الفرق بين السبع الموبقات والكبائر

الفرق بين السبع الموبقات والكبائر نتعرف عليه من خلال توضيح المعنى لكل منهما والعلاقة التي تربطهما، حيث ذكر تصنيف السبع الموبقات من بين المحرمات الكبرى في الدين الإسلامي، والذي يختلط على ذهن البعض فهمه في حين المناظرة مع مفهوم الكبائر والفارق بينهما، ونعمل على إزالة هذا الخلط بإذن الله من خلال موقع زيادة.

الفرق بين السبع الموبقات والكبائر

كثيرًا ما قد يختلط على البعض الفارق بين كل من السبع الموبقات والكبائر والتي تضم كل منهما عدد من الأعمال شديدة التحريم، والتي لها مقدار عظيم من الإثم والذنب، ولذا تزداد غلظة العقاب على مرتكبيها، ولكن ما هو المعنى الفاصل بين كل منهما، ونجيب عن ذلك من خلال النقاط التالية:

  • السبع الموبقات كلها من الكبائر.
  • الكبائر ليست كلها السبع الموبقات، وهو أبرز ما يوضح الفرق بين السبع الموبقات.
  • هناك علاقة بين السبع الموبقات والكبائر، وهي علاقة تضمن بمعنى أن السبع الموبقات أحد الأفرع التي تندرج تحت الكبائر، وهي جزء منها ولكن ليست كلها.

اقرأ أيضًا: حديث السبع الموبقات فما هو تفسيره

هل السبع الموبقات تدخل النار

نعم فهي مثلها مثل الكبائر وما لم يتب فاعلها توبة نصوحة فإن له من الجزاء كما ورد في القرآن الكريم من عذاب في النار والجحيم والعياذ بالله، وهذا لأن ارتكابها فيه من الشدة والتجاوز قدر كبير وفيه تجرأ على الله وحدوده.

بالتالي فإن جزائها عظيم، وعلى المرء المسلم أن يحذر منها ويبتعد عن أبوابها وإلا أدت إلى هلاكه في الدنيا والآخرة، ونسأل الله العافية.

ما هي السبع الموبقات

مما يساعدنا على توضيح الفرق بين السبع الموبقات والكبائر هو الكشف عن السبع الموبقات والتعرف على طبيعة كل منها بشيء من التفصيل، والتي لا بد من كون وراءها شأن وحكمة عظيمة تتسبب في إدراجها بشكل خاص بين أشد المحرمات كما أنه ورد فيها حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو:

“اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقَاتِ قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلَاتِ”.

الراوي: أبو هريرة | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | حكم الحديث: صحيح.

نجد في الحديث الشريف تحديد 7 أفعال من الكبائر المحرمة والتي بمجرد النص عليها بشكل خاص فإنها تحمل دلالة على مزيد من التشديد والتحريم، لذا نتناول بالتفصيل كل واحدة منها من خلال ما يلي:

1- الشرك بالله

لا شك أن الشرك بالله هو ظلم عظيم للنفس، ولا يمكن أن يكون هناك أشد ولا أغلظ منه على المرء المسلم والذي يخرج عن إسلامه بمجرد الوقوع فيه والعياذ بالله، وللشرك أنواع عديدة منها ما هو بين واضح ومنها ما هو خفي قد لا يدركه العبد نتيجة إلى الجهل.

كما تعد تلك مشكلة خيرة وهي الجهل بما قد يقع فيه المسلم والذي يهوى به في النار والعياذ بالله نتيجة جهله، وفي إطار توضيح الفرق بين السبع الموبقات لا يخفى على أحدٍ كون الشرك بالله أشد صور الكبائر سوءًا على الإطلاق.

مما سبق يتضح لنا أن أول قبح موبق قد يقع فيه المرء هو الإشراك بالله، وهو أمر لا شك في مدى بشاعته وسوئه وإن دل على شيء فإنما يدل على أن ما يرد في تلك القائمة (السبع الموبقات) من بعده إنما هو أمر عظيم وجلل كذلك، ومن الآيات القرآنية التي وردت في هذا الباب ما يلي:

  • {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لُقمان: 13].
  • {حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: 31].

2- قتل النفس

قتل النفس هو واحد من أشد الكبائر في الدين الإسلامي، حيث ساوى الله به وبين قتل العالم أجمع، وذلك نظرًا إلى شدة فحش هذا الفعل، وما يخلفه من فساد وظلم في الأرض، ووردت النفس هنا مجردة عن أي توصيف فلم تقترن بصنف دون الآخر أو فئة دون غيرها.

إنما شملت كل البشر مسلميهم وكفارهم، كيلا يبرر أحدًا لنفسه إزهاق الروح التي حرمها الله إلا في ظروف وشروط محددة أباح فيها الله هذا الفعل، ومنها القتال في سبيل الله والدفاع عن المال والأرض والعرض إلخ..، والأدلة القرآنية التي وردت في هذا الباب هي على النحو التالي:

  • {مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32].
  • {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 39].

اقرأ أيضًا: ما هي كبائر الذنوب بالترتيب؟

3- فعل السحر

السحر هو أعظم الشرور على الأرض، ولفاعله عذاب عظيم يوم القيامة والعياذ بالله، وقد وردت فيه العديد من الآيات القرآنية، كما أكد على شناعته رسول الله.

في حال النظر وراء الأسباب والحكمة من التشديد عليه نجد أن للسحر أثر هائل من الفساد المتمثل في الأذى والعذاب الواقع على المسحور له إلى حد التفريق بين الزوج وزوجه وغيرها من أشكال الهرج والضرر، ومن أهم الآيات القرآنية التي وردت عن السحر وفساده وتحريمه ما يلي:

“وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [البقرة: 102].

4- أكل الربا

الربا هو فعل عظيم يغفل عنه الكثير من المسلمين ويتهاونون فيه، وكثيرًا ما يكون ذلك بسبب الجهل بعظم فحشه، ولشدة حرمانيته قد ورد كأحد الموبقات السبع.

بالإضافة إلى نص الرسول عليها في خطبة الوداع، كما جاء فيها العديد من الآيات القرآنية التي تؤكد على هذا المعنى ونورد كل من تلك الأدلة بالتفصيل من خلال ما يلي:

  • {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [البقرة: 278].
  • {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} [البقرة: 276].

5- أكل مال اليتيم

المقصود بأكل مال اليتيم هو التعدي على أموال وحقوق اليتامى والنيل منها للصالح الشخصي، وهو أمر عظيم شدد الله على غلظة القيام به وسوء جزاء فاعله، وفيما يلي بعض الأدلة القرآنية التي تؤكد على هذا المعنى:

  • {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [الانعام: 152].
  • وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ۖ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا} [النساء: 2].

6- التولي يوم الزحف

المقصود به يوم الحرب بين المسلمين والكفار سواء زحف الكفار عليهم أو زحفوا هم عليهم انتصارًا لله عز وجل، وفي حال الهروب من هذا المشهد والخوف من الموت وترك صفوف المسلمين نتيجة إلى ذلك فإنه أمر غلظ الله على فاعله وشدد من عذابه، وذلك لأنه قد يتسبب في هزيمة المسلمين وإضعاف موقفهم بزعزعة صفوفهم ونفوسهم.

اقرأ أيضًا: لماذا كان السحر كفرا وشركا بالله تعالى

7- قذف المحصنات

بينما نكشف عن الفرق بين السبع الموبقات والكبائر نوضح آخر السبع الموبقات وواحدة من أشد الكبائر التي ينال فاعلها عذاب أليم.

ذلك نظرًا إلى شدة الفساد والضرر الذي يقع إثرها والظلم البين والخراب والفتنة التي قد تقع بسببها، ومع الأسف هي من أكثر صور السبع الموبقات شيوعًا على الإطلاق، وقد ورد فيها نص قرآني عظيم وهو:

{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 4].

ما هي الكبائر

بينما نوضح الفرق بين السبع الموبقات والكبائر وكما تعرفنا على السبع الموبقات بشيء من التفصيل لا بد من عرض بعض من الصور التي تعبر عنها لفظة الكبائر، مما يساعدنا ويعيننا على مزيد من الفهم لهذا الفرق، وهو ما نبينه من خلال الآتي:

1- تعريف الكبائر

هي أحد الذنوب التي نهانا عنها الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم القرآن الكريم، ولكن تختص بكونها أشد غلظة وحرمه عن غيرها، وقد وضع بعض العلماء ضابطًا لها، وهو كونها ذنب يرتكبه المسلم، وقد أنزل الله له حدًا في القرآن الكريم، أو جاء معه تهديد، وعيد أو لعنة من الله.

كما قد اختلف العلماء في حصرها وعددها، حيث منهم من قال إنها 70 ومنهم من زاد عليها والله أعلى وأعلم، وبشكل عام يمكن التوبة والرجوع عنها، وكفارتها التوبة، وهي أعم وأشمل من الموبقات.

اقرأ أيضًا: كيف يغفر الله الذنوب الكبيرة

2- أمثلة على الكبائر

من خلال ما سبق يتضح لنا أن السبع الموبقات هي أحد نماذج وصور الكبائر، ولكن هناك كذلك صور أخرى من الكبائر، ونتعرف إلى بعض منها من خلال ما يلي:

  • السرقة.
  • الظلم.
  • القمار.
  • الخمر.
  • الميسر.
  • شهادة الزور.
  • ترك الصلاة.
  • عقوق الوالدين.
  • منع الزكاة.
  • اللواط.

الفرق بين السبع الموبقات والكبائر بين لنا العلاقة التي تربط بين كل منهما، وليس هناك ما هو أقل أهمية من الآخر، وإنما الهدف من النص على السبع الموبقات هو التأكيد على شدة حرمانية تلك الأفعال في مقابل غيرها من الخطايا والذنوب حتى لا يتهاون العباد فيها.

قد يعجبك أيضًا