بحث عن الممنوع من الصرف

بحث عن الممنوع من الصرف من الأسماء التي في الأصل تكون مصرفة (منونة تنوين التمكين)، لكن إذا حدث علة قد يُمنع من الصرف أو التنوين بسبب علة واحدة قد تمنع من الصرف أو واحدة قد تقوم مقام علتين، فيصبح ممنوع من الصرف ولا ينون تنوين المنصرف ويجر بالفتحة لا بالكسرة.

بحث عن الممنوع من الصرف

الممنوع من الصرف هو الاسم الذي لا يقبل التنوين على أخره بسبب علة، وينقسم إلى نوعين هما:

 الممنوع من الصرف بسبب علة واحدة

تمنع الكلمة من الصرف إذا توافر بها علة واحدة من العلل الآتية:

  • ألف التأنيث المقصورة الزائدة
    إذا ختم الاسم بألف تأنيث مقصورة وزائدة مثل ( لبنى، ليلى، رضوى، سلوى) تكون ممنوعة من الصرف، مفرد أو جمع مثل (جرحى).
    نحو قوله تعالى في سورة الحج (َمَا هُمْ بِسُكَارَى) فكلمة سكارى اسم مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة.
  • ألف التأنيث
    إذا ختم الاسم بألف تأنيث ممدودة وزائدة نحو (شهداء شفعاء وأشياء) تكون ممنوعة من الصرف.
    كما في قوله تعالى: “ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ” (سورة النور).
    ” فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا” (سورة الاعراف).
    ” لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ” (المائدة).
  • وزن منتهى الجموع
    تمنع الكلمة من الصرف ولا تنون إذا كانت على صيغة منتهى الجموع (كل جمع تكسير وبعد ألف الجمع يوجد حرفان أو يوجد ثلاثة حروف، الحرف الأوسط منهم ساكن)
    النوع الأول
    نحو كلمة دراهم في قول الله تعالى “وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ”
    النوع الثاني نحو كلمة محاريب في قوله تعالى (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ” (سبأ 13).

اقرأ أيضًا : التشكيل في اللغة العربية أصوله وعمل الخليل بن أحمد الفراهيدي على تطويره

 الممنوع من الصرف بسبب علتين

الاسماء الممنوعة من الصرف بسبب علتين لابد أن تكون كالتالي:

  1. العلمية : أن تكون الكلمة علم (اسم شخص أو مكان) نحو (أحمد، مصر) أو حتى حيوان مثل اسم ناقة النبي – صلى الله عليه وسلم “القَصواء”.
  2. الوصفية: أن يكون الاسم وصف نحو (عطشان وأحسن).

مع أحد هذين العلتين ينضم أحد الأسباب الآتية:

الأسباب التي تنضم إلى العلمية حتى يكون الاسم ممنوع من الصرف

حتى يكون اسم العمل ممنوع من الصرف لابد أن يتوافر سبب عَلَميَّته بجانب سبب واحد من الستة أسباب الآتية:

  • العلم المنتهي بألف ونون:

نحو(عمران وعثمان وعفان)، اسم عمران في قوله تعالى “إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” (آل عمران 35).

  • التركيب المزجي:
    عندما يكون العلم مركب تركيبًا مزجيًا يكون ممنوع من الصرف.
    التركيب المزجي هو: الاسم المكون من كلمتين متصلتين ببعض وممتزجتين، ويكون الإعراب في هذه الحالة علامته على أخر حرف في الكلمة بعد مزجها، نحو(بعلبك والخازندار ومعديركب وبورسعيد وحضرموت) فمثل كل هذه الاسماء مكونة من كلمتين ومركبة بطريقة امتزجت فيها الكلمتان وأصبحتا كلمة واحدة.
    فمثل هذه الكلمات الأعلام المركبة تركيب مزجي ممنوع من الصرف ويجر بالفتحة نيابة عن الكسرة، نحو قولك (ذهبت إلى حضرموتَ لزيارة صديقي) كلمة حضرموت اسم مجرور وعلامة جره الفتحة على آخره نيابة عن الكسرة لآنه ممنوع من الصرف.
  • العلم المختوم بكلمة (ويه)
    مثل (نفطويه، سيبويه، دستورية)، يُبنى دائمًا في الثلاث حالات (الجر والرفع والنصب) يبنى على الكسرة، نحو قولنا جاء نفطويهِ، مررت بنفطويهِ، رأيت نفطويهِ بالبناء على الكسرة في كل الأحوال الإعرابية.
  • العدل:
    هي الأسماء المعدولة من اسم آخر على وزن (فُعَل) نحو: (قُزَح، مُضَر، زُفر، عُمَر)
    مثلا عُمَر معدول عن عامر، ويجر الاسم الممنوع من الصرف للعدل والعلمية بالفتحة نيابة عن الكسرة ولا يتم تنوينها، نحو قولنا (قد أقر الناس بدينِ عمرَ حتى خصومه).
  • التأنيث بغير الألف والتاء:
    هذا أن يكون العلم مؤنثًا بغير الألف في آخره، ويأتي في اللغة العربية على ثلاث صور وهي:
  1. المؤنث لفظًا ومعنى: ما كان ينتهي بتاء التأنيث ومعناه يدل على أنثى حقيقة (تلد أو تبيض) نحو ( خديجة، فاطمة، جميلة)
  2. مؤنث معنى فقط لا لفظًا: هو الكلمة التي معناها تدل على أنثى حقيقية (تلد أو تبيض) لكن اللفظ خالي من تاء التأنيث نحو (زينب، مريم، سعاد).
  3. مؤنث لفظًا فقط لا معنى: هو الكلمة الدالة على مذكر لكن تنتهي بتاء تأنيث نحو(حمزة، أسامة، معاوية)

مما سبق يمكن تلخيص القول في الثلاث أقسام هذه من حيث المنع من الصرف أنه كل علم على أنثى فهو ممنوع من الصرف سواء أنتهى بتاء التأنيث أم لم ينتهي بها، والعلم المذكر غير ممنوع من الصرف.

اقرأ أيضًا : مقدمة عن اللغة العربية وأهمية اللغة العربية وثرواتها اللغوية 

الأسباب التي تنضم إلى الوصفية حتى يكون الاسم ممنوع من الصرف

حتى تكون الكلمة  ممنوع من الصرف لابد أن يتوافر مع وصفيتها سبب أخر من الثلاث أسباب الآتية:

  • زيادة الألف والنون
    كل صفة تنتهي بألف ونون زائدتان على الكلمة تمنع من الصرف وتجر بالفتحة
    مثل (حيران، جوعان، غضبان، عطشان) كل هذه الكلمات تنتهي بألف ونون ولهذا هي ممنوعة من الصرف لزيادة الألف والنون، والوصفية.
    لكن لا يمنع من لصرف كل الأوصاف المنتهية بالألف والنون إلا تلك التي على وزن (فَعلان) ولا يمنع من الأوصاف المنتهية بألف ونون زائدتين إلا لو كان على وزن (فَعلان)، مثلًا كلمة عريان ليست ممنوعة من الصرف لأنها على وزن (فٌعلان) وليست (فَعلان).
    نحو كلمة (غَضْبَانَ) قوله تعالى: “وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ” (150 الأعراف)
    وكلمة (حَيْرَانَ) في قوله تعالى: ” قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰ أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ”
    فكلا كلمة (حَيْرَانَ وغَضْبَانَ) على وزن (فَعلان) وصفة ختمت بالألف والنون، لذلك فهما غير منونين وممنوعة من الصرف.
  • وزن الفعل
    هي الصفات التي على وزن (أفعل) فقط لا على وزن فعل آخر لأن هذا الوزن أقرب للفعل منه للاسم.
    نحو كلمة أحسن في قوله تعالى: “وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا” ( النساء86).
    جائت ممنوعة من الصرف ولم تنون بسبب الوصفية وإنها على وزن الفعل.
    وكلمتا (أصغر وأكبر) في قوله تعالى: “وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ” (سبأ428)
    جائت ممنوعة من الصرف ولم تنون بسبب الوصفية وإنها على وزن الفعل.
  • الوصفية إذا اجتمعت مع العدل
    وهذه الحالة محصورة بين كلمات معينة:
  1. كلمة (آخر) نحو قول الله تعالى: “أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَوَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ”.

جرت بالفتحة لإنها ممنوعة من الصرف للوصفية والعدل.

  1. ما جاء على وزن (فُعال، ومَفْعَل) من الأعداد 1 : 10 فيقال (حَاد، مَوْحَد – ثُناء، مثنَى…)
    نحو قوله تعالى: “الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ”.

فكلمات (وثُلَاثَ وَرُبَاعَ) مجرورة بالفتحة لأنها ممنوعة من الصرف.

اقرأ أيضًا : افكار ليوم اللغة العربية وأهمية اللغة العربية

عودة الممنوع من الصرف إلى إعرابه الاساسي

يمكن إعراب الممنوع من الصرف في الحالات:

  • إذا دخلت عليه (ال)
    نحو كلمة (مساجد) في قوله تعالى: “وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ” (البقر178).
    فكلمة المساجد مجرورة بالكسرة على الأصل.
  • إذا أضيفت

نحو كلمة (أحسن) في قوله تعالى: “لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْويم”
مجرورة بالكسرة على الأصل.

  • للضرورة الشعرية
    نحو قول أمرؤ القيس: “ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْـزَةٍ * فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاَتُ إنَّكَ مُرْجِلِي”
    فكلمة (عنَيْـزَةٍ) مجرورة بالكسرة على الأصل.

بذلك نكون قد أجرينا بحث عن الممنوع من الصرف وأسباب المنع وأنواع الممنوع من الصرف وتصريف الممنوع من الصرف، نرجو أن نكون قد أفدناكم.

قد يعجبك أيضًا