الطعام الذي كان يفضله صلى الله عليه وسلم

الطعام الذي كان يفضله صلى الله عليه وسلم متنوع، تعتبر حياة النبي صلى الله عليه وسلم هي القدوة التي يكافح الكثير من الشباب للتشبه بها، ويتم ذلك من خلال اتباع بعض السنن البسيطة التي أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم ومن أهمها طعامه وشرابه وكيفية القيام بالأمر وبعض الهدى التي كان يسير عليها الرسول، ومن خلال موقع زيادة سوف نوضح لكم الطعام الذي كان يفضله صلى الله عليه وسلم ببساطة، وذلك عبر السطور الآتية.

الطعام الذي كان يفضله صلى الله عليه وسلم

يعتبر الطعام والشراب من النعم الكبيرة التي أنعم الله بها على عباده، كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأكل ما يجد ولم ينفر من طعامٍ قط، كان الرسول يتبع بعض السنن والهدى في مأكله ومشربه من الواجب على المسلمين أجمع اتباعها كباقي السنن الموجودة، من أهم الدلائل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقم بالنفر عن طعام قط.

هو ما ورد عنه أبي هريرة حينما قال: (ما عَابَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ طَعَامًا قَطُّ، إنِ اشْتَهَاهُ أكَلَهُ وإلَّا تَرَكَهُ)، كما ورد في بعض الكتب الإسلامية التاريخية بعض المأكولات التي مدحها الرسول صلى الله عليه وسلم، والدليل على هذا القول هو ما ورد عن الرسول عليه الصلاة والسلام من أحاديث ضمنها أنه مدح الثريد في وصفه لعائشة حينما قال:

كمُلَ من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلَّا مريم بنت عمران وآسية امرأَة فرعون وفضل عائشة على النساء كفضل الثَّريد على سائر الطعام، والجدير بالذكر هنا أن الصحابة كانوا يلتقطون أهم النقاط المهمة والتفاصيل الصغيرة التي يقوم بها الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن خلال ذلك استطعنا التعرف على أهم السنن المهمة.

منها طريقة المأكل والمشرب والمأكولات التي كان يفضلها عليه الصلاة والسلام والتي ظلت تتوارثها أجيال بعد أجيال، ومن الطعام الذي كان يفضله صلى الله عليه وسلم كما ورد في الأحاديث النبوية من الصحابة:

  • لحم الظهر حيث ورد عن عبد الرحمن الحجازي أنه قال إن الرسول مدح لحم الظهر في أحاديثه حينما قال (أطيب اللحم لحم الظَهر).
  • كان من الشائع أنه يحب تناول البقول، والقثاء أي الخيار، والدباء أي القرع.
  • كما ذكر الرسول في بعض أحاديثه أنه كان يفضل في الفواكه والحلوى العسل والرُطب والتمر، كما كانت أحب الفواكه إليه هي الرُطب والبطيخ.

اقرأ أيضًا: بحث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي عليه وزوجاته ووفاته

الأطعمة التي كان يتناولها الرسول صلى الله عليه وسلم

كما ذكر في بعض الأحاديث الصحيحة أنه كان هناك بعض الأطعمة التي كان يتناولها الرسول -صلى الله علية وسلم- بكثرة، أو على الأقل كان يفضلها فيأكلها بشهية، وكانت تعتبر من الطعام الذي كان يفصله صلى الله عليه وسلم، ومنها ما يلي:

1- تناول الأرنب

كان من الطعام الذي كان يفضله صلى الله عليه وسلم، حيث ورد على لسان أنس بن مالك -رضي الله عنه- في بعض أحاديثه التي وردت عما يخص الأمر حينما قال: أنفجنا أرنبًا بمر الظهران فسعى أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- خلفها فأدركتها فأخذتها فأتيت بها أبا طلحة فذبحها بمروة فبعث معي بفخذها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأكله فقلت: أكله؟ قال: قبله”.

2- الدباء أي القرع

ورد عن أنس بن مالك أيضًا في بعض أحاديثه عن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال: (إنَّ خياطًا دعا رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- لطعام صنعه، فقال أنس بن مالك: فذهبت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك الطعام، فقَرب إلى رسول الله خبزًا من شعير ومرقًا فيه دبَّاء وقديد، قال أنس: فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتتبَّع الدُّباء من حوالي الصحفة، قال: فلم أزل أُحب الدُّباء منذ يومئذ) وكان من أكثر الطعام الذي كان يفضله صلى الله عليه وسلم.

3- تناول الدجاج

كان الدجاج من الطعام الذي كان يفضله صلى الله عليه وسلم، فقد ذكر في بعض الأحاديث عن زهدم الجرمي -رضي الله عنه- عندما ذكر عن الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: (أنَّ أبا موسى أتى بدجاجة فتنحَّى رجل من القوم فقال: ما شأنك؟ قال: إني رأيتها تأكل شيئًا قذرته فحلفت أن لا آكلَه، فقال أبو موسى: ادن فكل فإني رأيت رسول اللَّه يأكله وأمره أن يكَفِّر عن يمينه).

4- تناول الخل

مازلنا في صدد ذكر الطعام الذي كان يفضله صلى الله عليه وسلم، وقد روى عن جابر بن عبد الله أحد مواقف الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما سأل أهله عن وحوج إدام فردوا لكلامه: (ما عندنا إلّا خل) فقال هلموا به ومن ثم أكل منه وهو راضٍ كل الرضا عنه وأخذ يقول: (نِعم الأدم الخل، نِعم الأدم الخل).

5- الزبد والترم

في صدد عرضنا الطعام الذي كان يفضله صلى الله عليه وسلم، نجد أ، الزبد والترم من أحب الأطعمة لقلبه، وجاء في الدلالة على ذلك قول ابنا بسر السُّلَميّين، وهما عبد الله وعطيّة، حيث رووا عن الرسول صلى الله عليه وسلم في أحد مواقفه ويقولون (دخل علينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقَدّمْنا زبدًا وتمرًا، وكان يحبُّ الزُّبدَ والتَّمرَ).

6- طعام العُراق

يعتبر العراق من أكثر الطعام الذي كان يفضله صلى الله عليه وسلم، وعرف العراق في ذلك الوقت أنه العظم المأخوذ عن معظمه اللحم وقد جاءت الدلالة في ذلك الأمر عن قول عبد الله بن مسعود حين قال “كانَ أحبُّ العُراقِ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: عُراقَ الشَّاةِ”.

7- الذراع من اللحم

قد ذكر عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أكثر من مرة انه كان يحب لحم الذراع وخاصةً ذراع الشاه لسرعة استوائه وهذا ما دل عليه أبو هريرة -رضي الله عنه- في حديثه الشريف حين قال: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُتِيَ بلَحْمٍ فَرُفِعَ إلَيْهِ الذِّرَاعُ، وكَانَتْ تُعْجِبُهُ فَنَهَشَ منها نَهْشَةً).

اقرأ أيضًا: صور بسم الله الرحمن الرحيم خلفيات إسلامية

8- طعام الثريد

هو الخبز مع اللحم يعتبر من أفضل الأكلات في ذلك الوقت وذلك بسبب أن اللحم سيد الإدام، والبر سيد الأقوات فإذا تم جمعهما أصبحا أفضل أنواع الطعام، وقد قام سيد الأشعري بالذكر عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)، وكان ذلك من أكثر الطعام الذي كان يفضله صلى الله عليه وسلم وقد تم ذكره في أكثر من وثيقة.

هدى الرسول في تناول الطعام

من أهم الآداب التي يجب أن يقتضي بها المسلم هي الآداب الإسلامية في جميع نواحي الحياة حتى في طعامه وشرابه، قد تم ذكر أكثر من مرة هدى الرسول صلى الله عليه وسلم وقد اقتدى بها العلماء المسلمين على مر العصور وأثبتوها كسنن يجب أن نقتضي ونعمل بها كغيرها من السنن الواردة لذا قد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم بعض السنن المهمة في الطعام ومنها:

1– التسمية باسم الله تعالى قبل البدء في الطعام

ذلك من أجل إبعاد الشيطان حتى لا يأكل مع الإنسان كما ذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن من نسى أن يذكر الله في أول الطعام فيجب أن يقوم به عندما يتذكر وقد دل على ذلك الأمر حديث السيدة عائشة الناقل عن الرسول في: (إذا أكَل أحَدُكم فَلْيذكُرِ اسمَ اللهِ تعالى، فإن نسِي أن يذكُرَ اسمَ اللهِ تعالى في أوَّلِهِ، فليقُلْ: بسمِ اللهِ أوَّلَهُ وآخِرَهُ).

2- الأكل باليد اليمنى

كذلك الشرب أيضًا باليد اليمنى وقد ذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أحد أحاديثه وقد ثبتت صحة الحديث كما نهى عن الأكل والشرب بالشمال أيضًا وقد روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- في ذلك الأمر حيث قال عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أكَلَ أحَدُكُمْ فَلْيَأْكُلْ بيَمِينِهِ، وإذا شَرِبَ فَلْيَشْرَبْ بيَمِينِهِ فإنَّ الشَّيْطانَ يَأْكُلُ بشِمالِهِ، ويَشْرَبُ بشِمالِهِ).

3- الأكل بثلاث أصابع

أكد الرسول صلى الله عليه وسلم على الأكل بثلاث أصابع ونهى عن الأكل بأصبع واحد فإن فيه تكبر ولا بالخمسة أصابع فإن فيها حرص، ووجب لعقها بعد الأكل وأكل ما تبقى في الطبق فإن الإنسان لا يعلم أين تحل البركة.

4- الأكل مما يليك

أكد الرسول على الأكل مما يليك حيث ذكر موقف عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وعمر بن أبي سلمة عندما كان طفلًا كانت يده تطيش في الصحن فحذره الرسول أن يأكل مما يليه وقد جاء هذا النص في حديث الرسول حينما قال: (وكُلْ مِمَّا يليكَ).

5- عدم الإكثار من الطعام

نهى النبي عن تتبع أنواع الطعام وأصنافه، فقد جاءت أحد الأحاديث عن الصحابة التي تؤكد عن نهي الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الإكثار في الطعام حينما قال عليه الصلاة والسلام: (ما ملأَ آدمي وعاء شرًّا من بطن، حسب الآدمي لقيمات يُقِمن صلبه فإن غلبت الآدمي نفسه فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس).

6- غسل اليدين قبل وبعد الطعام

فقد جاء في أحد الأحاديث التي أثبتت عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إذا نام أحدكم وفي يده ريح غمر فلم يغسل يده فأصابه شيء فلا يلومنَّ إلَّا نفسه)، والغمر هو بَعضُ آثارِ اللَّحمِ مِن دسَمٍ وغَيرِه.

7- الجلوس الصحيح

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان عندما يجلس ليأكل كان يجلس على ركبتيه أو يقوم بنصب رجله اليمنى ويجلس على اليسرى، لذا يجب عليك اتباع هدى النبي عليه أفضل الصلاة وأحسن السلام.

8- تجنب الانبطاح

كما ذكر عن هدى الرسول والسنن التي أوصى بها أنه لا يجب على الشخص أن يأكل وهو متكئ أو وهو منبطح، وهي من الوضعيات المكروهة، كما أنه ثُبت طبيًا أنها ليست من الوضعيات الصحية أثناء الجلوس عند تناول الطعام.

9- الدعاء قبل الطعام

كان الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام لا يصد دعوة الطعام ومن ثم يدعو لصاحب الطعام فيقول: (أفطر عندكم الصائمون، وصلت عليكم الملائكة، وأكل طعامكم الأبرار).

اقرأ أيضًا: كيف أجعل زوجي يحبني بجنون بالقرآن 

10- التيامن في الطعام

يجب التيامن في تقديم الطعام حيث ذكر عن النبي أنه كان يحب التيامن في كل شيء.

11- تجنب النفخ في الطعام

لا يجب على المؤمن أن ينفخ في الطعام، ولا يقوم بتكبير اللقمة حتى لا ينتفخ فهمه بالطعام، ولا يقوم بإزعاج غيره عن طريق إصدار الأصوات أثناء الأكل.

12- مسح الطعام وتناوله

أمر الرسول برفع ما سقط من الطعام، وإزالة الأذى عنه ومن ثم أكله لو كان نظيفًا.

13- عدم إعابة الطعام

لا يجب على المؤمن إعابة الطعام، فمن ضمن السنن المؤكدة على رسول الله أنه لم يعيب طعامًا قط.

14- الشرب على دفعات

أكد الرسول صلى الله عليه وسلم على ضرورة الشرب على دفعتين أو ثلاث دفعات والشرب باليمين والشرب وأنت جالس ولا يقوم المرء بالتنفس في الإناء أو يقوم بالشرب من فم السقاء.

15- قول الحمد لله

قول الحمد لله في نهاية الطعام وشكر الله على توفير هذه النعمة فإن في شكر النعمة يحصل الأجر العظيم، وقد أكد على ذلك الرسول في حديثه الشريف والذي رواه معاذ بن أنس: (من أكَلَ طعامًا فقال: الحَمدُ للهِ الذي أطعمني هذا الطَّعامَ ورَزَقَنيه من غيرِ حولٍ مِنِّي ولا قوَّةٍ، غُفِرَ له ما تقدَّم مِن ذَنبِه).

اقرأ أيضًا: متى فرض صيام شهر رمضان المبارك

الرسول قدوة للعالمين

إذا ذكر أفضل البشر منذ الخليقة فمن الأكيد أن يتم ذكر لقب رسول الله صلى الله عليه وسلم في المقدمة، حيث إنه أعظم خلق الله والقدوة الحسنة التي يقتضي بها الرجال منذ ذلك الحين، فهو المثل الأعلى لكثير من البشر الذين يتمنون لقاء الله تعالى في أحسن صورة، علاوةً على أنه سيد الخلق أجمعين إلا أن من تأسى بهدية استنارت حياته وهذا ما قام به فعلًا الصحابة فهو القدوة الطاهرة.

قد سار على هذا النهج التابعين ومن تبعهم ومن جاء من بعدهم إلى يومنا هذا فهو المثل الأعلى لجميع البشر، كما تعتبر سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- هي السيرة التي تسير على نهجها كل الأمم كما أنها تعتبر العامل الأساسي في عدل أعوجاج الأمة ومن خلالها يأتي الصلاح والطريق المستقيم التي تهتدي به الأمم، والجدير بالذكر أيضًا أن من خلال هذه السيرة يقوم الاستبيان والوضوح بين طريقي الخير والشر والذي يهدف إلى صلاح الأمة، والتميز بين الحق والباطل.

كل الأمم في الوقت الحالي بحاجة ماسة إلى وجود شخصية متكاملة عاقلة وناضجة تستطيع سر الأمور وفق التعاليم الإسلامية ومنها يكون العدل بين سائر بلدان العالم ولا يتم حدوث الحروب والنزاعات بين البشر والتي تؤدي إلى سفك الدماء دون حاجة ماسة لذلك، وتحتاج الأمم الإسلامية إلى شخص يكون القدوة والمثل والأعلى ولا تجتمع كل هذه المحاسن وصفات الكاملة إلا في النبي صلى الله عليه وسلم.

كان النبي صلى الله عليه وسلم يحمد نعم الله عليه في كل كبيرة وصغيرة، ولا ينفك على ذكر نعم الله عليه ونقل ما يعلمه من تعاليم الإسلام إلى سائر الخلق، كما كان الصحابة يهتمون كثيرا بمراقبة أدق التفاصيل التي كان يتبناها الرسول ومنها الطعام.

قد يعجبك أيضًا