من هو مؤسس علم الاجتماع

من هو مؤسس علم الاجتماع الذي يعد عنصرًا اساسيًا في بناء المجتمع، يعد علم الاجتماع من العلوم الهامة التي تساهم في التطور والتقدم، فهو علم يقوم بدراسة النظام الاجتماعي، كما أنه علمًا مستقلًا قائمًا بذاته عن باقي العلوم، فيعد من أهم الباحثين في علم الاجتماع العالم (أوغست كونت) كما أنه يعتبر المؤسس الغربي لعلم الاجتماع، إلا أن العرب يأخذون ابن خلدون هو المؤسس لعلم الاجتماع، نظرًا لملاحظاته الذكية في الطبائع البشرية، ونعرض لكم في هذا المقال بعض المعلومات عن مؤسس علم الاجتماع ونظريته بخصوص علم الاجتماع.

من هو مؤسس علم الاجتماع

يعد إميل دوركاييم هو أول من قام بتأسيس علم الاجتماع حيث أنه قام بإضافة عناصر الواجب لعلم الاجتماع، وهي أن يتوفر في علم الاجتماع موضوع ومنهج ونظرية، كما أن هذا ما افتقده ابن خلدون في الشكل التأسيسي له لعلم الاجتماع كما أطلق على عبد الرحمن ابن خلدون بأنه الأب الروحي لعلم الاجتماع، فهو مؤرخًا أكثر من كونه عالمًا لعلم الاجتماع، درس ابن خلدون في العمران البشري.

لكن رأى البعض أن المؤرخ عبد الرحمن ابن خلدون هو أول من قام بتأسيس علم الاجتماع وذلك يرجع لنظرته الأسبق حول علم الاجتماع والحياة الاجتماعية بشكل عام.

كما أننا نجد ان نظرة ابن خلدون لعلم الاجتماع لم تكن لعلم الاجتماع بوجه خاص فهو لم يعطي لعلم الاجتماع اهتمام بالقدر الذي يوجهه لعم التاريخ والتأريخ،  بل كانت غايته من علم الاجتماع هي أن يدرس التاريخ وتعاقب الدول الحاكمة، فهو كان يهتم او يهدف فقط لشرح تاريخ المجتمع البشري، حيث كل ما عاب عبد الرحمن ابن خلدون حول دراسته هو غياب الموضوعية بسبب تقيده بالمرجعية الدينية.

إقرأ أيضًا: لماذا ندرس علم الاجتماع ونشأة علم الإجتماع وأهم علمائه 

من هو ابن خلدون

  • ابن خلدون أو (عبد الرحمن بن محمد ابن خلدون أبو زيد ولي الدين الخضرمي الإشبيلي)، ولد عبد الرحمن ابن خلدون في تونس و أندلسي الأصل، كما أنه المؤرخ العربي شمال أفريقيا، وبعد تخرجه عاش ابن خلدون في العديد من مدن شمال افريقيا، ثم أنتقل بعد ذلك إلى مصر حيث كرمه سلطانها في هذه الفترة الظاهر سيف الدين برقوق، كما أنها ولاه فيها قضاء الملكية، كما أنه أحد العلماء الذي تفخر بهم الحضارة الإسلامية فهو مؤسس علم الاجتماع كما أنه أول من وضع علم الاجتماع على أسسه الحديثة، كما أنه سبقت أراءه ونظرياته كل ما توصل به لاحقًا من العلماء والمشاهير مثل العالم الفرنسي (أوجست كونت)، فقد توصل ابن خلدون لعديد من النظريات المبهرة حول علم الاجتماع من نظرية العصبية بالإضافة لقوانين العمران البشري.
  • بالإضافة إلى أن ابن خلدون قد قدم العديد من المصنفات في التاريخ والمنطق والحساب، فقد كتب ابن خلدون العديد من الكتب في هذا المجال، ولم يكتفي ابن خلدون بالتاريخ وعلم الاجتماع والحساب والمنطق فقد بل وصلت أراءه إلى علم الفلك والجغرافيا والعمران البشري أيضًا، كما أنه تكلم عن طباع البشر وبعض المؤثرات التي تميز بعضهم عن البعض.

مؤلفات أو كتب ابن خلدون

لم يكن لابن خلدون كتابات غزيرة، فكتاباته أو مؤلفاته باتت معدودة وقليلة ولكن تحمل الكثير من القيم والمعلومات في مجالات مختلفة، فمن أشهر كتابات ابن خلدون هي:

  • كتاب شرح الرجز لابن الخطيب في الأصول.
  • كتاب شرح قصيدة البردي.
  • تلخيص المحصل لخر الدين الرازي.
  • كتاب رحلة.
  • كتاب شرح قصيدة ابن عبدون.
  • كتاب طبيعة العمران.
  • ومن أشهر كتاباته كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر.

قام ابن خلدون وصرح بأنه قد اكتشف علمً مستقلًا فلم يتحدث عنه أي من العلماء السابقون، كما أنه قال: (وكأن هذا علم مستقل بنفسه، فإنه ذو موضوع، وهو العمران البشري، والاجتماع الإنساني، وذو مسائل، وهي بيان ما يلحقه من العوارض والأحوال لذاته، واحدة بعد أخرى، وهذا شأن كل علم من العلوم، وضعيًا كان أو عقليًا)، وأضاف قائلًا: (واعلم أن الكلام في هذا الغرض مستحدث الصنعة، غريب النزعة، اعثر عليه البحث، وأدى إليه الغوص. . . . ولعمري لم أقف على الكلام في منحاه لأحد من الخليقة، ما أدري: ألغفلتهم عن ذلك، وليس الظن بهم؟ أو لعلمهم كتبوا في هذا الغرض، واستوفوه، ولم يصل إلينا؟)، كما أنه دعا القادرين على استكمال ما ينقص منه وقال: (ولعل من يأتي بعدنا ممن يؤيده الله بفكر صحيح، وعلم مبين، يغوص من مسائله على أكثر مما كتبنا).

إقرأ أيضًا: كتاب علم النفس الاجتماعي واهم الاقسام

أقاويل بعض العلماء عن فلسفة ابن خلدون

كما أنه تحدث عنه عالم الاجتماع الشهير (جمبلوفتش)، بدا متحدثًا عن فلسفة ابن خلدون وقال (لقد أردنا أن ندلل على أنه قبل أوجست كونت، بل قبل فيكو الذي أراد الإيطاليون أن يجعلوا منه أول اجتماعي أوروبي، جاء مسلم تقي، فدرس الظواهر الاجتماعية بعقل متزن، وأتى في هذا الموضوع بآراء عميقة، وإن ما كتبه هو ما نسميه اليوم علم الاجتماع).

فقد ذكر بعض المؤرخين لعلم الاجتماع أن له أربعة أصول فكرية أيضًا وهي (فلسفة التاريخ، الفلسفة السياسية، بالإضافة إلى النظريات البيولوجية في التطور)، بالإضافة لبعض الحركات التي دارت للإصلاح الاجتماعي والسياسي أيضًا، فقد وجدوا أن التأثر الأكبر من فلسفة التاريخ هي التقدم والتطور التي قدمتها لعلم الاجتماع، بالإضافة لعملية المسح الاجتماعي الذي ساعدت علم الاجتماع في دراسة الشؤون الإنسانية مناهج العلوم الطبيعية، وإمكانية إصلاح المجتمع، مثل (مشكلة الفقر، التي تسببت في ظهور المشاكل الفرعية منها مثل الجهل الإنساني والاستغلال)، فيعد المسح الاجتماعي هو اهم طرق البحث في علم الاجتماع.

كما أنه قام بوضع الفيزياء الاجتماعية على رأس العلوم كافة، كما أنه دعا لدراسة الوضعية للظواهر الاجتماعية، فقد عني بعلم الفيزياء وعلم الاجتماع قائلًا: (ذلك العلم الذي يتخذ من الظواهر الاجتماعية موضوعاً لدراسته، باعتبار هذه الظواهر من روح الظواهر الفلكية، والطبيعية، والكيماوية والفسيولوجية نفسها، من حيث كونها موضوعاً للقوانين الطبيعية الثابتة).

حيث أنه ذكر الكثير من المؤرخين الغربيين وقاموا بوصف مؤرخات ابن خلدون للتاريخ بأنه أول تقديم للتاريخ يعد تقديم لاديني، كما انهم ذكرو أن ذلك له قيمة كبيرة جدًا عندهم، بالإضافة إلى لحظة انطلاقه من النظرية المتعلقة  بدور العصبية للوصول لرئاسة المجتمع البدوي، حيث أنه أستكمل ابن خلدون على هذا النهج في تحليله لرئاسة المجتمع الحضري موضحًا أن السبب الرئيسي للعصبية المتعلقة بدور الرئاسة في المجتمع يدل على الطموح لما هو افضل، كما قال موضحًا أن (الغاية التي تجري إليها العصبية هي الملك)، فهذه هي مرحلة تأسيس الدولة والملك فهي مرحلة لا تتم إلا من خلال العصبية، وتعد هذه هي المرحلة الأولي للملك والدولة.

إقرأ أيضًا: ماهو علم الاجتماع عند بن خلدون

إضافة بن خلدون

أضاف ابن خلدون بأنه مجرد الوصول لهذه المرحلة يبدأ العمران الحضر بالتدرج، فهي تهتم بالعامل الأخلاقي والعامل الاجتماعي، والتي يطلق عليها ابن خلدون اسم (الخلال)، فتصبح العصبية هي المنافس الوحيد لفكرة وجود الدولة، فبالرغم من أن العصبية هي أساس قيام الدولة إلا أنها تنقلب بالسلب فيما بعد على استمرار الدولة، وأكمل أبن خلدون فيما يخص الملك بأن الملك بعدة ذلك يقوم بتعويض ملكه بالدعم العسكري الذي يقدمه لهم، ويقوم بتقديم كثير من الدعم للدولة أيضًا أو للقبيلة وذلك يجعل الدولة تنحدر شيئًا فشيئًا، حيث ينفذ المال، ويزيد في فرض الضرائب لتعويض كل ما خسره في هذه المرحلة، فينقلب الأمر إلى حتمية زواله وقدوم ملك جديد.

فكانت أهمية ابن خلدون بالنسبة لعلم الاجتماع تتمثل في ولادة ونمو وهدم الدولة والمجتمع، فهو يقوم بدراسة الحركة الداخلية للدولة وهو (العمران البشري) كما أُطلق عليه، وفي نهاية مسيرته في دراسة واستكشاف علم الاجتماع فقد وضع يده على أهم عناصر الدولة وهو العصب الحساس والرئيسي للدولة(الاقتصاد).

وفي نهاية مقالنا المقدم لكم من موقع زيادة قد قدمنا كافة المعلومات الهامة عن موضوع من هو مؤسس علم الاجتماع.

قد يعجبك أيضًا