حياة السيدة زينب بعد واقعة الطف

حياة السيدة زينب بعد واقعة الطف مليئة بالحوادث والعبر، فالسيدة زينب هي حفيدة النبي – صل الله عليه وسلم – وابنة السيدة فاطمة والصحابي الجليل على بن أبى طالب – كرم الله وجهه – وأخت الحسن والحسين، من سلالة آل البيت كانت حياتها عبارة عن سجل حافل بالأحداث الأليمة صبرت عليها هذه السيدة طوال حياتها، ويذكر موقع زيادة حياة السيدة زينب بعد واقعة الطف وكل ما يتعلق بها.

حياة السيدة زينب بعد واقعة الطف

حدثت معركة الطف أو كربلاء سنة (61هـ / 680م) في عهد الخليفة الأموي يزيد ابن معاوية بن أبي سفيان (60 – 64 هـ/680 – 683م) بين قوات الإمام الحسين ابن علي بن أبي طالب وقوات الخليفة الأموي يزيد بن معاوية.

كان للسيدة زينب دورًا هامًا في هذه المعركة، فقد كانت تقوم على تطبيب المرضى من الجيش الحسيني، كما كانت الناصح الأمين لأخيها وقت المعركة، وكان معها ولديها أبناء جعفر بن أبي طالب، وبدأت المعركة بين الطرفين وقتل الحسين وأحد ابنيها يوم الحادي عشر من محرم.

حملت رؤوس المسلمين من جيش الحسين ومعهم سبايا المعركة من النساء ومنهم السيدة زينب من الكوفة إلى دمشق ومعهم رأس الحسين وباقي المسلمين، وعندما رأتها السيدة زينب ندبته بقولها: “يا حسيناه، يا حبيب رسول الله، يا ابن فاطمة الزهراء”.

أردا الخليفة يزيد أن يخمد ثورتها بدمشق على موت أخيها، وسألها عن مكان تقيم به، فاختارت المدينة لمجاورة أحبابها هناك، ولكنها اشعلت ثروة في وجهه من المدينة، فطالبها والي المدينة باختيار مكان آخر للعيش به فاختارت مصر، ثم عادت للمدينة حتى وفاتها يوم 14 رجب (62هـ/682م)، وقيل إنها دفنت وقت المجاعة في دمشق.

ابتليت السيدة زينب بالعديد من المصائب في حياتها بدءً من حزنها على فراق جدها النبي – صل الله عليه وسلم – ثم موت أمها السيدة فاطمة، ثم قتل أبيها الإمام على – كرم الله وجهه –  ثم توالي موت أخويها الحسن ثم الحسين، لذا سميت بأم المصائب.

اقرأ أيضًا: أسماء زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ونسب كلًا منهن

أسماء السيدة زينب وكناها

لمعرفة حياة السيدة زينب بعد واقعة الطف يجب ذكر معلومات عنها والتي من أهمها بعض الأسماء التي تخص السيدة زينب وهي الاسم الأشهر لها في المصادر؛ لأنه اسمها الأصلي، كما ذكرت بالعقيلة فهي كنيتها في بعض المصادر التاريخية ويقصد بها في اللغة سيدة القوم أو النفيسة أو المرأة الكريمة.

سميت بأم كلثوم نظرًا لوجود شبه كبير بينها وبين خالتها السيدة أم كلثوم بنت النبي، ولقبت بأم الحسن والحوراء وزينب الكبرى للتفريق بينها وبين كل من أخذت اسمها من سلالة آل البيت.

لقبت بأم المصائب نظرًا لكونها شاهدة على موت النبي، ثم موت أمها ثم قتل أبيها، ثم قتل أخويها الحسن والحسين وأحد أبنائها عون وابن أختها محمد معهم، وتعد هذه الأسماء جميعًا من ألقابها.

ولادة السيدة زينب ونشأتها

لإدراك حياة السيدة زينب بعد واقعة الطف يجب معرفة مولدها – رضي الله عنها – فقد ولدت السيدة زينب 5 من جمادى الأول سنة(6هـ/12م)، وتربت في المدينة مع والديها على وفاطمة – رضي الله عنهما – توفيت أمها سنة 11هـ وتكفلها أبوها الإمام على مع باقي إخوتها الحسن والحسن، وعند توليه الخلافة سنة(35هـ/655م) سافرت معه على مقر الخلافة بالكوفة.

قتل خليفة المسلمين علي بن أبي طالب سنة (40 هـ/660م)، فعادت مع أخويها الحسن والحسين إلى المدينة مرة ثانية، واستقرت بها حتى بدء أحداث القتال بين أخويها وبني أمية، وهذا لمعرفة بعض تفاصيل حياة السيدة زينب بعد واقعة كربلاء.

حياة السيدة زينب الشخصية

حياة السيدة زينب بعد واقعة الطف كانت قاسية فمنذ طفولتها وعندما بلغت السيدة زينب، زوجها والدها كباقي إخوتها البنات من أبناء عمومها، وكان نصيبها الزواج من عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، أنجبت منه ثلاثة أولاد وبنت هم عون وعلى وأم كلثوم وعباس، قتل عون في معركة الطف مع خاله الحسين، وذكر أن لها الحسين.

اقرأ أيضًا: صفات السيدة خديجة رضي الله عنها

صفات السيدة زينب ومناقبها

تعددت الصفات التي ذكرت في وصف السيدة زينب منها أنها تربت في البيت النبوي بما فيه من فضائل وشيم وكرم أخلاق، وتعتبر من الرواة عن أمها السيدة فاطمة، كانت فصيحة بليغة، تمتلك الكثير من مفاتيح اللغة تظهر عن التحدث.

اشتهرت السيدة زينب بقول الشعر والرد على المخالفين لأخويها الحسن والحسين من الموالين للبيت الأموي وقت الخلاف بينهما ومنذ قتل والدها الإمام على، فهي مشعلة الثورات في وجه بني أمية بعد مقتل أخويها على أيديهم.

اشتهرت بالصبر على البلاء وكثرة التهجد والدعاء، فقد ورد الكثير من أن وصف صلاتها كان يشبه صلاة النبي جدها، حدث عنها الكثير من التابعين كعطاء بن السائب وعباد العامري ومحمد بن عمرو، وهذا يعد من بعض حياة السيدة زينب بعد واقعة الطف.

دور السيدة زينب في موقعة الطف

معيشة السيدة زينب بعد واقعة الطف بدأت بعد مقتل الحسن ابن على مسمومًا على يد امرأة من قبل معاوية للتخلص منه وجعل ابنه يزيدًا خليفة في سنة (50 هـ/670م)، تولى أخوه الحسين دفة الدفاع عن حق أبناء على في الخلافة ومعه أخته السيدة زينب.

عاصر معاوية وابنه يزيد، وفي سنة (61هـ/ 571م) التقي فريقًا الجيوش المسلمة التابعة ليزيد والتابعة للحسين في كربلاء وقتل فيها الحسين وأحد أبناء السيدة زينب.

قامت السيدة زينب بعد موت أخيها بدور يعد من أهم الأدوار الإعلامية النسائية في الإسلام، فبعد أن دفنت أخيها، وأقرت الأمور في البيت النبوي عند النساء والأطفال من بني شهداء الواقعة.

اتجهت إلى نشر فكرة حق أبناء على في الخلافة واغتصاب أبناء معاوية لهذا الحق، ومحاولاتهم المتكررة للتخلص من سلالة علي بن أبي طالب للقضاء على الفكرة، وبالفعل استطاعت سلب راحة أبناء معاوية واتباعه حتى بعد ذهابها للمدينة والمكوث بها.

اقرأ أيضًا: صفات السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها

إبعاد السيدة زينب عن المدينة

ظلت السيدة زينب تشعل الثورة وتأججها في وجه أبناء معاوية، وتحث الناس على الثأر لآل البيت من قتلي كربلاء حتى التف حولها الرعية، وهنا قرر والي المدينة عمرو ابن سعيد بعد التشاور مع الخليفة يزيد أن يفرقوا بينها وبين الناس.

سيرة السيدة زينب بعد واقعة الطف ظلت تصعب فبعد مقتل الحسين ذهبت السيدة زينب إلى الشام وظلت بها حتى عهد عبد الملك بن مروان، وفي وقت المجاعة مرضت وماتت ودفنت هناك.

وفاة السيدة زينب ومكان دفنها

تعددت الآراء في مكان دفن السيدة زينب فهناك من يرى أنها رفضت ترك المدينة عندما أمرها يزيد بذلك وظلت بها حتى وفاتها سنة (62هـ/ 680م).

هناك رأي يرى أنها رضي الله عنها ذهبت إلى الشام مع زوجها عبد الله ابن جعفر ابن أبي طالب سنة المجاعة وتوفيت هناك 65هـ، وكان ذلك في عهد عبد الملك ابن مروان الأموي (65 – 86هـ/ 684- 705م).

ويرى آخرون أنها رضي الله عنها اختارت الذهاب إلى مصر سنة 61هـ وخرجت الرعية لاستقبالها، ومكثت في منطقة الحمراء في بيت الوالي مسلمة بن مخلد الأنصاري الأموي، وظلت بها حتى وفاتها سنة (62هـ/ 680م)، ولها ضريح مكان سكنها بمصر يسمى باسمها.

اقرأ أيضًا: من هي السيدة زينب عليها السلام

ضريح السيدة زينب بمصر

تحدثت العديد من المصادر عن ضريح السيدة زينب الذي كان بيت الوالي بمصر، وكان مسجدًا صغيرًا مكانه غرب الفسطاط (حصن بابليون) الآن، ثم زاد حجمه وأصبح مسجدًا أكبر، أنشأ هذا الضريح (951هـ/1547م) من قبل أحد الولاة العثمانيين.

تم تجديده سنة(1174هـ/1761م)، ثم في عهد سعيد باشا ابن محمد علي تم تجديده، وآخر مرة تم تجديده بها كانت في عهد الخديوي إسماعيل سنة (1305هـ/1888م)، هذا ويتم الاحتفال من قبل المصريين كل ثلاثاء أخير من شهر رجب أو يوم 14 تحديدًا ولمدة أسبوع بموعد وصولها لمصر.

تعتبر السيدة زينب خير مثال على إعطاء الإسلام للمرأة الحق في التعبير والاعتراض على كل ما يغضبها، فقد كانت في أهم اللحظات اللسان الناطق بالحق في وجه الأذى والظلم.

قد يعجبك أيضًا