أسرار خواتيم سورة البقرة

أسرار خواتيم سورة البقرة كثيرة ومتعددة، حيث إنه لأواخر سورة البقرة فضل عظيم، كما أنها وردت في الرقية الشرعية وفي أذكار الصباح والمساء.

إلى جانب ذلك تعد سورة البقرة عامةً من السور العظيمة التي تحمي الإنسان من شر الإنس والجن وتحصنه، والمواظبة على قراءتها من الأمور التي تبعث الطمأنينة والراحة في قلب الإنسان؛ لذا من خلال موقع زيادة سنوضح لكم أسرار خواتيم سورة البقرة ومعانيها.

أسرار خواتيم سورة البقرة

أسرار خواتيم سورة البقرة

تتمثل أسرار خواتيم سورة البقرة في فضلها العظيم على الإنسان وأثرها في التخفيف والتيسير على حياته؛ لذلك نصح بها رسول الله صلى الله عليه بها، حيث ختم الله سبحانه وتعالى هذه السورة العظيمة بالعفو عن تقصير الإنسان، والسؤال عن الرحمة والمغفرة والدعاء والتضرع؛ فقال تعالى:

“لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ ۖ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”.

كما تتمثل أسرار خواتيم سورة البقرة وفضلها في بعض الأحاديث التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فعن النعمان بن بشير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

“إنَّ اللَّهَ كتبَ كتابًا قبلَ أن يخلُقَ السَّماواتِ والأرضَ بألفي عامٍ أنزلَ منهُ آيتينِ ختمَ بِهما سورةَ البقرةِ ولا يقرآنِ في دارٍ ثلاثَ ليالٍ فيقربُها شيطانٌ”.

حيث يبين الحديث فضل خواتيم سورة البقرة، وأن تلك الآيتان اللتان اختتم بهم الله سبحانه وتعالى سورة البقرة في بيت لا يتقرب منه الشيطان.

اقرأ أيضًا: فضل خواتيم سورة البقرة للانسان

 خواتيم سورة البقرة

إن قول الله تعالي في خواتيم سورة البقرة “لّلهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله”، بمعنى أن الله تعالى هو وحده المطلع على ما بين السماوات والأرض ولا يخفى عنه شيئًا.

كما أنه الله سبحانه وتعالى سيطلعهم لوجه المحاسبة على ما استقر في نفوسهم، وما انطوت عليه من الأمور السيئة كالكفر والنفاق وغيرها.

نجد أيضًا في قوله تعالى “فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” أن الله تعالى يغفر الذنوب بعد المحاسبة ويعاقب كل من يكفر به ويعصيه في الباطن، أو في الظاهر حيث إن الله تعالى لا يعجز عن شيء ولديه القدرة الكاملة لمحاسبة الخلق.

“لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ” بمعنى أن الله سبحانه وتعالى لا يحمل نفس الإنسان ما يفوق طاقتها ولا يجهدها، وفي قوله تعالى “ربَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا” يحث الله سبحانه وتعالى بالقول ربنا لا تعاقبنا إن أخطأنا، أو لم نتذكر القيام بفرض من فرائضك.

“رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا”، وقولوا أيضًا يا ربنا لا تحملنا العمل بالأمور الثقيلة التي يصعب فعلها، ومن ثم يقع علينا العقاب كما وقع على غيرنا من اليهود وغيرهم، “وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا” وارحمنا يا الله وتجاوز عن سيئاتنا.

“أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ” فيا الله أنت الولي والناصر، وإننا نؤمن بك ونطيعك في كافة الأمور التي أمرتنا بها ونهيتنا عنها.

اقرأ أيضًا: متى تقرأ خواتيم سورة البقرة؟

سبب نزول خواتيم سورة البقرة

إن قيام الله سبحانه وتعالى بتنزيل خواتيم سورة البقرة له سبب وهذا السبب متعلق بالصحابة الذين أصابهم الخوف من قوله تعالى

“إِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ”.

ثم جاء أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما وعدد من الأنصار، وقالوا لرسول الله صلى الله أنه من الممكن أن يقوموا بالحديث مع نفوسهم بأمور غير مستحبة، وأنهم لا يحبون تواجد مثل تلك الأمور في قلوبهم.

كما قالوا لرسول الله صلى عليه وسلم أنه إذا قام الله سبحانه وتعالى بمحاسبتهم على ما يدور في نفوسهم؛ فإن الله تعالى سيهلكهم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرد عليهم بأن تلك الآيات التي أنزلها الله تعالى.

ثم قال لهم هل ستقومون بتقليد بني إسرائيل الذين يعصون الله سبحانه وتعالى وأوامره؛ فقالوا سمعًا وطاعة يا رسول الله ودام هذا الوضع لمدة سنة كاملة.

بعد ذلك قام الله تعالى بتنزيل آية “لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا” بمعنى ألا يقوم الناس بتحميل نفوسهم بما لا تطيق، وأن الله سبحانه وتعالى لن يحاسب على الأمور التي تحدثون بها أنفسكم من دون القيام بها فعلًا، ويعد ذلك تفريج عن المسلمون وتخفيف عنهم.

اقرأ أيضًا: تفسير سورة الفاتحة تفسير تحليلي وفضلها

قدمنا لكم في هذا الموضوع كل ما يدور حول أسرار خواتيم سورة البقرة وشرح آياتها، كما أوضحنا سبب نزول خواتيم سورة البقرة، ونتمنى أن نكون قد قدمنا لكم الإفادة المرجوة.

قد يعجبك أيضًا