حديث الرسول عن حسن اختيار الصديق

حديث رسول الله عن حسن اختيار الصديق من الأحاديث الشريفة التي ينبغي علينا أن نحفظها عن ظهر قلب، فهي التي توقظنا من غفلاتنا وترشدنا إلى الأسس الصحيحة التي نختار على أساسها الأصدقاء.

لذا ومن خلال موقع زيادة، دعونا نتعرف على الأحاديث النبوية التي تخص اختيار الصديق، وذلك عبر السطور التالية.

حديث رسول الله عن حسن اختيار الصديق

الصداقة من أسمى العلاقات المجتمعية التي لم تقرها السنة النبوية فحسب، بل أقرها الله عز وجل في كتابه العزيز في سورة النور الآية رقم 61، حين قال:

لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا ۚ فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ”.

حيث جعل الله مكانة الصديق متساوية مع الأقرباء من الدرجة الأولى، ولعل أفضل مثال للصداقة يمكننا أن نتخذه من السيرة النبوية المطهرة، فتالله مهما مرت السنون لن نرى مثل صداقة أبي بكر ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.

فهو أول من آمن به وبرسالته من الرجال، وهو الذي صاحبه في الطرق الشائكة حين كذبه أهل بلدته، وهو الذي رافقه في رحلة الهجرة، فقد قال الله تعالى في المناقشة التي دارت بينهما في غار ثور:

إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌسورة التوبة الآية رقم 40

كل ذلك دفع رسولنا الحبيب لقول الكثير من الأحاديث التي تخص اختيار الصديق، والتي سنتعرف عليها واحدًا تلو الآخر من خلال ما يلي:

حديث الرسول عن اختيار الرفيق

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” مثَلُ الجليسِ الصالحِ ومثلُ جليسِ السوءِ كحاملِ المسكِ ونافخِ الكيرِ، فحاملُ المسكِ إما أن تبتاعَ منه، وإما أن تجدَ منه ريحًا طيبةً، ونافخُ الكيرِ إما أن يُحرِقَ ثيابَك، وإما أن تجدَ منه ريحًا خبيثةً” (صحيح) رواه أبو موسى الأشعري.

في هذا الحديث شبه رسولنا الحبيب-صلوات ربي وسلامه عليه- الصديق الصالح الذي يحمل من الصفات أطيبها بالرجل الذي يعمل ببيع المسك، حيث تجد منه أطيب الأثر، فمهما حدث لن تجني منه سوى الخير.

بينما شبه جليس السوء أو الصاحب الذي يحمل الصفات السيئة بالرجل الذي يعمل بالحدادة، وهو إن لم يجذبك إلى فعل المنكرات، فإن سمعته السيئة قد تعمل على تلويثك والتشهير بك، فهذا حديث الرسول عن حسن اختيار الصديق، والذي يجب أن نجعله نصب أعيننا ونتعلم منه الكثير.

كما يجدر بنا تطبيق كافة سنن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في حياتنا، حتى يرزقنا الله الحياة الهنيئة، والميتة السوية، وشربة من يد الحبيب لا نظمأ بعدها أبدًا.

اقرأ أيضًا: اجمل ما قيل عن الصداقة

قول رسول الله في الصحبة الصالحة

كما رأينا من خلال السطور الماضية، وفي إطار ذكرنا لحديث رسول الله عن حسن اختيار الصديق، أن الصحبة الصالحة من شأنها أن تأخذ بيدنا إلى الجنة، كما أنها من الممكن أن تجرنا إلى العذاب الأليم، يوم لا ينفع مال ولابنون.

فقد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في حديث مماثل لحديث رسول الله عن حسن اختيار الصديق:” لا تصاحبْ إلا مؤمنًا، ولا يأكلْ طعامَك إلا تقيٌّ” (صحيح) رواه أبو سعيد الخدري.

رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم- لم يقل مسلمًا في الحديث السابق، بل قال مؤمنًا، حيث إننا كلنا مسلمون وقليل منا المؤمن الذي يخشى الله ويتقيه في كافة الخطوات، لذا على المسلم أن يمتثل لأوامر الرسول، وينتقي الصحبة الصالحة.

كما عليه أن يتحلى بأطيب الصفات التي تجعل منه مؤمنًا صالحًا يأخذ بيد من يريد أن يرافقه إلى جنة الخلد، بإذن الله تعالى.

اقرأ أيضًا: خطبة محفلية عن الصداقة

حديث رسول الله عن الصديق المقرب

الصديق المقرب هو الذي يغني صديقه عن العالم أجمع، فهو خليل الروح، الذي توجد بيننا وبينه ألفة لا تنتهي، كما أنه يصحبنا إلى طريق الرشاد، أو قد يضعنا على حافة الهاوية.

فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة الزخرف، الآيات من 66 إلى 68:” هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ *الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ *يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ“.

فلا ينجو من عذاب الله ولا تبقى سوى الصحبة الصالحة والصديق الجيد، لذا قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في حديث رسول الله عن حسن اختيار الصديق:” المرءُ على دينِ خليلِه ولا خيرَ في صُحبةِ من لا يرى لَك مِثلَ الَّذي ترى لهُ ولم يقُلِ الفضلُ المرءُ على دِين خليلِهِ(صحيح) رواه سهل بن سعد الساعدي.

لذا على المسلم أن يحرص على اختيار الصاحب الذي يود أن يرافقه في الدنيا، وألا يفارقه في الآخرة، فالصداقة من أسمى النعم التي من الله علينا بها، لذا يجب علينا أن نتبع شرع الله وأقوال الرسول، وندعو ربنا ألا يرزقنا سوى خير الأصدقاء الذين يعينوننا على نوائب الدنيا.

اقرأ أيضًا: حوار بين شخصين عن الصداقة

قول الله عز وجل في اختيار الصديق

على غرار ذكرنا لحديث رسول الله عن حسن اختيار الصديق، حري بنا أن نذكر ما قاله الله تعالى في ذلك الأمر من خلال ما يلي:

:” وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا” سورة الكهف الآية رقم 28، والتي توضح لنا الأسس الرئيسية التي ينبغي أن نختار أصدقاءنا تبعًا لها.

كما قال الله تعالى في سورة التوبة الآية رقم 119:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَوحيث إن الصداقة مشتقة من الصدق، فحري بنا أن نبحث عن تلك الصفة في كل من نصادق.

يجب على المسلم أولًا وأخيرًا أن يضع أوامر الله ورسوله نصب عينيه، حتى تتحقق له السعادة في الدارين.

قد يعجبك أيضًا