صيغة التشهد عند المالكية

صيغة التشهد عن المالكية من السنن المؤكدة في الصلاة عند المذهب المالكي، وقد وردت لنا بعض الأحاديث حول صيغة التشهد التي اختارها الإمام مالك واتبعها أنصاره -رضي الله عنهم- سيرًا على نهج عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لذا سنقوم بعرض صيغة التشهد عند المالكية من خلال موقع زيادة.

صيغة التشهد عند المالكية

جاءت المذاهب بالعديد من الأحكام الدينية التي تناولتها السنة النبوية الجليلة في سبيل توضيحها وتيسيرها على المسلمين، وكان اختلافهم رحمة في الأمور الفقهية على أن هناك عدة مواضع قد اتفقوا فيها وهي تلك التي لا خلاف عليها.

نص التشهد عند المالكية ذكر ما يلي: «التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، الزَّاكِيَاتُ لِلَّهِ، الطَّيِّبَاتُ الصَّلَوَاتُ لِلَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ الله، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ الله الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ الله وَرَسُولُهُ». وهذه هي صيغة التشهد عند المالكية التي أوضحها الإمام مالك تأثرًا بما سار عليه الفاروق عمر.

حيث كان الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقوم بتعليمه للمسلمين على المنبر، وكان عدد كبير من الصحابة من بينهم، ولم يقم أحد بإنكاره، فهذا أكبر دليل على أنه أفضل من غيره من صيغ التشهد.

قال ابن عبد البر: “الدليل على صحة ما ذهب إليه مالك أن تشهد عمر بن الخطاب، يجري مجري الخبر المتواترة، لأن عمر علمه للناس على المنبر بحضرة جماعة الصحابة وأئمة المسلمين، ولم ينكره عليه أحد ولا خالفه فيه” وهذا أكبر دليل على أن صيغة التشهد عند المالكية مأخوذة من عمر.

بعدها يقال صيغة الصلاة على النبي -عليه أفضل الصلاة والسلام- وأفضل هذه الصيغ ما يلي: “اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْت عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْت عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إنَّك حَمِيدٌ مَجِيدٌ”.

أما بالنسبة للصلاة على النبي فذهب المالكية إلى أن التشهد الأول لا يزداد عن تشهد فقط، أما الصلاة على النبي فهي مندوبة في التشهد الأخير، كان أفضل صيغ الصلاة على النبي عند المالكية هي الصيغة الإبراهيمية التي ذكرناها، ويعتبر التشهد الأخير هو ركن من أركان الصلاة عند المالكية وغيرها من المذاهب.

بعد الصلاة على النبي وقبل التسليم يستحب الدعاء وهو أن يستعيذ المصلي من 4 قبل التسليم وهم: “فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيخ الدجال ومن عذاب القبر ومن عذاب النار”.

اقرأ أيضًا: أفضل صيغة للصلاة على النبي لتفريج الكرب

صيغة التشهد عند الشافعية

بعدما قدمنا لكم صيغة التشهد عن المالكية يسعنا أن نقدم الصيغة التي اتبعها الشافعي في قراءة تشهد الصلاة، حيث قام الإمام الشافعي باختيار تشهد ابن عباس وهذا ما قد رواه مسلم عن ابن عباس.

حيث قال: “كان رسول الله يعلمنا التشهد مثلما يعلمنا القرآن وكان يقول “التحيات المباركات، الصلوات الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله” وهذا لا يختلف كثيرًا عما قاله عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- واتبعه الإمام مالك، مع تبديل الزاكيات بالمباركات.

اقرأ أيضًا: حكم من نسي التشهد الأول في الصلاة

التشهد عند الحنفية والحنبلية

اختار الإمامين أبو حنيفة والإمام ابن حنبل -رضي الله عنهما- تشهد ابن مسعود وهو ما أخرجه الأئمة عنه عندما قال: “كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وقلنا: السلام على الله، السلام على جبريل وميكائيل، فالتفت إلينا الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال:

«إن الله هو السلام، فإذا صلى أحدكم فليقل: التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، -فإنكم إذا قلتموها أصابت كل عبد لله صالح في السماء والأرض-  أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله”.

كيف كان يجلس النبي أثناء التشهد

كان الصحابي الجليل “عبد الله بن عمر” في أحد الدروس يشرح للمسلمين عن الكيفية التي كان يجلس عليها النبي في الصلاة فقال إنه -صلى الله عليه وسلم- كان يضع كفه الأيمن على فخذه الأيمن.

كما كان يقبض كافة أصابعه، مع الإشارة بالإصبع الذي يلي الإبهام، كذلك الحال كان يضع كفه الأيسر على فخذه الأيسر، وهذا ما كان يفعله رسولنا الكريم واتبعه من بعده من السلف الصالح والتابعين.

جدير بالذكر أنه قد روى الإمام “مالك” عن يحيي بن سعيد «أن القاسم بن محمد أَراهُم الجلوسَ في التشهد فَنَصَبَ رِجله اليمنى وثَنَى رجله اليسرى وجلس على وَركه الأيسر، ولم يجلس على قدمِه»، ثم قال علمني عبد الله بن عمر هذا الجلوس، وحدثني عن أباه كان يفعل ذلك.

إن ثنى الرجل اليسرى ونصب الرجل اليمنى والجلوس على الورك الأيسر يدل على الاستراحة، وإن الإشارة بالإصبع الذي يلي الإبهام وهو السبابة من شأنه أن يبعد المصلي عن السهو فيعمل على قمع الشيطان، كذلك فهي تفيد بالتوحيد، وتلك هي الحكمة من قول التشهد على تلك الكيفية.

اقرأ أيضًا: ما الفرق بين التشهد الأول والتشهد الأخير

التشهد هو ركن أساسي من أركان الصلاة ومن يري ويتدبر في كلماته يجد الراحة والطمأنينة، فهذه الكلمات هي التي حيّ بها رسولنا الكريم الملائكة في رحلة الإسراء والمعراج.

قد يعجبك أيضًا