أهمية الوثائق التاريخية وأنواعها

أهمية الوثائق التاريخية والمستندات القديمة تشغل حيز كبير من الاعتماد عليها من قبل الباحثين والدارسين لأنها تحمل الكثير من المعلومات التاريخية الهامة التي يستطيع من خلالها الدارس والباحث والمؤرخ أن يستفيد منها ومن مصادرها في إجراء أبحاثه وذلك من خلال توظيف هذه المصادر توظيف صحيح سليم يخدم مجال البحث.

ويمكن أيضًا تعريف الوثائق التاريخية من خلال تعريف أخر وهو أن الوثائق التاريخية تعتبر نظام علمي هام يرتكز ويعتمد على التحليل النصي الدقيق للمستندات وخاصةً المستندات والوثائق التاريخية حيث أنه يرتكز على الاتفاقيات والصيغ التي تستخدم في عمل هذه المستندات من أجل زيادة وعي القارئ والباحث وقدرته على تلقي المعلومة وبالتالي سهولة نقلها وتطبيقها في الأبحاث.

سوف نتحدث في هذا المقال عن أهمية الوثائق التاريخية وسوف نتناول أهميتها وأنواعها والأمور المتعلقة بها، وكل ذلك من خلال موقع زيادة

أهمية الوثائق التاريخية

أهمية الوثائق التاريخية

عادةً ما تعرف الوثائق التاريخية على أنها مستند أصلي مكتوب يحتوي على معلومات تكون مباشرة وربما تكون معلومات غير مباشرة، ويمكن أن تكون هذه الوثائق والمستندات مكتوبة بخط أو قد تم طباعتها بالآلة الكاتبة أو الكمبيوتر أو كتبت على ورق البردي أو قد نقشت على الحجر، ولكن قد مضى على ظهورها 30 عام أو أكثر.

تشمل الوثائق كافة المجالات المختلفة سواء وثائق اجتماعية أو وثائق ثقافية أو اقتصادية فهي لا تقتصر على الوثائق التاريخية والسياسية فقط.

تكمن أهمية الوثائق التاريخية في اعتماد المؤرخين والباحثين على المعلومات التي تحتوي عليها هذه الوثائق والتي يستدلون بها في مختلف أبحاثهم.

تساهم الوثائق التاريخية في حفظ مصادر التراث والتاريخ لأنها تسجل الاحداث فور وقوعها وتحفظ كثير من التفاصيل وتحميها من التغيير والاندثار

تساعد الباحثين على تزويدهم بالمادة الخام وهي الكتابة حيث تعتبر المصدر الأول والأساسي وفقًا لتعريف الوثيقة التاريخية.

تساعد أيضًا في معرفة الحضارات السابقة والقديمة حيث أنها تعمل على بناء وتطوير الهوية الشخصية للأمم والشعوب والحفاظ عليها.

الجدير بالذكر أن أرشيف الوثائق التاريخية للعثمانيين يعتبر من أهم الأرشيفات المتعلقة بالتاريخ العربي المتأخر والأرشيف المصري أيضًا خاصةً في عهد محمد على باشا حيث التطور الثقافي والحضاري.

اقرأ أيضًا: ما أهمية علم الآثار واهمية الآثار التاريخية وما أسس دراسة علم الآثار

أنواع الوثائق التاريخية

وضح المؤرخون العاملين على حفظ الوثائق التاريخية بأن يوجد عدة أنواع مختلفة من الوثائق ويمكن تقسيم أنواع هذه الوثائق وفقًا لعدة معايير مختلفة، أي يمكن تقسيمها إلى نوعين وهما

  •       الوثائق الأرشيفية.
  •       الوثائق الدبلوماتية.

بعد أن علمنا أهمية الوثائق التاريخية سوف نتناول خلال السطور التالية أنواع الوثائق بالتفصيل.

الوثائق الأرشيفية

تشمل الوثائق الأرشيفية كافة الأوراق والمستندات المطبوعة والغير مطبوعة والتي تكون الحصيلة اليومية لأعمال الدوائر الحكومية مثل المرسوم الحكومي، الأنظمة واللوائح، الاتفاقيات، العقود، وكل ما هو مهم ويتوجب عليه الحفظ سواء كانت المؤسسة حكومية أو خاصة.

الوثيقة ما هي إلا ورقة أو صورة فوتوغرافية أو خريطة وتنتمي إلى أي جهة أو مؤسسة، وتشمل أيضًا وثائق الزواج، البيع، شهادات الميلاد، شهادات الوفاة، صك الملكية، الوصايا وأوراق الميراث، عقود البيع والشراء.

أنواع الوثائق التاريخية من حيث كيفية التقسيم

تقسيم الوثائق الارشيفية من حيث قيمتها

يوجد وثائق تسمي بالوثائق الأولية والتي تعتبر المصدر الأساسي من الوثائق بينما توجد الوثائق الثانوية والتي تكون ناتجة بشكل منبثق عن الوثائق الأولية.

تقسيم الوثائق الأرشيفية من حيث التحقق من صحتها

تنقسم الوثائق بحسب جهة إصدارها فمنهم من يصدر من جهات رسمية لا شك بها مثل الجهات الحكومية ومنها وثائق صدرت من جهات غير رسمية ويجب التحقق من صحتها.

تقسيم الوثائق الأرشيفية من حيث مصدرها

تصدر الوثائق العامة من مؤسسات الدولة والجهات المصدقة والمعترف بها بينما الوثائق الغير مصدقة تكون من منظمات وجهات غير حكومية وغير مصدقة بشكل رسمي.

أشكال وأصول الوثائق الأرشيفية

النصوص والوثائق الأرشيفية

يتميز هذا النوع من الوثائق بالدقة فضلًا عن غيره من الوثائق الأخرى بالإضافة إلى أن هذا النوع من الوثائق يكون رسمي ومصدق مثل الوثائق الحكومية.

يوجد نوع خاص من هذا الأرشيف ويكون ملك الأفراد أو العائلات أو المؤسسات الخاصة مثل عقود الزواج وعقود الملكية والرسائل الشخصية وعقود الشركات وغيره.

الصحف

تنقسم الصحف والوثائق الأرشيفية إلى وثائق رسمية حكومية ووثائق خاصة وتكون هذه الصحف يومية أو أسبوعية.

الوثائق السمعية البصرية والسمعية

أهمية الوثائق التاريخية

تطور هذا النوع من الوثائق في خلال السنوات الأخيرة وذلك بسبب استخدام وسائل البث المختلفة مثل الراديو والفيديو والتلفزيون والانترنت وكل ما هو قابل للتحريف من خلال استخدام طريقة المونتاج.

اقرأ أيضًا: كيفية كتابة المصادر والمراجع في البحث العلمي بالتفصيل

المؤلفات الأدبية

تساعد المؤلفات الأدبية على توفير المعلومات التاريخية التي يحتاجها الباحث والمؤرخ وتساعده على معرفة معلومات عن الوضع الاجتماعي وطريقة العيش ونمط الحياة ومعرفة العادات والتقاليد القديمة، بالإضافة إلى أن المؤلفات الأدبية تساعد على معرفة أهمية الشعر الجاهلي ووصف المجتمع العربي قبل مجيء الإسلام.

الأعمال الفنية

الوثائق التاريخية الخاصة بالأعمال الفنية توفر لنا الكثير من المصادر التي تعرفنا على أبرز وأشهر الأعمال الفنية القديمة مثل لوحات الفسيفساء في المجتمع الروماني والنصوص الفنية الخاصة بتاريخ الفن.

الوثائق الأثرية

تشمل الوثائق الأثرية مجموعات متبقية من الأثار مثل النقوش والعمارة والمسكوكات الخزفية حيث تعتبر هذه الوثائق مصدر هام للمؤرخين وبالأخص متخصصي دراسة العصور القديمة.

الوثائق المصورة

تعرف الوثائق المصورة باسم الوثائق الإيقونوغرافية والتي ازدادت أهميتها في بداية القرن الـ 19 حيث تعتبر الوثائق المصورة مصدر هام في البحث التاريخي ويمكن أن يعتمد عليه المؤرخ والباحث والدارس خاصةً في الأحوال التي ينعدم فيها الوثائق المكتوبة.

من الوثائق التاريخية المصورة الرسوم على الجدران في الكهوف والمعابد والتي استفاد منها الكثير من المؤرخين خاصةً في عصور ما قبل التاريخ.

الذاكرة البشرية الحية

تعتبر الشهادات الشفهية أي شهود العيان الذين عاصروا وشاهدوا الأحداث أو كانوا طرف فيها مصدر من مصادر الوثائق التي يمكن الاعتماد عليها والأخذ بها كمصدر وثائقي أرشيفي حي.

الوثيقة الإحصائية

زادت أهمية الوثائق الإحصائية في إطار التاريخ الكمي أو ما يعرف بالتاريخ التسلسلي.

الخريطة التاريخية

تعد الخريطة التاريخية من المصادر الوثائقية الهامة والتي يمكن الاعتماد عليها لأنها ضرورية في ضبط المواقع الجغرافية وتعتبر هذه الوسيلة هامة وناجحة لأنها تعبر عن الحدث وتستخدم في توزيع السكان وحركات القبائل والهجرة.

الوثائق الدبلوماتية

اختلفت الآراء حول صحة هذه الوثائق وكان يوجد عليها جدل واعتراضات كثيرة، ويرجع الفضل لها في تأسيس علم الدبلوماتيك أي علم تحقيق الوثائق وهو العلم الذي يتحقق من خلاله صحة الوثيقة وعدم تدليسها ولكن من خلال بعض العناصر وهي (الشكل، المحتوى).

الشكل

من خلال دراسة الوثيقة ومكوناتها المادية نجد إنها تشمل وعاءها، الخط والحبر، التوقيع، الاختام، بالإضافة إلى التعريف بالفاعل، والتحية، والأرقام الواردة، المخاطب، التاريخ.

المحتوى

من خلال دراسة الوثيقة وصياغاتها نجد أنها تحتوي على وقائع ونصوص مقارنة بينها وبين الوثائق الأخرى.

اقرأ أيضًا: مناهج البحث في علم النفس وخطوات المنهج العلمي في البحث

في نهاية مقالنا نكون قد استوفينا الحديث حول موضوع أهمية الوثائق التاريخية ونرجو أن نكون وضحنا أهمية هذه الوثائق وكيفية الاعتماد عليها من قبل المؤرخين والباحثين بالإضافة إلى توضيح أنواع الوثائق التاريخية.

قد يعجبك أيضًا