تأثير التلوث على الصحة والبيئة

تأثير التلوث على الصحة والبيئة المحيطة كبير جداً، ويشكل تهديد واضح على صحة الإنسان وانتشار الأمراض خطيرة، وكذلك يسبب الكثير من التغيرات البيئية والمناخية، بالإضافة إلى تأثيره على التربة والنباتات، مما يشكل خطراً حقيقياً على الهرم الغذائي كله، بداية ً من التربة إلى المستهلك الأكبر وهو الإنسان، وهذا ما سنتحدث عنه في مقالنا على موقع زيادة.

تأثير التلوث على الصحة والبيئة

تأثير التلوث على الصحة والبيئة  خطير جدًا ويمتد إلى شتى جوانب الحياة ، ويترتب عليه تأثيرات عديدة على الجانب الاقتصادي، والاجتماعي ، والصحي أيضًا، فيعني العالم كله بنسبة عالية من التلوث تسبب زيادة انتشار الأمراض والأوبئة حول العالم.

حيث أثبتت بعض الدراسات أن حوالي 9 أشخاص من كلّ 10 يستنشقون كمية كبيرة من الملوثات عن طريق الهواء قادرة على قتل نسبة كبيرة من سكان العالم في كل عام تتجاوز السبعة  مليون شخص، مع ارتفاع نسبة التعرض للإصابة بالسكتات والجلطات الدماغية تصل لنسبة 1,4 مليون فرد في السنة حول العالم. الإضافة إلى إن نسبة 25% من المرضى المصابين  بأمراض القلب المختلفة بسبب تلوث الهواء، ويتوفى عدد 2,4 مليون فرد في السنة شخص سنوياً به، وسوف نستفيض في شتى جوانب الحياة التي تأثرت بالتلوث.

تابع معنا الحلول المقترحة للحد من التلوث البيئي وما هي أسباب التلوث

تأثير التلوث على الصحة

تأثير التلوث على الصحة والبيئة تأثير كبير وخاصةً على صحة الإنسان ويعرضه لخطر الإصابة بمجموعة كبيرة من الأمراض الخطيرة، بل وقد تصل إلى الوفاة بسبب شدة خطورة الأمراض مثل أمراض الجهاز التنفسي، وأورام الرئة، وتسمم الدم، ويختلف طريق تأثير التلوث على صحة الإنسان حسب مصدر التلوث، فهناك مصادر مختلفة لِلتلوث وتأثيره على صحة الإنسان ومنها ما يلي

أولاً: تلوث الهواء وتأثيره على الصحة

تأثير التلوث على الصحة والبيئة  

يسبب الإصابة بالأورام المختلفة في الجهاز التنفسي بنسبة 1,8 مليون فرد في السنة حول العالم، هذا بخلاف تأثير تلوث الهواء على العين والجلد وتسبب الحساسية بهم، والتهابات مختلفة أخرى، ومن الأمراض المؤكدة التي تصيب الإنسان نتيجة التعرض لتلوث الهواء ما يلي:

  • أمراض القلب والأوعية الدموية.
  • تصلّب الشرايين.
  • قصور عضلة القلب.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الذبحات الصدرية، والنوبة القلبية.
  • السكتات الدماغية.
  • اضطراب ضربات القلب.
  • أمراض الرئة مثل الربو.
  • الانسداد الرئوي الحاد المزمن.
  • التهاب الشعبي الهوائي.
  • خلل وظائف الرئة.
  • أورام وسرطانات الرئة.

ثانياً: تلوث الماء وتأثيرها على الصحة

تلوث المياه يؤثر بشكل كبير جداً على الصحة العامة الإنسان ومختلف الكائنات الحية الأخرى فلا كائن حي يستغنى عن الماء، وعند تناول الإنسان للماء الملوث يصبح عرضة كبيرة للإصابة بأمراض خطيرة جداً مثل (الجيارديا، والتيفوئيد، والكوليرا التي تسبب بموت أكثر من ثلث سكان العالم في فترة من الفترات.

حيث عند  تلوث الماء بالمعادن المختلفة تعرض الإنسان للإصابة بأورام الجهاز الهضمي والأمعاء، والاضطراب الهرموني، واضطراب وظائف المخ أيضاً، فحسب الإحصائيات المعلنة في عام  2015م أن حوالي 1.8 مليون إنسان في مختلف انحاء العالم يتعرض للوفاة بسبب تلوث الماء.

تابع معنا كيفية المحافظة على البيئة من التلوث وما هو التلوث؟ وأنواعه وأثره على الإنسان والبيئة

ثالثاً: تلوث التربة وتأثيرها على الصحة

يعد تلوث التربة من مصادر الخطر الكبيرة التي تهدد صحة الإنسان وحياته أيضاً، وهذا بسبب تعرض الإنسان للتربة ببعض المواد الكيميائية شديدة السمية الخطرة التي تعرض الإنسان للإصابة بأمراض جلدية وتنفسية وأمراض أشد خطورة ما إذا تناول الإنسان نباتات تنتج من هذه التربة الملوثة بالكيماويات وبقايا المعادن الثقيلة.

رابعاً: التلوُّث الإشعاعي وتأثيره على الصحّة

التلوث الإشعاعي والأخطر على الإطلاق في التأثير على صحة الإنسان لأنه يؤثر بشكل مباشر على الجينات إحداث خلل كبير بها أو تلفها نهائي مما يؤدي إلى حدوث اضطراب كبير في الجزء المسئول عنه الجين المصاب، وفي حالة تعرض الإنسان لنسبة قليلة جداً يؤدي لاحتمالية الإصابة بالأورام  السرطانية، وارتفاع مستوى الإشعاع الذي يتعرض له الشخص فيحدث له مضاعفات خطيرة تصل إلى الوفاة.

تأثير التلوث على البيئة

يشكل التلوث تأثير كبير على البيئة ويسبب الكثير من المشكلات المختلفة مثل تكون الأمطار الحمضية المحتوية على مجموعة من الأحماض التي تضر بصحة الإنسان والحيوان والتربة والنبات مثل حمض الكبريتيك، والنيتريك، كما أنها تضر بشكل مباشر المنحوتات، والمباني الأثرية، والتماثيل.

كما يتسبب جزيئات التلوث في تكوين الضباب الذي يعمل على حجب ضوء الشمس وأشعتها، بالإضافة إلى تأثير التلوث على الحياة بالكامل على المدى الطويل وظهور العيوب الخلقية وتشوهات الأجنة عند الإنسان والحيوان والنبات أيضاً.

تأثير التلوث على الصحة والبيئة كبير جدًا حيث يؤدي  إلى مجموعة كبيرة من المخاطر من بينها ما يلي:

الأمطار الحمضية “Acid Rain”

حيث أن المطر الحمضي هو مطر يحتوي نسبة خطرة من أحماض النيتريك، والكبريتيك، وتتشكل هذه الأحماض من أكاسيد الكبريت والنيتروجين الموجودة في الغلاف الجوي الملوث بنواتج احتراق البترول وعوادم السيارات والمصانع، فتختلط مع مياه الأمطار وتتساقط في صورة أمطار حمضية تسلب تآكل المباني والدهانات، والمنحوتات الأثرية، والتماثيل التراثية  التي تُشكل جزء كبير وهام في حضارة الوطني، بالإضافة إلى موت النباتات والأشجار، وزيادة حموضة التربة، وصلاً إلى المسطحات المائية وموت الأسماك والكائنات البحرية الأخرى التي لا تتحمل هذه الحموضة.

ارتفاع نسبة المغذّيات في المسطحات المائية “Eutrophication”:

قد يبدو هذا أمر جيداً توافر المغذيات مثل وجود النيتروجين في مياه البحيرات والأنهار، ولكن ارتفاع نسبة هذه المغذيات قد يسبب تأثيراً سلباً كبير واحداث خلل واضح في توازن الطبيعي والتنوّع في الحياة النباتية والحيوانية أيضاً، ويرجع إرتفاع نسبة المغذيات في الأسطح المائية إلى الإنسان ونشاطاته المختلفة التي ينتج عنها أكاسيد النيتروجين مثل التي تنتج من محطّات توليد الطاقة، وعوادم السيارات، وعوادم المصانع، وغيرها وبالتالي تتسرب إلى النظام البيئي المائي.

تأثير التلوث على الصحة والبيئة  

تكون الضباب “Haze”

الذي يسبب حجب وتشتّت أشعة الشمس ممّا ينتج عنه صعوبة في الرؤية بوضوح، وتصل هذه الملوثات إلى طبقات الغلاف الجوي عن طريق مصادر متعددة مثل محطّات إنتاج الطاقة، والمصانع، والمركبات المختلف التي تعمل بالوقود العضوي، وغيرها من أسباب التلوث.

تابع معنا اسباب تلوث البيئة وحلولها وأضرار التلوث الهوائي وحلول للقضاء على التلوث الهوائي

تأثير التلوث على الحياة البرية

تأثير التلوث على الصحة والبيئة  قد يمتد للتأثير على كافة الكائنات الحية على وجه الأرض والكثير من المشكلات المختلفة بسبب ارتفاع نسبة التلوث، والسموم الموجودة في الهواء والماء والتربة، فقد يؤدي استنشاق الملوثات من الهواء أو شربها في الماء أو التعرض لها في التربة إلى حدوث الكثير من التشوّهات الخلقية والعديد من مشاكل الإنجاب  التي لم تكن موجودة في السابق قبل ارتفاع معدلات التلوث لهذا الحد، وكذلك ظهور أمراض مختلفة للحيوان، وتصل للنبات نتيجة ترسلها وبقائها لفترة  طويلة في البيئة وتسبب ما يلي:

موت المحاصيل الزراعية والنباتات

حيث أن ارتفاع نسبة تلوث الهواء الجوي الذي يسبب تكون غاز الأوزون على مستوى قريب من سطح الأرض، مما ينتج عنه ضعف الإنتاج الزراعي، وضعف قدرة النباتات على النموّ، وتعرّض النبات للإصابة بأمراض النقابات والآفات المختلفة، ويضعف قدرتها على مواجهة  الظروف البيئية المتغيرة.

اضطراب المناخ: “Global climate change”

يرجع هذا إلى خلل التوازن بين نسبة الغازات التي يتكون منها طبقات الغلاف الجوي، ما يسبب خلل في وظيفتها الأساسية وهي حجب جزء من أشعة الشمس التي تسبب ضرر للإنسان مثل الأشعة فوق البنفسجية، ممّا يساعد في استقرار حالة المناخ، ودرجة الحرارة على سطح الأرض، ولكن التلوث الشديد الناتج عن نشاطات الإنسان المختلفة تسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري لأشعة الشمس، وارتفاع درجات الحرارة على سطح الأرض، وهذا ما يطلق عليه “ظاهرة الاحترار العالمي” أو “الاحتباس الحراري” ،Global Warming”، وهذا بالتالي يؤثر بطريقة ما على كافة أوجه الحياة من صحة الإنسان، والزراعة، والمسطحات المائية، والأشجار والغابات، والحيوانات، والحياة البرية كلها.

تأكل طبقة الأوزون: “Ozone depletion”

تعمل طبقة الأوزون الموجودة في طبقات عالية من الغلاف الجوي بالأخص في طبقة الستراتوسفير،  التي تعمل على حماية الحياة بالكامل على سطح كوكب الأرض من خطر الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس.

لكن نشاط الإنسان الغير واعي أدى إلى إنتاج الكثير من المواد الكيميائية الخطرة مثل  (الكلوروفلوروكربون، الهَالونات، والهيدرو كلورو فلورو كربون) التي تسبب تآكل تدريجي في طبقة الأوزون، مما تسبب لمرور كمية أكبر من الأشعة فوق البنفسجية إلى سطح الأرض، وتسبب هذا في ظهور الكثير من الأمراض مثل سرطانات الجلد، ضعف المناعة، وتعتم عدسة العين وفقط البصر للإنسان، بالإضافة إلى تلف الكثير من المحاصيل الزراعية، وضعف الإنتاج الزراعي.

تابع معنا بحث عن نهر النيل كامل وطرق حمايته من التلوث

تأثير التلوث على الاقتصاد

بعد ان تحدثنا عن تأثير التلوث على الصحة والبيئة  سنتناول تأثير يسبب التلوث كما سبق وشرحنا الكثير من السلبيات ونتيجة كافة السلبيات السابقة على مختلف الأنحاء يتسبب هذا في تأثير كبير على الاقتصاد العالمي ومن هذه التأثيرات ما يلي:

  • ارتفاع نسبة التلوث في الماء يسبب ظهور الطحالب بكثرة مما ينتج عنه انتشار الكثير من الأمراض الناتجة عنها، وبالإضافة إلى التكاليف المادية في تنظيف المسطحات المياه من هذه الطحالب الضارة.
  • كما أن التلوث يشكل تهديداً على السياحة، والأنشطة المختلفة من طريق السياحة صيد الأسماك، وما إلى هذا، بالإضافة إلى تآكل واجهات المباني، والأضرار التي تصيب الأماكن الأثرية نتيجة الأمطار الحمضية.
  • كما يؤثر التلوث بشكل كبير على حرفة الصيد، الهامة للاقتصاد حيث أن زيادة كمية الطحالب تؤدي إلى قتل بعض الأحياء المائية الصغير والتي تتغذى عليها الأسماك وبالتالي تعرض الاقتصاد إلى مشاكل كبيرة.
  • كما يؤثر التلوث على انتاج المحاصيل والزراعات المختلفة وهذا أيضاً يشكل تهديداً على الاقتصاد كله.

في النهاية يعد تأثير التلوث على الصحة والبيئة تأثير كبير جدًا ومتنوع في مجالات عدة، ويسبب الكثير من المخاطر على صحة الإنسان والنبات والحيوان، وكافة أوجه الحياة، لهذا فإن محاولة تقليل التلوث هي من أهم الأمور التي يجب العمل عليها هذه الأيام.

 

قد يعجبك أيضًا