الفرق بين غسل الجنابة وغسل الجمعة

الفرق بين غسل الجنابة وغسل الجمعة وهل يجوز غسل الجنابة بنية غسل الجمعة كل هذه الأسئلة تدور في ذهن الكثير من الناس، حيث يقوموا دائمًا بالبحث عن إجابة وافية ومفيدة على هذه الأسئلة لأن سواء غسل الجنابة أو غسل الجمعة فهم من أنواع الطهارة التي يحثنا عليها الإسلام دائمًا.

دعا الإسلام وحث المسلمين على الطهارة والتطهر وجاء ذلك في الكثير من النصوص الشرعية مثل القرآن الكريم والسنة حيث قال الله تعالى ” وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا “.

وجاء أيضًا في قوله تعالى ” لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا “.

وحثنا الله على الطهارة في آيات كثيرة حيث جاء في قوله تعالى ” وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ”، ” وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ “، ” إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ “.

فرض الله علينا الصلاة والتي لا تجوز ولا يصح المسلم أن يؤديها إلا وهو متوضأ وعلى طهارة، وحثنا الإسلام على تقليم الأظافر والاهتمام بالمظهر الشخصي والتزين والطهارة عند الذهاب إلى المسجد.

سوف نتحدث في هذا المقال عن الفرق بين غسل الجنابة وغسل الجمعة وسوف نتناول كيفية الفرق بينهم وكيفية الاغتسال من خلال موقع زيادة.

الفرق بين غسل الجنابة وغسل الجمعة

الفرق بين غسل الجنابة وغسل الجمعة

غسل الجنابة يقصد به الغسل والطهارة من الجماع أو من الاحتلام وهو واجب بينما غسل الجمعة يقصد به غسل يوم الجمعة حيث اختلفت الآراء حول حكم غسل الجمعة وقال بعض العلماء أنه غسل واجب وقال البعض الأخر أنه مستحب.

الجدير بالذكر أن الغسل لا يكرر أي من اغتسل يوم الجمعة من الجنابة لا داعي أن يغتسل مرة أخرى للجمعة وإنما ينوي أنه غسل واحد من الجنابة والجمعة وذلك لأن غسل الجنابة وغسل الجمعة طهارة والطهارة لا يجوز أن تتكرر.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الصلاة على جنابة وكيفة الاغتسال من الجنابة

كيفية غسل الجنابة

عن السيدة عائشة رضي الله عنها عن ذكر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قالت ” كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ. ثُمَّ يُفْرِغُ بيَمِينِهِ علَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ. ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ. ثُمَّ يَأْخُذُ المَاءَ فيُدْخِلُ أصَابِعَهُ في أُصُولِ الشَّعْرِ، حتَّى إذَا رَأَى أنْ قَدِ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ. ثُمَّ أفَاضَ علَى سَائِرِ جَسَدِهِ. ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ. وفي رواية: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، فَبَدَأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَديثِ أبِي مُعَاوِيَةَ ولَمْ يَذْكُرْ غَسْلَ الرِّجْلَيْنِ “.

وسوف نفصل خلال السطور التالية كيفية غسل الجنابة كما ذكرها ابن قدامة المقدسي في كتابه الذي سمي بالمغني حيث قال ” الكامل يأتي فيه بعشرة أشياء ” والعشر أشياء هم

  1. النية حيث لا يقبل عمل ولا طاعة إلا بالنية ويكفي العزم لفعل الشيء وقصده.
  2. التسمية أي قول بسم الله الرحمن الرحيم.
  3. غسل اليد 3 مرات.
  4. غسل ما به من أذى والمقصود به الفرج فمن أراد الطهارة والغسل من الجنابة عليه بغسل موضع الجنابة وهو الفرج.
  5. الوضوء ويقصد به الوضوء المعتاد للأركان والسنن حيث يسن تأخير غسل القدم إلى آخر الاغتسال.
  6. الحث على الرأس ثلاث حثيات حيث يروي الشعر.
  7. فيض الماء على سائر الجسد حيث يعتبر هذا الركن الرئيسي في غسل الجنابة والمقصود بالغسل هو تعميم الماء على كافة الجسد بهدف إزالة النجاسة والوصول إلى الطهارة.
  8. لابد من أن يبدأ الشخص في الغسل بالشق الأيمن ويقوم بتدليك بدنة بيده ثم ينتقل إلى الشق الأيسر حتى ينتهي من اغتسال الجسم بالكامل.
  9. غسل القدمين وتكون في نهاية الغسل وذلك لتكون مياه غسل القدم مياه طاهرة لم تصبها نجاسة.
  10. لابد من أن يتخلل الماء شعر الرأس واللحية جيدًا قبل الإفاضة عليه.

الفرق بين غسل الجنابة وغسل الجمعة بالأدلة من السنة

الفرق بين غسل الجنابة وغسل الجمعة

حكم من نوى غسل الجنابة وغسل الجمعة معًا

عن عمر رضي الله عنه قال إنه سمع رسول الله علية أفضل الصلاة والسلام يقول ” إنَّما الأعمالُ بالنيَّات، وإنَّما لكلِّ امرئٍ ما نوَى…»، ثانيًا: أنَّ مَبْنى الأسبابِ الموجِبةِ للطهارةِ على التداخُلِ، ثالثًا: أنَّه لا تَنافي بين الغُسلينِ، كما لو أَحْرمَ بصلاةٍ ينوي بها الفرضَ وتحيَّةَ المسجدِ، رابعًا: أنَّهما غُسلانِ اجتمعَا، فأَشبها غُسلَ الحيضِ والجنابةِ “.

حكم من نوى غسل الجنابة ولم ينو غسل الجمعة

يجزى عن غسل الجنابة وعن غسل الجمعة ولو لم ينوي غسل الجمعة وجاء ذلك في مذهب الحنفية وهو من أشهر المذاهب.

اقرأ أيضًا: النوم على جنابة في رمضان والعادات المباحة والمحرمة اثناء الجنابة

حكم من نوى غسل الجمعة ولم ينوى غسل الجنابة

لا يجزى غسل الجمعة عن غسل الجنابة إذا لم ينوي الشخص المغتسل وجاء ذلك في مذهب المالكية والصحيح في مذهب الشافعية وعند الحنابلة أيضًا.

  • غسل الجنابة يكون لرفع النجاسة فلا يجزى عن غسل الجمعة بينما غسل الجمعة المقصود به النظافة والتزيين.
  • غسل الجنابة واجب بينما غسل الجمعة مستحب فلا يصح ولا يجزى الأدنى على الغسل الأعلى.

غسل يوم الجمعة

يوجد سنة مؤكدة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه من المستحب على المسلم يغتسل ويستخدم السواك ويرتدى أفضل ثيابه يوم الجمعة لحضور الصلاة، حيث جاء عن عَمرِو بن سُلَيمٍ الأنصاريِّ، قال: أشهَدُ على أبي سعيدٍ، قال: أشهدُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: «الغُسلُ يومَ الجُمُعةِ واجبٌ على كلِّ محتلمٍ، وأن يَستنَّ، وأنْ يمسَّ طِيبًا إنْ وَجَد».

فضل غسل يوم الجمعة

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ “.

الأدلة على غسل يوم الجمعة من القرآن الكريم

جاء في كتاب الله تعالى عن غسل يوم الجمعة حيث قال الله عز وجل «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمُعة فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» [الجُمُعة: 9].

” إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ ” [المائدة: 6].

اقرأ أيضًا: هل يجوز سماع القرآن للجنب وكيفية قراءة القرآن أثناء الجنابة

الأدلة على غسل يوم الجمعة من السنة النبوية الشريفة

الفرق بين غسل الجنابة وغسل الجمعة

عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «مَن تَوضَّأَ، فأَحْسَنَ الوضوءَ، ثم أتى الجُمُعةَ فاستمَعَ، وأَنْصَتَ غُفِرَ له ما بَينَه وبينَ الجُمُعةِ وزيادةَ ثلاثةِ أيَّامٍ، ومَن مسَّ الحَصَى فقدْ لغَا».

عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: «كان الناسُ يَنتابونَ يوم الجُمُعةِ من منازلِهم والعوالي، فيأتون في الغُبارِ، يُصيبُهم الغبارُ والعَرَقُ، فيخرج منهم العرقُ، فأتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنسانٌ منهم وهو عندي، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لو أنَّكم تَطهَّرتُم ليومِكم هذا».

في نهاية مقالنا نكون قد استوفينا الحديث عن موضوع الفرق بين غسل الجنابة وغسل الجمعة ونرجو أن نكون وضحنا الفرق بينهما بطريقة بسيطة الفهم، بالإضافة إلى شرح بعض الأحكام الشرعية عن غسل الجنابة وغسل الجمعة مستدلين بالقرآن الكريم والسنة من الأحاديث النبوية الشريفة.

قد يعجبك أيضًا