قصص قصيرة معبرة عن الحياة

قصص قصيرة معبرة عن الحياة عجز الزمان عن محوها، حيث يحدث في حياة الإنسان الكثير من المواقف بعضها يبعث في داخلنا السرور والبهجة وبعضها الآخر مؤلم، لكننا في كلتا الحالتين نأخذ من كل موقف وقصة في حياتنا عبرة ودرس، لذلك سنعرض لكم من خلال موقع زيادة عدة قصص قصيرة معبرة عن الحياة.

قصص قصيرة معبرة عن الحياة

في حياة كل فرد منا قصة وحكاية قصيرة تعبر عن حياته سيحيكها لأولاده ليأخذوه عِبرة ويتعلموا منه الكثير، فالحياة الاجتماعية أجبرتنا على أن نواجه الكثير من المواقف التي لم نكن نتوقع يومًا أننا سوف نواجهها في يوم من الأيام، فإن قصص قصيرة معبرة عن الحياة تعتبر واحدة من أكثر القصص التي يتساءل عنها الناس صغارًا وكبارًا، للحصول على خبرات الآخرين في الحياة ومعرفة ماذا واجهوا والاستفادة من مواقفهم.

قصص قصيرة معبرة عن الحياة نوع من أنواع القصص التي تخفي وراءها دروسًا كبيرة لها تأثير عميق في داخلنا، والآن سنعرض لكم عدة قصص قصيرة معبرة عن الحياة من خلال الفقرات القادمة:

1ـ قصة الثقوب تترك أثرًا لا يمحيه الزمن

في ظل عرض قصص قصيرة معبرة عن الحياة، نوضح لكم القصة الأولى التي كان بطلها هو شاب عصبي جدًا وسريع الغضب بشكل كبير، وكان دائمًا يفقد السيطرة على نفسه ويحرج الناس دائمًا بكل الطرق سواء بالأقوال أو بالأفعال، أما والده كان شخص حكيم يظهر عليه الوقار، وكان لديه الكثير من خبرات الحياة.

في يوم ما لاحظ الأب الصفات السيئة الموجودة في ابنه، فقرر فورًا أنه سيعلم ابنه درس قاسٍ بعض الشيء ليصلح من أمره ويعلمه أن سلوكه الهمجي العصبي هذا سيجعله يخسر الكثير، فأحضر له الأب كيس به الكثير من المسامير الصغيرة، وقال له اتبعني إلى سياج الحديقة.

قال الأب لابنه: يا ولدي كلما شعرت بالغضب الشديد ولم تستطع التحكم في أعصابك، أخرج إلى السياج وقُم بدق واحد من هذه المسامير في سياج الحديقة.

تعجب الولد في البداية من موقف أبيه لكنه بالفعل نفذ الولد كلام أبيه الحكيم، وأصبح كلما يشعر بالغضب الشديد أو أنه سيفقد أعصابه، وسيفعل أشياء لا يجب فعلها، فيذهب إلى سياج الحديقة ويدق فيها واحد من المسامير، ولأن المسامير كانت صغيرة بالنسبة لسماكة خشب سياج الحديقة، فكانت المهمة صعبة قليلًا، فهذه المهمة تحتاج إلى جهد ووقت كبيرين.

في اليوم الأول قام الولد بدق 37 مسمارًا في سياج الحديقة لكنه شعر بالتعب الشديد فقرر بعدها أنه سيتحكم في غضبه حتى لا يبذل مجهودًا في دق المسامير في السياج، وبالفعل يومًا بعد يوم أصبح الولد لا يدق أي مسمار في السياج مما جعل الأب فلاحًا كثيرًا بابنه، وهنأ ابنه على هذا النجاح العظيم، وطلب منه أن يتبعه إلى سياج الحديقة، ثم طلب الأب من ابنه أن يقتلع كل المسامير من السياج، تعجب الابن لكنه فعل ما طلب والده.

قال الأب لابنه: هذا السور لا يمكن أن يعود كما كان مهما فعلت، وهذا ما تصنعه كلماتك وأفعالك وقت الغضب في نفوس الناس، يمكنك أن تعتذر ألف مرة لكن الأثر التي تركته كلماتك لا تُمحى أثرها.

اقرأ أيضًا: قصص قصيرة معبرة عن الحياة

2ـ قصة الطفل والحلاق

في سياق عرض قصص قصيرة معبرة عن الحياة، نذكر لكم قصة الطفل والحلاق، حيث يُحكى أنه كان هناك طفلًا دائمًا يذهب إلى محل الحلاقة، وبمجرد أن رآه الحلاق همس في أذن الزبون الذي بين يديه وأشار إلى الطفل وقال: هذا الطفل هو أغبى طفل في العالم وسوف أثبت لك كلامي.

قام الحلاق بوضع درهمًا في واحدة من يديه وباليد الأخرى وضع فيها 25 فلسًا، وطلب من الطفل أن يختار من بين المبلغين، فقام الطفل باختيار 25 فلسًا، عندها نظر الحلاق إلى الزبون وقال له: ألم أقُل لك أنه أكثر طفل غبي في العالم، فأنا في كل يوم أعرض عليه درهمًا و25 فلسًا، ولكنه يختار الـ 25 فلسًا دائمًا.

أثار الطفل فضول الزبون مما جعله يلحق به ويسأله عن سبب اختياره للـ 25 فلسًا كل يوم، فأجاب الطفل إجابة أدهشت الزبون وأيقن أن الطفل ذكي وأن الحلاق هو الغبي، قال الطفل: لأنه عندما أختار الدينار ستنتهي اللعبة.

نتعلم من هذه القصة أنه لا تستهين بذكاء أي أحد حتى لو كان طفل فلكل شخص وجهة نظره الصحيحة، أما الشخص الذي يحكم على الآخرين ويستهين بذكائهم سوى الأحمق.

3ـ قصة الملك والجشع

ما زلنا نعرض لكم العديد من قصص قصيرة معبرة عن الحياة، والآن نختص بالحديث عن قصة الملك والجشع، وتبدأ هذه القصة بأنه في يوم من الأيام أحضر الملك أحد المواطنين إلى مملكته العظيمة، وقال إنه سيعطيه مكافأة جميع الأراضي التي سوف يسير فيها على أقدامه دون مقابل.

فرِح الرجل كثيرًا وبدأ يُسرع جدًا حتى يقطع أكبر قدر من الأراضي، وكل ما يفكر في العودة إلى الملك يقوده جشعه وطمعه إلى سلك طرق وأراضي أكثر، فاستمر الرجل في السير على قدمه لوقت طويل جدًا حتى تاه وضل الطريق، وظل تائهًا في الحياة لا يعرف طريق العودة، فلم يحصل على أي شيء بل خسر كل شيء بسبب الطمع.

فهذه القصة تعد أحد قصص قصيرة معبرة عن الحياة، لأننا نستخلص منها حكمة مَن يمتلك القناعة يمتلك الدنيا وما فيها.

اقرأ أيضًا: قصص قصيرة مؤثرة ومعبرة عن الحياة

4ـ قصة صديق ونصف

من قصص قصيرة معبرة عن الحياة، نذكر لكم أحد هذه القصص وهي قصة صديق ونصف، حيث يُحكى أنه في صباح يوم خرج الأمير وقرر أنه سيتجول بين الناس متنكرًا في ملابس رجل بسيط، وخلال سيره سمع حديث بين رجل وابنه أثار هذا الحديث انتباهه، فجعله يقف ليسمعه كاملًا.

يقول الأب لابنه: لديك كم صديق يا ولدي العزيز.

رد الابن بكل فخر: لدي أربعين صديق.

دهش الأب وقال: كيف يكون لديك أربعين صديق، وأنا قد وصلت إلى سن الخمسين ولديّ صديق ونصف.

هذه الجملة (لديّ صديق ونصف) أثارت فضول الأمير كثيرًا، فرجع إلى قصره وطلب من حراسه إحضار الرجل التاجر.

عند دخول التاجر على الأمير سأله الأمير عن كيف يكون للمرء صديق ونصف وطلب من التاجر أن يشرح له، فقال له التاجر سوف أريك كيف فقط ابعث أحد من حراسك ينشر خبر أنه سوف يتم إعدامي في يوم الجمعة، وبالفعل فعل الأمير كما قال التاجر، وذهب الحارس ونادى بين الناس أن التاجر سيتم إعدامه يوم الجمعة.

جاء للأمير أحد أصدقاء التاجر وقال: يا سيدي سأفدي صاحبي بنصف مالي، قال له الأمير: ولكن هذا غير كافٍ، فقال صاحب التاجر: يا سيدي سأفدي صاحبي بكُل مالي، ولم يقبل الأمير، فقال الرجل إلى التاجر: يا صديقي لقد فديتك بُل مالي فلا جدوى، وذهب.

ثم جاء واحد آخر من أصحاب التاجر وقال للأمير: يا سيدي صديقي برئ وأنا المذنب، أرجو أن توافق أن يتم إعدامي بدلًا منه.

قال التاجر للأمير: أرأيت يا سيدي، نصف الصديق سيفديك بماله إن استطاع، أما الصديق الحق سيفديك بروحه ولن يبخل بها عليك… وهذا هو مفهوم الصداقة الحقيقة.

5ـ قصة الرجل الذي ابتلع الثعبان

في إطار عرض قصص قصيرة معبرة عن الحياة، نوضح لكم قصة الرجل الذي ابتلع الثعبان، حيث يُحكى أن في قديم الزمان كان يوجد صياد حيوانات، لكنه كان يحب الحيوانات كثيرًا، وكان يحتفظ بالكثير من الحيوانات في بيته، وفي يوم قرر المزارع أنه سوف يتوقف عن الصيد، وذات يوم اكتشف الصياد أن حيواناته تتناقص يومًا بعد يوم، فقرر أنه سيقف فوق الشجرة ليعرف من يفعل هذا.

بالفعل صعد الصياد على الشجرة وظل طوال اليوم يترقب، وبالفعل شاهد الصياد ثعبانًا كبيرًا حاول الصياد قتله لكنه تمكن من الهرب، وأثناء هربه واجه مزارع يحب الثعابين كثيرًا فلما رأى أن الصياد يقترب ومعه البندقية، قرر بلع الثعبان ليحميه من الصياد، لكن الثعبان بدأ يأكل أعضاء الرجل شعر الرجل بألم شديد لكنه لم يستطع إخراج الثعبان، حتى مات بعد ما أنهى الثعبان على كل أعضاءه.

نتعلم من هذه القصة: أن هناك فرق بين الطيبة والسذاجة وأن بينهم فرق كبير أدى إلى قتل الرجل المزارع.

6ـ قصة الشاب والطائر الجريح

في صدد الحديث عن قصص قصيرة معبرة عن الحياة، نسرد لكم قصة الشاب والطائر الجريح، حيث يُحكى أنه في يوم من الأيام كان هناك طالب فقير طلب من شيخه أنه سيسافر لطلب المال، فأذن له الشيخ.

سافر الطالب الفقير، وأثناء سيره في الصحراء وجد طائر جريح ملقى على الأرض، أثار فضوله وذهب لرؤيته وتعجب من منظره، فكيف لطائر به هذا الكم من الجروح الكبيرة ولازال على قيد الحياة.

قرر الطالب أنه سيراقب الطائر لبضع الوقت، وتعجب الطالب عندما وجد طائر آخر يحضر الطعام كل يوم للطائر الجريح، وفهم الطالب الفقير الدرس وهو أن الله قادر على أن يُرزق الطائر الجريح فإن الله تعالى سيرزقه من دون أن يسافر ورجع الطالب إلى الشيخ مرة أخرى ، تعجب الشيخ من وجود الطالب وسأله عن سبب مجيئه وعدم السفر حكى الطالب القصة للشيخ، وقرأ الشيخ على مسامع الجميع قول الله تعالى:

(أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [الزمر: 52].

اقرأ أيضًا: قصص قصيرة فيها حكمة كبيرة

7ـ قصة الطبيب والميكانيكي

في يوم من الأيام تعطلت سيارة طبيب فذهب إلى الميكانيكي، وانتظره حتى يقوم بتصليحها، وأثناء تصليح الميكانيكي لسيارة الطبيب طلب منه أن يسأله سؤال، فسمح له الطبيب، فقال الميكانيكي: أنت تقوم بإجراء عمليات على قلوب البشر وأنا أصلح قلوب السيارات، فلم أنت تكسب الكثير من المال والشهرة والمكانة الاجتماعية بينما أنا لا أحظى بشيء من هذا، فرد الطبيب: هل تستطيع أن تُصلح السيارة دون أن تطفئها؟

العبرة من القصة: أن لكل وظيفة صعوبتها، لا تجعل نظرة المجتمع لوظيفتك تجعلك ناقم على عملك وغير قنوع به.

8ـ قصة أذية الآخرين والعفو عند المقدرة

يُحكى أن في يوم من الأيام قرر رجل غني أن يتصدق بحفر بئر في قرية بعيدة لا تحصل على الماء، وبالفعل جمع بعض الرجال وحفروا البئر.

ثاني يوم من حفر البئر صباحًا تفاجأ الناس أن البئر ملوث جدًا لا يمكنهم الشرب أو أن يسقوا حيواناتهم، فذهبوا إلى الرجل الغني وقالوا له إن البئر ملوث لا يصلح للشرب، فأعطاهم الرجل بعض الأموال وقال لهم اذهبوا وأصلحوا البئر.

أصلحوا البئر وثاني يوم في الصباح وجدوا البئر ملوث مرة أخرى، فذهبوا مجددًا إلى الرجل الغني وأعطاهم المال لتطهير البئر وأقترح عليهم أن يتخفوا ليلًا ليعرفوا من يفعل هذا بالبئر ولا ينشروا الخبر بل يرجعوا إليه ويخبروه.

قاموا الناس بتطهير البئر وتخبوا ليلًا لمعرفة من يفعل هذا بالبئر ودهشوا عندما وجدوا أن ابن عم الرجل الغني هو من يفعل هذا.

ذهبوا إلى الرجل الغني لإخباره، مما جعله حزين جدًا فابن عمه هو من يقوم بإفساد الصدقة التي دفعها الرجل الغني.

في المساء ذهب الرجل الغني لابن عمه ومعه الكثير من المال وكيسًا من الأرز وكيسًا من السكر وكيس آخر من اللحم وأعطاه كهدايا لابن عمه ولزوجته وأولاده، ولم يُحدث الرجل ابن عمه عن أمر تلويث البئر لأنه شعر بالسوء من نفسه، فهو قد قدم صدقة للغرباء ونسى أمر ابن عمه.

قال تعالى (يَسْـَٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ ۖ قُلْ مَآ أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍۢ فَلِلْوَٰلِدَيْنِ وَٱلْأَقْرَبِينَ وَٱلْيَتَٰمَىٰ وَٱلْمَسَٰكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ ۗ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍۢ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٌ) [البقرة: 215].

9ـ قصة التاجر الأمين

كان يوجد رجل أمين يعيش بلدة صغيرة، وكان مشهور بصدقه وأمانته ومساعدته للفقراء، وكان هذا الرجل تاجر للأقمشة والمفروشات، ومعروف أن بضاعته جميلة ومضمونة وسعرها رخيص حتى يستطيع جميع الناس الشراء من كل الفئات، وفي يوم كان هذا الرجل جالس في محله يحمد الله على نعمه دخل عليه رجل غريب قال له: كم أتمنى أن يكون عندي مثل أقمشتك الرائعة لكن ليس لدي المال.

فلأن الرجل الطيب يحب مساعدة الآخرين قرر أن يعطيه بعض المال وسوف يردهم الرجل الغريب عندما يتوفر لديه المال.

مرت فترة طويلة من الوقت والرجل الغريب لم يٌعيد المال للرجل الطيب، ظل الرجل الطيب ينتظر الرجل الغريب أن يُعيد له المال، لكنه لم يفعل.

قرر التاجر أنه سيخرج للبحث عن الرجل الغريب الذي أخذ منه المال ليعيد منه المال، فهو رجل طيب يحب أن يُساعد الآخرين لكنه مؤمن دائمًا أنه لا يجب أن يتنازل عن حقه أبدًا، فبدأ التاجر الطيب في مهمة البحث عن التاجر الغريب حتى وجد متجر كبير يشبه متجره وبه بضاعة وأقمشة ومفروشات تشبه بضاعته، فذهب إليه وجد به الكثير من الزبائن ووجد أن صاحب المتجر هو نفسه التاجر الغريب الذي أخذ منه المال ولم يعيده.

سار الرجل الطيب في هذه القرية الواسعة وأخذ يُفكر في كيف يُعيد المال من التاجر الغريب.

وفجأة فزع التاجر الطيب عندما وجد شخص يقرع الطبول وسأله عن سبب هذا قال له أنه من عادات هذه القرية أنه عندما يموت أحد الشعب العاديين نقرع بالطبول أربع مرات وعندما يموت الملك أو أي أحد من العائلة المالكة نقرع عشرين مرة، فخطرت فكرة عظيمة في ذهن التاجر الطيب وطلب من الرجل صاحب الطبل أن يقرع أربعين مرة مقابل بضع جنيهات ذهبية.

سمع الملك بما فعله الرجل صاحب الطبول وأمر بإرساله، وقال له: كيف تخالف أمر الملك وتقرع أربعين مرة، قال الرجل صاحب الطبول أن هناك شخص غريب عن القرية هو من طلب هذا الطلب مقابل أن يعطيه بضع جنيهات ذهبية.

أمر الملك بإحضار التاجر الطيب، فحضر التاجر الطيب وبرر فعلته، فقال: يا أمير البلاد في هذه المدينة يتم قرع الطبول عشرين مرة إذا مات أمير أو ملك أو أي أحد من العائلة الملكية، فما بالك عندما يموت الصدق والأمانة والضمير في بلدكم فكم قرعة يجب أن تُقرع؟ وحكى للملك ما حدث بينه وبين التاجر الغريب وأنه استغل طيبته وحبه في مساعدة الآخرين وأخذ منه الكثير من المال ولم يعيده.

غضب الملك أمر بإحضار التاجر وسأله أنه إذا قال الصدق فسوف يتركه حر وإذا كذب سيعاقبه بشدة، وأعترف التاجر بالحقيقة كاملة وأعاد النقود للتاجر الأمين واعتذر منه، كما أن الملك أعطى للتاجر الأمين مكافأة لأنه ساعد غريب محتاج وأعطاه المال دون شروط ولأنه صادق مع نفسه ومع الله أعاد الله له ماله وزيادة.

اقرأ أيضًا: قصص عن الصدق في عهد الرسول

10ـ قصة الله يراني

يٌحكى أنه في يوم من الأيام كان يوجد شيخ عُرف بمهارته في تعليم الأطفال وغرس قيّم الأخلاق فيهم، قام الشيخ باختبار أربعة فتيه وأعطى لكل واحد منهم تفاحة وقال لهم: أن يأكل كل واحد منهم التفاحة التي في يده بشرط ألا يراه أحد، وبعد فترة من الوقت جاء ثلاث فتية منهم فقط فسألهم الشيخ: هل أكلتم التفاحة؟

قالوا: نعم

قال الشيخ: قولوا لي أين أكلتموها؟

قال الأول: لقد أكلتها في الصحراء.

قال الثاني أكلتها في مركب في البحر ولم يراني أحد.

قال الثالث لقد أكلت التفاحة في غرفتي بعد أن أغلقتها بإحكام.

سأل الشيخ عن أحمد لكن الأطفال أجابوا أنهم لم يروا أحمد أبدًا.

فأحمد معروف بالذكاء وأكيد اختار مكان بعيد جدًا ليأكل به التفاحة.

بعد فترة جاء أحمد ومعه التفاحة كاملة، سخروا منه الأطفال لكن الشيخ منعهم من هذا، وسأل أحمد عن سبب عدم أكله للتفاحة.

ردّ أحمد على الشيخ: لقد ذهبت إلى أماكن كثيرة في المنزل والبحر والصحراء لكن لم أجد مكان لا يراني به أحد فالله يراني في كل وقت وفي كل مكان، فلم أستطع أكل التفاحة.

أعجب الشيخ بذكاء أحمد، وعلم الأطفال أن الله سبحانه وتعالى موجود في كل مكان ومطلع علينا دائمًا، وعلينا أن نتقِ الله في أفعالنا وأقوالنا في الخفاء والعلانية لأننا سنحاسب عليها.

إن قصص قصيرة معبرة عن الحياة منها الخيالية ومنها الواقعية، وهي من القصص التي نتعلم منها دائمًا، وفي كل الأحوال فإن كل القصص والعِبر حتى لو كانت ناتجة عن قصة مؤلمة مررنا بها إلا أننا نستفيد منها ونستخرج منها مواعظ تساعدنا على متابعة حياتنا دون خطأ.

قد يعجبك أيضًا