رعاية مريض الجلطة الدماغية

رعاية مريض الجلطة الدماغية باستخدام التدابير الوقائية المنزلية أو الرعاية الطبية أمر ضروري وهام؛ وذلك لأن الجلطة الدماغية حالة طارئة وليست بسيطة فإذا لم يتم التعامل معها بحذر ستتفاقم عوارضها، لذا ومن خلال موقع زيادة سنساعدكم اليوم على معرفة كيفية رعاية مريض الجلطة الدماغية، وذلك من خلال تقديم بعض النصائح التي تعزز من الشفاء والسلامة، كما أننا سنوافيكم بكل المعلومات التي تحتاجونها.

رعاية مريض الجلطة الدماغية

رعاية مريض الجلطة الدماغية

إن الإصابة بالجلطة الدماغية أمر لا يجب أن نستهين له؛ وذلك لأن الجلطة الدماغية تعتبر حالة طارئة، تتسبب في حدوث مشكلات خطيرة على المريض، وتؤثر على الجسد والحواس فلا يتمكنوا من القيام بوظائفهم، وبالتالي فهي تؤثر على استمرارية الحياة بشكل سليم.

تحدث الجلطة الدماغية بسبب وجود خلل في الإمداد الدموي إلى الدماغ، حيث يكون هذا الخلل متمثل في تعرض أحد الأوعية الدموية المغذية للدماغ والمخ للتمزق أو النزيف، ومن ثم فيؤدي هذا الأمر إلى منع وصول الدم والأكسجين إلى الخلايا الداخلية للدماغ.

مما ينتج عنه التضرر في الخلايا وكذلك موتها، وهذا الأمر يسمى بالجلطة، كما تظهر الجلطة على هيئة أعراض تختلف باختلاف مكان حدوثها، فإذا كانت الجلطة في الجزء الأيمن سيكون الضعف والشلل في الجزء الأيسر من الجسم، وتتأثر الذاكرة ومهارات التفكير، وكذلك التوظيف الإدراكي لدى المصاب.

بينما إذا كانت الجلطة في الجزء الأيسر من الدماغ، فسيظهر تأثيرها على الجزء الأيمن من الجسم من خلال ضعف العضلات أو شللها، ويكون المريض غير قادرًا على فهم اللغة أو القراءة والكتابة عمومًا، وتحليل الأحداث من حوله.

اقرأ أيضًا: أعراض الجلطة الدماغية

إرشادات لرعاية مرضى الجلطة الدماغية

نظرًا لمعاناة مريض الجلطة فإنه يجب أن يحصل على الرعاية والدعم والتشجيع المعنوي، فالسلامة النفسية تؤدي إلى السلامة الجسدية؛ لذا سنُطلعكم فيما يلي على كيفية رعاية مريض الجلطة الدماغية من خلال تقديم بعض الارشادات والنصائح العامة:

  • لكي تتمكن من رعاية مريض الجلطة الدماغية قُم بمساعدته في القيام بالأعمال والمهام المختلفة، وقدم له الدعم المتواصل.
  • من الضروري أن تقدم له الرعاية الشخصية كمساعدته على الاستحمام، وتغيير الملابس.
  • نسق احتياجات المريض وذلك من خلال توفير جلسات إعادة التأهيل له، والأدوية التي تساهم في الشفاء، وكذلك الرعاية الطبية الدورية.
  • قلل من المشتتات والضجة حول المريض لكي لا يختلط عليه الأمر أكثر، حيث إن الجلطة الدماغية تؤثر على الوعي والإدراك بشكل عام.
  • حضر الأكل الصحي للمريض الذي يحتوي على القليل من الدهون.
  • شجع مريض الجلطة الدماغية على ممارسة التمارين الرياضية.
  • احصل على المعلومات الكافية حول حالته الصحية؛ لكي تتعامل معه بشكل سليم.
  • تعامل معه بحذر وتجنب وقوعه في التقلبات المزاجية، أو سماع الأحداث السيئة، أو تعرضه للاكتئاب.

برنامج تأهيلي للتعامل مع مرضى الجلطة الدماغية

لكي تتمكن من رعاية مريض الجلطة الدماغية الرعاية المتكاملة، فيجب أن تكون على دراية بمكان حدوث الجلطة، حيث إننا عرضنا لكم طرق الرعاية بصفة عامة، ولكن فيما يلي سنقدم لكل النصائح على حسب نوع الإصابة:

رعاية مريض الجلطة في الشق الأيمن من الدماغ

يعاني المريض المصاب بالجلطة في الجزء الأيمن من الدماغ بعدة مشكلات عادةً ما تتمركز في الرؤية، وفقدان الذاكرة، كما يعاني من الشلل في الجزء الايسر من جسمه، لذا فلكي تتمكن من رعايته اتبع الآتي:

  • ساعد المريض في التدريب على معرفة العمق والمسافات، وتجنب تعرض للإصابات نتيجة عدم قدرته على تقديرهم.
  • لأن مريض الجلطة الدماغية في الجزء الأيمن يعاني من مشاكل في الرؤية، فمن الضروري أن تحرص على إزالة أي عوالق في طريقه، وتتجنب من سقوطه، وتسهل عليه الوصول إلى المكان المراد.
  • المؤثرات الصوتية والبصرية الشديدة تزيد من معاناة مريض الجلطة في الجزء الأيمن، من ثم فيجب أن تحذر من إحاطته بهم.
  • حرك رأس المريض للجانين ليري المكان بالكامل من حوله، وقُم بتحريك أعضاء الجزء الأيسر من جسده أيضًا.
  • يجب تكرار الإشادة بالاتجاهات لكي يتعرف عليها المريض؛ لأنه سيكون غير قادر على تحديدها.

رعاية مريض الجلطة في الجزء الأيسر

يعاني مريض الجلطة في الشق الأيسر من الدماغ بالشلل في الجزء الأيمن جسمه، وكذلك المشاكل في النطق، وفقدان الذاكرة؛ لذا فيلزم له توفير الرعاية المخصصة والتي تشمل الآتي:

  • منح المصاب الوقت الكافي؛ لكي يقوم بتحليل المعلومات وإدراكها.
  • تجنب التحدث مع مريض الجلطة في الشق الأيسر بصوت عالي.
  • طرح الأسئلة البسيطة على المريض لكي يتم تنشيط ذاكرتها، حيث يُفضل طرح الأسئلة المغلقة التي يكون إجابتها بنعم أو لا.
  • جزء المعلومات والإرشادات المقدمة لكي يتمكن من استيعابها.
  • التحلي بالصبر عند القرار في رعاية مريض الجلطة الدماغية من الأمور الهامة.
  • الحد من الضوضاء من حوله.

اقرأ أيضًا: علاج الجلطة الدماغية بالحجامة

الأكل الغير مسموح به لمريض الجلطة الدماغية

تجدر الإشارة إلى أن رعاية مريض الجلطة الدماغية يجب أن تشمل الرعاية الغذائية أيضًا، حيث يكون المصاب أثناء تعرضه للجلطة غير قادرًا على البلع في بعض الأحيان، وهذا الأمر يخفض من الفيتامينات والعناصر الغذائية في جسمه.

لذا فيلزم عند التعافي من الجلطة أو بمجرد أن يتمكن المريض من البلع أن يقوم باتباع نظام غذائي صحي يحافظ على الأعضاء والأجهزة التي تأثرت بالجلطة، كالقلب، والأوعية الدموية، حيث يقصد بالنظام الصحي أي تناول الأطعمة التي تساهم في خفض الكوليسترول وضغط الدم، وإذابة الجلطات.

فهناك أيضًا بعض الأطعمة التي يجب أن يتوخى المريض الحذر من تناولها لأنها تؤثر على الدورة الدموية، وقد تؤدي إلى تكرار حدوث الجلطة، حيث إننا فيما يلي سنقوم بذكر البعض منها:

  • الأطعمة السريعة والجاهزة؛ لأنها تحتوي على نسب عالية من السكر، والملح، والصوديوم.
  • لا يُنصح بتناول الحلويات والأطعمة السكرية، ومن الممكن استبدالها بالمشروبات السكرية، حيث تكون أخف في التأثير.
  • إن الأطعمة المملحة والمخللات تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وهذا الأمر يزيد من خطر الإصابة بالجلطة الدماغية؛ لذا فيجب الحذر من تناولها.
  • اللحوم الحمراء من الممكن أن تتسبب في التعرض لأمراض نقص تروية القلب كالجلطة الدماغية؛ لذا فمن الأفضل أن يتم استبدالها بالسمك والدواجن.
  • يجب أن يتم الامتناع عن الأطعمة التي تحتوي على الدهون المشبعة؛ لأنها ترفع نسبة الكوليسترول في الدم، وبالتالي فتزيد من خطر الإصابة بالجلطة الدماغية.

خطة تأهيلية لعلاج الجزء المتأثر بالجلطة الدماغية

تشمل هذه الخطة رعاية مريض الجلطة الدماغية من خلال إعادة التأهيل لنوع القدرة التي تأثرت بالجلطة، أو للجزء المتأثر من الجسم، وذلك من خلال القيام ببعض الأنشطة البدينة، والمعرفية، واستخدام الأساليب التقنية في التأهيل، وإليك فيما يلي التفاصيل:

  • إجراء تمارين المهارات الحركية: حيث تساهم تلك التمارين في تحسين قوة العضلات، خاصةً عضلات الفم لزيادة القدرة على البلع.
  • استخدام الوسائل المساعدة على الحركة: فمن الشائع أن يصاب مريض الجلطة بالشلل في الساق فاستخدام المشاية أو الكرسي المتحرك، أو دعامات الساق تساهم في تقوية الساق وإعادة تعليم المشي مجددًا.
  • ضرورة القيام بتحريك الطرق المصاب للمريض أثر الجلطة لكي يتم تحسين وظيفته، وهذا العلاج يسمي بعلاج القوة.
  • استخدام جهاز التقنية اللاسلكية الذي يعمل على رصد النشاط بعد الجلطة الدماغية، فهو جهاز جيد لمن يرغب في الالتزام برعاية مريض الجلطة الدماغية.
  • من الممكن أن يتم التأهيل للجزء المصاب أثر الجلطة الدماغية باستخدام التحفيز الكهربائي، حيث إنه ينفذ على النهايات الضعيفة للعضلات ويقوم بعمل انقباضات متعددة لها.
  • من طرق رعاية مرضى الجلطة الدماغية هو اتباع الأنشطة المعرفية التي تعالج الاضطرابات وفقدان القدرات المعرفية، وذلك من خلال ممارسة مهارات حل المشكلات، والمهارات الاجتماعية، والإدراك التقديري.
  • علاج التخاطب من الممكن أن يساعد في تقديم الرعاية للمريض، حيث إنه يقدم الخدمات التي تمكن المريض من استعادة القدرات المفقودة كالتحدث، والاستماع، والكتابة، والاستيعاب.

اقرأ أيضًا: بكاء مريض الجلطة الدماغية

أسباب حدوث الجلطة الدماغية

إليك في النقاط المقبلة العوامل المؤدية إلى الإصابة بالجلطة الدماغية:

  • التخثر في الدم: حيث يعتبر السبب الرئيسي في حدوث الجلطة، ويقصد به انسداد أحد شرايين الدماغ، وتراكم الدم، وبالتالي منع وصوله إلى الخلايا الدماغية وكذلك منه وصول الأكسجين.
  • تحرر الخثرة الدموية وبعض الرواسب من الكوليسترول والكالسيوم من داخل الأوعية الدموية ووصولها للشرايين.
  • التمزق في أحد الاوعية الدموية بالدماغ نتيجة لارتفاع الضغط.
  • تجلط الاوردة نتيجة ارتفاع الضغط وحدوث الالتهاب فيها، الذي أدى إلى انحصار الدم بداخلها، كما هو في حالة ارتفاع الضغط الوريدي الجيبي المخي.
  • الإصابة بنوبات الصرع التي تؤدي إلى إرسال الخلايا العصبية عدة إشارات إلى الأوعية الدموية وتتسبب في انقباضها، ومن ثم توسيعها، وهذا الأمر ينتج عنه الالتصاق للصفيحات الدموية، أي حدوث تخثر في الدم أو ما يعرف بالجلطة الدماغية.
  • تسرب الدم الناتج عن تمزق الأوعية الدموية إلى أسفل الغشاء العنكبوتي الذي يعتبر من أغشية السحايا التي تحمي الدماغ والحبل الشوكي، فتحدث الجلطة.
  • إن السمنة تؤدي إلى احتمالية الإصابة بالجلطة الدماغية.
  • بعض الأمراض كمرض ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، ومرض الداء السكري.
  • التدخين المفرط وكذلك شرب الكحول.

دلالات على حدوث الجلطة الدماغية وعوارضها المتكررة

تختلف أعراض الجلطة من شخص لآخر وعلى حسب مكان حدوثها، ولكن هناك أعراض متكررة في الحدوث، وكذلك شائعة، حيث إننا فيما يلي سنقوم بذكرها:

  • تدلي جفون العين، أو الترهل في أحد جوانب الوجه، نتيجة لضعف العضلات.
  • عدم قدرة المصاب على تحريك لسانه.
  • الصعوبة في الفهم وكذلك التثاقل في الكلام.
  • السقوط نتيجة لضعف الساق.
  • الرؤية الغير واضحة أو التشويش، حيث تعتبر عرض أساسي من أعراض الجلطة.
  • الشعور بالصداع الشديد.
  • الدوار، وعدم الاتزان.
  • التنميل في أحد أجزاء الجسم أما الساق أو الذراع.
  • العصبية الشديدة، والاكتئاب.

كيفية التشخيص للجلطة في الدماغ

إذا تم ملاحظة أي عرض من أعراض الجلطة، والتغير في السلوكيات، وكذلك الفهم، والإدراك، فيلزم التوجه إلى الطبيب لكى يتم الفحص وتحديد موقع الجلطة، وكذلك أسبابها، والبدء في خوض العلاج الفوري لكي لا تحدث المضاعفات الخطيرة التي تهدد الحياة، وإليك فيما يلي أشهر أساليب التشخيص:

  • الفحص الجسدي: في بداية الأمر يقوم الطبيب بفحص المريض جسديًا وذلك من خلال التعرف على قوة أعضاءه، ومدى استجابتها، وكذلك اختبار الرؤية لديه، والقدرة على الكلام، فهذا الفحص مخصص لتشخيص الحواس.
  • استخدم جهاز الضغط لقياس ضغط الدم، فإذا كان مرتفعًا فهذا دلالة على احتمالية حدوث جلطة المخ.
  • إجراء تحليل دم لتحديد مستوي السكر في الدم، وللكشف عن نسبة كريات الدم الحمراء ومدى تجمعها.
  • استخدام الأشعة السينية حيث يتم من خلالها معرفة الأوعية الدموية المسدودة أو المتمزقة المتسببة في حدوث الجلطة.
  • استخدام الأشعة الفوق صوتية لتصوير الشريان المتواجد في الرقبة المسؤول عن توصيل الدم إلى الدماغ والرأس، وهو الشريان السباتي، حيث إنه من خلال الأشعة سيتم التعرف على أي رواسب دهنية أدت إلى انسداده وتخثر الدم بداخله، واعاقت وظيفته.
  • من الممكن القيام بالتصوير المقطعي على الدماغ، كما أن التصوير بالرنين المغناطيسي يعطي صورة مفصلة أكثر.
  • قد يكون المريض بحاجة لإجراء تخطيط كهربائي على القلب لتحديد أي خلل في كهرباء القلب منع من قدرته على تدفق الدم، وبالتال أدي إلى حدوث الجلطة الدماغية.

اقرأ أيضًا: علاج الجلطة الدماغية مجرب

كيفية التعامل مع مريض ظهرت عليه أعراض الجلطة الدماغية

فيما يلي سنساعدكم على معرفة كيفية التصرف سريعًا مع الشخص الذي تم الشك في إصابته بالجلطة الدماغية، وإليك فيما يلي الخطوات التي تعد بمثابة خطوات لرعاية مريض الجلطة الدماغية:

  1. الاتصال بالإسعاف لكي يتم نقل المريض إلى المستشفى سريعًا، فالمسعفون هم من يقدمون المساعدة المناسبة للمريض، ويقللون من آثار ومضاعفات جلطة الدماغ.
  2. التحدث مع مصاب الجلطة لتجميع المعلومات سواء عن الأدوية التي يستخدمها، أو عن حالته الصحية؛ وذلك لكي يتم إخبار الطبيب بها.
  3. وضع المريض في مكان آمن مع مساعدته على الاستلقاء على جنبه مع رفع الراس على وسادة؛ لتعزيز تدفق الدم إلى داخل الدماغ.
  4. في حالة ارتداء المريض للملابس الضيقة، يجب أن تساعده في خلعها.
  5. من الممكن أن تقوم بتنفيذ خطوات إنعاش القلب من خلال الضغط على القلب بقوة باليدين، أو إجراء التنفس الاصطناعي إذا كانت الحالة مستعصية وقبل وصول الإسعاف.
  6. لا تقوم بإعطاء المريض أي دواء بمجرد الشك في حدوث الجلطة لكي لا تتفاقم المشكلة.
  7. من الضروري الابتعاد عن منح المريض للطعام أو الشراب؛ لأن الجلطة تتسبب في الصعوبة في البلع، فإذا قمت بفعل ذلك سيختنق المريض بشدة.

اقرأ أيضًا: متى يموت مريض الجلطة الدماغية؟

يحتاج مريض الجلطة الدماغية إلى الإجراءات التأهيلية التي تساعده على الشفاء والعودة إلى ممارسة حياته بشكل طبيعي إلى جانب العلاج الدوائي؛ وذلك لأن الجلطة تؤثر على إمكانية أعضاء الجسد من أداء وظائفها، وتؤثر على الحواس أيضًا، وقد تؤدي إلى السبات الدائم، أي أنها تُفقد المريض قدرته على التمتع بالحياة؛ لذا فقد قدمنا لكم أبرز طرق رعاية مريض الجلطة الدماغية، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم بذلك.

قد يعجبك أيضًا