هل الخوف من الموت دليل على قربه

هل الخوف من الموت دليل على قربه؟ أم هي وساوس تطارد الإنسان؟ وهل هي دليل على ضعف الإيمان أو قوته؟ هذه الأسئلة دارت في عقول العلماء قبل أن تشغل بال عامة الناس.

لذلك في السطور القادمة من خلال موقع زيادة سنعرض لكم إجابة سؤال هل الخوف من الموت دليل على قربه؟ كما سنعرض لكم الأدلة الطبية والشرعية التي توضح وسواس الموت، موجود أم هاجس؟

هل الخوف من الموت دليل على قربه

الموت من الحقائق التي لا مفر للإنسان منها، فهو واقع على الإنسان لا محالة، وقد ورد في القرآن الكريم في الآية السابعة والخمسين من سورة العنكبوت (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ).

فهذا الشاهد القرآني يؤكد على أن كل مسلم سيتوفاه الله سبحانه وتعالى إن دنا أجله، ومن رحمة الله على الإنسان أنه لا يرى ملك الموت، فإن حضر إلى مكان لم يره، أو يشعر بوجوده حتى تُقبض الروح وتذهب إلى بارئها.

أما في إجابة سؤال هل الخوف من الموت دليل على قربه؟ فإن إجابته حائرة بين العلماء، فمنهم من قال إن علم الموت مقتصر على الله سبحانه وتعالى، والموت من الغيبيات فلا يعلم الإنسان متى سيموت.

الشاهد على هذا الأمر جاء في الآية الرابعة والثلاثين من سورة لقمان، قال تعالى: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)، فمن هذا الشاهد يقول العلماء إن الشعور بالموت ما هو إلا وساوس من الشياطين، ولأنه لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى.

لكن هناك بعض العلماء من قال بأن الشعور بالموت ودنو الأجل مقتصر على الصالحين من رجال المسلمين ونسائهم، فيكون شعورهم بالموت مثل البشرى الحسنة لهم، والتي لا تفزعهم من الموت، بل تبشرهم بالجنة ونعيمها.

لكن ذهب بعض العلماء إلى أن هذا السبب عضوي فقط، ولا يعود إلى الإسلام، وأرجعوا هذه الأسباب إلى بعض الأمراض التي تصيب الإنسان وتسبب له بما يسمى رهاب الموت.

اقرأ أيضًا: هل الخوف من الموت من الشيطان

هل قرب الأجل مرتبط بالشعور بالموت؟

في السطور السابقة أوضحنا في إجابة سؤال هل الخوف من الموت دليل على قربه؟ أن الإنسان قد لا يشعر بدنو أجله، ومنهم من يشعر بأن الموت أقرب إليه مما يتصور، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم إجابة سؤال هل قرب الأجل مرتبط بالشعور بالموت؟

ذهب بعض العلماء إلى أن ما يرهب الناس من الموت هو ما يسمعونه من أحاديث موضوعة أو لا تصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مثل الحديث الذي رواه الأشعث بن جابر الحراني، أخرجه الإمام الحافظ بن حجر العسقلاني في كتابه “أسئلة وأجوبة” لا يصح، “ودُحِيَتْ له الأرضَ فيركبُ مثلَ الطستِ يتناولُ منها حيثُ شاء“، فهذا الحديث يجعل الولدان شيبًا مهما بلغت درجة إيمانهم.

أما المتفق عليه، والأصل في الدين الإسلامي أن الشعور بالموت، لا يدل على موعد موت الإنسان، فالله هو من كتب لكل إنسان منذ وجوده في رحم أمه أكان شقي أم سعيد، أهو غني أم فقير، حتى عمره، يكتب له ويقدر له متى وأين وكيف سيموت.

هذا ورد في معنى حديثٍ صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والشاهد على أن الله وحده هو الذي يعلم متى وأين وكيف سيموت الإنسان في الآية الرابعة والثلاثين من سورة لقمان.

كما ذهب الشيخ الدكتور علي بن صالح المري في إجابته إلى أن الإنسان لا يعرف ما يتبقى من عمره، ولا يوجد ما يثبت بأن الميت قد شعر بدنو أجله قبل الوفاة.

اقرأ أيضًا: هل وسواس الموت ابتلاء من الله

وسواس رهاب الموت “Thanatophobia

في السطور السابقة أثناء ذكرنا إجابة سؤال هل الخوف من الموت دليل على قربه؟ وعرضنا لأقوال العلماء التي تقول بأن الشعور بقرب الموت لا أصل له، ومنهم من قال إن الصالحين فقط من يشعرون بدنو الأجل، ومنهم قال إنه بسبب رهاب الموت.

لذلك في هذه الفقرة سنعرض لكم ما هو رهاب الموت؟ وأعراضه، وأسبابه وعلاجه، وكيفية التغلب عليه، والحديث في البداية سيكون عن المرض، وهو أحد أنواع الرهاب “الفوبيا” التي تصيب الإنسان، والخوف في هذه الحالة من فكرة الموت أو الاحتضار.

لذلك فإن أسباب الخوف من الموت تتعدد، وأهمها ما يلي:

  • الخوف الغير مبرر من المجهول، وهو أحد طباع البشر، فإن زاد عن حده هذا الخوف أدى إلى الإصابة برهاب آخر.
  • الخوف من فقدان السيطرة.
  • الخوف من الألم، يعد هذا الخوف أهم الأسباب في الموت، ففكرة الموت بحد ذاتها لا تزعجه، لكن ما يزعجه هو الألم الذي يصاحب الاحتضار، أو طريق الموت.
  • التعرض للصدمات النفسية المتكررة.
  • التقدم في العمر، فكلما زاد عمر الإنسان كلما أحس بأنه سيموت قريبًا.
  • المشاكل الصحية الخطيرة، أو المشاكل الصحية المزمنة.

هذه الأسباب تؤدي إلى أعراض الشعور برهاب الموت، وهي:

  • القلق الفوري بمجرد ذكر الموت، أو تذكره.
  • الإصابة بنوبات هلع، وخوف.
  • الدوخة والتعرق، والغثيان، وخفقان القلب.
  • في الحالات الصعبة قد تصل الحالات إلى الاكتئاب الشديد.

أما عن كيفية علاج هذا الرهاب تكون بالكلام مع المصاب بهذا المرض، والتحدث معه، وتناول بعض الأدوية التي يصفها المعالج النفسي، لتقليل الخوف، وأحد طرق العلاج الحديثة، علاج المعرفة السلوكي، وممارسة رياضة للاسترخاء مثل ممارسة اليوجا.

اقرأ أيضًا: هل الخوف من الموت ضعف إيمان

الرأي الطبي والإسلامي في وسواس الموت

تعد إجابة هذا السؤال هل الخوف من الموت دليل على قربه؟ من الإجابات التي يتوافق فيها الرأي الطبي مع الدين الإسلامي، في مسألة الخوف من الموت، أو رهاب الموت، ولذلك في هذه الفقرة سنعرض لكم ما اتفق عليه الأطباء وعلماء الدين، في علاج مثل هذه الحالات.

من ضمن طرق العلاج التي لم تُذكر في السطور السابقة هي المواظبة على الصلاة وقراءة القرآن، حيث أظهرت الأبحاث الطبية الحديثة أن الصلاة في خشوع إلى الله سبحانه وتعالى تزيد من عمل الدماغ، وتبعد عنه الأفكار السيئة التي قد تصيبه.

التي من ضمنها فكرة الخوف من الموت، أو دنو الأجل، هذا بخلاف القرآن الكريم الذي أنزله الله سبحانه وتعالى ليكون شفاءً للصدور، ومنفسًا عنها كل كرب من كروب الدنيا أو الآخرة.

جاء في الآية التاسعة من سورة الإسراء (إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)، وفي الآية الثانية والثمانين من ذات السورة (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ).

لكن ماذا إن كان الشخص الذي أصيب برهاب الموت أو الذي يخاف من الموت ملتزمًا دينيًا، فإن علماء الدين الإسلامي ذهبوا في هذه المسألة إلى أن هذا وسواس من الشيطان بالموت، وعليه أن يستعذ بالله سبحانه وتعالى من الشيطان الرجيم.

(وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ)، الآيتان السابعة والتسعين والثامنة والتسعين من سورة المؤمنون.

إن الموت آية من آيات الله سبحانه وتعالى في الأرض، فهو حقيقة مدركة بيننا، ومما يجعلها آية هو الشعور بها أو الحياة بعدها.

قد يعجبك أيضًا