ميراث البنات من الأم من القضايا الهامة التي يجب معالجتها بشكل واضح رغبة في إقامة العدل، ومعالجة الظلم الذي ينتج عن الحرمان والطمع، والذى يصاحبه قطعًا للأرحام بل وقطعًا بين الإخوة نفسهم، كما أن الإرث قانون عام أوصى به الله، قواعده تحقق العدالة على المستوى العام، وليس على المستوى الخاص للأفراد فقط، ونقدم لكم من خلال موقع زيادة تفسيرًا لميراث البنات من الأم بعد وفاتها.
ميراث البنات من الأم
يعرف الميراث بأنه: كل ما يتركه الميت من أموال وعقارات، وتقسيم الميراث يختلف من حالة لأخرى، حيث إذا كانت الأم لديها بنت واحدة أو ولد واحد أو أكثر من بنت وولد، ويتم تقسيم الميراث بعد الوفاة مباشرةً كما أنه لا يجوز لأي أحد تعطيل الميراث بغير رضى الورثة جميعًا.
إن لميراث البنت عن أمها عدة حالات:
- إن كانت البنت وحيدة، أي لم يكن لها أخ أو أخت، فلها نصف ميراث الميت سواء والدها أو والدتها، وهنا ترث بالفرض وليس بالتعصيب، نشير هنا إلى قوله تعالى: “وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ۚ “ الآية 11 من سورة النساء، استنادًا إلى الآية الكريمة نستنتج أنه في حالة وجود بنت واحدة يكون لها نصف ما تركته والدتها المتوفاة.
- أما إذا كان هناك أكثر من بنت، ولم يكن لهما ولد، فيكون لهما الثلثان من الميراث، استنادًا إلى قوله تعالى: “فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ” الآية 11 من سورة النساء.
- إن كان معها فرع وارث ذكر، أن يكون لها أخ واحد أو أكثر، فيكون نصيب البنت نصف نصيب الذكر، فبالتالي ترث البنات بالتعصيب فقط، فقال الله تعالي: “يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۚ” الآية 11 سورة النساء.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ميراث الزوجة بعد وفاة زوجها
ميراث المتعلقات الشخصية للأم
إن كل المتعلقات الشخصية للأم المتوفاة التي كانت تمتلكها في حياتها من ذهب أو غير ذلك يكون ميراثا عنها يقسم على الورثة كما محدد شرعًا كلُ حسب نصيبه.
بالنسبة لملابس الأم المستعملة أو الأشياء التي تستخدمها فهي تعد من الإرث لبناتها استنادًا إلى قول الله تعالى: “لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ ۚ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا” الآية 7 (سورة النساء).
جدير بالذكر هنا أن ذهب الأم بعد وفاتها لا يتخصص للبنات وحدهن ولكن يوزع بين أبناءها جميعًا ذكورًا وإناثًا، إلا في حالة أن الأم قبل وفاتها قد وهبته لبناتها فقط أثناء حياتها، كما أنه يمكن للفتيات تقدير قيمة الذهب والتنازل عنها رغبةً في حصولهم على الذهب نفسه في حالة رغبتهم في عدم إعطاء أشقائهن الذكور منه، إن وجدوا.
شروط ميراث البنات من الأم
تعد شروط ميراث الإناث من الأم من ضمن شروط الإرث بشكل عام، وهي ثلاثة:
- إثبات وفاة الموروث، أو أن يكون مفقودًا وانتهت مدة انتظاره.
- أن يكون الوارث حيّ يرزق، إشارة إلى أن الجنين إذا دبت فيه الروح يكون من ضمن الأحياء الوارثين، وكذلك المفقود الذي لم يثبت وفاته بعد ولم تنتهي مدة انتظاره يلحق بالأحياء.
- تحقق جهة الإرث بصلة القرابة أو النسب.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما حكم الشرع في ميراث الأبناء إذا توفيت الأم
موانع ميراث البنات من الأم
فإذا ماتت الأم لا يرثها بناتها في عدة حالات، وهي موانع الإرث بشكل عام:
- قتل النفس بغير حق، قتلّا متعمدَا أو على عجالة على الورث، أما بالنسبة للقتل الخطأ فهو لا يمنع من الميراث.
- اختلاف الدين فلا يتوارث أهل ملتين مختلفتين، سواء كان ذلك بسبب مصاهرة أو قرابة، وذلك لانقطاع صلة الشرع، فمثلًا لا ترث البنت المسلمة أمها المسيحية.
- الرق، فالرق ينافي أهلية التملك، ولا توارث بين شخص حر وشخص آخر من الرقيق.
- اختلاف الدار، يظهر هذا المانع بشكل جليّ بين البلاد المسلمة وبين أي بلد آخر، عندما تكون الفتاة في دولة ما ووالدتها في دولة أخرى.
- هناك موانع أخرى للميراث مثل:
- إذا كانت المرأة حاملَا، لا ترث حتى تضع وليدها.
- إذا كان موت الموروث أمر مشكوك فيه كالمفقود مثلّا.
- من تزوج أمًا بعد بنتها، أو بنتًا بعد أمها، فلا ترث أحدهما الأخرى في حالة وفاتها.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: كيف يحسب السدس في الميراث
إن التركات وتقسيم الأموال وتقسيم الميراث بعد وفاة الأم من الأمور التي إذا لم تستند إلى الوضوح والدقة تؤدي لإضعاف روابط الأسرة، خاصةً إذا كان الأمر بين الإخوة من الذكور والإناث، وبالتالي قد أوضحنا لكم ميراث البنات من الأم، وشروطه وموانعه، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.