عقاب الزوج المعلق لزوجته وهجرها

عقاب الزوج المعلق لزوجته وهجرها أجابت دار الإفتاء عليه، فالهجر عمدًا نهى الله عليه لأنه فيه عدم مراعاة حقوق الزوجة الشرعية والنفسية، فالمرأة عندما تتزوج تأمل في هذه الحياة الجديدة الحب والقرب وعندما تجد أن هذا لم يحدث يكون إحساس صعب عليها للغاية، لذلك نشرح لكم ما تربدون في موقع زيادة.

عقاب الزوج المعلق لزوجته وهجرها

إن الزوجة التي يبعد عنها زوجها تشعر وكأنها مطلقة لكن تملك ما يثبت هذا، فالزواج يُبنى على المودة والرحمة، فالمودة في القرب والعلاقة والتفاهم، والرحمة هي الترك في إطار مهذب إن لم يستطيعوا أن يسيروا في الحياة مع بعض، لكن العلاقات المعلقة التي لا يوجد لها معنى تكون ظلم إلى أبعد حد.

فالهجر يعد أنواع إما يكون في الحقوق الزوجية أو المالية أو السفر إلى مكان بعيد دون رؤيتها على الأقل، وقالت دار الإفتاء أن هذا إحساسها مثل الشيء المعلق في الهواء فلا هو لمس السماء، ولا استقر على أرض ثابته أو حتى يرى أمر يتعلق به.

كما أضافت أن الزوج الذي يفعل هذا ولا يقبل أن يطلق زوجته ليجعلها حرة وترى حياتها فهو منزوع البركة في كافة أفعاله وعباداته من الصيام والصلاة، وغيرهم لأن هذا لا يرضي الله ورسوله.

كما أكد الدكتور محمود شلبي مدير إدارة الفتوى الهاتفية التنويه في هذا الموضوع وأوضح أنه لا يجوز شرعًا، ومن الأخطاء الكبيرة التي يفعلها شريك الحياة فالإمساك بالزوجة وإلحاق الضرر بها من المحرمات، ويكون آثم على ذلك.

اقرأ أيضًا: مدة هجر الزوجة شرعًا

القرآن وهجر الزوجة

الآيات القرآنية بهذا الخطى الصحيحة هي التي يجب أن نتبعها فالله سبحانه وتعالى كما اهتم بحقوق الرجل في الدين جعل للزوجة كرامة لا تهان ووصى عليها شريك الحياة، الذي يكون في مثابة الحياة لها، وذكر إنه عند انتهاء الحب يجب وضع حد واضح للعلاقة بدون أن يجرح طرف الآخر بالأقوال والأفعال.

يظهر ذلك قال الله تعالى: {فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا} [النساء: 129]، فالآية تعني أنه لا يجب أن يميل الرجل لسيدة أخرى أو لشيء آخر كل الميل ويعطي كل تركيزه وحبه لشيء ثم يترك زوجته معلقة وفي تفسيرات أخرى قالوا تركها يدون روح ولا طلاق، وبشر الله عباده أنه رحيم بهم إذا أدركوا ما يفعلوه وتابوا إليه وأصلحوا من أخطائهم.

لقد  ذكر الله أول حقوقها في نهاية العلاقة فقال تعالي:

{وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ۚ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 231].

ففي هذه الآية أشار الله إلى أن الطلاق يكون النهاية الصحيحة وإذا اتفقوا على هذا فعلى الزوج أن يكون عنده النية في مراعاة حقوق زوجته السابقة، وأن يعطي لها كل ما تستحق لأن كان بينهما حب وشهور عديدة، ومن لا يفعل هذا وتعدى على ما ذكر فهو ظالم لنفسه قبل أي إنسان؛ لأن عليه أن يذكر نعمة الله الذي أنعم عليه بها فلقد ميزه بالعقل والحكمة على جميع الخلق.

عقاب الزوج المعلق لزوجته وهجرها في بيت أهلها

في هذا العصر تتكرر هذه الحالة بصورة سيئة للغاية فالزوج يترك زوجته وأبنائه عند أهلها حتى لا يحمل مسؤولية الماديات وينفق أهلها فقط، وهذا من ضمن أنواع الهجر الأكثر انتشارًا فهذه السيدات تعاني في الحياة من عبء المال والاكتئاب.

قالت إحدى المتصلات في برنامج اجتماعي قام باستضافة واحد من الشيوخ أنها كانت على خلاف مع زوجها وقام بوعدها بالطلاق وعلى أساسه ذهبت إلى بيت أهلها، وكل شهر يمر يقول لها الشهر القادم حتى مر عليها ثلاثة أشهر وهي مُعلقة.

فلما بدأ النقاش بينهما بعدها أخبرها أنه سوف يُعاند ويجعلها هكذا لحين أن يمن عليها وهي في هذه الفترة مُحرمة عليه بالترك، وعلى غيره لأنها لا تستطيع أن تأخذ شيء رسمي تقصي به شهور العِدة.

فكان رد الشيخ أن الوعد بالطلاق هو ليس طلاق حقًا وإنه من أبشع صور الترك الذي يفعلها الزوج وسينال عقابه في الدنيا والآخرة، فهناك سيدات يمر عليها سنين وليس شهور، وهذا يعد تدمير لامرأة وثقت في رجل جاء إلى بيتها وطلب يدها، لكنها لم تكن تعرف أنه سوف يكون في نهاية المطاف بهذا الشر.

اقرأ أيضًا: هل هجر الزوجة يعتبر طلاق

أقصى مدة لهجر الزوجة

في إطار موضوعنا عقاب الزوج المعلق لزوجته وهجرها فآراء العلماء تعددت في تحديد أقصى مدة يمكن أن يترك فيها الزوج شريكته، والهجر في آراءهم ينقسم إلى نوعين الهجر في الفراش والهجر بالكلام، وفي السطور التالية سنتناول كل جزء على حدى:

هجر الفراش

العلاقة الزوجية من الأمور التي أحلها الله بإطار إشهار الارتباط والهجر فيها يكون كما يلي:

1- الرأي الأول: لا يوجد مدة يمكن قولها في فترة الهجر فهي مُطلقة في العموم ويجب وجود دليل لهذا الترك فإذا كان هجر بسيط بهدف إصلاح الزوجة فلا حرج عليه حتى تعتدل في أفعالها ويكون فيه رأفة وهو آخر حل يصل له في علاج سلوكها، وهذا عن الآية الكريمة

{وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا} [سورة النساء:34].

2- الرأي الثاني: قال العلماء إن المدة هي شهر ويمكن أن تمتد في أقصاها إلى أربعة أشهر وهذا عند المالكية، والاستمرار في هجر الزوجة أكثر من ذلك يعتبر ظلم شديد لأنه يسبب تأثرها النفسي ورغبتها في معاودة القرب من زوجها.

اقرأ أيضًا: هجر الزوجة في بيت أهلها

هجر الكلام

الكلام مودة أيضًا، فهو يعزز الثقة بين الشريكين ويجعلهما أقرب في التفكير والأفعال، فعندما يهجر الزوج زوجته في الحديث تشعر أنها وحيدة إلى مدى بعيد ولا أحد يحب أن يسمعها، وقال العلماء أن أقصى مدة لفعل هذا هي كالآتي:

فلا يجوز أن يترك الرجل زوجته ولا يكلمها ثلاثة أيام، وهذا في العديد من المذاهب منها الحنابلة والشافعية وفي قول ابن باز، فيمكن أن يفعل الزوج هذا إذا كانت زوجته أخطأت خطأ كبير للغاية بفعل شيء مخالف لحياتهما أو الاستمرار في فعل ذنب.

هذا استنادًا على الحديث الشريف فعن أبو أيوب الأنصاري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ، يَلْتَقِيانِ؛ فَيَصُدُّ هذا، ويَصُدُّ هذا، وخَيْرُهُما الذي يَبْدَأُ بالسَّلامِ” [صحيح البخاري].

إن عقاب الزوج المعلق لزوجته وهجرها يمكن قول الكثير فيه، لكنه مهما زاد فلن يعبر عن مدى آلامها، فعليها ألا تخشى من المجتمع أو الأهل لأن الله حفظ حقها في القرب والحب وجعل الزواج أمان لا خوف، فهو السكينة التي تملأ القلب وتشعره بالسعادة، وما غير ذلك فهو مرفوض وعليكِ أن تطالبِ بحقك في البحث عن حياة بديلة أفضل بالنقاش.

قد يعجبك أيضًا