بحث عن رحلة الإسراء والمعراج

بحث عن رحلة الإسراء والمعراج لنتعرف على أحداث وحقائق هي أقرب للخيال منها قربًا من الواقع، ففي رحلة الإسراء والمعراج الكثير من الغيبيات التي لم عنها الإنسان أي شيء منذ بدء الخليقة حتى يوم أن أُسري بالنبي صلى الله عليه وسلم، والتي سنعرضها من خلال موقع زيادة.

بحث عن رحلة الإسراء والمعراج

لتقديم موضوعنا بعنوان بحث عن رحلة الإسراء والمعراج، فيجب توضيح أن الإسراء والمعراج هما رحلتان وليسا رحلة واحدة، حيث يقسم لرحلة الإسراء للنبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في فلسطين على دابة تسمى البُراق بصحبة جبريل عليه السلام.

ثم العروج بالنبي صلى الله عليه وسلم من الأرض بفلسطين إلى السماء حتى سدرة المنتهى بصحبة جبريل عليه السلام على دابة البراق.

اقرأ أيضًا: قصة الاسراء والمعراج كاملة والدروس المستفادة منها

أسباب رحلتي الإسراء والمعراج

بلغ النبي صلى الله عليه وسلم مبلغه من أذى المشركين في مكة والجزيرة حتى ضاق صدره من الأذى، حتى أنه قال (لعلي أجد أرضًا أخصب من هذه الأرض عند ثقيف)، وهم أهل الطائف، فلما بلغهم وحاول أن يبلغهم بدعوة الإسلام، بدا منهم مالم يجده حتى من أهل مكة.

حتى أنهم رموه بالحجارة حتى أدميت قدماه الشريفتين، حتى أن مولاه بن حارثة شجت رأسه في عدة أماكن متفرقة.

فلما بلغ من كلام القوم ونبذهم له ولدعوته ما بلغ، بث الله له ملك الجبال فقال له (لو شئت لأطبقت عليهم الأخشبين) لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد عليه قال له (لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئًا، اللهم اهد قومي إنهم لا يعلمون…).

فكانت هذه أحد أهم أسباب كلامنا في بحث عن رحلة الإسراء والمعراج، فكانت رحلة الإسراء والمعراج بمثابة غسل لهموم النبي الكريم وتهيئة وتثبيًتا له للمرحلة المقبلة من الدعوة، حيث كانت هذه الرحلة إعدادًا للنبي صلى الله عليه وسلم لما بعد الهجرة من مكة إلى المدينة.

فقد أطلع نبيه صلى الله عليه وسلم من قصص الأنبياء وما لاقوه من قومهم ما شد به أزره ورفع من روحه وجعله على أتم استعداد لاستكمال مشوار الدعوة دون قلق من نصر الله تعالى.

رحلة الإسراء

قال تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [1 الإسراء]

ربط الله تعالى بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى لقداسة المسجدين عند رب العالمين، فكان المسجد الأقصى وقتها مازال قبلة للمسلمين، ليربط النبي صلى الله عليه وسلم المسجدان بالحرمة الشديدة والقداسة البالغة.

وقد كان من الله تعالى أن أمر فيما بعد بأن تتحول القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، فسبحانه له علم الغيب بما سيتعرض له المسجد الأقصى، وحدث ذلك قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة فما كان المسجد النبوي قد تم بناؤه بعد.
كما أن في بحث عن رحلة الإسراء والمعراج ما يدلنا على بداية أمر الصلاة، وكيف فرضت على المسلمين، حيث فرضت الصلاة في رحلة المعراج وظل المسلمون يصلون إلى قبلتهم الأولى إلى المسجد الأقصى، وبقى المسلمون على قبلتهم الأولى بعد فرض الصلاة حتى أنزل الله تعالى قوله (قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ).

 [144 البقرة]

كانت هذه الرحلة بشارة للمسلمين بعد النبي بفتح بيت المقدس وأخذه من الإمبراطورية الرومانية التي تسيطر عليه، وهذه دلالة على توسع رقعة الإسلام وعلى أن الإسلام هو الغالب على ما يفعله أهل الجزيرة مع النبي ومع المسلمين.

فكان سعينا في بحث عن رحلة الإسراء والمعراج مخرجًا لكثير من التفاصيل الواجب ذكرها.

اقرأ أيضًا: أين تقع مكة المكرمة وما طقس وتضاريس مكة المكرمة 

تفاصيل عن رحلة الإسراء

لتوضيح موضوعنا في الـ بحث عن رحلة الإسراء والمعراج، يجب توضيح ذهاب غالب الأئمة إلى أن النبي قد أسري به في ليلة السابع والعشرين من شهر رجب في العام الثاني عشر من البعثة النبوية.

حيث جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه البراق – دابة أصغر من الفرس وأكبر من الحمار – تضع حافرها عند طرفها، وهذا تمثيل لسرعتها فما يصل إليه البصر هو موضع حافتها، فكانت تطوي الأرض لمن ركبها.

فانطلق البراق إلى بيت المقدس، فربطها النبي صلى الله بحائط إلى جوار المسجد، فسمي بحائط البراق منذ هذا اليوم، ثم دخل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى فوجد أن الله تعالى قد جمع كل الأنبياء فيه فصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم إمامًا.

وعلم النبي صلى الله عليه وسلم كل الأنبياء وأوصافهم، حتى أنه وصف الكثير منهم للصحابة فيما بعد، كما أن المشركين لما عاد النبي من رحلتي الإسراء والمعراج كذبوه وقالوا (رحلة نشد إليها الرحال ثلاثة أشهر، ذهبتها أنت وعدت منها في ليلة واحدة)، ثم ضيقوا عليه الخناق ليصف لهم بيت المقدس.

لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تمعن فيما حوله من بنيان وصفات المكان، فأتاه جبريل عليه السلام فعرض أمامه المسجد الأقصى ليصفه لهم، فوصفه لهم بمنتهى الدقة، فأصابهم الذهول لعلمهم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذهب إلى القدس من قبل.

رحلة المعراج

لاستكمال موضوعنا في بحث عن رحلة الإسراء والمعراج يجب أن نبين أنه بعد أن أنهى النبي الصلاة مع أنبياء الله تعالى، أخذه جبريل عليه السلام على دابة البراق، ليعرج به إلى السماء، فمر بكل سماء على حدا.

فلقي أبونا آدم عليه السلام في السماء الأولى، ورأى كذلك أرواح الشهداء اللذين قال الله فيهم أنهم أحياء عند الله يرزقون، ثم ارتقى إلى السماء الثانية فسلم على كل من يحيى وعيسى عليهما الصلاة والسلام.

أما في السماء الثالثة قابل يوسف عليه السلام، والفي الرابعة قابل إدريس عليه السلام، الذي قال تعالى فيه (واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا* ورفعناه مكانا عليا) [56 مريم]

وقابل موسى عليه الصلاة والسلام بالسماء السادسة، ولقي سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وسلم بالسماء السابعة، فسلم جميعهم عليه وأقروا بنبوته وبلغوه بأن الله بشَّرهم به من زمن بعثة كل منهم، ثم أخذه جبريل إلى سدرة المنتهى.
قال تعالى (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ (13) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ (17) لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ (18)).

    [13-18 النجم]

وقد مر النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت المعمور، ورأى الملائكة تطوف من حوله، ثم رفعه الله تعالى ليأمره بالصلاة، وظل النبي صلى الله عليه وسلم يعود إلى ربه في التخفيف من عدد الصلوات حتى يسرها الله من خمسين صلاة إلى خمس صلوات ثم استحى صلى الله عليه وسلم من ربه.

فكانت الخمس صلوات بأجر خمسين صلاة، رحمة من الله تعالى ورأفة من النبي صلى الله عليه وسلم من أن يشق أمر الصلاة على المسلمين.

عُرض الخمر واللبن على النبي صلى الله عليه وسلم، فاختار اللبن، فقال له جبريل أنه اختار الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ولو أنه أختار الخمر لغوى وغوت أمته.

ورأى صلى الله عليه وسلم أثناء رحلة المعراج ما يشيب رأس الغلام، فرأى أكلة الربا ورأى أصحاب الغيبة والنميمة ورأى مالك خازن النار، كما رأى أنهار الجنة ومنهما النيل والفرات، والكثير من المشاهد التي لو تعرضنا لها ما وسعتنا صفحات هذا البحث.

اقرأ أيضًا: الاسراء و المعراج كيف ومتى حدثت

الدروس المستفادة من البحث عن رحلة الإسراء والمعراج

بعد أن ذكرنا ماهية رحلتي الإسراء والمعراج، يجب أن نستخلص الدروس المستفادة من هذا البحث، ومنها:

  • ترحيب الله بالرسول صلى الله عليه وسلم بالسماء وعند سدرة المنتهى دليل على مكانة تلك الرحلة وقدرتها على التهوين التخفيف لما لاقاه النبي صلى الله عليه وسلم على يد المشركين، خاصة بعد رحلة الطائف.
  • لم يكن المشركون فقط هم من شككوا في كلام رسول الله عن الإسراء والمعراج، بل أيضًا من المؤمنين من لم يصدقها، وفي ذلك عبرة كبيرة، وهي أن الإيمان الحقيقي هو تصديق كل ما ورد على لسان الرسول فإنه لا ينطق عن الهوى.
  • بيان المعجزة في صدق النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن وصف للناس بيت المقدس وصفات الأنبياء، وذكر البيت المعمور وعامريه من الملائكة، بل وقيام المسلمين بالصلاة التي فرضت عليهم في رحلة المعراج أكبر دليل على تصديق النبي صلى الله عليه وسلم.

إن في خوضنا في بحث عن رحلة الإسراء والمعراج، نجد العديد من الإعجازات التي لم نكن لنعلم بها لولا فضل الله على النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الرحلة.

قد يعجبك أيضًا