أحاديث عن القدس آخر الزمان

توجد أحاديث عن القدس آخر الزمان بعضها صحيح مأخوذ على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعضها يفتقر إلى الصحة والتأكيد، لذلك وجب علينا الإشارة إلى هذه الأحاديث، كما يجب الإشارة إلى أهم الأحداث التي ذُكرت عن القدس في آخر الزمان، ونظرًا لما للقدس من أهمية عظيمة بشكل خاص ولأرض فلسطين بشكل عام فمن خلال موقع زيادة سنذكر أحاديث عن القدس آخر الزمان.

أحاديث عن القدس آخر الزمان

للقدس أهمية عظيمة عند كافة الأديان، ففيها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، المسجد الأقصى المبارك، تأثرًا بالإسراء والمعراج الذي قام به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، كما توجد عدة علامات وضرائح وأديرة في القدس ذات أهمية جليلة في الديانة المسيحية واليهودية.

قد قال الله تعالى في سورة الإسراء: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير” (الآية 1)، فثاني مسجد وُضع في الأرض كان في القدس، وتوجد عدة أحاديث عن القدس آخر الزمان نسردها لكم فيم يلي.

حول ما يتعلق بهدم المسجد الأقصى

لا يوجد ما نستند إليه في السنة النبوية الشريفة عن خبر هدم مسجد الأقصى المبارك في آخر الزمان، رغم وجود عدة أحاديث عن علامات الساعة وآخر الزمان، تشير إلى كثرة الفتن والملاحم، وكثرة الموت وغيرها من الأمور، لكن أمر القدس ذاتها ليس به خبر.

إن البعض يذكر أن هناك حديثًا متعلقًا بهدم المسجد الأقصى في آخر الزمان، وهو ما روي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه: “عمرانُ بيتِ المقدسِ، خرابُ يثربَ، وخرابُ يثربَ، خروجُ المَلحمةِ، وخروجُ الملحمةِ، فتحُ قسطنْطينيَّةِ، وفتحُ القسطنطينيةِ خروجُ الدجالِ، ثم ضربَ بيدِهِ على فخذِ الذي حدَّثَ أو منكبِهِ ثم قال: إن هذا لحقٌّ كما أنَّك هنا، أو كما أنك قاعدٌ، يعني: معاذَ بنَ جبلٍ” (صحيح).

إنه من الواجب على المسلمين حماية المسجد الأقصى الشريف مما يتعرض له من الصهاينة المعتدين، فهم أكثروا من الفساد في الأرض ونال المسجد الأقصى من فسادهم واعتداءاتهم.

لكننا نشير أن الحديث فيه من علامات الساعة الصغرى، لكنه بعيد عن كونه مرتبطًا بالمسجد الأقصى، بدايةً لأنه غير مؤكد من الصحة، علاوةً على أن المقصود من قول النبيّ صلى الله عليه وسلم بعمران القدس، لا يقصد منها خصوصًا المسجد الأقصى، كما أن القول يُفهم منه معنيان، إما أن بيت المقدس ستخرب ثم تُعمر، أو أن العمران يُقصد منه أنها لا تُخرب.

لكننا نشير هنا أن الله إن أراد أمرًا مهما كان ذلك الأمر فيه من الفتنة ما يُمكن أن يفتتن به الناس، كان ذلك الأمر مفعولًا بحكمة إلهية جليّة، حيث إن المسجد الأقصى المبارك قد مرت عليه سنوات في العهد الصليبيّ إلا أن شرعيته كمسجد لم تُفقد حينها، لذلك نقول إن أرض الله المقدسة سواء كان فيها بناءً أو لم يكن، تظل لها قدسيتها.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: من هو فاتح مدينة القدس وكم مرة تم فتحها؟

حول تحرير فلسطين في آخر الزمان

نستهلّ هنا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى تُقاتِلُوا اليَهُودَ، حتَّى يَقُولَ الحَجَرُ وراءَهُ اليَهُودِيُّ: يا مُسْلِمُ، هذا يَهُودِيٌّ وَرائي فاقْتُلْهُ” (صحيح البخاري).

فالحرب المصيرية بين المسلمين واليهود حادثة لا محالة، وتكون وقتها من علامات الساعة الكبرى، لأن حدوثها يلحق نزول سيدنا عيسى عليه السلام لقيادة جيش المسلمين حتى ينتصر على اليهود وقائدهم المسيح الدجال، فينصر الله المسلمين ويشد من أزرهم، ويهزمهم على أعدائهم منذ أبد الدهر، الصهاينة المعتدين المفسدين في الأرض.

لكننا نشير هنا إلى أمر في غاية الجدلية، وهو اعتبار تحرير فلسطين ذاتها وعاصمتها القدس أن ذلك من علامات الساعة، وهو الأمر الذي تكرر على لسان البعض حينما شهدت القدس وغزة في الآونة الأخيرة من الأحداث ما ينذر بقرب خلاصها من الاحتلال الصهيونيّ، لكن هذا لا سبيل له من الصحة.

كما أن نصر المسلمين في هذه المعركة يرتبط برجوعهم إلى دينهم، وأن يتفقهوا في القرآن والسنة، ليكونوا يدًا واحدة يجمعهم الإسلام في نفوسهم وليس فقط لمجرد علاقتهم بالديانة، فالنصر سيرتبط بذلك الأمر.

الرد على أن تحرير فلسطين من علامات الساعة

عندما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالحرب بين المسلمين واليهود، كان ذلك ذكرًا عامًا شاملًا لجميع المسلمين، فلا يختص بها مسلمي فلسطين وحدهم، فلم يُذكر القول تحديدًا بصدد فلسطين أو تحريرها من بطش الاحتلال، فهذا أمرٌ بالطبع نتمنى حدوثه لكن لا نستطيع أن نُرجعه إلى ما يخص علامات يوم القيامة.

ربما ما يدعم هذا الرأي ويجعله أقرب إلى الصواب، هو أن افتراض تحرير فلسطين والقدس الشريفة علامةً كبرى من علامات يوم القيامة، يعني ذلك اعتبار أي محاولة من محاولات تحريرها قبل حدوث أول العلامات محاولة فاشلة، لذلك لم المحاولة وهي من الأساس لن تثمر نجاحًا واستقلالًا إلا قبل قيام الساعة بقليل؟

لذلك لا ينبغي أن نزعم أنها من علامات آخر الزمان، فالحرب التي ستحدث بين المسلمين واليهود لا علاقة لها بقومية أو أمة بعينها، بل هي خاصة باليهود والمسلمين وحدهم، كما أن الله سيسخر قوانين الطبيعة لصالح المسلمين.

لذلك من ناحية أخرى، هناك تأكيدًا على أن تلك الحرب لن تحدث في زماننا هذا، ذلك الوقت الذي تكون فيه الحروب من أجل الدول القومية، فهي ليست من أجل الإسلام أو نصرته، لكن من أجل الهوية الخاصة بالدولة ذاتها، لذلك حربًا مثل تلك ليس لها صلة بما نحن عليه الآن.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: من سيحرر القدس في القرآن، وهل تحريره من علامات الساعة؟

بعض الأحاديث عن بيت المقدس

عن أبي داوود رضي الله عنه قال عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال: يا ابنَ حَوَالَةَ، إذا رأيتَ الخِلافةَ قد نَزَلَتِ الأرضَ المُقَدَّسَةَ، فقد دَنَتِ الزلازلُ، والبَلابلُ، والأمورُ العِظامُ، والساعةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ من الناسِ من يَدِي هذه مِن رأسِكَ” (صحيح الجامع).

فيه إشارة أن الدور القادم للقدس الشريفة سيكون عظيمًا، فجاء تفسير للحديث بأن القدس في زمن المهديّ المنتظر ستصبح مقرًا للخلافة، لتكون مكان لهجرة المؤمنين.

كما يوجد حديث عن النبيّ صلى الله عليه وسلم حيث قال: “سَمِعْتُ أبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، يُحَدِّثُ بأَرْبَعٍ عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأعْجَبْنَنِي وآنَقْنَنِي قالَ: لا تُسَافِرِ المَرْأَةُ يَومَيْنِ إلَّا معهَا زَوْجُهَا أو ذُو مَحْرَمٍ، ولَا صَوْمَ في يَومَيْنِ الفِطْرِ والأضْحَى، ولَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاتَيْنِ بَعْدَ الصُّبْحِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وبَعْدَ العَصْرِ حتَّى تَغْرُبَ ولَا تُشَدُّ الرِّحَالُ، إلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ مَسْجِدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِ الأقْصَى ومَسْجِدِي” (صحيح البخاري).

للدلالة على أن المسجد الأقصى في القدس هو من أفضل المساجد وأكثرها تميزًا عن غيرها، كما أن فضل الصلاة فيه لها ثوابٌ كبير وجزاء عند الله سبحانه وتعالى.

كما ذُكر عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن له دعاءً لبيت المقدس بالبركة، حيث قال: “اللَّهُمَّ بارِكْ لنَا في شامِنَا، وفي يَمَنِنَا، قالوا: وفي نَجْدِنَا؟ قالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لنَا في شامِنَا وفي يَمَنِنَا، قالوا: وفي نَجْدِنَا؟ قالَ: هُنَاكَ الزَّلَازِلُ والفِتَنُ، وبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ” (صحيح البخاري).

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: دعاء لفلسطين والمسجد الأقصى والقدس مكتوب

قدمنا لكم بعض الأحاديث عن القدس آخر الزمان، مع ذكر أهم ما يتعلق بهذا الصدد من موضوع هدم الأقصى في آخر الزمان، علاوةً على اعتبار مسألة تحرير فلسطين من علامات الساعة، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.

قد يعجبك أيضًا