أول من طاف بالكعبة

أول من طاف بالكعبة ، تعتبر هذه المعلومة عادةً ما يختلط فيها الكثير من الناس، كما أنه هناك الكثير يجهل من هو أول من طاف حول الكعبة ومن هو أول من بنى الكعبة، وهل الكعبة موجودة منذ القدم أم لا.

يمكنك التعرف على مكانة وقيمة الكعبة في الإسلام من خلال قراءة هذا المقال: كم يبلغ ارتفاع الكعبة المشرفة وأركانها ومكانتها في الإسلام

ما هو البيت العتيق

  • قبل الحديث عن أول من طاف بالكعبة، سنتعرف على ما هو البيت العتيق، فالبيت العتيق هو نفسه الكعبة التي عظمها الله سبحانه وتعالى، وقد سُمي بالبيت العتيق لأنه بيت محمي من قبل الله عز وجل.
  • ومن هنا يمكن توضيح أن العتيق بمعنى المحفوظ والمحمي، وبهذا يكون بيت الله أو البيت العتيق والكعبة محمية من الله تعالى من أي شر وأي ضرر، وأبرز دليل على ذلك قصة أصحاب الفيل، حينما أرادوا إلحاق الضرر بالكعبة ولكن الله تعالى حماها وحافظ عليها من كيدهم وأذاهم.
  • والجدير بالذكر أنه قد ورد عن سعيد بن جبير أن سبب تسمية الكعبة بالبيت العتيق هو بسبب أن الله سبحانه وتعالى حمى هذا البيت من الغرق حينما جاء الطوفان في عهد نبي الله نوح عليه السلام.
  • كما ورد أيضًا عن الحسن أن الكعبة قد سُميت بالبيت العتيق بسبب كونها أول بيت من بيوت الله وجد على الأرض.

يمكنك التعرف على الكثير من المعلومات الهامة عن الكعبة وكم مرة هدمت الكعبة من خلال قراءة هذا الموضوع: كم مرة هدمت الكعبة ولماذا كان يتم هدمها؟ ومن كان يقوم بذلك؟

أول من طاف بالكعبة

مما لا شك فيه أن هناك الكثير يتساءل عمن هو أول من طاف بالكعبة، ومن هنا يمكن القول أن جميع المراجع التاريخية قد ذكرت لنا روايتين تخصان هذا الموضوع، ويمكن التعرف على هاتان الروايتان كما يلي:

الرواية الأولى

في هذه الرواية قام الأزرقي بذكر أنه عن محمد بن علي بن الحسين قد قال أن الملائكة هم أول من طافوا حول الكعبة، حيث أن الله سبحانه وتعالى قد أمرهم بالنزول إلى الأرض لبناء الكعبة والطواف حولها، ذلك لكي يقوموا باقي أهل الأرض بالطواف حول الكعبة فيما بعد كما تطوف الملائكة بهذا البيت العتيق في السماء.

ومن هنا يمكن القول أن أول من طاف بالكعبة هم الملائكة، وهذا بناء على الرواية الأولى.

الرواية الثانية

  • في هذه الرواية تم ذكر أنه عن ابن عباس أن آدم عليه السلام اشتكى إلى الله سبحانه وتعالى أنه لا يستطيع سماع صوت الملائكة بعد أن أمرهم الله بالنزول إلى الأرض، ومن هنا أمر الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم عليه السلام بالذهاب إلى موضع البيت الحرام لكي يقوم ببنائه والطواف حوله.
  • بعدها جاء جبريل عليه السلام وساعده في بناء الكعبة، حيث قام بضرب الأرض بجناحه لتظهر أساسيات الكعبة، بعدها قامت باقي الملائكة بإنزال الحجارة الخاصة بالكعبة وتم بناؤها من قبل سيدنا آدم عليه السلام والملائكة، ثم قام سيدنا آدم بالطواف حول الكعبة.
  • كما قد ورد أيضًا أن الله سبحانه وتعالى قد أرسل سيدنا جبريل إلى سيدنا آدم ليأمره ببناء الكعبة، وبهذا أصبحت الكعبة أول بيت وضع للناس.

تعرف على الكثير من المعلومات الهامة لكل مسلم عن الكعبة من خلال هذا الرابط: متى حولت القبلة من بيت المقدس الى الكعبة؟ والعبرة من ذلك

بناء سيدنا إبراهيم للكعبة

  • من منا لا يعلم أن سيدنا إبراهيم عليه السلام هو من قام ببناء الكعبة، ومن هنا يمكن التعرف على قصة بناء سيدنا إبراهيم للعكبة، حيث أوحى الله سبحانه وتعالى إلى إبراهيم عليه السلام لكي يبني الكعبة، حينها قام سيدنا إبراهيم بإخبار ابنه سيدنا إسماعيل بما أمره به رب العالمين.
  • قام سيدنا اسماعيل بمعاونة والده واستجاب لما أمره به الله سبحانه وتعالى، فتوجه إلى موضع الكعبة ولم يكن هناك سوى أساساته البسيطة التي تدل على أنه كان هناك مبنى هنا من قبل، بعدها قام ببنائها معًا، حيث كان سيدنا إبراهيم يقوم يضع الحجارة الخاصة بالبيت، وكان سيدنا إسماعيل يقوم بإعطائه إياها.
  • والجدير بالذكر أن سيدنا إبراهيم كان يقف على حجر لكي يستطيع التمكن من بناء الكعبة بشكل كامل، هذا الحجر هو المعروف الآن باسم مقام إبراهيم، وهذا المقام هو الذي صلى في سيدنا محمد عليه السلام ركعتين بعدما انتهى من الطواف حول الكعبة.
  • ويمكن توضيح أيضًا أنه بعد أن انتهيا سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل من بناء الكعبة، أمرهم الله سبحانه وتعالى بأن يطوفوا حولها سبع مرات، حيث كانا يدعوان ربهما أثناء الطواف قائلين: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ*رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ*رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
  • قام سيدنا إبراهيم عليه السلام بتطهير الكعبة من الرجس، حيث قام بهدم الأصنام والأوثان المتواجدة حوله، ودعا الله سبحانه وتعالى أن يبعد الشرك والمشركين من الكعبة، فاستجاب له رب العالمين حيث قال: “وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ*وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ”.
  • بعد ذلك أمر الله سبحانه وتعالى النبي إبراهيم عليه السلام أن يدعو الناس للذهاب إلى البيت الحرام لأداء فريضة الحج، حيث قال تعالى: “وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ”، بعدها تم وضع الحجر الأسود في مكانه، حيث يقال أن هذا الحجر كان أبيض اللون وأنه نزل من الجنة، حيث ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “نزل الحجرُ الأسودُ مِن الجنةِ وهو أشدُّ بياضًا مِن اللبنِ، فسوَّدَتْه خطايا بني آدمَ”

تعرف على قصة بناء الكعبة واهم المعلومات الهامة عنها من خلال قراءة هذا المقال: قصة بناء الكعبة وأهم المعلومات الهامة التي لم تعرفها من قبل

فضل الطواف بالكعبة

من المؤكد أن الطواف بالبيت الحرام له الكثير من الفضائل، كما أنه قد كتب على الناس من أجل تحقيق العديد من الأحكام، ويمكن التعرف على هذا كما يلي:

  • يعتبر الطواف بالكعبة شعيرة من شعائر الله عز وجل، كما أنه ركن من أركان الحج والعمرة، حيث أنه لا يتم الحج أو العمرة دون الطواف بالكعبة.
  • يعد الطواف حول الكعبة عبادة يؤجر عليها الفرد المسلم، كما يعد الطواف حول بيت آخر غير بيت الله الحرام شركًا وكفرًا بالله تعالى.
  • لا يطوف بالكعبة إلا الطاهرين والمتطهرين، ذلك لأنه مكان للعبادة لا يجوز دخوله إلا كل شخص طاهر، حيث قال تعالى: “وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُود”.
  • يجب أن يكون الشخص الذي يطوف بالكعبة متسترًا، حيث قال الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أَلاَ لاَ يَحُجُّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، وَلاَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ”.
  • يساعد الطواف بالكعبة على ذكر الله سبحانه وتعالى، حيث ورد في السنة النبوية عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: “إنما جُعِلَ رَمْيُ الجمارِ والسَّعْيُ بين الصفا والمروةِ لِإِقامةِ ذِكْرِ اللهِ”.
  • الطواف بالكعبة يحقق أجر، حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “مَنْ طافَ بِهذا البيتِ أُسْبُوعًا فأَحْصاهُ كان كَعِتْقِ رَقَبَةٍ وسَمِعْتُهُ يَقولُ لا يَضَعُ قَدَمًا ولا يَرْفَعُ أُخْرَى إِلَّا حَطَّ اللهُ عنْهُ خَطِيئَتَهُ وكُتِبَ له بِها حَسنةٌ”.

تعرف على الآية التى نزلت فى جوف الكعبة وأسباب نزولها من خلال قراءة هذا الموضوع: الآية التي نزلت في جوف الكعبة وأسباب نزولها

في النهاية نكون قد تعرفنا على من هو أول من طاف بالكعبة، وكيف تم بناء الكعبة من قبل سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل، وبهذا يصبح لديك معلومات شاملة عن هذا الموضوع.

قد يعجبك أيضًا