علامات الروحانيات في المنام

علامات الروحانيات في المنام يدركها ذوي الدرجات الإيمانية العالية، فهي بمثابة رسائل من الله للشخص الربانيّ الروحانيّ، تحمل في طياتها معانٍ جمَّة فيما بين التبشير والتحذير، كما أنها سندًا لزيادة الإيمان والتقرب إلى الله -سبحانه وتعالى-، وهي دلالة أيضًا على الرؤيا الصالحة، ومن خلال موقع زيادة سنتحدث عن علامات الروحانيات في المنام، وسنشير إلى كافة المعلومات المتعلقة بهذا الشأن في السطور المقبلة.

علامات الروحانيات في المنام

علامات الروحانيات في المنام

إن عالم الروح لا يستخدم لغة البشر المتداولة، بل هو يركز على الروح بالدرجة الأولى، فنجده يتخذ رموزًا وعلامات للدلالات على أمور معينة، فلكلٍ منّا سلوك روحاني، فالروحانية هي صفات من المفترض أنها فطرية، من الناس من يلتفت إليها ودرك أعراضها، ومنهم من لا يلتفت من الأساس، لكن معيار التفريق هو التقرب إلى الله -عز وجلّ-، فكما قلنا إنها سلوك، فالسلوك السويّ الإيماني هو ما نتحدث عنه ونقصده.

تعتبر أحلام الشخص الروحانيّ أحلامًا حية قوية، وتأتي له رموز معينة في المنام لها تفسيرات ودلالات، وربما يتذكرون التفاصيل بعد الاستيقاظ من المنام، وأحيانًا تحدث هذه الرؤى في الحياة الواقعية، وهذا يرتبط بدوره بقدرة الشخص الروحاني على التوقع للمستقبل القادم.

من الروحانيات في المنام الرؤيا الكاملة أو الناقصة، لكنها تعتبر بمثابة مشاهدة لبعض المواقف والأحداث التي تتحقق في الواقع فيم بعد، وربما ليس لها تفسيرات بعينها لكن عندما تتحقق تتراءى لها التفسيرات.

من الممكن أن تكون الرؤيا التي يحلم بها الشخص الروحانيّ لأشخاص لا يعرفهم في الواقع، كما تكون لأشخاص يعرفهم أيضًا كرسالة لتحذيرهم من أمر ما أو تبشيرهم مثلًا بقرب الفرج من الله -عز وجلّ-.

تتجلى حكمة الله في خلقه أن جعلهم لا يعلمون الغيبيات، فلو علموا الغيب لاختاروا الواقع وشعروا بالرضا، أما إذا كان الشخص الروحاني يرى ما في منامه ما هو إشارة للمستقبل هذا لا يعني بشكل أو بآخر أنه يعلم الغيب والعياذ بالله، ولكن كما قلنا فهي من قبيل التبشير أو التحذير أو الإنذار من الله -عز وجلّ-.

على كل حال فيجب على المرء أن يحافظ على صلته بربه ويزداد تقربًا منه -سبحانه وتعالى-، فهذا النفع الأكبر، وعدم جعل المرائي في المنام هي الشغل الشاغل والاهتمام الأكبر، ونستند هنا لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ” (صحيح مسلم).

اقرأ أيضًا: متى تظهر الروحانيات

درجات الروحانية للعبد الصالح

في إطار حديثنا عن الروحانيات في المنام نجد أن من أهم علامات الشخص الروحانيّ هي الرؤى التي تأتي بالكامن والمخفيّ من الأشياء، فمن الممكن أن يرى الروحانيّ في منامه أشخاصًا لا يعرفهم مبعوثين له بدلالات معينة.

لدى الشخص الروحاني مستويات عالية من الحدس، وهو معرفة الشيء قبل وقوعه، فمثلًا يعرف من يتصل على الهاتف قبل أن يرى الإسم، فهذه تعد خطوة من الممكن اعتبارها ميزة للشخص الروحانيّ، ونقيس على ذلك أمورًا أخرى وأعظم، يكون فيها الحدس والبصيرة هما الغالبان.

حيث يراود الشخص الروحانيّ شعور الألفة بأماكن وأشياء معينة، فمثلًا يشعر وكأنه كان في مثل ذلك المكان من قبل، حتى لو لم يكن الأمر كذلك، فربما يدرك أنه مرّ بتجربة ما من قبل وهو لم يفعلها مطلقًا، فهذا دليل على القدرات الروحانية.

كما قلنا أن الرؤيا ليست بالضرورة أن تكون ليلًا لكننا نربطها بوقت المنام، فالشخص الروحانيّ لديه رؤى بالأحداث التي تقع في المستقبل، والموهبة الروحانية تظهر إن كانت هذه الرؤى في المنام.

ضمن إطار حديثنا عن علامات الروحانيات في المنام، نشير إلى أن الشعور الغريزي لدى الشخص الروحاني، غالبًا ما يكون دقيقًا لدرجة تؤهله للتوقع قبل حدوث الشيء.

فهناك ميزة أخرى يتمتع بها الشخص الروحاني تكمن في فكرة إيصاله رسائل للغير دون أن يتحدث، فيقوم باستخدام عقله فقط في ذلك الأمر، فهو شديد الإحساس بالآخرين، ولديه القدرة العالية بأن يقرأ أفكارهم، ويعتبر ذلك شكل من أشكال التخاطر في القدرات الروحانية.

تتدرج الصفات الروحانية من حيث قوتها وكونها مألوفة أم خارقة للعادة، فنعتبر أن أقوى القدرات الروحانية التي من الممكن أن يشعر بها الشخص الروحانيّ هو شعوره بمكانين في ذات الوقت، فربما يكن في منزله لكنه يشعر بكونه في وجهة أخرى في مكان آخر.

اقرأ أيضًا: أسرار أسماء الله الحسنى الروحانية وفضل ترديدها

صفات الشخص الروحاني

استكمالًا لحديثنا عن علامات الروحانيات في المنام، فنشير إلى أن الروحانية الحق هي كل ما هو داخل الإطار الشرعي الذي أنزل به الله -عز وجلّ- في كتابه الكريم، والشخص الروحانيّ صادقًا في عهده ووعده مع الله، ذاكرًا لله في كل الأوقات، يحرص على الطهارة والسمو بنفسه للارتقاء إلى مكانة الأخيار الأنقياء.

كما قلنا من قبل فأن هناك تدرجًا فيما يشعر به الشخص الروحانيّ من قدرات وبما يميزه من صفات؛ لذلك توجد بعض العلامات الشائعة التي إن وُجدت فيك عليك أن تعلم أنك شخص روحانيّ في مرتبة ما من الروحانية، إمّا أن تزيد من إيمانك وتقربك إلى الله -عز وجلّ- وإمّا أن تظل غير مدرك، وعلاوةً على علامات الروحانيات في المنام نشير إلى صفات الروحانيّ فيما يلي:

  • الاستجابة للحيوانات والجمادات والأشياء.
  • التأثير على من حوله، فإن كان سعيدًا يسعد كل شيء حوله، وإن كان متوترًا أو قلقًا يكون الحال كذلك.
  • التأثير على العالم الخارجي يكون بشكل كبير وظاهر.
  • حوله هالة ربانية نورانية تجعل له من الهيبة والنصر ما يتم ملاحظته من الغير.
  • من الممكن وجود بعض الدلائل الظاهرة بالجسد مثل خطوط معينة في الجبهة.

اقرأ أيضًا: فوائد سورة القيامة الروحانية

الرؤيا الصالحة في المنام

يقول الله -تعالى- في سورة النحل: “يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ” (الآية 2)، فالحكمة من وجود الملائكة تتمثل في توصيل الرسائل وكانوا هم من يوصلون الرسائل والوحي للرسل والأنبياء، والروحانيات في الأساس هي هدية ربانية تصل للعبد الروحانيّ عبر المرسال الملائكيّ من الله.

إن الرؤيا الصالحة إذًا من المبشرات التي يراها العبد الصالح، وهي تعتبر بذاتها أسلوب اتصال بين العبد وربه، وتحمل الرؤيا عدة رسائل منها التبشير أو الإطمئنان أو التحذير.

جدير بالذكر هنا أن نفرق بين الرؤية والحلم، لأن الرؤيا هي المنام الحق، سواء كانت رمزية أو كشفية، في أي حال فهي من خير الأمور التي يرسلها الله لعبده الصالح، أما عن الحلم فهو ما يراه المرء في منامه أيضًا لكن ربما نتيجة ضغوطات الحياة أو تراكمات نفسية.

لا تتحدد الرؤية بوقت معين، بل ومن المعروف والمعتاد أنها تكون ليلًا وقت المنام، لكنها في الأعم تكون في الوقت الذي يختاره الله لعبده لإيصال الرسالة إليه، كما أننا نشير إلى أنها من عطاء الله لجميع الخلق، المؤمن والكافر، الصالح والطالح، فإما يتخذها وسيلة ليستعيد إيمانه ويرجع إلى الله، وإما أن يتجاهلها فيكن من الغافلين.

نشير هنا إلى قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

الرُّؤيا ثلاثٌ، فَرؤيا حقٌّ، ورُؤيا يحدِّثُ الرَّجلُ بِها نفسَهُ، ورؤيا تحزينٌ منَ الشَّيطانِ فمَن رأى ما يَكرَهُ فليَقُم فليصلِّ، يُعجِبُني القَيدُ وأَكرَهُ الغُلَّ القَيدُ: ثباتٌ في الدِّينِ، ولا تُقَصُّ الرُّؤيا إلَّا على عالِمٍ أو ناصِحٍ” (صحيح البخاري).

المراتب الروحانية

إن عالم الروحانيات متعدد المراتب والدرجات، ومن تلك الدرجات ما سنشير إليه في النقاط المقبلة:

  • طالب العلم وهو في أول الطريق للصعود إلى الدرجات الأخرى.
  • المُريد الذي يبحث عن السر والخفايا من خلال شيخًا، يعتبر بالنسبة له بمثابة المرشد والدليل، ويجعله متمكنًا من الطريقة.
  • الأوتاد، فهي الدرجة التي يكون فيها الشيخ المعلم؛ وتسمى أوتاد لأنها بمثابة ركن وركيزة للتعليم لمن بعده.
  • الأقطاب، الذي يكون لديه أتباعًا وأوتادًا وطلابًا ومريدين، فهو العارف بكل الأقسام والأوراد، وينشر ما لديه من علم روحانيّ، وهي أسمى الدرجات.

اقرأ أيضًا: أسرار سورة البقرة الروحانية

بعد حديثنا عن علامات الروحانيات في المنام، نشير إلى أنه مهما كان الأمر فلا يجب أن نعتد بالرؤى أو نتخذ منها حكمًا شرعيًا، فالرؤى الصالحة تكون بين العبد وربه ما دامت لا تنفع ولا تضر أحدًا، كما أن الشخص الروحانيّ إن ثبت ما يشعر به من علامات ليس عليه سوى التقرب إلى الله أكثر ليستحق هذه المكانة حقًا.

قد يعجبك أيضًا