الأسباب المعينة على زيادة الإيمان

الأسباب المعينة على زيادة الايمان لا تعد ولا تحصى، فالإيمان يُخلق داخلنا، ونستطيع الوصول إليه باستكشاف عظمة الخالق وقدرته، والإيمان يعمر القلوب بلا شك، يأتي الإيمان بعد الإسلام، فمن الممكن أن يكون الشخص مسلمًا ظاهريًا فقط، ولكن الإيمان يأتي من القلب عند التيقن ورسوخ معتقدك وتصديقك به، ومن خلال موقع زيادة سنتعرف سويًا على أكثر الأسباب المعنية على زيادة الإيمان.

الأسباب المعينة على زيادة الايمان

الإيمان يقرب العبد من خالقه، ويزيد من رضائه في كافة أمور الدنيا، فهو يصبح على يقين أن الحياة كلها في يدي الله، وأن القدر مكتوب وعليه السعي والتوكل على الله حتى يبلغ غايته وهدفه، لذا فإن أكثر الأسباب المعينة على زيادة الإيمان هي التعمق في صفات الله وأسمائه، فحاشا لله أنها جاءت عبث.

أسماء الله الحسنى تتجلى حولك وتنسج الكون بأكمله، فتجدها في العطاء والرزق الغير محتسب، فهو الرزاق والكريم، وتجدها عندما يخرجك من أمرٍ ظننت أنك لن تستطيع تخطيه، فهو الستار والرؤوف بعباده، في تذكرك للأعوام السابقة وأحلامك التي رغبت فيها وقتها، ستجد أنك في مكانةٍ كنت تتمناها، هذه ليست صدفة أو ضربٌ من ضروب الحظ، ولكنه الله ولطف قدره.

الإيمان هو من صور البر ومن أسمى درجات الصدق واليقين بالله جلَّ وعلا، فالله وحده مُطلع على قلبك وصدق إيمانك، ولا يتمحور الإيمان حول الطاعات والعبادات المفروضة فقد، فقد قال الله جلَّ وعلا في كتابه العزيز وتحديدًا في الآية 177 من سورة البقرة ما يلي:

{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}.

اقرأ أيضًا: دعاء الحمد لله في السراء والضراء وحين البأس

كيفية زيادة الإيمان

هناك العديد من الأمور والأسباب التي من دورها أن تزيد من إيماننا، وفيما يلي نذكر لكم أكثر الأسباب المعينة على زيادة الإيمان.

1- قراءة القرآن وتدبر معانيه

تعد قراءة القرآن بهدوء والتدبر في معانيه والاستماع بإنصات له بكل حواسك خواطرك يعد من أكثر الأسباب المعينة على زيادة الإيمان، فالقرآن فيه العديد من الحكم والآيات التي يمكننا استمداد الإيمان منها.

فمن صور الإيمان بالله في القرآن إيمان سيدنا إبراهيم بالله جلَّ وعلا، فقد دعا سيدنا إبراهيم الله أن ينجه من النار، ولا يمكن لأحد أن يفكر في هذا وهو يهوي إلى النار ويستشعر حرارتها غير المؤمن بالله، فكانت بردًا وسلامه على سيدنا إبراهيم.

2- مجالسة أهل الطاعات والصالحين

التقرب لأهل الطاعات والصالحين من أكثر الأسباب المعينة على الإيمان، فالتقرب من أصدقاء الخير والطيبين من الناس يحث على زيادة الإيمان، فهم يقربونك من الله، ويقومون بدفعك على

3- الدعاء بيقين وإلحاح

من أسمى درجات الإيمان بالله وأعلاها هي الدعاء بيقين، فجاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {رُبَّ أشْعَثَ، مَدْفُوعٍ بالأبْوابِ لو أقْسَمَ علَى اللهِ لأَبَرَّهُ}، في هذا الحديث يقول رسولنا الكريم أن الله يبر رجلًا تخاله الناس أقل منهم قيمة.

فهو أشعث أي ملبد بالشعر، ومدفوع الأبواب أي أنه يُمنع من الدخول للبيوت بالكلام والأفعال. فالله يبره لدرجة أنه إذا أقسم عليه صدقه، ففي حال ما أقسم عليه أن يفعل كذا أو يمنع كذا كان له ما شاء في حال ما لم يدعو بمكروه لأحد.

فلك أن تتخيل مكانة الدعاء بيقين وإلحاح، وكم من مرة سمعت أحدًا يتحدث عن استجابة الله لدعاء معين وأمرٍ طلبه منه، فهذه ليست صدفة، الدعاء يغير الأقدار، واليقين عند الدعاء يزيد من إيمانك ويرفع من مكانتك عند خالقك.

4- تكرار التوبة حتى إن تكرر الذنب

التوبة مع تكرار الذنب من الأمور المهمة، فلا تبتئس أو تخال أن الله لن يغفر لك، فأنت هنا تكون قد أخللت بإيمانك في إحدى صفات الله وأسمائه والتي هي الغفار، فلا تخجل من التوبة مهما تكررت معاصيك ومهما كثرت، فالله يغفر لمن يشاء.

5- الإخلاص في القيام بالطاعات

الطاعات من صومٍ وصلاة وزكاة وغيرها تعد من أكثر الأسباب المعينة على زيادة الإيمان، فأنت تقوم بها جميعها مرضاة الله، وترغب في كرمه وكلما زاد خشوعك وإخلاصك ازدادت درجة إيمانك.

6- عدم المجاهرة والرياء

المجاهرة من أسوأ الأمور التي يمكن للمرء أن يقوم بها، فإن بليتم فاستتروا، والمجاهرة تضعف الإيمان، كما الحال في الرياء، فهناك من يقوم بالطاعات مرضاةً للناس، ولتحسين صورته أمامهم وليس رغبةً في التقرب من الله.

إن هذه النماذج سيئة للغاية، والقيام بذلك يتسبب في ضياعهم وظنهم أنهم يحسنون الصنع، على الرغم من أنهم أبعد ما يكون عن ذلك، فإذا كنت تبحث عن الأسباب المعينة على زيادة الإيمان، تجنب المجاهرة، وابتعد عن الرياء.

7- زيارة المقابر والأموات

زيارة القبور تعد من أكثر الأسباب المعينة على الإيمان، فأنت ترى أناسًا لا يملكون من أمرهم شيئًا إلا عملهم الصالح ودعاء أحدهم إليهم، والموت هو منتصف الطريق، فبعده يأتي البعث والحشر وكافة المراحل التي يصلى بعدها المرء الجنة أو النار والعياذ بالله، والتي ستكون مكانه الأخير إلى أن يشاء الله.

اقرأ أيضًا: فضل قراءة سورة يوسف يوميًا

أركان الإيمان في ديننا الإسلامي

الإيمان يبعث فينا الراحة والطمأنينة، فأنت تعلم أن الله لن يخذلك، حاشا لله أن يخذل عبدًا دعاه، هو يهيئ الأسباب، ويستجيب لك في الشكل والصورة التي يراها الأمثل لحياتك وما فيها، وللإيمان ستة أركان وركائز أساسية تتمثل فيما يلي:

1- الإيمان بالله جلَّ وعلا

يتمثل الإيمان بالله تعالى بالاعتقاد الجازم بوجوده، وكونه الرب الواحد والمعبود الذي لا شريك له، بالإضافة إلى الإيمان بكل أسمائه وصفاته ما ورد منها في كتابه العزيز أو في سنة رسوله الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم.

يمكنك الوصول إلى حالة الإيمان بالله عن طريق التدبر في نفسك وفي الكون، كيف خُلقت كل ذرة، كيف تشكل كل جبل، كيف عاش ومات وولد كل بشر أو دابة، فآيات الله موجودة في كل حدبٍ وصوب، فكما قال جلَّ جلاله: {سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}، الإيمان والتصديق بأن الله هو الخالق والواحد الأحد، هي من أكثر الأسباب المعينة على زيادة الإيمان.

2- الإيمان التام بالملائكة

على عكس الإيمان بالله، فالإيمان بالملائكة لا يعني عبادتهم، ولكن الإيمان بوجودهم حولنا، والتصديق بأن الله خلقهم من نورٍ ولا يعصون لله أمرًا، فالإيمان التام بهم، والتصديق بوجودهم حولك يرون ويسمعون، يعد من أوائل الأسباب المعينة على زيادة الإيمان.

3- الإيمان بالكتب السماوية

الكتب السماوية التي أنزلها الله عديدة، فلدينا التوراة التي أُنزلت على نبي الله موسى، والإنجيل الذي جاء به سيدنا عيسى بن مريم، والقرآن الكريم بكل تأكيد الذي جاء به أشرف الخلق وأخر المرسلين سيدنا محمد، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

لا تقتصر الكتب السماوية على هذا فقط، فالكتب السماوية هي كل ما جاء ذكره في القرآن، ما يعني أنها تشتمل على زبور سيدنا داوود، وصحف سيدنا إبراهيم وسيدنا موسى، والتصديق بهذه الصحف جميعها لا يعد فقط من الأسباب المعينة على زيادة الإيمان، بل هي أركان الإيمان نفسه.

اقرأ أيضًا: دعاء للوالدين بطول العمر

4- الإيمان بالرسل والأنبياء

الرسل والأنبياء المذكورين في القرآن الكريم هم خمسة وعشرين نبيًا ورسولًا، وهناك العديد من الأنبياء والرسل الذين لم يُذكروا في القرآن الكريم، فقد جاء على لسان أبي ذر رضي الله عنه أنه قال:

{قلتُ: يا رسولَ اللهِ! أيُّ الأنبياءِ كان أولُ؟! قال: آدمُ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ! ونبيٌّ كان؟! قال: نعم نبيٌّ مُكلَّمٌ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ: كم المرسلونَ؟! قال: ثلاثُ مئةٍ وبضعةَ عشرَ؛ جمًّا غفيرًا}، أما عن عدد الأنبياء فهم لا يعدون ولا يحصون على مر الزمن.

فالإيمان بالرسل والأنبياء يعني التصديق بأن الأنبياء المذكورين في القرآن، والإيمان أن الله أرسل غيرهم أيضًا، فالمسلمون ليس عليهم التصديق والإيمان ببعث ونبوة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وحده فقط، فنحن نؤمن بنبوة آدم ونوح وصالح وإدريس وإبراهيم وهود ولوط وإبراهيم وإسماعيل وغيرهم الكثير.

الفرق بين الرسول والنبي هو نزول الرسالة الإلهية عليه، فالنبي لم يُنزل عليه كتاب، وإنما أوحي إليه أن يقوم بدعوة قومه للإيمان بدعوة رسولٍ جاء قبله، مثلما دعا أنبياء بني إسرائيل لشريعة موسى وما جاء في التوراة.

أما الرسول فهو صاحب الرسالة، وهو الذي أنزل الله عليه الكتاب والشرع المستقل، ومكنه من القيام بالمعجزات بهدف تعزيز رسالته، فكل رسولٍ نبي، ولكن ليس كل نبيٍ رسول، والعامل المشترك بين الرسل والأنبياء كافة هو الدعوة إلى شريعة التوحيد بالله الواحد القهار.

5- الإيمان بالقيامة واليوم الآخر

يوم القيامة آتٍ لا محالة، عليك أن تكون على يقين بذلك، فأخبرنا الله ورسولنا الكريم أنه ما بعد الموت تأتي مراحل عديدة، منها فتنة القبر، وما فيه من عذابٍ ونعيم، بالإضافة إلى البعث والحشر.

كما أن رسولنا الكريم ذكر الصحف والحساب والميزان والحوض والصراط وحتى الجنة والنار، وهناك الشفاعة والعدل، وكل ما أعده الله لأهل الأرض، ووضع يوم القيامة والطريقين اللذين يمكنك أن تسلكهما جراء أعمالك تعد من أكثر الأسباب المعينة على زيادة الإيمان.

6- الإيمان بالقضاء والقدر، خيره وشره

الإيمان بالقدر من أسمى مراتب الإيمان، ومن أكثر الأسباب المعينة على زيادة الإيمان هي التسليم بقدر الله وقضاءه، فكل شيء في الدنيا مدبر، والله لم يخلق شيئًا أو أحدًا بشكل عبثي، فالخير والشر مكتوب، والله يكافئنا ويبتلينا لنفس السبب، نعبده ونحمده ونلجأ إليه في السراء والضراء.

اقرأ أيضًا: اسم يطلق على صلاة النافلة

الفرق بين الإيمان والإسلام

كلٌ من الإيمان والإسلام والإحسان مترابط، فالإسلام هو استسلام، وهو خضوع تام له جلًّ وعلا، بالإضافة إلى الولاء لمعشر المؤمنين، والبراء من المشركين وأهل الشرك، وأركان الإسلام خمس، وهي الشهادتين، الصلاة، الصوم، الزكاة بالإضافة إلى حج البيت.

أما عن الإيمان فهو جزء من الإسلام ويأتي بعده، ولكنه يقويه ويزيد من صلابته، وأصله اليقين، أما الإيمان أركانه فهي ستة، وتشتمل على الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله فلا نفرق بين أحدٍ منهم، كما نؤمن باليوم الآخر وقضاء الله وقدره الخير منه والشر.

الإحسان هو الحلقة الأصغر والأعمق، فالمسلم إذا تملكه اليقين يصبح مؤمن، والمؤمن إذا عمل الصالحات وتعبد الله كأنه يراه أصبح مُحسن، ومن أبواب الإحسان نصرة المظلوم، والجهاد والقتال للدفاع عن المستضعفين وفي سبيل الله، بالإضافة إلى بر الوالدين ونصرة المظلوم وغيرها الكثير.

علينا أن نقتدي بالسلف الصالح، ونستمد من إيمانهم، فقد كان الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين يتعاونون فيما بينهم على زيادة الإيمان، فاشتهر عن عمر بن الخطاب قوله (هلموا نزدد إيمانًا).

قد يعجبك أيضًا