كلام عن حقوق الزوجة

كلام عن حقوق الزوجة من شأنه أن يعرف المرأة المسلمة أن ديننا الحنيف قد كفل لها الكثير من الحقوق التي تضمن لها الحياة الكريمة، والانفصال متى رأت أن الحياة الزوجية قد استحال استكمالها، لذا ومن خلال موقع زيادة سوف نتعرف سويًا على كافة حقوق الزوجة على زوجها وكلام عن حقوق الزوجة عبر السطور التالية.

كلام عن حقوق الزوجة

كلام عن حقوق الزوجة

عظم الله عز وجل حق المرأة في الإسلام، فكما كفل الله عز وجل للرجل حقه في أن يتزوج من امرأة صالحة، والتي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أُخبرُكم بخيرِ ما يَكنِزُ: المرأةُ الصالحةُ إذا نظر إليها سرَّتْه، وإذا غاب عنها حفظَتْه، وإذا أمرَها أطاعتْهُ” (صحيح) رواه عبد الله بن عباس

فقد جعل للمرأة الكثير من الحقوق على زوجها، حيث انقسمت إلى شقين، فهما حقوق مادية ومعنوية، لذا ومن خلال السطور القادمة عبر طرحنا لكلام عن حقوق الزوجة سوف نتعرف على كل منهما تبعًا واستنادًا لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

اقرأ أيضًا: حقوق الزوجة وواجباتها نحو أسرتها

حقوق الزوجة في المعاملة

يقول الله تعالى في سورة الروم الآية رقم 21:

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ“.

أي أن الزواج في بداية الأمر يجب أن يكون نابعًا عن اقتناع بتوافر القبول الذي يتحول تدريجيًا إلى مشاعر المحبة التي يلقيها الله في قلب الرجل والمرأة، فيبدأن في تكوين البيت المسلم الذي ينطبق عليه تشريعات الله عز وجل.

لذا دعونا نتعرف في سياق ذكر كلام عن حقوق الزوجة، على كيفية تعامل الرجل مع زوجته طبقًا للدين الإسلامي من الناحية المعنوية قبل الانتقال إلى حقوقها المادية، وذلك عبر السطور التالية:

1- الإحسان في المعاشرة

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصيته في رحلة الوداع: “مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ، فَإِذَا شَهِدَ أَمْرًا فَلْيَتَكَلَّمْ بخَيْرٍ، أَوْ لِيَسْكُتْ، وَاسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ، فإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أَعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، إنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، اسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ خَيْرًا” صحيح رواه أبو هريرة.

فالمسلم إن أراد أن تعامله زوجته وكأنه ملك في هذه الدنيا، عليه أن يعاملها على أنها أميرة، وهذا ليس تفضُل منه، فقد قال الله عز وجل في محكم التنزيل في سورة النساء الآية رقم 19:

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا“.

أي أنه لا يوجد في الأحكام الدينية ما يحل له أن يأخُذ منها شيئَا عن كراهة، كما ينبغي أن تكون المعاشرة بإحسان، والإحسان هنا يعني الترفع عن الإساءة لها، والتعامل باللين والود، فبخلاف أنه حق قد كفله الله لها.

لذا من الضروري أن نتعرف عليه من خلال التطرق عبر كلام عن حقوق الزوجة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي هريرة وابن مسعود: “حُرِّمَ على النَّارِ كلُّ هيِّنٍ، لَيِّنٍ، سهلٍ، قريبٍ منَ النَّاسِ”(صحيح)

2- المعاشرة الزوجية

يقول الله عز وجل في محكم التنزيل في سورة النور الآية رقم 33: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا ۖ وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ۚ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ“.

فالآية السابق طرحها ضمن التحدث في كلام عن حقوق الزوجة، توضح لنا أن الزوج هو الذي يعف المرأة أو الرجل من الوقوع في الفواحش، فمن خلاله يمكن للمرأة الحصول على الإشباع الحميمي بالطريقة التي أحلها الله لها، فمن حقها أن يعاشرها الزوج معاشرة الأزواج وأن يعفها.

فهناك من يقوم بهجر الزوجة في المضجع من منطلق أن هذا ما أحله الله عز وجل كنوع من أنواع المعاقبة، وفي حقيقة الأمر أن الله حقًا قد ذكر ذلك من خلال الآية الرابعة والثلاثين من سورة النساء والتي قيل فيها:

“وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا”.

فالهجر من الأمور التي شرعها الله عز وجل للرجل بعد أن يكون قد وعظ زوجته مرارًا وتكرارًا في نفس الأمر، والجدير بالذكر أن الهجر يكون في المنزل، بمعنى ألا يترك الزوج زوجته بمفردها، لِما في ذلك من عدم شعور بالأمان، وكذلك عليه أن ينهي الأمر بعد اعتذار الزوجة عما بدر منها، كما لا يحق له أن يهجرها في الحديث أكثر من ثلاثة أيام.

اقرأ أيضًا: حقوق الزوجة الناشز بعد الطلاق

3- التقرُب إلى الزوجة

المرأة هي الكائن الذي يُقدم الاحتواء للرجل، لكنها في المقابل ترغب في الحصول على تلك المشاعر أيضًا، فمن ضمن الكلام عن حقوق الزوجة، نجد أن التفاهم من أهم الأمور التي تعمل على إنجاح العلاقة الأسرية، لذا على الرجل أن يعلم أن مقاليد الأمر في يده.

لذا عليه أن يحنو ويقترب ويساعد المرأة في شئون المنزل إن كانت مريضة أو تعاني من أي من المشكلات النفسية أو الجسدية، كما أنه لا بأس إن قام بإعطائها بعض الهدايا في المناسبات المختلفة، فتلك الأمور من شأنها أن ترسخ الود بينهما، وتزيد من مشاعر الحب والألفة.

كذلك من الضروري أن يتنبه الرجل إلى أن التركيبة الجسدية للمرأة من شأنها أن تختلف عن الرجل، حيث إنها تعاني في الكثير من الأحيان من الاضطرابات الهرمونية التي قد تشعرها بالزن البالغ على الرغم من عدم وجود ما يدعو إلى ذلك، لذا على الرجل أن يتفهم الأمر، وأن يكون حريصًا على توفير الراحة والسعادة لها.

4- حث الزوجة على الطاعة

نعلم جيدًا أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق عز وجل، لذا على الزوج أن يعين زوجته على الامتثال إلى أوامر الله جل في علاه، حتى وإن كانت تعصي الله في بعض الأمور على جهل منها، فعليه أن يعينها على الطاعات، فحينها يكون قد أدى كافة حقوق زوجته على أكمل وجه وقد نال عظيم الثواب.

فقد روى سهل بن خيبر: “قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ خَيْبَرَ: لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلًا يُفْتَحُ علَى يَدَيْهِ، يُحِبُّ اللَّهَ ورَسولَهُ، ويُحِبُّهُ اللَّهُ ورَسولُهُ، فَبَاتَ النَّاسُ لَيْلَتَهُمْ أيُّهُمْ يُعْطَى، فَغَدَوْا كُلُّهُمْ يَرْجُوهُ، فَقَالَ: أيْنَ عَلِيٌّ؟، فقِيلَ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ، فَبَصَقَ في عَيْنَيْهِ ودَعَا له، فَبَرَأَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ به وجَعٌ، فأعْطَاهُ فَقَالَ: أُقَاتِلُهُمْ حتَّى يَكونُوا مِثْلَنَا؟ فَقَالَ: انْفُذْ علَى رِسْلِكَ حتَّى تَنْزِلَ بسَاحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى الإسْلَامِ، وأَخْبِرْهُمْ بما يَجِبُ عليهم، فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بكَ رَجُلًا خَيْرٌ لكَ مِن أنْ يَكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَمِ” (صحيح).

فإن وضع الرجل المسلم هذا الحديث نصب عينيه وصبر على زوجته في التعامل، كان له عظيم الأجر والثواب.

5- العدل بين الزوجات

يقول الله عز وجل في سورة النساء الآية رقم 3: وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَىٰ فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا“.

أي أن الله جل في علاه قد شرع للرجل أن يتزوج أكثر من امرأة، فهو أمر مستباح ولا اختلاف فيه، لكن عليه أن يكون عادلًا بين زوجاته، حتى لا يأتي يوم القيامة أمام الخليقة مائل الجنب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

إذا كانت عندَ الرجلِ امرأتانِ، فلم يعدلْ بينَهما، جاء يومَ القيامةِ وشقُّه مائلٌ أو ساقطٌ” صحيح رواه أبو هريرة.

حقوق الزوجة المادية

في سياق استكمال الكلام عن حقوق الزوجة، نجد أن المرأة لها الكثير من الحقوق المادية على الزوج أيضًا، فقد قال الله تعالى في محكم التنزيل في سورة النساء الآية رقم 34:

الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا“.

لذلك دعونا نتعرف على حق الزوجة المادي على الزوج من خلال النقاط التالية:

1- حق الزوجة في المهر

يقول الله عز وجل في محكم التنزيل في سورة النساء الآية رقم 4: “وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا”.

فالمهر هو المبلغ المتفق عليه عند عقد القران، حيث يدفع منه المقدم، ويتم كتابة المؤجل منه، والذي يسمى المؤخر، على أن تحصل عليه الزوجة في حالة طلاقها، ويكون دينَا على الزوج إن توفيت الزوجة وهو لم يعطها لها، ولم تعفو هي عنه.

إلا أنه من الممكن أن يتم إحلال الرجل من ذلك الحق بالاتفاق مع ولي العروس، وذلك لقول الله عز وجل في سورة البقرة الآية رقم 236:

“لَّا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ“.

2- الإنفاق على الزوجة

هذا البند من البنود التي اشتملت على الكثير من الجوانب، فمن خلال تناول كافة ما اشتمل عليه حق المرأة في الإسلام، تحديدًا عند التطرق في سياق الكلام عن حقوق الزوجة نجد أن هناك الكثير من الجوانب التي يجب على الزوج الإنفاق على زوجته فيها، والتي تتمثل فيما يلي:

المأكل والمشرب والكساء

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية عمرو بن الأحوص: ألَا وإنَّ حَقَّهُنَّ عليكم أن تُحْسِنُوا إليهِنَّ في كِسْوَتِهِنَّ وطعامِهِنَّ(صحيح).

فعلى الرجل أن يعلم أنه منذ عقد القران، فإنه مسئول عن زوجته في توفير الطعام والشراب لها على أن يكون ذلك على قدر استطاعته، حيث يقول الله تعالى في محكم التنزيل في إطار الإلمام بالكلام عن حق الزوجة، في الآية رقم 7 من سورة الطلاق:

لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا“.

لكن على المرأة أن تتنبه إلى أمرٍ ما، وهو أنه يحق للزوج أن يكف عن الإنفاق على زوجته في حالة نشوزها، وعدم إعطائه حقوقه التي فرضها الله عز وجل عليها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية عبد الله بن عباس:

لا آمُرُ أحدًا أن يسجدَ لأحدٍ، ولو أمرتُ أحدًا أن يسجدَ لأحدٍ؛ لأمرتُ المرأةَ أن تسجدَ لزوجها” (صحيح).

توفير مسكن الزوجية

يقول الله تعالى في سورة الطلاق الآية رقم 6:” أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ۚ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ”.

إن توفير مسكن للزوجية من الأمور الهامة التي فرضها الدين الإسلامي على الزوج، دون التقيد بكون ذلك المنزل ملكًا للزوج أو مستأجرًا، أهم ما في الأمر أن يكون أمانًا للزوجة والأولاد، فهو أبسط حقوقها.

كذلك يجب على الرجل على أي حال من الأحوال ألا يخرج زوجته من منزلها، حتى في حالة الطلاق، فذلك من أهم ما يجب أن نسلط عليه الضوء في إطار الكلام عن حقوق الزوجة، فذلك الأمر منهي عنه بنص صريح في القرآن الكريم، فقد قال الله تعالى في سورة الطلاق في الآية الأولى:

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا“.

فمن خلال ما سبق يتضح لنا أنه على المسلم أن يتقي الله في التعامل مع المرأة، وأنه لا يجوز له أن يخرجها من المنزل إلا أن تكون قد أتت بالفاحشة والعياذ بالله.

اقرأ أيضًا: أحاديث عن حقوق الزوجة

الإنفاق على الأولاد

لا يحق أبدًا للزوج أن يترك أمر الإنفاق على الأولاد لزوجته، حتى وإن كانت تعمل وتأخذ راتبَا أعلى منه، فقد جعل الله له القوامة، وفرض عليه أن ينفق على الزوجة والأولاد، وذلك استنادًا إلى قول الله تعالى أثناء الكلام عن حقوق الزوجة في سورة البقرة الآية رقم 233:

وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ ۚ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَٰلِكَ ۗ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا ۗ وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ“.

فإن حرص كلٍ من الزوج والزوجة على تأدية ما أمر الله كل منهما اتجاه الآخر، لابد وأن تكون الحياة الأسرية سعيدة لا يشوبها شائبة، أما إن جار أحد منهما على الآخر فلابد أن ينزغ الشيطان بينهما، وحينها ستكون عاقبة الأمر خسرانًا مبينًا.

الدين الإسلامي هو الدين الأوحد الذي عظم من شأن المراة وكفل لها العديد من الحقوق، لكن عليها أن تتقي الله ولا تعمل على استغلال الأمر دون أن توفي الزوج حقوقه.

قد يعجبك أيضًا