أسرار وأفوض أمري إلى الله

أسرار وأفوض أمري إلى الله لقضاء الحوائج هي مجربة كثيرًا؛ وذلك لأن اللجوء إلى الله تعالى في الأوقات الصعبة بالذكر وترديد الأدعية من العبادات المستحبة، والتي يتبعها فرجٌ عظيم، لذا سنتحدث اليوم ومن خلال موقع زيادة على فضل ترديد ذكر “وأفوض أمري إلى الله”.

أسرار وأفوض أمري إلى الله

لقد وَرَدَ تفويض الأمر إلى المولي -سبحانه وتعالى- في القرآن في سورة غافر، قال تعالى: “فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ” [غافر:44].

قد جاء على لسان مؤمن آل فرعون عندما كان يحاجي قومه، وقد قال لهم هذا القول عند دعوتهم له للكفر، وهو يدعوهم للإيمان، حيث كان متوكلًا على الله تعالى حق التوكل.. لذا نجد لقول وأفوض أمري لله أسرار وثمار عديدة.

  • العبد الذي يفوض أمره إلى الله يكون له ضمان على أن المولى عز وجل سيحميه ويقيه من كل الشرور والمصائب.
  • يرُد الله -سبحانه وتعالى- كيد العدو والحاقد عن العبد الذي يفوض أمره له، والدليل على ذلك قوله تعالى: “فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ” – [غافر: 45].
  • الله تعالى ينصر العبد الذي يفوض أمره له على أعدائه ويُمكنه منهم، وهذا النصر قد يكون ماديا في الحياة الدنيا أو بعقابهم في الآخرة، والدليل على ذلك قوله تعالى: “ِإنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ” [آل عمران: 160].
  • العبد الذي يفوض أمره إلى الله يحبه المولى -عز وجل-، والدليل على ذلك قوله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ” [آل عمران:159].
  • ينال العبد الجنة إن كان يفوض أمره لله، والدليل على ذلك قوله تعالى: “وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ *‏ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ” [العنكبوت: 58].
  • تفويض الأمر لله تعالى يجعل العبد يتخلص من أي مشكلة يقع بها أو أي سوء يطرأ على حياته.
  • يساعد على التخلص من التوتر والقلق والاكتئاب، ويجعل العبد مطمئنًا وآمنًا.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع دعاء وأفوض أمري إلى الله

نماذج لتفويض الأنبياء أمورهم إلى الله

الأنبياء هم خير خلق الله تعالى، حيث جاؤوا يحملون لنا رسالة الله تعالى، ومن بينها تفويض أمرهم لله تعالى والتوكل عليه، ويوجد في ذلك أفعال ومواقف شتى.

  • نذكر في البداية كيف كان نبين محمد -صلى الله عليه وسلم- يفوض أمره لله، وذلك يأتي في قوله تعالى عن النبي وأصحابه: “الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ” [آل عمران: 173].
  • كما كان رسول الله إبراهيم عليه السلام يفوض أمره لله تعالى في جميع الأمور، والدليل على ذلك، ما رواه ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: “حَسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ، قالَهَا إبْرَاهِيمُ عليه السَّلَامُ حِينَ ألْقِيَ في النَّارِ، وقالَهَا مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حِينَ قالوا إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ” [صحيح البخاري].
  • قام سيدنا هود -عليه السلام- بتفويض أمره لله تعالى عندما عصاه قومه ولعنوه وأهانوه، واتهموه بتهم غير حقيقي، وقد جاءت تلك القصة في قوله تعالى: “قالُوا يا هودُ ما جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ وَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ * إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِي ءٌ مِمَّا تشْرِكُونَ * مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مسْتَقِيمٍ” [هود: 53-56].
  • جاء في القرآن الكريم الدليل على أن سيدنا نوح عليه السلام كان يفوض أمره لله تعالى في جميع أموره، قال تعالى: “وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآَيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ” [يونس: 71].
  • قصة أم نبي الله موسى التي فوضت أمرها إلى الله؛ لكي يحفظ ابنها الذي ألقته في اليم، وذلك في قوله تعالى: “وَأَوْحَيْنَا إِلَى أمِّ موسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ” [القصص: 7].

اقرأ أيضًا: دعاء التوكل على الله في الصباح

مظاهر تؤكد أسرار وأفوض أمري إلى الله

توجد بعض المواطن التي تشير إلى أمر الله -سبحانه وتعالى- لنا في شرعه بالتوكل عليه، وتفويض أمورنا عليه، إلا أن الأمر بهذه المواطن يجعلنا نتأكد من أسرار وأفوض أمري إلى الله، ومن بينها:

1- التوكل في الذهاب للنوم

عند ذهاب العبد للنوم فهذا موتة صغرى، لذا يحثنا النبي -صلى الله عليه وسلم- على تفويض أمرنا إلى الله تعالى قبل أن ينام، فإن قبض الله روحه يكون على عبادة جليلة، وهي توكله على الله، وقد ورد في ذلك حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

إذا أتيْتَ مَضجَعَكَ، فتوضَّأْ وُضوءَكَ للصلاةِ، ثمَّ اضْطجِعْ على شِقِّكَ الأيْمَنِ، ثمَّ قلْ اللهُمَّ أسلَمْتُ وجْهِيَ إليْكَ، وفوَّضتُ أمْرِي إليْكَ، وألجأْتُ ظهْرِي إليكَ، رغبةً ورهبةً إليْكَ، لا مَلجأَ ولا مَنْجا مِنكَ إلَّا إليْكَ، آمنتُ بِكتابِكَ الَّذي أنزلْتَ وبِنبيِّكَ الَّذي أرسلْتَ. فإنْ مِتَّ من ليلتِكَ فأنتَ على الفِطرةِ، واجعلْهُنَّ آخِرَ ما تَتكلَّمُ بهِ” [صحيح الجامع].

2- التعرض للضرر أو المرض

عند تعرض المسلم للمرض أو الفقر أيضًا عند حلول الفقر يجب أن يتوكل على الله تعالى، والدليل على ذلك الحديث النبوي الشريف، في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ، وَمَنْ نَزَلَتْ بِهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بِاللَّهِ فَيُوشِكُ اللَّهُ لَهُ بِرِزْقٍ عَاجِلٍ أَوْ آجِلٍ” [جامع الترمذي].. وكلمة “أنزلها بالله” تعني أنه فوض أمره إلى الله فيما حدث معه.

3- الوقوع في الهم

في حال وقع العبد في كرب شديد أو مصيبة يجب أن يكون واثقًا أن كل ما حل به من تدبير الله عز وجل، حيث جاء في كتابه العزيز، قال تعالى: “قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللَّهُ لَنا هوَ مَوْلانا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ” [التوبة: 51].

اقرأ أيضًا: الدعاء المستجاب لقضاء الحاجة مجرب

4- الخروج من المنزل

عند خروج العبد من منزله، يجب عليه أن يعقد نية التوكل على الله، ويفوض جميع أموره له، حيث جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “إذا خرَجَ الرَّجُلُ من بَيتِه، فقال باسمِ اللهِ، تَوكَّلتُ على اللهِ، لا حَولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ، قال يقالُ حينئذٍ هُديتَ، وكُفيتَ، ووقيتَ” [تخريج سنن أبي داوود].

التوكل على الله تعالى صفة عباد الله الصالحين، وهو الحال الدائم للمؤمنين مع ربهم، لذا نجد فضائل وأسرار وراء تفويض الأمر لله تعالى.

قد يعجبك أيضًا