صفة صلاة التراويح

صفة صلاة التراويح يتبين من خلالها الطريقة التي يتم بها صلاة التراويح، حيث إن صلاة التراويح يُصليها كل مسلم في شهر رمضان المُبارك، وتُعد من الصلوات الهامة، وبناءً على أهميتها سوف يتم توضيح صفة صلاة التراويح من خلال موقع زيادة، مع توضيح بعض المعلومات الهامة عنها.

صفة صلاة التراويح

صلاة التراويح هي صلاة قيام شهر رمضان، والتي تُصلى في أول الليل، وتم تسميتها بهذا الاسم لأن بها يجلس الناس من أجل أخذ استراحة وتكون الاستراحة بين كل 4 ركعات، وذلك لأنهم كانوا يقرأون القرآن لوقت طويل.

صفة صلاة التراويح في السنة يُصلي فيها الإمام بالمُصليين المُسلمين 11 ركعة، وتُعد تلك الطريقة هي الطريقة الأفضل التي يتم بها صلاة التراويح.

تتم عن طريق صلاة ركعتين ثم يتم السلام، ويمكن أن يتم صلاتها من خلال صلاة 4 ركعات ثم التسليم، وتلك الطريقة بناءً على السنة وما كان يتخذه شكل صلاة التراويح في الشريعة الإسلامية، فهذه الطرق هي الطرق المشروعة في صلاتها.

أما عن الحديث النبوي الذي يُثبت أن تلك الوجوه من صلاة التراويح مشروعة ويجب أن يتم صلاتها بهذا الشكل، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سال عائشة رضي الله عنها “كَيْفَ كَانَتْ صَلاَةُ رَسُولِ فِي رَمَضَانَ؟ فَقَالَتْ: مَا كَانَ رَسُولُ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلاَ فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أَرْبَعاً، فَلاَ تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعاً، فَلاَ تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلاَثاً. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟ فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، إِنَّ عَيْنَيَّ تَنَامَانِ، وَلاَ يَنَامُ قَلْبِي“.

هناك أيضًا حديث آخر يوضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يُصلي صلاة التراوح بهذا الشكل، وهو: عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كَانَ رَسُولُ يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ أنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلاةِ العِشَاءِ وَهِيَ الَّتِي يَدْعُو النَّاسُ العَتَمَةَ إِلَى الفَجْرِ، إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ“.

أحيانًا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يُصلي 13 ركعة، وكانت تتم تلك الركعات كالآتي:

يُصلي كل ركعتين منهم ثم يتم التسليم، أو يُصلي كل أربع ركعات منهم ثم يتم التسليم، وقالت إنه أحيانًا كان يُصلي 8 ركعات فقط بالتسليم بين كل اثنين منهم ويُصلي الوتر بعد ذلك 5 ركعات ولا يجلس إلا بعد الانتهاء منهم.

كان الرسول صلى الله عليه وسلم مُتنوعًا في صلاته، فكان يُصليها بعدة أشكال وكان ذلك من أجل أن يُحيي السنن المتنوعة.

اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة التراويح في المنزل وفضل صلاتها في جماعة

سُنن صلاة التراويح

كما سبق الذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يُحيي السنن المتنوعة بطريقة صلاته، وبناءً على ما تم الاستشهاد به في الحديث الشريف، سوف يتم عرض الطرق التي كان يُصلي بها النبي صلى الله عليه وسلم جميعها، ومن الأفضل أن يتبعها المسلم ولا ينحرف عنها في صلاته، وهي:

  • الصلاة 9 ركعات، كان الرسول لا يجلس إلا بعد أن يتم الركعة الثامنة، من أجل التسبيح والدعاء، ثم ينهض دون أن يُسلم، ثم يُصلي الركعة التاسعة وبعدها يتم التسليم.
  • الصلاة 7 ركعات، كان الرسول لا يجلس إلا بعد الانتهاء من السبع ركعات، وكان في بعض الأحيان يجلس في الركعة السادسة لكي يتم الدعاء والتسبيح، وينهض دون أن يسلم، ثم يُصلي الركعة السابعة ويتم التسليم.
  • الصلاة 5 ركعات، كان لا يجلس إلا بعد أن يتم صلاة الخمس الركعات، يجلس ويذكر ويدعو ويسلم.
  • الصلاة 3 ركعات، يُصلي ركعتين ثم يُصلي صلاة الوتر ركعة واحدة، وكان أحيانًا يُصلي الثلاث ركعات متتالية ويقول التشهد في آخرهن.
  • الصلاة ركعة واحدة، يمكن أن تكون الصلاة ركعة واحدة، ولكن كلما زادت عدد الركعات كان ذلك أفضل، والحد المشروع في صلاة التراويح هو 11 ركعة ولا تزيد عن ذلك.

مشروعية صلاة التراويح

في إطار ذكر صفة صلاة التراويح سوف نقوم بالحديث عن مشروعيتها، فقد خص الله سبحانه وتعالى الشهر الكريم وهو شهر رمضان المبارك بأن يتم به الصيام والقيام، وذلك لما يعود على المسلم منها بالصحة على النفس وعلى الجسد.

فإذا كان البدن خفيفًا من الطعام استطاع القلب أن ينشط بعبادة الله سبحانه وتعالى، والميل نحو ما يحبه الله عما يحبه الإنسان وتميل إليه نفسه.

بصلاة التراويح يتم إشباع رغبة العبادة والميل نحو ما يحبه الله ويرضاه، وبها يتم ملء القلب بالإيمان، ويتم إشباع الرغبات الدينية بسماع القرآن المقروء في صلاة التراويح والذي يستمر لوقت طويل نتيجة كثرة عدد ركعاتها، وبها يتم غرس الإيمان في القلوب وتمرينها على الطاعة المستمرة.

اقرأ أيضًا: صلاة الجماعة افضل من صلاة الفرد بكم درجة

وقت أداء صلاة التراويح

إذا قمنا بالحديث عن صفة صلاة التراويح فبكل تأكيد سوف يتم ذكر الوقت الذي يتم به صلاة التراويح، فهي تتم في شهر رمضان الكريم، ويمتد وقت صلاتها من بعده وقت صلاة العشاء، وحتى وقت صلاة الفجر.

كما أنه من الأفضل ومن العادات السنية أن يتم صلاتها في آخر الليل وذلك لأنه الوقت الذي ينزل فيه الله سبحانه وتعالى على السماء الدنيا، وتكون الصلاة في هذا الوقت من الصلوات المشهودة، وبها ينشط البدن، وبها تطيب الروح والقلب، ويستطيع الإنسان في هذا الوقت أن يتدبر.

من الآيات القرآنية التي تم ذكر صلاة قيام الليل بها، أو الصلاة في آخر الليل والتي تعبر عن فوائدها، ومكانتها عند الله، قوله تعالى: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا) [سورة المزمل: الآية 6].

كما أن هناك ما تم ذكره في الأحاديث النبوية الشريفة والذي يتم من خلاله ذكر فضل الصلاة في الوقت الأخير من الليل، وكان لك في الحديث النبوي الشريف:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: “يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي، فَأَغْفِرَ لَه“.

حكم صلاة التراويح جماعة

أثبتت السنة أنه من الأفضل أن تتم صلاة التراويح صلاة جماعة داخل المسجد، كما أنه يجوز أن يُصليها المسلم مُنفردًا، ويجوز صلاتها جماعة في بيته، ولكن المُستحب والأفضل هو صلاتها جماعة داخل المسجد.

الدليل على ذلك، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: “أَنَّ رَسُولَ صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي المَسْجِدِ، فَصَلَّى بِصَلاَتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: «قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ، وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلاَّ أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ“.

اقرأ أيضًا: اسم يطلق على صلاة النافلة

مواصفات من يؤم المسلمين في صلاة التراويح

وُضعت بعض المواصفات التي يجب أن تتوافر فيمن يؤم المسلمين بصلاة التراويح، والتي سوف نوضحها لكم في إطار الحديث عن صفة صلاة التراويح، وهي:

  • يجب أن يكون من يؤمهم حافظًا جيد للقرآن الكريم، وتكون تلاوته ذات جودة عالية.
  • يجب أن يكون حافظًا للمصحف كاملًا.
  • من الأفضل أن يكون لديه القدرة بقراءة القرآن الكريم كامل بالمسلمين إن تيسر له ذلك.
  • يجب أن يكون مُتقنًا للقرآن لكي يستفيد الناس منه وأحكامه.
  • يجب أن يكون ذا صوت حسن في القراءة وتكون قراءته بدون تكلف، ويجب أن يبث روح الحب في القرآن والإسلام من خلال صوت قراءته للقرآن، ويكون بصوته سكينة وهدوء.

إن صلاة التراويح من أعظم الصلوات التي يمكن أن يُصليها المؤمن، وخسر من أهملها أو تكاسل عن صلاتها في جماعة، فهي من الصلوات التي تُقرب العبد إلى ربه.

قد يعجبك أيضًا