة على الشاطئ تسمى “فاروس”، وأسس أيضًا قرية صغيرة على الشاطئ تسمى “رقوده” بحيث يكون هناك رصيفان جميلان أحدهما في الشرق والآخر في الغرب، وتشكلت مدينة الإسكندرية وقام المهندسون بتخطيطها على هيئة شوارع مستقيمة ومتقاطعة.

واتخذ الإسكندر مدينة الإسكندرية عاصمة للحكم اليوناني في مصر وكان فتح الإسكندر المقدوني للمملكة اختلاطًا واسعًا بين الممالك الشرقية، وأدى هذا الانصهار إلى ظهور الحضارة الهلنستية حيث اختلطت عادات وثقافة سكانها وتعايشوا بسلام جنبًا إلى جنب.

بحث عن الإسكندر الأكبر في نهاية عصره

بحث عن الإسكندر الأكبر
بحث عن الإسكندر الأكبر

بعد أن أستقر المقدونيين الحكم في مصر تركها في طريقه إلى بلاد فارس حيث حارب الإسكندر الأكبر على الإمبراطورية الفارسية وقضى عليها لكنه مرض وعاد إلى العراق حيث توفي عام 332 قبل الميلاد، وحمل جسده إلى مصر ودفن في الإسكندرية وكان عمره آنذاك 33 عام.

وقال المؤرخين إن سبب وفاة الإسكندر الأكبر كانت الحمى المفاجئة التي أصيب بها وحاول الأطباء بكل الطرق علاجه من هذا المرض ولكن سرعان ما انتشرت الحمى في جسده ولم يتمكن الأطباء من علاجه.

وهكذا انتهى عصر الإسكندر الأكبر، وكان من الملوك الذين شهدوا التاريخ بنبله وشجاعته وقوته ودفن الإسكندر الأكبر في مقبرة خاصة به في الإسكندرية.

اقرأ أيضًا: أسباب الحملة الفرنسية على مصر

في نهاية مقالنا نرجو أن نكون قد استوفينا الحديث حول موضوع بحث عن الإسكندر الأكبر، والذي تحدثنا فيه عن نشأة الإسكندر الأكبر وفتوحاته في مصر والعراق صُوْر وآسيا الوسطى بالإضافة إلى تأسيسه إلى مدينة الإسكندرية حتى وفاته.

قد يعجبك أيضًا