حديث الرسول عن الحجاب

حديث الرسول عن الحجاب يؤكد على أن الحجاب فريضة من الله سبحانه وتعالى، فإلى جانب الآيات القرآنية التي تثبت فرضية الحجاب، فقد ورد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعن صحابته وأهل بيته ما يؤكد ذلك، ففي موقع زيادة سوف نتعرف إلى هذا الحديث وإلى شروط الحجاب، إلى جانب ذكر حكم الغير محجبة في الإسلام.

حديث الرسول عن الحجاب

لا جدال في أن الحجاب فريضة من الله سبحانه وتعالى، فقد أشار الله عز وجل إلى ذلك في كتابه الكريم، فضلًا عن ذلك فإن هناك الكثير من الأحاديث التي ذكرت في السيرة النبوية عن الحجاب، وقد جاءت تلك الأحاديث عن الصحابة وأهل بيته رضي الله عنهم جميعًا.

كذلك فقد ورد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه كان يقول لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها “يَا أَسْمَاءُ، إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَمْ يَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلَّا هَذَا وَهَذَا” ففي هذا الحديث أشار النبي إلى الوجه والكفين وقال لأسماء أنه لا يجب أن يظهر منها غيرهم، ولا بد أن تستر نفسها أمام الرجال، ولكن الجدير بالذكر أن هذا الحديث كان من الأحاديث الضعيفة التي لا يؤخذ بها.

بالرغم من ذلك هناك العديد من الأحاديث التي وردت في السنة النبوية، والتي تؤكد وجوب الحجاب وفرضه على المرأة المسلمة، ومن هذه الأحاديث ما جاء عن عائشة رضي الله عنها

فجاء عن عائشة رضي الله عنها أنها قالَت: “يَرحَمُ اللَّهُ نساءَ المُهاجراتِ الأُوَلَ، لمَّا أنزلَ اللَّهُ: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} شقَّقنَ أكنف مروطَهُنَّ فاختمرنَ بِها” رواه أبو داوود، في هذا الحديث دليل على أن النساء قد فهمن ما المقصود من هذه الآية الكريمة بضرب الخمار.

على ذلك فإن النساء المقصود ذكرهن في الحديث قد سألن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن معنى الآية الكريمة، كما قد أشار هذا الحديث على وجوب الحجاب بشكل مباشر، كما أكد على أنه كان يلبس قديمًا، كذلك فهو طاعة لأمر الله سبحانه وتعالى.

اقرأ أيضًا: من هو ابن باز رحمه الله

فوائد الحجاب

بعد التعرف إلى حديث الرسول عن الحجاب، فيمكن القول إن الله عز وجل جعل في الحجاب فوائد كثيرة تتعلق بها وبالمجتمع، ومن هذه الفوائد ما يلي:

  • إن في ارتداء الحجاب طاعة لله عز وجل وامتثالًا لأوامره، فإن طاعة الله هي أهم فائدة تعود عليها لأنها تهديها إلى طريق الله ورحمته.
  • كما أن فرض الله للحجاب دليل على الغيرة الموجهة للمرأة من قبل الدين الإسلامي، فإن الغيرة من الصفات التي أوصى بها الإسلام، وذلك على عكس التحرر والانفتاح فهما من الصفات الشهوانية.
  • كذلك فإن الحجاب يعد من مظاهر التقدير والاحترام للمرأة، فهي بذلك تصون شرفها وعرضها.
  • الابتعاد عن المنكرات والمعاصي، فإن حجاب المرأة وارتدائها الملابس المحتشمة يعمل على تقليل الفاحشة والابتعاد عن المحرمات.
  • كما يعتبر الحجاب نقاء وطهارة للقلب.
  • إضافة إلى ذلك فإنه دليل على خشية الله، ومن يخشى الله يكون له مكانة في الجنة بإذن الله.
  • كما أن الحجاب يعمل على إظهار حياء المرأة، فإن الحياء يعتبر من الإيمان، مما يؤدي إلى زيادة في ميزان حسناتها.
  • من فوائد الحجاب هو تمييز المسلمة عن غير المسلمة.
  • يمكن أن تخرج المرأة المحجبة بين الناس دون أن تشعر بالخوف والرهبة من المجتمع.

شروط الحجاب الشرعي

تتبعًا لذكر حديث الرسول عن الحجاب، فإن الله عز وجل جعل الحجاب فريضة على كل امرأة بالغة، ولهذا الحجاب الشرعي عدة صفات يمكن أن نلخصها في النقاط التالية:

  • تسليم النية لوجه الله تعالى في ارتداء الحجاب، وألا يكون الهدف من الحجاب هو التفاخر والتشهير في المجتمع، فقد جاء عن النبي أن من يرتدي ثوبًا من أجل الشهرة، فسوف يدخله الله إلى النار.
  • لا بد أن يكون الثوب ساترًا لجسم المرأة، فلا يجب أن يصف ملامح جسدها أو يشف ما يكون وراءه.
  • لا يجب أن تكون ألوان الثياب فاقعة.
  • من الأشياء المحرمة في الدين أن تكون الثياب معطرة.
  • لا يجب أن تكون الملابس مشابهة لملابس الرجال، فإن من تتشبه بالرجال تنزل عليها لعنة الله عز وجل.

اقرأ أيضًا: من هم اهل البيت الان؟

أنواع الحجاب الشرعي

انطلاقًا من ذكر حديث الرسول عن الحجاب، فإن الحجاب في اللغة العربية مقصود به الإخفاء والستر، وفي الشرع يعني اللباس الفضفاض الساتر لجسم المرأة المسلمة، وإن الحجاب تختلف أشكاله نسبة إلى اختلاف الثقافات، ومن أنواع الحجاب الشرعي ما يلي:

1- الجلباب

يعتبر الجلباب نوع من الملابس كبير يعمل على ستر جسم المرأة بشكل كامل من الرأس حتى القدم، وجاء تفسير كلمة الجلباب على أنها الملاءة التي تستخدمها المرأة لستر جسمها فوق ملابسها.

2- النقاب

يقصد بالنقاب في اللغة العربية أنه قناع يتم وضعه على الأنف، ويهدف إلى إخفاء الوجه وستره، وتم وصفه على أنه ثوب تقوم المرأة بوضعه على أنفها حتى لا يظهر من الوجه كله إلا عينيها.

3- الخمار

في سياق عرض حديث الرسول عن الحجاب، يمكن اعتبار الخمار هو الثوب الذي يمكن أن تستعين به المرأة حتى تقوم بستر رأسها، كما جاء وصفه على أنه لباس تستعمله المرأة من أجل ستر جسمها من الرجال.

4- البرقع

هناك تشابه بين كل من البرقع والنقاب، فكلاهما يعبر عن ستار الوجه المثقوب من منطقة العينين، لكن الفرق أن البرقع اقتصر ارتدائه عند نساء العرب فقط، بينما النقاب لم يتحدد لفئة معينة.

اقرأ أيضًا: هل الحجاب فرض؟

حكم من لم ترتدي الحجاب

إلى جانب ذكر حديث الرسول عن الحجاب، فيجدر القول إن الحجاب فرضه الله سبحانه وتعالى على كل امرأة مسلمة، وذلك من أجل أن يصونها ويحفظها من فتنة الرجال.

فالمرأة التي لم ترتدي الحجاب تعتبر عاصية لله سبحانه وتعالى ولأوامره، ولا بد أن تتوب إلى الله عز وجل وترتديه وتلتزم به، كما يجب عليها أن تدرك أن الحجاب فيه عزة وشرف لها في الدنيا والآخرة.

أما التي تنكر الحجاب، فإنها بذلك تكون قد أنكرت فرض من الله عز وجل تم ذكره في القرآن الكريم والسنة، وإن في ذلك إثم كبير لا بد التوبة منه والرجوع إلى الله وطاعته.

إن الحجاب من أهم ما فرض الله على المرأة المسلمة تكريمًا لها، فلا بد من اتباع أوامره سبحانه وتعالى، فإن في ذلك حصولًا على رحمة الله والتمتع بنعمه في الدنيا والآخرة، إلى جانب أن في ذلك طاعة لرسول الله واتباع سنته وخطى زوجاته والنساء الصالحات.

قد يعجبك أيضًا