هل يجب على المرأة خدمة زوجها 

هل يجب على المرأة خدمة زوجها ؟ تتضمن الإجابة على هذا السؤال شمول التعرف على واجبات المرأة الشرعية بشكل عام تجاه زوجها، بالإضافة إلى تحديد ما لها من حقوق، بجانب التطرق إلى ما على الزوج من واجبات تجاهها وما له من حقوق، يأتي ذلك تبعًا لما تقره الشريعة الإسلامية، لذلك فيما يلي عبر موقع زيادة تفصيل هذه المسألة وتوضيح الحكم الخاص بها.

أُسس الزواج في الإسلام

الزواج هو الميثاق الغليظ كما وصفه الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، لذلك يجب أن تتم شروطه وأركانه وأسسه على أكمل وجه لبناء حياة زوجية سليمة، وهذه الأسس هي الأتي:

  • صحة كل من الزوج والزوج وعدم وجود أي سبب يوقف صحة الزواج.
  • التأكد من وجود الإيجاب والقبول.
  • أداء العلاقة الزوجية في سبيل طاعة الله ومحبته.
  • العشرة بالمعروف وتبادل الاحترام والتقدير بين الزوجين.
  • تمتع بكرم الأخلاق والرفق وطيب المعاملة.
  • تأدية ما على كل طرف من واجبات وحصوله على ماله من حقوق.
  • مراعاة الحفاظ على الأسرار الشخصية وتطبيق مبدأ الخصوصية.
  • الحرص على اختيار الزوج المكافئ للزوجة من جميع جوانب الحياة المادية والأدبية والاجتماعية ومراعاة أهم معيار وهو صلاح الدين.

اقرأ أيضًا: معلومات عن الحياة الزوجية

هل يجب على المرأة خدمة زوجها

قام العلماء والفقهاء ببحث مسألة هل يجب على المرأة خدمة زوجها وكان ما تم بيانه من حكم في هذه المسألة ينقسم إلى الآراء التالية:

الرأي الأول

يذهب أصحاب أهل العلم وهذا الرأي إلى وجوب خدمة المرأة لزوجها، وذلك اعتمادًا على التالي:

  • طبيعة خلق الله سبحانه وتعالى إلى المرأة جعلت من فطرتها الميل إلى إدارة شؤون المنزل، ورعاية أمور زوجها والأسرة بشكل عام، وبهذه الطريقة تسود المودة والسكينة داخل الأسرة وهو أحد الأساسيات التي يراعي الدين الإسلامي من الالتزام بها.
  • كما أقر أصحاب هذا الرأي بما يسود ويعتاد عليه الناس من أعراف وتقاليد، ولما كان العرف السائد في مختلف الأزمنة هو قيام المرأة بخدمة بيتها وزوجها أصبح ذلك من الواجبات الشرعية عليها.
  • ثبت من السنة النبوية الشريفة قيام زوجات الرسول-صل الله عليه وسلم- بخدمته من مأكل ومشرب وملبس، كما كانت السيدة فاطمة بنت رسول الله تخدم زوجها سيدنا علي كرم الله وجهه.

الرأي الثاني

يختلف أصحاب هذا الرأي الفقهي ومنهم أصحاب المذهب الشافعي والمذهب الحنبلي وبعض التابعين للمذهب المالكي الرأي السابق في التالي:

  • عدم وجوب خدمة المرأة لزوجها شرعًا، مع استحباب قيامها بما جرت عليه الأعراف والعادة من رعاية المنزل وموالاة أمور الزوج.
  • الدليل الذي يستند عليه المؤيدين لهذا الرأي هو كون عقد الزواج الشرعي بين الرجل والمرأة يقتضي حق الاستمتاع بها فقط، ولا يكون دليل على إجبارها على الخدمة له.
  • كما رأي أهل هذا الرأي أن الأحاديث النبوية الشريفة التي جاءت بخصوص هذا الأمر إنما تدل على مشروعية تطوع قيام المرأة بخدمة زوجها وعدم إجبارها على ذلك، فهو أمر يعود لها ويعد تفضلًا منها ومن مكارم أخلاقها.
  • تتطرق بعض الفقهاء إلى ضرورة استقدام من يقوم بالخدمة في حالة وجوده الزوجة مع أهل بيت زوجها.

اقرأ أيضًا: أحلى كلام لزوجي في عيد ميلاده

 حق الزوج على الزوجة

هل يجب على المرأة خدمة زوجها، يتضح ذلك من خلال الإحاطة بما هو حق الزوج على زوجته في العموم، فبالإضافة إلى وجوب كونه حسن المعاشرة يجب على الزوجة أن تطيب العشرة في المقابل والطاعة والاستماع له لكي تمنع حدوث الفرقة، ومن أهم هذه الحقوق التالي ذكره:

حق الاستمتاع

استمتاع الزوج بزوجته هو حق شرعي له يجب على الزوجة تمكين نفسها له، ولذلك شرع الصداق مقابل هذا الحق.

هذا بالإضافة إلى وجوب طاعة الزوجة لزوجها في كل ما لا يخالف حدود الله ولم تحرمه الشريعة الإسلامية.

كما أنها تأثم في حالة عدم وجود أي مانع من مرض أو عذر شرعي لو قامت برفض إعطاء حق زوجها الشرعي ما لم يأمرها بمعصية أو مخالفة شرعية.

حق التأديب

هو حق مكفول للزوج على زوجته في إطار ما حلله الشرع وسمح به بدون أي تجاوز أو جور أو ظلم أو اعتداء.

أخذ الإذن لمن يكره الزوج

لا يحل للمرأة إدخال أي شخص إلى بيت زوجها بدون علمه وأخذ الأذن منه، حيث أن الشرع سمح له بعدم استقبال من لا يرغب في بيته وعلى الزوجة الامتثال لهذا الأمر.

اقرأ أيضًا: علامة رغبة الرجل في الزواج

حقوق أخرى للزوج على زوجته

كما توجد عدد من الحقوق الأخرى التي تستوجب قيام الزوجة بها تجاه زوجها ونُلخصها في ما يلي:

  • حفظ الزوجة لزوجها في عرضه وماله.
  • لا يجوز لها الخروج من بيتها بدون علمه.
  • عدم الأخذ من ماله دون علمه.
  • خدمة الزوج في حالة استطاعتها لذلك.
  • حسن التبعل إلى زوجها.
  • الدعاء له والصبر على أذاه.
  • مراعاة بيته وأولاده.
  • لا تكلفه بما لا يستطيع حمله أو قضائه.
  • حفظ أسراره.

حقوق الزوجة المالية على زوجها

هل يجب على المرأة خدمة زوجها، تتبنى بعض الآراء الموافقة على هذا الوجوب بينما يحمله البعض الأخر على الاستحباب، لذلك فيما يلي توضيح لأهم حقوق الزوجة على زوجها بعد التعرف على حقوق الزوج على زوجته، و تنقسم هذه الحقوق وبالأخص المالية منها للآتي:

حقوق مالية متجددة

هي حق الزوجة في توفير المأكل المناسب لها وبِشكل يومي بالإضافة إلى حقها في سكن يحفظها ويتوفر بداخله جميع الاحتياجات الأساسية للحياة، بجانب إتاحة الملبس الملائم لستر عورتها وحمايتها من حر الصيف وبرد الشتاء.

هذا مع عدم إغفال حقها المالي في توفير العلاج لها حالة تعرضها لأي مرض.

حقوق مالية غير متجددة

تتمثل الحقوق المالية الغير متجددة للزوجة على زوجها في صورة المهر أو الصداق المتفق عليه والذي تفرض قيمته مرة واحدة خلال كتابه عقد النجاح، ولها أن تقبضه أثناء كتابة العقد أو في الوقت الذي يتم الاتفاق عليه، هذا بالإضافة إلى مؤخر الصداق الواجب على الزوج دفعه للزوجة سواء فى حياته أو حالة وقوع الطلاق أو بعد موته.

الحقوق الغير مالية للزوجة

هل يجب على المرأة خدمة زوجها، يرى معظم الفقهاء عدم وجوب ذلك ولكن هو تفضل من قبل المرأة إن شاءت فعلته وإن لم تفعله لا تأثم، ومن هنا تأتي الضرورة إلى التعرف على ما للزوجة من حقوق على زوجها، ومع ما سبق ذكره من حقوق مالية يتبقى التعرف على الحقوق غير المالية للزوجة ومنها الآتي:

حسن المعاشرة

يعد أحد أهم الحقوق الواجبة من الزوج تجاه زوجته، حيث لابد من معاملته لها بالمعروف وإكرامها مما يزيد من التألُف والود الذي بينهم الأمر الذي يساهم في خلق حياة زوجية مستقرة وسعيدة.

كما عليه تحمل ما يصدر عنها في بعض الأوقات من عصبية وارتفاع في الصوت وغضب والصبر على ذلك وحسن معالجة الأمور بينهم.

السماحة والطيبة والصبر تعد أحد أهم مظاهر الرجولة بعكس ما يعتقده البعض، فاَلزوج الحنون التفاهم واَلمتسامح هو الذي تكتمل عنده مظاهر الرجولة مع صدق الإيمان في تنفيذ ما أمر الله به.

ووصى رسول الله-صلى الله عليه وسلم-بذلك حين قال(خيركم، خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله)، لذلك يعد إكرام الزوجة من حسن طبيعة الزوج ودليل على المروءة والْتمتع بالصفات الحميدة التي يحبها الله ورسوله.

إعفافها بالجماع

الزوجة هي أنثى في المقام الأول والأخير ولها من المتطلبات الجنسية ما يطلبه الرجل، لذلك وهو حق يكفله لها الشرع على الزوج إعطاء الزوجة حقها في المعاشرة الجنسية من خلال عملية الجماع وعدم إهماله لها أو عدم قيامه بهذا الواجب بالشكل الذي يعف الزوجة ويمنع عنها الفتنة ويحفظها من وساسوس الشيطان وشركه.

يتم ذلك ضمن الضوابط الشرعية له من مراعاة عدم القيام بما حرمه الله خلال هذا الجماع من عدم إتيان الزوجة في حالة الحيض وعدم الجماع من الدبر.

القيام بأمُورها

وذلك من خلال كونه قيوم عليها وعلى خدمتها فلا يجعلها تحتاج إلى سواه، فيقوم بتوفير كل ما تحتاج له من متطلبات تضمن استقرار الأسرة والتنعم بحياة هادئة، كما تكون القوامة كذلك في إصلاحها وتوجيه الزوجة إلى ما تفعله من أمور خاطئة تهدد حياتها الزوجية أو إرجاعها عن أي عمل يخالف الشريعة الإسلامية بدون قصد منها، هذا بالإضافة إلى حثه لها بالقيام بفروض الله والطاعات على أكمل وجه.

هل يجب على المرأة خدمة زوجها، اختلفت الآراء الفقهية نتيجة اعتماد البعض على ما هو واجب وما هو مستحب، بالإضافة إلى ما يأمر به الشرع وما تحُث عليه العادات والتقاليد.

قد يعجبك أيضًا