معنى الخناس الذي أمر الله بالاستعاذه منه في سورة الناس

ما معنى الخناس الذي أمر الله بالإستعاذه منه في سورة الناس في التفسير الميسر، نظرًا إلى أن سورة الناس من السور العظيمة في القرآن الكريم، سنوضح اليوم من خلال موقع زيادة معنى الخناس الذي أمر الله بالإستعاذه منه في سورة الناس.

معنى الخناس الذي أمر الله بالإستعاذه منه في سورة الناس

مما لا شك فيه أن لغة القرآن الكريم بليغ في التعبير عن كلماته العظيمة، فهذا ما يدفع الكثير للتساؤل عن معنى الخناس الذي أمر الله بالإستعاذه منه في سورة الناس، فنجد أن معنى كلمة الخناس أنه الشيطان الذي يوسوس إلى الإنسان عندما يغفل عن ذكر الله عز وجل، ويتأخر في عبادته.

فقال ابن عباس رضي الله عنه: الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا ذكر الله تعالى خنس، وإذا غفل وسوس.

اقرأ أيضًا: دعاء اللهم اني اسالك خير هذا اليوم مكتوب كامل

تفسير سورة الناس

سورة الناس من السور المكية القصيرة، وترتيب هذه السور هو الأخير في المصحف الشريف، فهي خاتمة الثلاثين جزء، فتفسر آيات سورة الناس كالتالي:

1- الآية الأولى (قُل أَعوذُ بِرَبِّ النّاسِ)

في هذه الآية يوجد تفسير لكل شق من شقان الآية الكريمة، فيتم تفسيرهما كما يلي:

  • تفسير قول الله عز وجل (قل أعوذ): يوجه في هذه الآية القول إلى الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم في آياته ومن ثمّ يوجه القول إلى أمة الإسلام، وجاءت الاستعاذة بالله من أجل التحصن به والالتجاء إليه.
  • أما الشق الثاني من الآية الكريمة (بِرَبِّ النّاسِ) فتفسيرها يكمن في أن الله عز وجل يأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالالتجاء إلى رب الخلق، فهو القادر على أن يحقق جميع الأماني المستحيلة، فالله سبحانه وتعالى هو مدبر الأمور، وهو خالق الناس ومالكهم، فهو موجدهم من اللاشيء، ويحافظ على الناس ويرعاهم بعينه التي لا تغفل ولا تنام.

2- الآية الثانية (ملك النّاسِ)

أما تفسير الآية الثانية فيكمن في أن هذه الآية الكريمة جاءت لتبين وتوضح ملكية الله عز وجل لمخلوقاته كلها ومن ضمنهم الناس، فهو خالقهم وهو القادر على التصرف في أمور حياتهم، فملك الله لعباده ملك مطلق لا يتوقف عليه أي أسباب أو شروط، فسعادة الناس وتعاستهم وأرزاقهم بيد الله عز وجل.

فالله يعز من يشاء  ويذل من يشاء وهو الغني العظيم الخبير بعباده.

3- الآية الثالثة (إلهِ النّاسِ)

أما الآية الثالثة من سورة الناس فقد جاء تفسيرها على أن الله عز وجل هو المالك الذي يتصرف في أمور الخلق كلهم، فجاء قول إله الناس لكي يبين مدى استحقاق الله عز وجل للعبادة المطلقة والطاعة بالإضافة إلى خضوع العبد لطاعة الله بقلبه وجوارحه.

4- الآية الرابعة (مِن شَرِّ الوَسواسِ الخَنّاسِ)

هناك ارتباط بين هذه الآية والآية الأولى من السورة حيث جاءت آية الاستعاذة من شرور الوسوسة، والوسوسة تعني الأصوات الخفية التي تهاجم العقل الباطن للإنسان، وفي تفسير هذه الآية نشير إلى معنى الخناس الذي أمر الله بالإستعاذه منه في سورة الناس، حيث إنها تعني كثرة وسوسة الشيطان للإنسان.

بالإضافة إلى أنها تشير إلى الاختفاء والتأخر، فيختفي الإنسان في حالة أن يذكر الله عز وجل، وبهذا يمكن القول أن المعنى الكلي للآيات السابقة هو طلب العون والمساعدة من الله للحماية من الوقوع في وساوس الشياطين ودعوتهم إلى الشر والأمور الباطلة التي تقع الإنسان في المعاصي وسوء العواقب.

5- الآياتان الخامسة والسادسة (الَّذي يُوَسوِسُ في صُدورِ النّاسِ، مِنَ الجِنَّةِ وَالنّاسِ)

تعبر هذه الآية عن أن الوسوسة من الممكن أن تأتي من شياطين الجن بالإضافة إلى أنها من الممكن أن تكون شياطين الإنس، فكلًا من الاثنين يقومون بالوسوسة إلى الإنسان عند ذكره لله عز وجل.

اقرأ أيضًا: إعراب سورة الإخلاص والفلق وَالنَّاسِ

أنواع الموسوسين

يمكن تصنيف الموسوسين على أنهما قسمان في هذه الدنيا، وذلك تبعًا لما ذكر في الآية الأخيرة من سورة الناس السابق توضيحها، فتكون أنواع الموسوسين كالتالي:

1- النوع الأول: شياطين الجن

نظرًا إلى أن الجن مخلوق من المخلوقات الخفية عن الإنسان والتي لا يمكن رؤيتها، بالإضافة إلى أن الإنسان يجهل الكثير من المعلومات عن عالم الجن، فيقوم الجن بالوسوسة إلى الإنسان وذلك لتضليله عن الطريق الصواب.

ستجد أن الجن هما أساس الوسوسة في هذه الدنيا، وذلك كما أخبرنا الله عز وجل عنهم في قوله: (يا بَني آدَمَ لا يَفتِنَنَّكُمُ الشَّيطانُ كَما أَخرَجَ أَبَوَيكُم مِنَ الجَنَّةِ يَنزِعُ عَنهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوآتِهِما إِنَّهُ يَراكُم هُوَ وَقَبيلُهُ مِن حَيثُ لا تَرَونَهُم) [سورة الأعراف، الآية رقم 27].

2- النوع الثاني: شياطين الإنس

يتم تحديد هذه النوعية من البشر في هؤلاء اللذين ينشرون الأفكار السلبية والضلال بين الناس، ويبذلون كل المجهودات في ضلال الناس عن صوابهم، وإقناعهم بالابتعاد عن ذكر الله وعبادته، وإخراجهم من الصواب إلى الخطأ، فيظلون يوسوسون للإنسان حتى يتسلمه الشيطان ويسيطر على أفكاره ومعتقداته وبالتالي إصابة الإنسان بالضلال عن طريق الهداية.

اقرأ أيضًا: سبب نزول سورة الناس

فضل قراءة سورة الناس

سورة الناس من السور المكية التي لها العديد من الأفضال، وتلك الأفضال تتمثل في النقاط التالية المثبتة بالأحاديث:

  • جاء عن فضل سورة الناس، حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ، {قُلْ أَعُوذُ برَبِّ الفَلَقِ}، {وَقُلْ أَعُوذُ برَبِّ النَّاسِ” حديث صحيح، رواه عقبة بن عامر.
  • كما جاء قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما” حديث حسن، رواه أبو سعيد الخدري.
  • كما جاء عن الامام البخاري في حديث ” أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذا اشْتَكَى يَقْرَأُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذاتِ ويَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وجَعُهُ كُنْتُ أقْرَأُ عليه وأَمْسَحُ بيَدِهِ رَجاءَ بَرَكَتِها” حديث صحيح، روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
  • ورد عن الإمام البخاري رضي الله عنه، حديث شريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “كانَ إذا أوَى إلى فِراشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَع كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِما، فَقَرَأَ فِيهِما: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}، ثُمَّ يَمْسَحُ بهِما ما اسْتَطاعَ مِن جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بهِما علَى رَأْسِهِ ووَجْهِهِ وما أقْبَلَ مِن جَسَدِهِ، يَفْعَلُ ذلكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ” حديث صحيح، روته أم المؤمنين عائشة رضي لله عنها وأرضاها.

سبب نزول سورة الناس

يُقال إن السبب في نزول سورة الناس هو أن لبيد بن الأعصم قد همَ بفعل سحر للنبي صلى الله عليه وسلم، إلا أن ليست هناك أي أدلة تؤكد على صحة هذا الحديث.

فجاءت رواية أخرى عن سبب نزول سورة الناس وهذه الرواية هي أن قامت قبيلة قريش باختيار عدد من رجالها المعروفون بقدرتهم على الإصابة بالعين، لكي يصيبوا النبي صلى الله عليه وسلم بعينهم، فقام الله عز وجل بإنزال كلًا من المعوذتين ليتعوذ بهما منهم ولحمايته ووقايته من الأضرار والشرور.

ترتيب سورة الناس في القرآن الكريم

سورة الناس هي السورة المائة وأربعة عشر وذلك بتتابع ترتيب آيات المصحف الكريم، كما أن سورة الناس هي السورة رقم اثنا عشر من المجموعة الخامسة من قسم المفصل.

نزلت سورة الناس بعد سورة الفلق وسميت هذه السورة بالمعوذة الثانية، حيث إن كلًا من الفلق والناس معروفتان بالمعوزتان.

اقرأ أيضًا: أفضل الذكر الذي يحبه الله

سبب تسمية سورة الناس بهذا الاسم

تم تسمية سورة الناس بهذا الاسم نسبة إلى أنها تبدأ بقول الله عز وجل: (قل أعوذ برب الناس)، كما أن كلمة الناس وردت في هذه السورة خمس مرات.

معنى الخناس الذي أمر الله بالإستعاذه منه في سورة الناس هو الشيطان الذي يبعد الانس عن ذكر الله تعالى وعبادته.

قد يعجبك أيضًا