كيفية قضاء الصلاة الفائتة

كيفية قضاء الصلاة الفائته تحتل هذه العبارة قائمة البحث للأشخاص التائبين إلى الله والعائدين إليه حيث أن الكثير من الناس لا يقوموا بأداء فريضة الصلاة على أكمل وجه والكثيرين يفوتون بعض الصلوات لأسباب مختلفة فمنهم من ينام ومنهم من ينسى ومنهم من ينشغل عنها وما إلى ذلك ويودون معرفة ما حكم هذه الصلوات التي فاتتهم وفي هذا المقال سيقدم لكم موقع زيادة كيفية قضاء الصلاة الفائته كما سيعرض لكم الكثير من الأمور عن هذا الأمر.

كيفية قضاء الصلاة الفائته

قام علماء الفقه بتقسيم أمر قضاء صلاة الحاجة إلى قسمين وهذين القسمين مع اختلاف الحكم في كلًا منهما لاختلاف حالتهم، وهما كالتالي:

إقرأ أيضًا: لباس المرأة في الصلاة وحكم لبس البنطلون في الصلاة

أولًا: الحالة الأولى

فوات الصلاة مع وجود عذر وحكم هذه الحالة أن المسلم يستحب له أن يسرع في قضاء هذه الصلاة كي يبرء ذمته منها عند الله، واعتبر العلماء النوم وعدم الصلاة أو نسيان الصلاة عذر من الأعذار التي تصح فيها الحالة الأولى لكن بشرط ألا يتعدى الأمر حدود المعقول أو أن يحدث تمادي في الأمر بالإضافة إلى أنه يجب أن يتم تقديم أداء الصلاة الفائتة على أداء الصلاة الحالية ما لم تكن الصلاة في جماعة، ولا يعتبر الانشغال بالدراسة أو العمل وما إلى ذلك من الأمور أو الأعذار التي تسمح بتأخير الصلاة ومدح الله سبحانه وتعالى الأشخاص الذين لا تلهيهم أعمالهم عن الصلاة في كتابة العزيز حيث قال جل وعلا: “رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ”.(سورة النور، آية 37)

ثانيًا: الحالة الثانية

وهي فوات الصلاة لكن مع عدم وجود عذر، فالمسلم الذي يفوت صلاة دون عذر يستحب له أن يقضيها على الفور دون تأخير حتى يبرء ذمته، كما قال أهل العلم: الأصل ألّا يصرفه شيءٌ عن أدائها إلّا انشغاله بالحاجات الأساسية، مثل: تحصيل قوت يومه وقوت عياله، والنوم، وتناول الطعام، وأداء الصلوات الواجبة، لذلك جاء أمر صلاة المسلم للصلاة الفائتة دون عذر على الفور، حتى إذا استوعب قضاء هذه الصلوات كل وقته وهذا من باب التغليظ على الشخص المتساهل أو المفرط والمهمل في أداء الصلاة في وقتها.

وأجاز العلماء للمسلم في حال ما شق عليه أن يصلي كل الصلوات الفائتة دفعة واحدة أن يقضيها بقدر استطاعته دون تهاون مثل أن يصلي في كل مرة يصلي فيها فرضَا حاضرَا فرضًا فائتًا بنية قضاء صلوات مما فاتته.

حالات لا يجب قضاء الصلاة الفائتة بها

هناك حالات لا يجب فيها قضاء الصلاة الفائتة وجاء بعض هذه الحالات في حديث عن عثمان بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن حماد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ وعن المبتلى حتى يبرأ وعن الصبي حتى يكبر” متفق عليه. وفيما يلي سنعرض لكم بالتفصيل تلك الحالات، بالإضافة إلى بعض الحالات التي لم يرد ذكرها في هذا الحديث:

إقرأ أيضًا: ما هي سنن الصلاة؟ ووقتها وعددها وما هي سنن الصلاة المؤكدة؟

  • المغمى عليه

حيث قام الفقهاء بدراسة الأمر وقالوا إنه لا يجب على المغمى عليه قضاء الصلاة التي فاتت عليه في الفترة التي كان بها في حالة غيبوبة كما أضافوا في هذا الأمر الشخص المجنون حيث أنه يتفق مع الفاقد للوعي في فقد وذهاب العقل، وأضافوا أن من بداية إفاقته منها فجميع الصلوات التي تفوت عليه محسوبة عليه ويجب قضاءها، أما الفاقدين عقولهم بغير الإغماء أو الجنون حيث أنهم يقومون بفعل ذلك بأنفسهم بإرادتهم مثل شرب الخمر أو تعاطي المخدرات وغيرها من الأمور فيجب عليهم قضاء الصلاة الفائتة عليهم في هذا الوقت.

  • الصغير حتى يكبر

يحاسب الإنسان على الصلاة عند بلوغه لذلك كل الفترة التي مرت به دون صلاة حتى بلوغه لا يجب عليه قضاء الصلاة التي فاتته بها، ويجب على ولي الصبي أن يأمره بالصلاة وهو في عمر السبع سنوات وضربه على تركها إذا وصل إلى عشرة سنوات هذا بناءً على قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: “مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع.” رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه.

  • الحائض

حيث أنه لا يجب على الحائض قضاء الصلاة التي لم تصلها في فترة حيضها فقد قالت عائشة رضي الله عنها: “كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة” والحكمة في هذا الأمر والله أعلم ان هذا الأمر يتكرر كثيرًا ولأيام ودون دخل منها وإن أمرت بقضاء تلك الصلوات الفائتة لشق عليها الأمر وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى أنه أسقط عنها الصلاة وقضائها.

آراء الشيوخ والعلماء في أمر قضاء الصلوات الفائتة

  • قال في منح الجليل وهو مالكي: والمعتمد أن ترتيب الفوائت في أنفسها واجب غير شرط.
  • قال الحطاب وهو مالكي أيضًا: قال في مواهب الجليل: قال الشيخ زروق في شرح الرسالة: قوله- يعني صاحب الرسالة-: ومن عليه صلوات كثيرة صلاها في كل وقت من ليل أو نهار، وعند طلوع الشمس وعند غروبها، وكيفما تيسر له يعني من القلة والكثرة ما لم يخرج لحد التفريط، ولا حد في ذلك بل يجتهد بقدر استطاعته، قال ابن رشد (والكلام للحطاب) مع التكسب لعياله ونحوه، لا كما قال ابن العربي عن أبي محمد صالح إن قضى في كل يوم يومين لم يكن مفرطا، ويذكر خمسا، فأما مع كل صلاة كما تقول العامة فعل لا يساوي بصلة، ومن لم يقدر إلا على ذلك فلا يدعه لأن بعض الشر أهون من بعض.
  • قال في مطالب أولي النهى وهو حنبلي: ويجب على مكلف لا مانع به قضاء مكتوبة فائتة من الخمس مرتبا إلى أن قال: ولو كثرت الفوائت كما لو قلت، فإن ترك ترتيبها بلا عذر لم يصح لأنه شرط كترتيب الركوع والسجود.
  • قال في أسنى المطالب وهو شافعي: ويجب قضاء الفوائت الفرائض بخبر الصحيحين: من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها، ثم إن فاتت بغير عذر وجب قضاؤها على الفور، وإلا ندب ويستحب ترتيبها لترتيبه صلى الله عليه وسلم فوائت الخندق وخروجا من الخلاف.

إقرأ أيضًا: رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي.. تفسير الأيةوإعرابها

حكم صلاة القضاء

اعتبر العلماء الصلوات التي تفوت المسلم ولم يصلها في والوقت المخصص لها دينًا لازمًا في ذمته ويلزم قضاءها وفي رواية عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنّه قال: “أتَى رجلٌ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال له: “إن أُختي نذَرَتْ أن تَحُجَّ، وإنها ماتَتْ”، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لو كان عليها دَينٌ أكنتَ قاضِيَه” قال: “نعم”، قال: فاقضِ اللهَ، فهو أحقُّ بالقَضاءِ) كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ” مَن نسِيَ صلاةً فليُصَلِّ إذا ذكَرها، لا كفارةَ لها إلّا ذلك.”، فيجب على الشخص الذي يفوت الصلوات التوبة إلى الله على تفريطه في الصلاة التي لم يصلها في الماضي بالإضافة أنه يجب عليه المحافظة على الصلوات القادمة ما دام حيًا، فترك الصلاة ليس بهين وقال الكثير من الفقهاء إن قضاء الصلاة يكون صحيحًا في وقت من اليوم لا يشترط مع وقت محدد ولكن يستحب للمسلم أن يراعي ترتيب صلواته حيث مثلًا إذا فاتته صلاتي الظهر والعصر فيصلي الظهر ومن ثم العصر ويسقط الترتيب في حالة الجل بالأمر أو النسيان.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال من موقع زيادة والذي كان بعنوان كيفية قضاء الصلاة الفائته وحكم صلاة القضاء بالإضافة إلى آراء بعض الشيوخ والعلماء في هذا الأمر والكثير من الأمور الأخرى المتعلقة بهذا الموضوع ونرجو أن نكون قد أفدناكم.

قد يعجبك أيضًا