بحور الشعر العربي

بحور الشعر العربي أو علم العروض، تعبيران مترادفان يعبران عن أوزان الشعر أو موسيقى الشعر العربي تلك البحور التي وضعها العلامة العربي الخليل بن أحمد الفراهيدي، وأضاف عليها تلميذه الأخفش، وحاول كثير من العلماء دراستها وتصنيف الشعر على أساسها.

لذلك سنعرض لكم جميع المعلومات التي ترغبون في معرفتها عن بحور الشعر العربي من خلال موقع زيادة.

تاريخ بحور الشعر العربي

بحور الشعر العربي
بحور الشعر العربي

بحور الشعر العربي صنفها الخليل بن أحمد الفراهيدي وزاد عليها تلميذه الأخفش بحرا واحدا وهو المتدارك.

والبحور هي الطويل، المديد، البسيط، الوافر، الكامل، الهزج، الرجز، الرمل، السريع، المنسرح، الخفيف، المضارع، المقتضب، المجتث، المتقارب، المحدث، وأخيرا المتدارك.

ثم زاد أبو الطاهر البيضاوي أن حاول تسهيل الأمر على الدارس بأن جمعها في بيتين، وهى

طويل يمد البسط بالوفر

ويهزج في رجز ويرمل مسرعا

فشركة خفيفا ضارعا يقتضب لنا.

من اجتث من قرب لندرك

ثم جاء صفي الدين الحلي ونظم لكل بحر بيتا من الشعر، وسمى هذه الأبيات مفاتيح البحور، فيسهل حفظها، حتى لا يختلط الأمر على الدارس.

ومن تلك المفاتيح ما نظمه في بحر الطويل قال:

طويل له دون البحور.         فعولن مفاعيلن فعولن مفاعل

ومفتاح بحر المديد هو:

لمديد الشاعر عندي صفات.   فاعلاتن فاعلن فاعلاتن

أما مفتاح بحر البسيط فهو:

إن البسيط لديه يبسط الأمل.    مستفعلن فاعلن مستفعلن فعل

ولعل الغرض من هذه المفاتيح هو تسهيل الأمر على الدارس، حتى يستطيع حفظ المفتاح ويقيس عليه الأبيات، فيعرف من أي بحر هي، وإن كان ناظما للشعر، هل أخطأ في الوزن أم لا، لأنه إذا أخطأ في الوزن واختل منه موسيقى البيت، فعليه إعادة النظر في الوزن، فهذا مأخذ يؤخذ عليه.

لذلك نجد كثير من نقاد الأدب يقولون هذه الكلمة مجلوبة للقافية، اي لم تعطي معنى جديد، لكن الشاعر اضطر أن يأتي بها حتى لا يكسر وزن بيته.

اقرأ أيضًا: أغراض الشعر الجاهلي ومميزاتها وأشهر شعراء الجاهلية وأشهر وأجمل ما قيل فيه

واضع بحور الشعر أو علم العروض

هو الخليل بن أحمد الفراهيدي المولود بالبصرة عام 100 هجريا و المتوفى عام 170 هجريا في خلافة هارون الرشيد، تلقي العلم على يد نخبة من علماء العرب منهم عمرو بن العلاء، عيسى ابن عمرو الثقفي، وهو أستاذ لكبار علماء العرب سواء في اللغة أو الأدب، منهم سيبيويه، والمسائية والأصمعي.

لا أحد يستطيع أن ينكر فضل الخليل بن أحمد الفراهيدي في اللغة فهو واضع علم العروض أو بحور الشعر العربي، ومعجم العين أول معاجم اللغة العربية.

يقال عن وضعه في علم العروض، أنه كان يمشي في أسواق البصرة، ثم سمع الغناء، فلفت سمعه، فبدأ في وضع موسيقى الشعر، ويقال إنه كان يأتي بدلو به ماء يضع فيه رأسه، ويقول البيت ويبدأ في تسجيل وزن البيت، أو يبحث عن بئر ماء ويفعل فيه ما يفعل بالدول، كان يفعل ذلك ليسمع تردد التفعيلات لصدى صوته، هذا ما قيل عن وضعه لهذا العلم، والله أعلم.

تقسيم بحور الشعر

وقد اختلف العلماء في تقسيم بحور الشعر العربي، كل حسب طريقة دراسته لها وهي كالتالي:

  • البحور الممتزجة الطويل المديد والبسيط.
  • البحور السباعية ومنها الوافر والكامل والهزج والرجوع والرمل والسريع والمنسرح والمضارع والمقتضب.
  • البحور الخماسية وهى المتقارب والمتدارك.

وهناك تقسيم أخر وهو:

  • دائرة المؤتلف وتضم الطويل والمدينة والبسيط.
  • دائرة المشتبه وتضم السريع والمنسرح، والمضارع والمقتضب، والمجتث.
  • دائرة المتفق أو المتقارب وتضم المتقارب والمتدارك.

أسباب تسمية بحور الشعر بهذه الأسماء

بحور الشعر العربي لم تكن تلك المسميات التي أطلقها عليها الخليل بن أحمد الفراهيدي إلا العلة، وترتبط العلة بالتفعيلة وطريقة سير الشعر عليها، وهل الشعر كامل أو غير كامل النظم، أو صعب النظم عليه، فكل بحر من هذه البحور له صفة من اسمه، ولذلك سوف نوضح أسباب تلك المسميات وهى:

البحر الطويل

ويعد بحر الطويل من أكثر بحور الشعر العربي التي استخدمها الشعراء في نظم أشعارهم، وثم هذا البحر باسم الطويل لكثرة عدد حروف البيت، التي تصل إلى ثمانية وأربعين حرفا، في حالة وجود تصريع في البيت الأول.

البحر المديد

أما بحر المديد، جيد فيعد من البحور التي يقل استعمالها، ويعلل ذلك بثقل سمعه على الأذن.

البحر البسيط

سمى بذلك لانبساط أسبابه وسهولة حركاته، ويستعمل مجزوء سداسيا أو تاما  بثمانية تفعيلات.

البحر الكامل

سمي بذلك لكمال حركاته، ويصلح لكافة أغراض الشعر.

البحر الوافر

سمى بالوافر بوفرة حركاته، والبعض قال بوفرة أجزائه، وعرف باللبن، وأفضل ما نظم فيه هو الفخر.

اقرأ أيضًا: اجمل ابيات الشعر العربي في الحب والغزل

بحر الهزج

عرف بتردد الصوت، فكان العرب يستخدمونه في الشعر الغنائي لذلك استخدمه، أمير الشعراء أحمد شوقي في مسرحه الشعري.

بحر الرجز

سمى الرجز لاضطرابه، مثل اضطراب قوائم الناقة عند قيامها،  ويقال لتقارب أجزائه، وأطلق عليه البعض حمار الشعر، لأنه اقترب من النثر أكثر من الشعر.

بحر الرمل

سمي بذلك لسرعة نطقه، وتم تشبيهه برمال الصحراء، ويمتاز بالرقة، واستخدم في الغزل والخمر والمجون.

كما استخدمه شعراء الأندلس في الموشحات، حيث إنه مناسب لأغراضها في وصف الطبيعة ومجالس اللهو والغزل.

السريع

سمي بذلك لأن تفعيلاته خفيفة وسريعة وسلسة مثل البحر، يصلح لنظم القصائد التي تهتم بالعواطف والمشاعر والأحاسيس.

بحر المنسرح

بحر سهله على اللسان بالرغم من صعوبة نظمه.

بحر الخفيف

بحر يمتاز بالخفة ويصلح للحماية والفخر، كما يصلح الرقة كالرثاء والغزل، ويشبه الوافر في اللبن.

بحر المضارع

يشبه بحر المضارع بحر المقتضب، والبعض شبهه بالهزج المنسرح، يصلح لنظم الأناشيد التواريخ

بحر المقتضب

سمي بذلك لأنه اقتضب أو اقتطع من المنسرح بحذف التفعيلة الأولى منه.

المجتث

تم اقتطاع المجتث، من الخفيف، بإسقاط التفعيلة الأولى، ولا يستخدم إلا مجزوء رباعي الأجزاء.

المتقارب

لتقارب الأجزاء وتشابهها، سمى بالتقارب.

المتدارك

قريب من المتقارب ويلحق به ومن مسمياته المحدث، والمخترع، واقتصر في نظمه على الموشحات والقصائد الغنائية.

تاريخ الشعر العربي

بحور الشعر العربي
بحور الشعر العربي

يرجع تاريخ الشعر العربي وموسيقاه إلى العصر الجاهلي، حيث كان يعرف الشاعر علي أنه كلام موزون مقفى يعبر عن عاطفه الشاعر وعم يدور في نفسه وعقله من مشاعر وأفكار، وبذلك في الشعر لابد أن يدوم أربعة عناصر هي:

الوزن القافية والمعنى والفصد

والشاعر كانت له مكانة كبرى، بين القبيلة، فهو المتحدث باسمها، والمسجل لانتصارات القبيلة، ومن أشهر شعراء العصر الجاهلي أمرؤ القيس، وشعراء المعلقات.

عصر صدر الإسلام وهو العصر الذي ظهرت فيه القصيدة التي مدح فيها رسول الله، وظهرت أغراض جديدة منها المغازي والفتوحات، ومدح صحابة رسول الله.

ثم الشعر في العصر الأموي والعباسي، ولم يختلف كثيرا، وإن تأثر لمظاهر الحياة في هذا العصر.

ثم يقل الشعر العربي ويصاب بحالة من الركود حتى أتي البارودي وشعراء الإحياء والبعث، فيعود للشعر العربي قوته، خاصة بعدما ظهر أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وغيرهم.

ثم تطورت مدارس الشعر، وتغيرت  موسيقاها حتى وصلنا الشعر المرسل، وهو الشعر الحديث، الذي اختفي فيه الوزن والقافية بالمعنى المفهوم للشعر، ولم يعد البيت الشعري ينقسم لشطرين، ولم تعد القافية الواحدة كما كانت من قبل.

اقرأ أيضًا: ما هو الشعر الحر؟ وما العوامل التي أدت إلى ظهوره؟ ومن هم رواده؟

خلاصة الموضوع في 7 نقط

  1. بحور الشعر العربي علم واسع وضعه العلامة الخليل بن أحمد الفراهيدي.
  2. ظل بحور الشعر العربي لفترة طويلة من الزمن، ليستفيد منه الشعراء.
  3. بحور الشعر العربي له أوزان متعددة منها الطويل والمديد والوافر.
  4. درس الشعراء هذه الأوزان التي ظلت من العصر الجاهلي حتى العصر الحديث.
  5. جميع الشعراء قاموا بدراسة وقراءة هذه البحور جيدًا حتى يستفيدوا منها في كتابة أبيات شعرهم.
  6. يرجع تاريخ الشعر العربي وموسيقاه إلى العصر الجاهلي
  7. تطورت مدارس الشعر، وتغيرت موسيقاها حتى وصل إلينا الشعر المرسل، وهو الشعر الحديث.
قد يعجبك أيضًا