تزوجت الثانية وخسرت الأولى

تزوجت الثانية وخسرت الأولى ماذا أفعل؟ ومتى يكون الزواج بزوجة واحدة أولى من تعدد الزوجات؟ إذ إنه عندما يتزوج الزوج من أخرى تحدث عدة مشكلات بينه وبين زوجته الأولى قد تؤدي إلى الانفصال، ويكون بحاجة إلى بعض النصائح التي تساعده في التخلص من أي مشكلة أو خلاف بسرعة، ومن هنا سنذكر كيفية التصرف عبر موقع زيادة.

تزوجت الثانية وخسرت الأولى

يقول أحد الرجال الذين تزوجوا مرة أخرى على زوجته الأولى أنه نادم جدًا لما سببه من ألم وضرر لزوجته الأولى، وهذا لأنه خسرها إلى الأبد بعد زواجه من امرأة أخرى، وعرف أنها الوحيدة التي تحملته وهو في أسوأ حالاته، وساندته في الأزمات المالية التي تعرض إليها ولم تتركه أبدًا.

لكنه محى كل أفعالها معه وذهب وتزوج بأخرى، وكان هذا الأمر لا يتحمله عقلها أبدًا، وقررت الرحيل عنه والابتعاد وتركه حتى يتمكن من معرفة قيمتها في حياته ويندم على فعلته، وبالفعل تمكنت من النجاح في هذا فهو نادم للغاية من خسارة زوجته الأولى.

في آن الوقت يظل الرجل مقتنع أنه يحق له الزواج مرة ثانية وثالثة ورابعة أيضًا، ويرى أنه يجب على الزوجة الأولى أن تتقبل الأمر فهو ليس من الأشياء المحرمة بل سمح المولى – عز وجل – بهذا، حيث إنه قال في كتابه العزيز:

(وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا) [النساء: 3].

كما أنه يرى أنه يتمتع بالقدرة على العدل بينهما كما جاء في الدين الإسلامي، وأنه لن يقوم بظلم واحدة منهن مهما حدث، وعلى الرغم من ذلك قال: “تزوجت الثانية وخسرت الأولى نتيجة عدم التوافق بينهما”، لم يُتيح الإسلام أمر التعدد بشكل عشوائي بل تبعًا لقواعد وأسباب مُحددة يجب معرفتها جيدًا قبل الإقبال على هذه الخطوة.

اقرأ أيضًا: هل يحب الرجل الزوجة الثانية

أسباب زواج الرجل زوجة ثانية

يقول أحد الرجال: “أنا تزوجت الثانية وخسرت الأولى بشكل نهائي، ولكن هذا ليس بيدي بل إنه يحق ليّ الزواج أكثر من مرة، ومن المهم أن توافق وتقبل زوجتي الأولى بهذا الأمر، فأنا لدي أسبابي التي جعلتني أقبل على فعل هذا”؛ لذلك سوف نعرض لكم الأسباب التي تجعل الرجل يُفكر بالزواج من أخرى عبر السطور الآتية:

1- الحاجة النفسية والعاطفية

ليست فقط المرأة هي من تحتاج إلى الشخص الذي يكون لها الأب الوفي والحنون والدعم ويُحقق لها الأمن والحماية ويستطيع تلبية احتياجاتها النفسية والعاطفة، بل إن الرجل أيضًا يحتاج إلى امرأة حنونة عليه وتنجح في رعايته بالشكل الذي يحتاجه.

فالرجل يرغب في زوجة تتمكن من تلبية احتياجاته العاطفية والنفسية أيضًا بالطريقة التي يُحبها ويبحث عنها، فعندما لا يجد هذا الأمر مع زوجته الأولى يتجه تفكيره إلى الزواج بامرأة أخرى؛ حتى تكون مصدر قوته وتقف بجانبه في جميع أزماته النفسية، وتنجح في تلبية احتياجاته العاطفية.

2- عدم الرضا عن التواصل العاطفي

يُعد التواصل العاطفي بين الزوجين من أهم الأمور التي يجب أن تكون موجودة في حياتهما وعلاقتهما الزوجية، حيث إن الزوج ينتظر من شريكته الدعم العاطفي والتقدير بشكل مستمر، وهذا يتواجد في بداية الحياة الزوجية، ولكن مع مرور الوقت تنشغل الزوجة بأشياء أخرى بعيدة عن زوجها، فيقول الرجل: “تزوجت الثانية وخسرت الأولى نتيجة عدم اهتمامه بشأني”.

فتتناسى الاهتمام به مثلما كانت تفعل في السابق، ويبدأ الزوج بالشعور بعدم وجود تواصل عاطفي بينه وبين زوجته بالشكل الذي يحتاجه، ويزداد بداخله الشعور بعدم الحصول على التقدير والاحترام الذي يستحقه منها، فيقوم بالتفكير في الزواج مرة أخرى ليحصل على ما يحتاجه.

3- الإغراء الخارجي

في أكثر الأحيان لا يُفكر الرجل بالزواج من امرأة أخرى ويكون مكتفي بزوجته الأولى، ولكنه خلال حياته يمكن أن يُصادف إحدى النساء التي تبدأ بالتقرب منه والدخول في تفاصيل حياته، وتؤثر على طريقة تفكيره وتجعله مُقبل على الزواج مرة ثانية على زوجته، وتنجح في ذلك فيدعوها للزواج وتوافق على الفور.

اقرأ أيضًا: الزوجة الثانية في حياة الرجل

4- تحقيق مستوى مهني أفضل

إن كافة الرجال يسعون إلى تحقيق نمو كبير في وقت قصير في حياتهم الوظيفية والمهنية، مثل: (الترفيع – الحصول على ترقية في منصب عالي – الحصول على راتب أكبر)، وهذا في الغالب يتم عن طريق إدخال امرأة أخرى إلى حياته يتمكن من خلاله الوصول إلى ما يُريده.

فيبدأ بالتفكير في الزواج من إحدى السيدات ذات مكانة عالية ومرموقة في مجال وظيفته، ويبدأ بالتقرب منها وطلبها للزواج للحصول على مُراده منها وهو المصلحة، ويكون عبارة عن زواج عمل أي لا يوجد به حب أبدًا، ولكن من يُظلم فيه الزوجة الأولى للرجل.

متى يكون الزواج بزوجة واحدة أولى من تعدد الزوجات

ذكر أحد الرجال أثناء حديثه مع صديقه وقال: “تزوجت الثانية وخسرت الأولى، وهذا لأنني لم أنجح في العدل بينهما، فشعرت الأولى بالغيرة وأني لا أحبها، وقررت الابتعاد عني، ولكنني نادم حقًا وفيما يُفيد الندم الآن!”.

فيجدر توضيح أن الزواج المتعدد في الدين الإسلامي يتم وفقًا لشروط وقواعد مُحددة، غير ذلك فيكون من الأفضل اكتفاء الزوج بزوجة واحدة فقط، والابتعاد عن التعدد وهذا من أجل ضمان الخير والاستقرار داخل المجتمع، فالزواج الثاني في بعض الحالات يُسبب مشكلة، وتتمثل فيما يلي:

  • إن الزواج مرة ثانية يقلب حياة الرجل رأسًا على عقب في الكثير من الأحيان، حيث إن الزوجة الأولى لا تقبل بوجود امرأة أخرى تشاركها زوجها، فتبدأ كل امرأة بافتعال الخلافات طوال الوقت، مما يجعل حياة الرجل مثل الجحيم.
  • في الغالب ستسعى الزوجة الثانية إلى جعل الرجل شريكها هي فقط مع مرور الوقت، وأن تبعده عن زوجته الأولى وأولاده، مما يجعل الزوج في حيرة شديدة وفي طريق خاطئ يستوجب الابتعاد عن هذه المرأة.
  • في حال شعر الرجل أن زوجته الثانية تدمر علاقته مع أولاده وتجعلهم يغضبون منه وتُحدث فجوة بينهم وبينه، فمن الأفضل والأولى الحفاظ على محبة الأبناء له، والابتعاد عن زوجتها الثانية السبب في هذا الأمر.

الحكمة من تعدد الزوجات للرجل

تجدر الإشارة إلى أن الشرع حلل تعدد زواجات الرجل، وترجع الحكمة وراء هذا الأمر إلى التقليل من عدد النساء اللاتي لم يتزوجن بعد واقتربن من الوصول إلى سن اليأس، أو للقاء على فئة الأرامل أو المطلقات، والسعي إلى تقوية تلاحم المجتمع وتماسك بنياته، ومن ضمن حكمته ما يلي:

  • منع ارتكاب المعاصي والزنا، وعدم انتشار الفحشاء في المجتمع الإسلامي.
  • ساعد التعدد على حماية المسلمين من الوقوع في الرذيلة.
  • الحرص على صون النساء المسلمات والإنفاق عليهن.
  • تلبية رغبة الرجل الذي لا يتمكن من الاكتفاء بامرأة واحدة فقط لإشباع شهوته.
  • تقوية وتدعيم الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع الواحد.
  • استعاضة الرجل عن الفسق.
  • التقليل من حدوث الجرائم الأخلاقية داخل المجتمع الإسلامي.
  • زيادة عدد النساء في المجتمع الإسلامي.
  • إذا كانت الزوجة الأولى مريضة بمرض مزمن ولا تتمكن من تلبية احتياجات زوجها بالشكل المطلوب.
  • في حال كانت المرأة عاقرًا ولا تستطيع الإنجاب، ويرغب الزوج في الإنجاب وامتلاك الأطفال، فيحق له الزواج مرة ثانية.
  • إذا كانت ترفض الزوجة الأولى من الزوج ولا ترغب في المعاشرة الجنسية معه وتنفر منه بصورة مستمرة.

اقرأ أيضًا: شروط الزوجة الثانية في الإسلام

شروط تعدد الزوجات في الدين الإسلامي

عندما تحدث أحد الرجال في إحدى الجلسات وقال: “تزوجت الثانية وخسرت الأولى وأشعر بالندم الشديد، مع أن الشرع حلل تعدد الزوجات، ولكن لا أعرف ماذا حدث لكل هذا”، فلا بد من التحدث حول الشروط التي تم وضعها حتى يتمكن الرجل من الزواج بواحدة واثنتين وثلاثة وأربعة، فهي تتمثل فيما يلي:

  • عندما شرع المولى – عز وجل – تعدد الزوجات للرجل لم يجعله بشكل عشوائي، بل قيده بعدة قوانين لا بد من الأخذ بها أولًا ليكون التعدد شرعي وصحيح.
  • ورد عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:

    إذا كانتْ عند الرجلِ امرأتانِ، فلمْ يعدلْ بينهُما؛ جاء يومَ القيامةِ وشِقُّهُ ساقطٌ” [المحدث: الألباني].

  • روت السيدة عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – وقالت:

    أنَّ رسولَ اللهِ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ – كان يَقسِم بينَ نسائِهِ فيعدلُ؛ ويقول: اللهمَّ! هذه قِسْمتي فيما أملكُ، فلا تلُمْني فيما تملكُ ولا أملكُ” [المحدث: الألبانيٍ].

  • يجب أن يتحلى الرجل بقدر كافٍ يُمكنه من الإنفاق على زوجاته بعدل، حتى يوفر لهن حياة كريمة ولا ينقصها شيء.
  • إن يمتلك الرجل القدرة الجنسية التي تكفيه للزواج من امرأة أخرى، حيث إنه في حال عدم توافر أي شرط فلا يجوز للرجل الزواج مرة ثانية على زوجته الأولى.

إن الله تعالى حلل زواج الرجل بامرأة حتى 4 نساء، حيث إن هذا ورد في كتابه العزيز، ولكن يكمن أبرز شروط القيام بهذا هو العدل والمساواة بينهم في كافة الأمور حتى الابتسام في وجوههن، ومن لن يستطيع فعل هذا لا يجوز له التعدد في الزواج.

قد يعجبك أيضًا