من أول من أسلم من الرجال

أول من أسلم من الرجال هو الصديق الذي آمن بصاحبه صلى الله عليه وسلم إيمانًا ليس له مثيل بين بني آدم، وهو ثاني اثنين معه في الغار، وقد اجتمعت الأمة على توليته الخلافة.

لذلك سنذكر لكم قصة إسلامه ومن هم الصحابة الذين أسلموا على يده -رضي الله عنه-.

أول من أسلم من الرجال

بالحديث عن أول من أسلم من الرجال سنجد أنه هو الصحابي الجليل أبو بكر الصديق، رجل الإسلام الأول، وصاحب الرسول في الهجرة، والخليفة الأول للمسلمين، وأبو السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها.

كما أنه صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وحبيبه -رضي الله عنه-، فعن عمرو بن العاص: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، بَعَثَهُ علَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلَاسِلِ، فأتَيْتُهُ فَقُلتُ: أيُّ النَّاسِ أحَبُّ إلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ، فَقُلتُ: مِنَ الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: أبُوهَا، قُلتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ فَعَدَّ رِجَالًا” (صحيح البخاري 3662).

اقرأ أيضًا: بحث عن ابو بكر الصديق للتعرف على نشأته وتفاصيل خلافته للمسلمين

نبذةٌ عن أول من أسلم من الرجال

اسمه: عبد الله، وقد اختلف المؤرخون فيه، فمنهم من قال أنه اسمه الحقيقي، ومنهم من قال أنه كان اسمه عبد الكعبة، وسماه الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الاسم.

وهو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي، ويلتقي مع الرسول صلى الله عليه وسلم في النسب في الجد السادس “مرة”.

مولده: ولد في أول سنة 366م.

لقبه: عتيق، سماه به رسول الله عليه الصلاة والسلام، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: “إنَّ أبا بكرٍ دخل على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: يا أبا بكرٍ أنت عتيقُ اللهِ من النارِ، قالت: فمن يومئذٍ سُمِّيَ عتيقًا، ودخل طلحةُ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال: أنت يا طلحةُ ممن قضى نحبَه” (السلسلة الصحيحة 1/246).

كنيته: أبو بكر، من البكر وهو الفتي من الإبل، جمعها بكار وأبكر، وأحد أعظم القبائل العربية قبيلة بكر.

لقب الصاحب: يوم أن صاحب الرسول صلى الله عليه وسلم في الهجرة في الغار، سماه به الله تعالى في قوله: “إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَاۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَاۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ” (التوبة 40)

وقد ورد في حديث الهجرة: “فَارْتَحَلْنَا والقَوْمُ يَطْلُبُونَنَا، فَلَمْ يُدْرِكْنَا أحَدٌ منهمْ غَيْرُ سُرَاقَةَ بنِ مَالِكِ بنِ جُعْشُمٍ علَى فَرَسٍ له، فَقُلتُ: هذا الطَّلَبُ قدْ لَحِقَنَا يا رَسولَ اللَّهِ، فَقَالَ: لا تَحْزَنْ إنَّ اللَّهَ معنَا” (رواه البخاري 3652).

فسيدنا أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- هو الصاحب المذكور في الآية الكريمة.

اقرأ أيضًا: أقوال أبو بكر الصديق أهم  أعمال أبو بكر الصديق في الإسلام

لقب الصديق لأبي بكر

اشتهر سيدنا أبو بكر منذ العصر الجاهلي بلقب الصديق، حيث أنه كان وجيهًا في قومه, ورئيسًا من رؤساء قريش، ومسئول عن الأشناق (الديات)، فإذا تحمل أحد دية هو من يستلمها ويدفعها إلى أصحابها، وإذا فعل أحد غيره ذلك، كان العرب لا يصدقونه، إلا سيدنا أبو بكر كان الناس يصدقوه.

الرواية الصادقة والأشهر لتلقيبه بالصديق هي ليلة الإسراء، فقد صدق النبي دون أدنى تفكير.

عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: “لما أُسرِيَ بالنبيِّ إلى المسجدِ الأقْصى، أصبح يتحدَّثُ الناسُ بذلك، فارتدَّ ناسٌ ممن كانوا آمنوا به، وصدَّقوه، وسَعَوْا بذلك إلى أبي بكرٍ، فقالوا: هل لك إلى صاحبِك يزعم أنه أُسرِيَ به الليلةَ إلى بيتِ المقدسِ؟، قال: أو قال ذلك؟، قالوا: نعم، قال: لئن كان قال ذلك لقد صدَقَ، قالوا: أو تُصَدِّقُه أنه ذهب الليلةَ إلى بيتِ المقدسِ وجاء قبل أن يُصبِحَ؟، قال: نعم إني لَأُصَدِّقُه فيما هو أبعدُ من ذلك، أُصَدِّقُه بخبرِ السماءِ في غُدُوِّه أو رَوْحِه، فلذلك سُمِّي أبو بكٍر الصِّديقَ” (السلسلة الصحيحة 306).

كما روي عن أبو هريرة رضي الله عنه قال: “قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لجِبْريلَ ليلةَ أُسرِيَ به إنَّ قومي لا يُصدِّقوني فقال له جِبْريلُ يُصدِّقُكَ أبو بَكْرٍ وهو الصِّدِّيقُ” (المعجم الأوسط 7/166).

اقرأ أيضًا: متى ولد أبو بكر الصديق ونشأته وإسلامه ووفاته

إسلام أبو بكر

من المعروف أن أبا بكر الصديق هو أول من أسلم من الرجال، فبعدما نزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم بادر بالذهاب إلى صديقه المقرب أبي بكر رضي الله عنه ليخبره بما نزل عليه، فلم يتردد برهة في الإيمان به وشهد شهادة الحق مباشرةً.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَا دَعَوْتُ أَحَدًا إِلَى الإِسْلاَمِ إِلاَّ كَانَتْ لَهُ عَنْهُ كَبْوَةٌ وَتَرَدُّدٌ وَنَظَرٌ، إِلاَّ أَبَا بَكْرٍ، مَا عَتَّم حِينَ ذَكَرْتُهُ لَهُ مَا تَرَدَّدَ فِيهِ” (البيهقي: دلائل النبوة 2/164)

أما الكبوة فهي: الوقفة كوقفة العاثر، أو الوقفة عند الشيء يكرهه الإنسان.

وأما عتم: أبطأ وأخَّر.

فلم يتردد أبدًا ولم يتأخر في تصديق النبي صلى الله عليه وسلم، وأصبح أول من أسلم من الرجال.

اقرأ أيضًا: صفات ابو بكر الصديق الجسدية والخلقية ووفاة أبي بكر وأهم إنجازات أبو بكر

من أسلم على يد أبو بكر الصديق  

أسلم على سيدنا أبو بكر ستة من كبار الصحابة المبشرين بالجنة، هم:

  • الزبير بن العوام.
  • عثمان بن عفان.
  • طلحة بن عبيد الله.
  • سعد بن أبي وقاص.
  • عبد الرحمن بن عوف.
  • أبي عبد بن الجراح.

كذلك قد أسلم على يده غيرهم من الصحابة نحو:

  • عثمان بن مظعون.
  • أبي سلمة.
  • عائلته (أسماء بنت أبي بكر، وعائشة بنت أبي بكر، وابنه عبد الله، وزوجته، وخادمه عامر بن فهيرة).

بذلك نكون قد نقلنا لكم ما ورد في كتب التاريخ الإسلامي عن إسلام أول من أسلم من الرجال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، ونرجو أن نكون قد أفدناكم.

قد يعجبك أيضًا