الفرق بين لم ولما من حيث المعنى

الفرق بين لم ولما من حيث المعنى كبير بالرغم من أن كلاهما من الأدوات التي تدخل على الفعل المضارع فتجزمه، وكلاهما من الأدوات التي تفيد النفي مع أختهما (أَلَمْ، أَلَمَّا) ومع الأدوات (لام الأمر، لام الدعاء، لا النهاية والداعية) تشكل أدوات الجزم التي تجزم فعل واحد.

ففي هذا الموضوع على موقع زيادة سنتناول أقوال النحاة في الفرق بين لم ولما من حيث المعنى وعمل كل منهما.

الفرق بين لم ولما من حيث المعنى

لنبين الفرق بين لم ولما من حيث المعنى لا بد من تفصيل عمل كل منهما أولًا، وذلك عن النحو التالي:

عمل لم

يقول علماء النحو عن (لم) إنها حرف (نفي وجزم وقلب):

  • نفي لأنها تحول الجملة المثبتة إلى جملة منفية
  • جزم لأنها تجزم الفعل المضارع الذي يأتي ورائها (تدخل عليه).
  • قلب ذلك لأنها تقلب زمن الفعل من المضارعة (الحال) أو الاستقبال إلى زمن الماضي.

مثال ذلك قول الله تعالى في الآية 247 من سورة البقرة: “… قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ”، فجد أن الفعل ” يُؤْتَ” مجزوم وعلامة ذلك أنه محذوف منه حرف العلة (الألف) ودل عليها الفتحة على الحرف السابق لها.

أو قول الله تعالى في سورة الإخلاص: “لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)” فجد أن الأفعال (يلد) و(يولد) مجزومة بالسكون.

عمل لَمَّا

عمل لما يماثل عمل لم السابقة بالضبط فهي حرف (نفي وجزم وقلب) لنفس الأسباب السابقة، ومثال ذلك قول الله تعالى في سورة عبس: ” كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ (23)” فنجد أن الفعل المضارع “يقض” مجزوم بحذف حرف العلة (الياء) ودل عليها كسر الحرف السابق لموضع الحذف.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: الفرق بين النحو والصرف

أنواع لما

يجب الانتباه أن (لما) في العربية لها معنيان هما:

  • (لَمّا) التي ذكرناها آنفًا، حرف الجزم الذي يدخل على المضارع فيجزمه.
  • (لَمّا) التي تأتي ظرف زمان بمعنى (حين) فتلك تدخل على الفعل الماضي، كما أن جواب الشرط يكون في زمن الماضي أيضًا، كما قد يرد جواب الشرط في جملتها جملة أسمية مقترن بـ(إذا)، ذلك نحو:
  • قول الله تعالى: “فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا” نجدها هنا بمعنى حين وجواب الشرط فعل ماض.
  • قول الله تعالى: “فَلَمَّا جَاءَهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ” فنجد هنا أن (لما) وردت بمعنى حين إلا أن جواب الشرط جاء جملة اسمية مقترنة بـ (إذا) الفجائية.

بذلك نجد أن الفرق بين لم ولما (حرف جزم المضارع) من حيث المعنى أنهم يتفقان في ثلاث مواضع ويختلفان في أربع مواضع.

أوجه الشبه بين لم ولما

كما قنا أن لم ولما (حرف جزم المضارع) يتشابهان في ثلاث مواضع، هي:

  • كلاهما حرفين مختصان عاملان، وكلاهما يدخل على الفعل المضارع ولا يدخلان على غير الفعل المضارع.
  • كلاهما أدوات جزم.
  • في المعنى كلاهما أدوات قلب الحال والاستقبال على الزمن الماضي.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: التوابع في اللغة العربية

أوجه الاختلاف بين لم ولما

بينما تختلف لما عن لم في أربع أوجه هي:

الوجه الأول

الأداة (لم) للنفي المستغرق في الماضي  فيجوز نفي مصحوبها في المضارع أو إثباته، فنقول:

  • لم أتكلم اليوم خوفًا من العقاب ثم تكلمت الآن.
  • لم أذهب إلى القاهرة أبدًا.

الأداة (لما) ترد للنفي المستغرق في جميع أجزاءه (في الماضي والحاضر) ولا يجوز إثبات الفعل بعدها، فتقول:

“لما أتكلم اليوم خوفًا من العقاب”. فهذا معناه إنك لم تتكلم في الماضي ولم تتكلم في الحاضر، فالأداة (لما) تنفي الحال أيضًا ولا يصح أن تقول: “لما أتكلم اليوم خوفًا من العقاب ثم تكلمت الآن” لأن بذلك الكلام متناقض في ذاته.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أمثلة عن الاستعارة المكنية

الوجه الثاني

الفعل المنفي بالأداة (لم) لا يتوقع حدوثه نحو قول الله تعالى في سورة الإخلاص: “لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)”.

أما الفعل المنفي بالأداة (لما) يتوقع حدوثه في المستقبل لكنه منفي في الحاضر وفي الماضي، نحو قول الله تعالى: ” أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي ۖ بَل لَّمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ”.

يقول الطبري في تفسيره لهذه الآية:

“… بل لم ينـزل بهم بأسنا، فيذوقوا وبال تكذيبهم محمدًا، وشكهم في تنـزيلنا هذا القرآن عليه، ولو ذاقوا العذاب على ذلك علموا وأيقنوا حقيقة ما هم به مكذِّبون، حين لا ينفعهم علمهم …”.

أي أن العذاب لم ينزل بهم لكنه يتوقع أن يذوقونه في جهنم/ يوم القيامة في الوقت الذي لا ينفعهم فيه علمهم.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: تدريبات على بناء الفعل المضارع

الوجه الثالث

يجوز أن ترد الأداة (لم) بعد أداة الشرط، نحو قول الله: “لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60)”.

بينما الأداة (لما) لا يجوز أن ترد بعد أداة شرط.

الوجه الرابع

الأداة (لما) يجوز حذف الفعل المجزوم بعدها نحو قولنا (قاربت العمل ولما) أي لما أصل له؛ ذلك لأن أثرها يمتد إلى الحاضر ولا يجوز إثبات الفعل بعدها فيه، فيُفهم من السياق وما يٌفهم يجوز حذفه.

بينما الأداة (لم) لا يجوز حذف الفعل المضارع بعدها؛ لأنه قد يكون مثبت (كما بينا سابقًا)، لكن للضرورة الشعرية قد يحذف الشاعر الفعل المضارع بعدها (وحينها يكون مفهوم إنه منفي في السياق أيضًا) كما قال الشاعر إبراهيم بن هرمة:

“احفظ وَديعَتَكَ الَّتي اِستودِعتَها *** يَومَ الأَعازِبِ إِن وَصلتَ وَإِن لَمِ”

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: الأعداد في اللغة العربية

الفرق بين لم ولما من حيث المعنى (لما الظرفية)

كما قلنا آنفًا أن (لما) في اللغة العربية لها معنيان أحدما أن تأتي ظرف زمان بمعنى (حين)، فعند مقارنة (لما) بهذا الاستخدام بـ (لم) الشرطية الجازمة لا نجد أي وجه تشابه لنجد اختلاف

كل منهما من باب مختلف أحدهما أداة جزم ونفي وقلب (لم) أما الأخرى (لما) ظرف زمان بمعنى حين.

قد يعجبك أيضًا