وصايا الرسول في معاملة الزوجة مهم جدًا الالتزام بها وذلك بسبب حث الإسلام على ضرورة الإحسان إلى الزوجة لأنه يعد من الطاعات التي ينال عليها الزوج أجرًا عظيمًا، لذلك يوضح لكم موقع زيادة في هذا المقال كل ما وصى به الرسول في معاملة الزوجة والأحاديث النبوية الشريفة التي تنص على ذلك.
وصايا الرسول في معاملة الزوجة
تعتمد الحياة الزوجية على المحبة والرحمة والسكينة بين الزوجين من أجل تحقيق السعادة الزوجية ويتم ذلك عن طريق تفاهم الطرفين ومعرفة كلًا منهما حقوق الطرف الآخر وعلى كل طرف القيام بالواجبات المفروضة عليه من قبل الإسلام للحفاظ على حقوق الآخر لذلك أوصى النبي بالإحسان في معاملة الزوجة ومن هذه الوصايا ما يلي:
كان رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أكثر الناس حرصًا على حسن معاملة المرأة سواء كانت زوجته أو ابنته وقام بتقديم مثل يُقتدى به بنفسه في حسن معاملة الزوجة فقد قام بإكرام ذكرى السيدة خديجة حتى وهي متوفية وقام بمراعاة صاحباتها إلى جانب الإحسان واللين في معاملة زوجاته الأخريات.
تعتبر وصايا الرسول- صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع من أهم الأحداث التاريخية المتعلقة بالاهتمام بالمرأة وفيما يلي أبرز الحقوق والوصايا التي أقرت بها خطبة النبي المتعلقة بالزوجة:
- معاشرة الزوجة بالمعروف: من أهم الوصايا التي وردت في حجة الوداع هي معاملة الزوجة بالإحسان وطيبة القلب واللين والتنبيه على التقصير في حقوقهن.
- الوصية بحق الكسوة والنفقة: لم تفُت على بال النبي صغيرة أو كبيرة لم يتم ذكرها في وصاياه في هذا اليوم لذلك قام بذكر الحقوق الحياتية الضرورية للزوجة فأمر الزوج بدفع نفقة الزوجة من مأكل وكسوة ومشرب على حسب قدرة كل زوج وإذا قام بالتقصير في أحد هذه الأمور عن قصد سيحاسب أمام الله عنه.
- الوصية بحق بيت الزوجية: يلزم على كل زوج توفير بيت للزوجية لتسكنه الزوجة في أمان واطمئنان مع زوجها في سلام وهدوء وسكينة وأمر الزوجة بالحفاظ على أسرار زوجها وبيتها وتوفر له راحة البال.
- الوصية بحق طاعة الزوج: يظهر الشرع حرصه على راحة الزوجة وضمان حقها في العيش بهدوء وسلام فالزوجة مأمورة بطاعة زوجها وفي المقابل يلزم على الزوج الصبر عليها ومعاملتها بكل اللين والمودة.
اقرأ أيضًا: وصايا الرسول عن الزوجة
الأحاديث النبوية عن الزوجة
الأدلة في السنة النبوية التي اهتمت بأمور الزوجة والإحسان لها كثيرة ومنها:
- عن معاوية بن حيدة-رضي الله عنه وأرضاه- قال: (قلت: يا رسولَ اللَّهِ، ما حقُّ زَوجةِ أحدِنا علَيهِ؟، قالَ: أن تُطْعِمَها إذا طَعِمتَ، وتَكْسوها إذا اكتسَيتَ، أوِ اكتسَبتَ، ولا تضربِ الوَجهَ، ولا تُقَبِّح، ولا تَهْجُرْ إلَّا في البَيتِ) [صحيح أبي داود خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح].
- عن أبي هريرة-رضي الله عنه وأرضاه- قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكْملَ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهُم خلقًا. وخيارُكُم خيارُكُم لنسائِهِم) [صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح].
- عن سعد بن أبي وقاص:(سعادةٌ لابنِ آدمَ ثلاثٌ، وشقاوةٌ لابنِ آدمَ ثلاثٌ فمن سعادَةِ ابنِ آدمَ: الزوجةُ الصالحةُ، والمركَبُ الصالِحُ، والمسكَنُ الواسِعُ، وشِقْوَةٌ لابنِ آدمَ ثلاثٌ: المسكنُ السوءُ، والمرأةُ السوءُ، والمركبُ السوءُ) [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح].
- عن ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لمَّا نزلت وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ قالَ كنَّا معَ رسول اللَّه صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ في بعضِ أسفارِهِ فقالَ بعضُ أصحابِهِ أنزلَ في الذَّهبِ والفضَّةِ لو علمنا أيُّ المالِ خيرٌ فنتَّخذَهُ فقالَ أفضلُهُ لسانٌ ذاكرٌ وقلبٌ شاكرٌ وزوجةٌ مؤمنةٌ تعينُهُ على إيمانِه) [صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- عن بريدة بن الحصيب الأسلمي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ليس منا من حلف بالأمانة، ومن خبب على امرئ زوجته أو مملوكه فليس منا) [صحيح الترغيب| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
حقوق الزوجة في الإسلام:
فرض الإسلام على الزوج مجموعة من الواجبات تجاه زوجته وتنقسم هذه الواجبات إلى قسمين وهما:
1- الواجبات المالية:
فرض الإسلام على الزوج ضرورة تحمل كافة نفقات الزوجة من المأكل والملبس والمشرب ومن ضمن الواجبات المالية التي فرضها الإسلام على الزوج ما يلي:
- المهر: يعد هو المال الذي تستحقه المرأة على زوجها ويتم الاتفاق عليه مسبقًا قبل إتمام الزواج وهو فرض يتوجب على كل الرجال تأديته كاملًا دون نقيصة، قال تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً}، يعتبر هذا الفرض على الرجل تعبير عن حرص الشرع في ضمان حق الزوجة وإكرامها.
- السكن: كل زوج مطلوب منه أن يوفر لزوجته مسكن مهيئ للحياة الزوجية وأمن حسب قدرته المالية، قال تعالى: {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ}.
- النفقة: وهذا الحق أقر به جميع علماء الشريعة الإسلامية، قال تعالى: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ۖ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ} ولكن بشرط توفير الزوجة نفسها لزوجها ليتمكن من الاستمتاع، فإذا تمنعت عنه فهي لا تستحق هذه النفقة.
2- الواجبات المعنوية:
تعد العلاقات الزوجية هي الأكثر تشابك وتعقيد بين جميع العلاقات الإنسانية حيث يترتب عليها علاقات أخرى كثيرة لذلك ألزم الإسلام الزوج ببعض الأمور لضمان حسن المعيشة والعلاقة الزوجية ومن ضمن هذه الأمور:
- حسن العشرة: مما يعني أنه من الواجب على الزوج أن يرفق بزوجته والقيام بكل ما يرضيها وما يعرف بأنها تحبه ويؤلف قلبها، قال تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}.
- العدل بين الزوجات في حالة التعدد: إذا كان الزوج يرغب في تعدد الزوجات فعليه بالمساواة بينهم جميعا في النفقة من مأكل ومشرب ومسكن والعدل بينهم في الإحسان إليهم جميعا بنفس الدرجة.
اقرأ أيضًا: حديث الرسول عن الزواج
السنة النبوية في معاملة الزوجة
على جميع الأزواج اتخاذ نبي الله قدوة له وإتباع سنته النبوية في معاملة الزوجة حيث كان النبي يفعل كل ما يرضي به زوجاته ومن ضمن العادات التي حافظ عليها الرسول ما يلي:
رقيتها عند مرضها
عن عائشة -رضى الله عنها- قالت: (كان صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحدً من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات) [رواه مسلم].
مساعدتها في أعمال المنزل
كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- دائم المساعدة لأهل بيته وزوجته وكان يساهم بدوره في المنزل ويقوم بفعل الأمور التي يخجل منها بعض الرجال حاليا لذلك يجب الاقتداء بالرسول الكريم، سئلت عائشة عما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت (كان في مهنة أهله) [رواه البخاري].
الانحناء للزوجة
من قال إن الانحناء للمرأة عادة من الغرب إنها سنة نبوية، عن أنس قال:
( خرجنا إلى المدينة-قادمين من خيبر- فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يجلس عند بعيره، فيضع ركبتيه وتضع صفية رجلها على ركبتيه حتى تركب البعير).
اقرأ أيضًا: أحاديث عن احترام الزوج لزوجته
قراءة القرآن في حجر الزوجة
عن عائشة رضى الله عنها قالت:(إن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يتكئ في حجري وأنا حائض، ثم يقرأ القرآن).
أوصى النبي في خطبته على احترام المرأة وأهميتها في حياة الرجل كما حذر من إهانتها والتقليل من شأنها لذلك على الأزواج تنفيذ وصايا النبي لإرضاء زوجاتهن وتنفيذ تعاليم الدين الإسلامي.