تاريخ اكتشاف النفط في السعودية

اكتشاف النفط في السعودية قد أدى إلى حدوث قفزة تاريخية في السعودية، فقد انتقلت السعودية من حياة البدو والتجارة البسيطة إلى دولة تعتمد على النفط بشكل كبير، وتصديره لعديد من الدول على مستوى العالم، واستخدامه كسلاح لتحقيق أهدافها السياسية والاقتصادية، وقد أعتبر اكتشاف النفط نقطة تحول في حياة السعودية بشكل عام.

اكتشاف النفط في السعودية

الحياة قبل النفط في السعودية كانت بسيطة لأبعد الحدود، وقد تمت مشاركة العديد من الصور في معرض مصور بعنوان الحياة الاجتماعية في المملكة العربية السعودية والذي تم في سوق عكاظ، وتشير الصور إلى حياة المواطنين السعوديين قبل اكتشاف النفط في المملكة السعودية، حيث كانوا يقومون بممارسة الحرف البسيطة وكيف كانوا يعيشون حياة متواضعة بكل المقاييس قبل اكتشاف النفط.

هناك بعضًا من تلك الصور تشير إلى شوارع مليئة بالأتربة في المدن، بالإضافة إلى مباني مبنية بالطوب اللبن والطين، ومع ذلك كانت تتميز ببعض اللمسات الهندسية الجميلة، وبعض الصور يوجد بها الأسواق التجارية المفتوحة بأقل الإمكانيات، وصورًا أخرى يوجد بها السعوديين وتظهر بها بساطة الملابس والملامح والمساكن والمحلات التجارية البسيطة.

تم استخدام تلك الصور لتوثيق الماضي وكونها مصدر يعبر عن تاريخ السعودية قديمًا، كما كان هناك ميناء يطلق عليه الناس ميناء العقير، ويوجد على ساحل الخليج في محافظة سعودية تسمى الأحساء، وهو ميناء يعبر عن الحياة قبل النفط، وهو كذلك أول ميناء بحري يتواجد في السعودية.

كان ميناء العقير بمثابة شريان الحياة للمملكة السعودية، فقد كان وسيلة الاتصال بالعالم الخارجي، وكانت البضائع والمنتجات الغذائية البسيطة ترسل إلى منتصف شبه الجزيرة العربية وإلى عاصمة المملكة عبر ميناء العقير، لذلك كان من أهم الأسواق التجارية هناك، وهو يقع على الخليج من الناحية الغربية، وقد تم تسميته بذلك الاسم لأن أهالي الأحساء لقبوه باسم قبيلة عجير التي كانت تعيش في تلك المنطقة خلال الألفية الأولى قبل الميلاد، وهو من أكثر الأماكن شهرة حتى الآن نظرًا لما يحتويه من طبيعة خلابة تثير فضول الزائرين وامتلاكه لمعالم عديدة امتزجت مع الأساليب المعمارية الأجنبية كالأساليب المعمارية العثمانية من حيث الزخرفة والقباب والأعمدة وغيرها.

إقرأ أيضًا: هل يستفيد المواطن من اكتتاب ارامكو وما هي تخصصات شركة ارامكو

بداية اكتشاف النفط في المملكة العربية السعودية

قد بدأت الأحداث حين أراد الملك عبد العزيز البحث عن مورد اقتصادى يستطيع مساعدته في تطوير السعودية عام 1922م، وطلب من الطبيب الخاص به أن يبحث عن شركة تقوم بالتنقيب والبحث عن النفط في الأحساء، وقام بعدها بتوقيع اتفاقية مع شركة بريطانية الجنسية تسمى النقابة الشرقية العامة في عام 1923م.

بدأت بعدها الشركة في التنقيب ولكن باءت محاولاتها بالفشل، وقد دفعت إيجار لمدة سنتين، وحين وجدت أنها تتعرض لنقص المال لم تعد تدفع الإيجار مما جعل الملك عبد العزيز يقوم بإلغاء الامتياز في عام 1928م، وبعد مرور عام واحد حاول رجل أمريكي الجنسية أن يتواصل مع الملك بعد أن عانت السعودية من أزمة مالية شديدة وقد تناقص عدد الحجاج في ذلك الوقت فاضطر الملك للموافقة على مقابلته، ومن ثم تم إرسال خبير ما يبحث عن مورد وأتى شخص يدعى كارل تويتشل الذي صرح بأنه يوجد احتمالية وجود نفط في منطقة تدعى الظهران.

من ثم تم اكتشاف العديد من النفط في منطقة جبل الدخان في البحرين، مما شجع الملك عبد العزيز على البحث مرة أخرى عن موردين للبحث عن النفط في دولته، وانتهى الأمر بتوقيعه اتفاقية مع شركة أمريكية يطلق عليها ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا في عام 1933م، تولت تلك الشركة مسئولية البحث عن النفط وبدأت الحفر في منطقة تلال الظهران ولكن تبين فيما بعد أن ذلك الحفر لم يكن له قيمة وكرروا الأمر مرة أخرى ولكن لا نتيجة تذكر وفي المرة الثالثة قاموا باستخراج كمية قليلة جدًا من النفط، وفي الكرة الرابعة لم يجدوا نفطًا واعتقدوا أن لا وجود للنفط في المملكة.

لكن ظلت محاولات حفر الآبار قائمة، وحين حفروا المرة السابعة في منطقة قبة الدمام وجدوا انفجار للنفط بكميات كبيرة جدًا في عام 1938م بواسطة مهندس جيولوجي يسمى ماكس ستاينكي ومعه بعض الحفارين الماهرين، وتم إطلاق اسم بئر الخير على ذلك البئر، وتم تغيير اسم الشركة الموردة إلى اسم الزيوت العربية الأمريكية والتي تشتهر باسم أرامكو.

إقرأ أيضًا: وظائف شركة ارامكو لغير السعوديين الشروط والأوراق المطلوبة

شركة أرامكو

تتابعت النجاحات والإنجازات التي تحققها الشركة من بعد اكتشافها للنفط في المملكة العربية السعودية واستطاعت تحقيق رقم قياسي في استخراج النفط وإنتاجه، فقد بلغ إنتاج النفط من بعد تغيير اسمها إلى 500 ألف برميل يوميًا وذلك في عام 1949م، وحين ازداد الإنتاج قامت بتوسيع أعمالها في قطاع التوزيع، فقامت بعمل خط أنابيب عبر البلاد العربية ويعد الأطول في العالم أجمع، وأطلق عليه التابلاين، وقد ربط بين الناحية الشرقية في المملكة وبين البحر الأبيض المتوسط.

بعد مرور عامين اكتشفت أرامكو حقل السفانية وهو أكبر حقل للنفط البحري في العالم، وتجاوز إنتاج الشركة للنفط الخام مليون برميل سنويًا ومن ثم حققت العديد من الإنجازات، فتجاوز شحن النفط والمنتجات النفطية في رأس تنورة بليون برميل في السنة، وبحلول عام 1980 امتلكت السعودية شركة أرامكو بالكامل، وقامت بإنشاء شركة الزيت العربية السعودية، وقد تولى المهندس علي بن إبراهيم النعيمي قيادة الشركة، وأصبح فيما بعد أول رئيس لشركة أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين بحلول عام 1988م.

حاليًا قامت الشركة بالاستثمار لإيجاد طريقة لرفع كفاءة أنتاج النفط واستهلاكه وتطوير وسائل النقل باستخدام محركات وقود عالية الجودة والأداء، وتتطلع الشركة في وقتنا الحالي لتحويل بلايين البراميل النفطية والكثير من الأقدام المكعبة من الغاز إلى مصادر تحقق قيمة للشركة وللمملكة، وتحاول الحفاظ قدر المستطاع على مكانتها كمورد جدير بالثقة للطاقة المستدامة على مستوى العالم.

عوامل أدت للبحث عن النفط

  • تناقص عدد الحجاج بسبب دفعهم ضرائب عالية الثمن للذهاب إلى الأماكن الدينية المقدسة.
  • زيادة الطلب على النفط خلال الحرب العالمية الأولى، والذي أصبح مؤشرًا لأن النفط سيصبح مورد هام في المستقبل.
  • اكتشاف شركة تسمى شركة النفط الأنجلو الفارسية الجنسية للنفط في جبال تقع شمال غرب بلاد فارس في منطقة قريبة من مسجد سليمان.
  • زيادة طلب الدول للنفط خاصةً ألمانيا بسبب عدم قدرتها على إنتاج المزيد من السيارات والطائرات بسبب نقص منسوب النفط لديها.
  • انتشار شائعات تفيد وجود تسريبات للنفط في منطقة القطيف التي تقع على الساحل الشرقي للأحساء.

معلومات عن النفط السعودي

  • قد تم تصدير النفط السعودي للمرة الأولى في مايو عام 1939 م، وأن التصدير تحت رعاية وإشراف الملك عبد العزيز.
  • عمر النفط السعودي يتجاوز 80 عام.
  • شركة أرامكو السعودية أصبحت مالكة لعرش الشركات النفطية.
  • تم اكتشاف 116 حقل للنفط والغاز الطبيعي.
  • من أهم اكتشافات الشركة هي اكتشاف حقل الغوار، وهو أكبر حقل للنفط على مستوي العالم.
  • احتياطي النفط يصل إلى 42 مليار متر مكعب.
  • تحتل السعودية ثاني أكبر احتياطي للنفط بعد دولة فنزويلا.
  • وصلت حقول النفط في المملكة العربية السعودية إلى ما يقارب 100 حقل نفطي ومن ضمنهم أكبر حقل نفط على مستوى العالم.
  • تمتلك 8 حقول أكثر من نصف احتياطي النفط فيأتى من خمسة حقول 90% من إنتاج النفط بينما من حقل الغوار فقط يأتي 60% من إنتاج النفط.

إقرأ أيضًا: شروط القبول في ارامكو وكيفية التقديم في ارامكو

وقت انتهاء النفط السعودي

لقد صرحت وسائل الإعلام أن عمر النفط في العالم قد يصل إلى 50 سنة والنفط السعودي قد يصل إلى 70 أو 80 عام، و إن انتهى عمر النفط في السعودية فسوف تتعرض المملكة إلى ضرر كبير بسبب انخفاض الأسعار، حيث كانت تعتمد بشكل أساسي على النفط، وستضطر شركات النفط غلق الآبار التي سبق وأن قامت بحفرها، وسوف يحدث سقوط هائل للمملكة من الناحية المالية، ولن تستطيع توفير منشط مالي حتى تقل الأزمة المالية، وسوف يزيد الانكماش الاقتصادي السعودي بنسبة كبيرة.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال المقدم لكم من موقع زيادة والذي تحدثنا فيه عن اكتشاف النفط في السعودية وقصتة، كما عرضنا العوامل التي أدت للبحث عنه، وما التغيير الذي سيحدث حين ينتهى النفط في السعودية، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.

قد يعجبك أيضًا