علامات النزاع قبل الموت

علامات النزاع قبل الموت يختلف فيها البشر، ويقر الفقهاء بعضها وينفون البعض الآخر، فالموت آتيًا لا محال، فقط لا نعرف متى وأين وكيف نموت كما قال الله تعالى: “وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” (لقمان 34)، لذا سنتناول في هذا الموضوع -ومن خلال موقع زيادة– علامات النزاع قبل الموت المشهورة في الكتاب والسنة الشريفة.

علامات النزاع قبل الموت

من علامات النزاع قبل الموت هي الحشرجة وضيق صدر الشخص المحتضر، كما أنه هناك ما يُعرف بالغرغرة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: “إنَّ اللَّهَ يقبلُ توبةَ العبدِ ما لم يُغَرْغِرْ بنفسِهِ” (عمدة التفسير 1/475)، ونفهم من هذا الحديث بجانب أن التوبة مفتوحة إلى الموت، أن الغرغرة هذه علامة للموت يكون فيها الإنسان واعي لأنه يموت وواعي لحياته التي تنتهي.

علامات النزاع قبل الموت الحسية

من العلامات الحسية التي عدها العلماء، ويمكن رؤيتها على الشخص المحتضر أنه مات:

  • أن يشخص البصر، في ذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث طويل لأم سلمى رضي الله عنها: “إنَّ الرُّوحَ إذَا قُبِضَ تَبِعَهُ البَصَرُ” (صحيح مسلم 920).
  • انقطاع النفس.
  • سقوط الأقدام .
  • ارتخاء العضلات.
  • امتداد جلد الأنف.
  • انفصال الزندين.
  • تقص الخصيتين وتدلي الجلد.

اقرأ ايضًا: هل تبقى الروح بعد الموت في البيت وما حقيقة الموت

علامات النزاع قبل الموت وضرب الملائكة

من المثبت أن الملائكة تضرب الظالمين أنفسهم عند الموت، فقال الله تعالى: ” وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ” (الأنفال 50)
مثلما يبشر المؤمن ويرى مكانه في الجنة، كذلك الكافر يرى مقعده من النار ويرى مصيره الذي ينتظره، ولا يقتر الأمر على ذلك بل يهينه الملائكة ساعة قبض روحه وينكلون به بالضرب على الوجه والضرب على الظهر، قائلين لهم: ” وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ” (كما فسرها ابن كثير)، ومن نعمة الله على عبده أننا لا نرى هذا المنظر.

كما قال الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله في تفسيره (8 / 4747) عن هذه الآية أن الملائكة تقول للكافر هأنت الذي كنت تكذب بآيات الله في حياتك الدنيا، فلو لك القوة والقدرة كما كنت تكذب فأخرج نفسك الآن.
أهرب من عذابنا إذا كنت تستطيع، لكنك عاجز عن ذلك لا تستطيع… فيتمنى الكافر في تلك الحالة أنه لم يولد من الأساس.

اقرأ أيضًا: علامات خروج الروح من الجسد وعلامات حضور الموت وسكرات الموت والروح بعد الموت

علامات الموت قبل أربعين يوم

من المنتشر بين العامة أن الشخص الذي سوف يموت يظهر عليه ذلك قبل موته بنحو أربعين يوم كاملين، لكن هذا الكلام محض خرافات لا أساس له من الصحة، فلا يعرف موعد الموت أحد، حتى الأطباء (إلا في بعض الأمراض المدروس نهاياتها فيتوقعون النتيجة).

أي إنسان يقول عكس ذلك فليأتي بالدليل والدلائل التي يقول عنها، مصدر هذا الكلام نستطيع التحقق منه وقال علة الغيب والشهادة: “وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” (لقمان 34).

قبض الروح

بعدما يأتي الأمر الإلهي لملك الموت وأعوانه بقبض روح المؤمن يصف لنا الحال رسول الله صلى الله عليه وسلم ف حديث طويل رواه لنا البراء بن عازب و أخرجه أبو داود (4753)، وأحمد (18557) يقول بأن الملائكة التي تنزل للمؤمن تكون بيضاء كلون الشمس معها أكفان من الجنة وحنوط من حنوط الجنة (الحنوط هي ما يوضع مع الميت من مسك وعنبر وعود وما إلى ذلك).
يجلس ملك الموت عند رأس الميت وتغطيه الملائكة وتبسط له الملائكة حرير أبيض وتضع له مسك قوي الرائحة تحت ذقنه، ويفتح له باب من أباب الجنة.

ينظر إليهم إبليس ويصرخ وعندما يسأله أعوانه عن سبب صراخه يقول لهم أين كنتم من هذا العبد ألا ترون ما فتح له الله من كرامات، يردون عليه بأنهم جاهدوه كثيرًا فكان معصومًا.

هذا حال المؤمن ونعم المستقر والمصير، أما حال الكافر فيختلف جدًا؛ فتنزل له ملائكة سود وجوههم، حاملين معهم مسوح (ثياب من شعر وصوف) ومعهم سياط من نيران ويحملون في أيديهم من جمرات جهنم قال الله تعالى عن حاله: “يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَىٰ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا” (الفرقان 22).
فإذا رأوا أعوان إبليس ذلك المنظر ينطلقون إليه ليبشروه بما فعلوا وأنهم أودوا بأحد بني آدم النار.

اقرأ أيضًا: اين تذهب الروح عند النوم وما الفرق بين النوم والموت

خروج الروح

بعد ذلك يقف ملك الموت حول جسد الميت محاط بمساعديه من الملائكة، حتى يحين موعد خروج الروح وتكون جاهزة للخروج، فينتقل ملك الموت إلى عند رأس الإنسان ويقول للروح: أيها الروح الطيبة، أخرجي إلى روح وريحان إلى مغفرة ورضوان ورب غير غضبان.

فتخرج الروح برائحة تفوق رائحة أجمل مسك جمالًا، وتنسل الروح من الجسم بسهولة كما تسل الماء من الإناء، فيأخذ ملك الموت الروح ولا تبقى في يديه برحة حتى يأخذها منها مساعديه ويضعونه في الكفن ويضعون معه الحنط، وفي ذلك قال الله تعالى: “فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95)” (الواقعة).

اقرأ ايضًا: اين تذهب الروح بعد الموت وما هي مراحل الموت

صعود الروح إلى السماء

بعد أن تتلقى الملائكة الروح بعد خروجها من جسد المؤمن، يصعدون بالروح إلى السماء، وأثناء صعودهم لا يمرون على جماعة من الملائكة إلا يتساءلون: “ما هذه الروح الطيبة التي جاءت من الأرض؟!” فيرد عليهم الملائكة الحاملين للروح: “إنها روح فلان ابن فلان” (يذكرون اسمه بأفضل الأسماء التي كان يحب أن يُنادى بها في الدنيا).

فإذا وصلوا به إلى السماء الدنيا يستفتحون به، فيفتح لهم وكلما مرا به إلى سماء فتح لهم ملك وصلى عليه؛ حتى يصِلون به إلى السماء السابعة فيقول الرحمن عز وجل لهم: ” اكْتُبُوا كِتابَ عبدِي في علِّيِّينَ، وأَعِيدُوا عَبدِي إلى الأرضِ، فإِنِّي مِنها خَلَقتُهم، وفِيها أُعِيدُهُم، ومِنها أُخْرِجُهم تارةً أُخْرَى” (صحيح الجامع 1676).

فيأتون به إلى أرواح المؤمنين ويفرحون به أشد فرحً من فرحة الأهل بأحدهم الغائب إذا رجع، يسألونه عن أحوال الناس وماذا فعل وماذا فعل فلان، فيقول أحدهم: “دعوه يستريح فإنه كان في غم الدنيا”، ويأمر الله الملك ميكائيل أن يأخذ هذه النسمة وأن يحتفظ بها إلى يوم القيامة.

فيوسع له القبر ليكون طوله سبعون زراع وعرضه سبعون زراع، ويفرش له حرير وريحان وإذا كان حافظ للقرآن ينير له قبره وإلا تم إنارته بنور مثل نور الشمس، ويتم فتح له باب ينظر إلى المكان الذي ينتظره في الجنة كل يوم مرتين.

اقرأ أيضًا: من اين تخرج الروح؟ ومعنى الروح في اللغة وبعض الاعترافات بالروح

مصير روح الكافر

أما الكافر فروحه يصعد بها الملائكة وكلما مروا على جماعة من الملائكة قالوا ما هذه الروح الخبيث؟! فيرد عليهم الملائكة الذين معها: فلان بن فلان (وينادونه بأسوأ وأقبح الأسماء التي كان ينادى بها في الدنيا ويكرهها)، وحين ينتهون به إلى السماء الدينا ويستفتحون له فلا تفتح لهم أبوابها، قال الله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ” (الأعراف 40).
يأمر الله أن يكتب في سجين في الارض السفلية (وهو مكان تأوي إليه الأرواح الفاجرة، سحيق في الأرض قال الله تعالى: “حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ” (الحج 31).

بذلك نكون قد نقلنا لكم أقوال الفقهاء حول علامات النزاع قبل الموت وما يتلوها من مراحل للميت، نرجو أن نكون قد أفدناكم، وأن نكون قد أثرينا معلوماتكم حول مصير روح الكافر وروح المؤمن بعد الممات.

قد يعجبك أيضًا