كيف يحقق المسلم الانقياد لله تعالى بأداء الصلاة

كيف يحقق المسلم الانقياد لله تعالى بأداء الصلاة، فالانقياد طاعة الله تعالى والخضوع له، وعدم الاستكبار كما فعل إبليس.. وهذا ما سنتطرق إليه في الأسطر التالية من خلال موقع زيادة.

كيف يحقق المسلم الانقياد لله تعالى بأداء الصلاة

العبادة كلها تقتضي الانقياد التام لله عز وجل في الأوامر والنواهي والأعمال الجسدية والقلبية، وحياة المسلم كلها قائمة على شريعة الله تعالى، وأن يحكّم المسلم ربه في كل أحوال حياته، قال تعالى:

“فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (النساء 65).

وعند البحث عن إجابة سؤال كيف يحقق المسلم الانقياد لله تعالى بأداء الصلاة وجب تقسيم الصلاة إلى عدة مطالب لبيان تمام تحقيق العبودية فيها.

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة:

“مفتاحُ الصلاةِ الطُّهورُ، وتحريمُها التكبيرُ، وتحليلُها التسليمُ، ولا صلاةَ لمن لمْ يقرأْ بالحمدِ وسورةٍ، في فريضةٍ أو غيرِها” (سنن الترمذي 238)

اقرأ أيضًا: كم تعادل الصلاة في المسجد الحرام؟ والأفعال المستحبة في المسجد الحرام

النية في الصلاة

إن المسلم حين ينوي الصلاة، فتلك النية تكون خالصة لوجه الله تعالى، دون رياء لأحد وفي ذلك قال الله تعالى في الحديث القدسي: “قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ أَنا أَغنى الشُّرَكاءِ عنِ الشِّركِ فَمن عملَ لي عملًا أشرَكَ فيهِ غيري فأَنا منهُ بريءٌ وَهوَ للَّذي أشرَكَ” (رواه أبو هريرة وأخرجه مسلم في صحيحه 2985)

الصلاة تكون لله تعالى وحده وفي ذلك تمام العبودية وتمام الانقياد.

فمن خضع لله تعالى وانقاد لقوله بنية خالصه له هو المؤمن به.

مواقيت الصلاة

أن يذهب المسلم إلى المسجد في أوقات محددة متناسيً مشاغله الدنيوية أو تاركًا النوم في جوف الليل البارد من تمام العبودية لله تعالى.

فكل فرض له موعد محدد لا يجب تأخيره، وقد قال الله تعالى:

“فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا” (النساء 103)

تمام الانقياد في الذهاب للمسجد

يكون المسلم منقاد إلى خالقه بسماعه النداء والمسارعة إلى المسجد بعد قول المؤذن “حي على الصلاة”، تاركًا خلفه كل حياته.

اقرأ أيضًا: صيغة للصلاة على النبي حث الغزالي عليها الجمعة وما هي أهمية الصلاة عليه

التوجه إلى القبلة

حين يتوجه العبد إلى القبلة بوجه، يخلع عن قلبه ما به من اعراض أو تواني عن الله.

ولا يلتفت القلب عن الله تعالى في الصلاة كما أن العين لا تترك موضع السجود

الوقوف في الصلاة

يقف المسلم في الصف بين أخوته المسلمين في خضوع لله وفي ذلك تمام الانقياد، والمساوة بين كل العبيد، بخلع ما في قلوبه للعباد من كبر.

قراءة الفاتحة

في تأميم الجماعة وراء الإمام بعد الفاتحة تفاؤل بما فيها ودعوة الله تعالى في تحصيله، والدعاء هو أسمى أفعال العبودية والانقياد لله تعالى والاتكاء عليه.

رفع اليدين عند الركوع

في رفع اليدين عند الركوع تعظيم لله تعالى، وزينة للمؤمن وعبودية لليد مثلها مثل باقي الجوارح، وفي هذا انقياد لأوامر الله تعالى باتباع سنة نبيه.

التكبير في الصلاة

من أسرار الصلاة هي تعظيم الله تعالى وتكبير، وتشريع التكبير للانتقال من ركن إلى آخر في الصلاة، وهو شعار الصلاة، مثلما يلبي الحاج في انتقاله مشعر إلى آخر.

القراءة والاستعاذة

إذا بدأ العبد في الصلاة بعد تكبيرة الإحرام يستعيذ بالله ويلجئ إليه فأن يبعد عنه وساوس الشيطان، في ذلك الانقياد التمام لله تعالى ومحاولة البعد عن أي شائبة تشوب هذا الانقياد.

اقرأ أيضًا: عورة الرجل في الصلاة وأحاديث النبي عن ستر عورة الرجل في الصلاة

الركوع في الصلاة

يمثل الركوع الخضوع لله والتعظيم له، فيه يستكين العبد لهيبة خالقه ويتذلل لعزة الله سبحان وتعالى.

ويتحقق الانقياد في هذا الركن بأن يتبع المسلم الركوع بكل جوارحه:

  • الصلب: منحني لله.
  • الرأس: مكسة ناظرة للأرض.
  • اللسان: ينطق بتعظيم الله تعالى.

ومع خضوع القلب والجوارح والتعظيم لله تعالى بخضوع القول، فهذا الركن العظيم يفرق بن الخضوع للعبد والخضوع لله بالعظة التي لله تعالى.

ومن تمام الانقياد والخضوع لله تعالى في الركوع أن يتصاغر العبد لربه ويخرج من قلبه كل ذرة تعظيم لنفسه أو لخلق الله، ويغرس في قلبه التعظيم لله تعالى وحده، لا يشاركه أحد.

فالركوع هو لركوع القلب أولًا ومن ثم تتبعه الجوارح وتكمل عمله.

الوقوف بعد الركوع

في الوقوف يحمد العبد ربه على نعمة العبادة و على رجوعه إلى حالة الانتصاب والاعتدال بعدما كان راكعًا، وأن الله تعالى قد هداه إلى هذا الخضوع الذي حرم منه الكثيرون.

اقرأ أيضًا: فضل الصلاة الإبراهيمية 1000 مرة ولقضاء الحوائج والزواج والحمل

الانقياد في السجود

شرع الله لعباده أن يكبر ويخر ساجدًا له، وكل عضو في جسد المسلم يأخذ حقه من هذا السجود وينال نصيبه في تمام العبودية والانقياد لله تعالى.

فيجعل الإنسان ناصيته على الأرض وتكون بين يدي الله تعالى، يسند أنفه على الأرض، يداه وركبتاه، يفرق بين فخذاه وبين فخذه عن بطنه ليؤدي كل عضو في جسده دوره في الانقياد لله ويتم عبوديته.

يخضع وجهه كله على الأرض ساجدًا معفرًا إياه، مستكينًا لعزة وجلال الرحمن، فقد صار أعلى ما فيه في الأسفل من أجل الله تعالى.

قلبه خاضع له كما خضع الجسد يخضع القلب لله تعالى، ويكون العبد في تلك الحالة أقرب إلى ربه مستشعرًا عظمة هذا الموقف، فعن أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

“أقربُ ما يكونُ العبدُ من ربِّه وهو ساجدٌ، فأكثروا الدعاءَ” أقربُ ما يكونُ العبدُ من ربِّه وهو ساجدٌ، فأكثروا الدعاءَ” (صحيح مسلم 482)

فكما كان السجود تمان العبودية، يدعونا النبي صلى الله عليه وسلم إلى اغتنام هذ السجود بالدعاء لله الذي يمثل أسمى معاني العبودية والانقياد والافتقار لله هو أيضًا.

بذلك نكون قد تناولنا بإيجاز إجابة سؤال كيف يحقق المسلم الانقياد لله تعالى بأداء الصلاة من أقوال الفقهاء، ندعو الله أن يجعل الصلاة ربيع قلوبنا ويقبلنا مع عباده المصلين.

قد يعجبك أيضًا