حديث الرسول عن الزواج

حديث الرسول عن الزواج بالشرح، لقد أوضح لنا روسلنا الكريم صلى الله عليه وسلم بعض من أحاديث الزواج، لتعلمنا ضوابط الزواج الشرعي، ويعتبر الزواج أو النكاح: هو عقد شرعي يربط الرجل بالمرأة شرعا وقانونا أمام الله والناس أيضا، ولقد أوصانا رسول الله عدة وصايا وردتِ في سنته وأحديثه الشريفة صلى الله عليه وسلم، يجب علينا الأخذ بها أقتضائا به، فمن المتعارف عليه أن السنة النبوية، تضع الكثير من الضوابط لأمور حياتنا اليومية، ولقد حث الإسلام على الزواج، لذلك سوف تجد في حديث الرسول عن الزواج والخطبة الكثير من الأحديث والتي توضح أيضا شروط عقد الزواج والزواج الصحيح، وأيضا حقوق الأزواج في الأسلام.

حديث الرسول عن الزواج وشروط الزواج الصحيح

قبل ذكر حديث الرسول عن الزواج، سوف نذكر أولا شروط الزواج الصحيح،

وللزواج الصحيح ثلاثة شروط أساسية وهي:

  1. أن يكون الزوجان – الرجل والمرأة – ليس لديهم أي سبب يجعل الزواج باطلا كالرضاعة أو المحارم أو أن يكون الرجل غير مسلم وتكون المرأة مسلمة، وغيرها من الحالات التي لا يجوز فيها الزواج، فإن وردت أي من تلك الحالات فالزواج يعتبر باطلا.
  2. الإيجاب: كما ذكر الولي يقال للزوج زوجتك فلانة.
  3. القبول: بمعنى أن يوافق الطرفان على الزواج، بإن يقول الزوج مثلا قبلت الزواج.

اقرأ أيضًا : معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم

حديث الرسول عن الزواج

وردت الكثير من الأحديث النبوية الشريفة المتعلقة بالزواج من حيث الحث عليه وحقوق الأزواج، فلقد كان سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم يحث المسلمين على الزواج، وذلك لكثير من الأسباب وسوف نتعرف على الكثير منها فيما يلي من أحديث:

1- جاء ثلاثة إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم يسأَلون عن عبادةِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فلمَّا أُخبِروا كأنَّهم تقالُّوها فقالوا: وأينَ نحنُ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد غُفِر له ما تقدَّم مِن ذنبِه وما تأخَّر؟! قال أحدُهم: أمَّا أنا فإنِّي أُصلِّي اللَّيلَ أبدًا وقال الآخَرُ: أنا أصومُ الدَّهرَ ولا أُفطِرُ وقال الآخَرُ: أنا أعتزِلُ النِّساءَ ولا أتزوَّجُ أبدًا فجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: (أنتم الَّذي قُلْتُم كذا وكذا؟ أمَا واللهِ إنِّي لأخشاكم للهِ وأتقاكم له لكنِّي أصومُ وأُفطِرُ وأُصلِّي وأرقُدُ وأتزوَّجُ النِّساءَ فمَن رغِب عن سنَّتي فليس منِّي) *صحيح ابن حبان*

ففي هذا الحديث الشريف أشار صلى الله عليه وسلم إلى أهمية الزواج، وحث عليه وعلى أهميته كفطرة للأنسان، بل أنه قد وصف من يعرض عن الزواج دون عذر مقبول بأنه خرج عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

ولقد حث الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على الزواج للشباب فقال في حديثه الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا معشرَ الشبابِ مَنِ اسْتطاع منكمُ الباءةَ فليتزوجْ فإنَّه أغضُّ للبصرِ وأحصنُ للفرجِ ومَن لم يستطعْ فعليه بالصومِ فإنه له وِجاءٌ) *مسند أحمد – خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح*

ففي هذا الحديث حث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كل شاب مسلم قادر على الزواج أن يتزوج، فمن استطاع من الشباب الزواج والقيام بالواجبات الزوجية الجسدية وواجبات الأسرة على أتم وجه (الباءة) فليتزوج، وأيضا يجب أن يكن لديه القدرة المالية في الأنفاق على نفسه وزوجته وأسرته ليضمن لهم حياة كريمة.

3-  وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يؤمر بالباءة وينهي عن التبتل نهيا شديدا ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تَزَوَّجوا الوَدودَ الوَلودَ؛ إنِّي مُكاثِرٌ بكمُ الأنبياءَ يَومَ القيامةِ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم *تخريج المسند خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره*

4- عن أبي هريرة رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثةٌ حقٌّ على اللهِ عونُهم المجاهدُ في سبيلِ اللهِ والمُكاتبُ الَّذي يريدُ الأداءَ والنَّاكحُ الَّذي يُريدُ العفافَ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم *الترغيب والترهيب، خلاصة حكم حديث: إسناده صحيح أو حسن أو ما قربهما*

وفي هذا الحديث الشريف يبين الرسول الكريم أهمية الزواج عند الله سبحانه وتعالى، بل أنه قارنه بالجهاد في سبيل الله، وأن الله سوف يعين المسلم الذي يريد الزواج.

أسس الزواج

ولقد قال الله تعالى في كتابه العزيز بسم الله الرحمان الرحيم (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) صدق الله العظيم سورة الروم الأية 21.

ويظهر الأساس التي تقوم عليه الأسر في هذه الأية، وهو المودة والرحمة بين الزوجين، ثم بين الزوجين وأبنائهم، ثم بين الأبناء وبعضهم البعض، فالمهم بين الأزواج هو الود والأحترام والتراحم المتبادل، لأن كل تلك الأمور تجلب الحب والدفا والاستقرار للأسرة.

أهداف الزواج في الإسلام

وفي حديث الرسول عن الزواج أيضا أسباب الزواج والهدف من الزواج وسوف نذكر فيما يلي بعض أهداف الزواج في الإسلام ومنها:

1- عفة النفس: من أفضل المقاصد التي حث الإسلام على الزواج هي عفة النفس، للبعد عن الحرام والزنا والدنس، فالزواج يعتبر في الإسلام الوعاء الكريم لحفظ الشهوات، ومنع النفس من الوقوع في الرذائل والحرام.

2- المحافظة على النسل: من المتعارف عليه لدى البشر سعيهم الدائم للحفاظ على النسل وأيضا الحفاظ على عرضه، ولقد أجمع العلماء أن الحفاظ على العرض من أهم خمس أشياء يسعى الأنسان إليها، بل يجب عليه السعي للحفاظ عليهم وهي تعتبر أولى أولويات الأنسان ولقد قال الله تعالى في كتابه الحكيم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) سورة النساء الآية 1.

3- النسب: ولقد قال الله تعالى في النسب بسم الله الرحمان الرحيم: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا) سورة الفرقان الأية 54، والنسب يعتبر من أهم الأشياء التي تحدث في المجتمع لربط ثقافات مختلفة ببعضها البعضن وحدوث تعاون بين أطياف المجتمع المختلفة.

4- السعادة: ومن أهم ما ذكر في حديث الرسول عن الزواج هي السعادة، فيعتبر الزواج سبب من أسباب السعادة بل أنه أهم أسباب السعادة والاستقرار والسكينة، والراحة، ويقول الله تعالى في ذلك -بسم الله الرحمان الرحيم-: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) سورة الروم الآية 21.

5- إنجاب الأطفال: تعتبر الأطفال من أفضل العطايا التي يعطيها الله للأنسان في الحياة الدنيا ولقد قال الله تعالى -بسم الله الرحمان الرحيم-: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا)

اقرأ أيضًا : هل طه من أسماء الرسول والآراء التي أيدت وعارضت ذلك

حديث الرسول عن الزواج وأسس أختيار الزوجة الصالحة

1- عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ) (صحيح مسلم).

2- ولقد قال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: (لا تَنكِحوا النِّساءَ لحُسنِهِنَّ، فعَسى حسنُهُنَّ أن يُرْديَهنَّ، ولا تنكِحوهُنَّ علَى أموالِهِنَّ فعَسى أموالُهُنَّ أن تُطْغيَهنَّ، وانكِحوهنَّ على الدِّينِ، فلأمَةٌ سَوداءُ خَرماءُ ذاتُ دينٍ أفضلُ) (صحيح مسلم)

3- ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالأبكارِ فإنَّهنَّ أعذبُ أفواهًا وأنتقُ أرحامًا وأرضى باليسيرِ).

حقوق الزوجة على زوجها

تنقسم حقوق الزوجة على زوجها إلى حقوق معنوية وحقوق مالية

1- الحقوق المالية: وهي كل ما يتعلق بالمال كحق المهر والمأكل والمشرب والنفقة.

2- الحقوق المعنوية: وهناك الكثير من الحقوق المعنوية للمرأة كالمعاملة الحسنة، والملاطفة، ومراعاة مشاعرها، وتقديم الرجل لما يستطيع ليؤلف قلبها ويرضي نفسها، وغيرها من الحقوق التي ذكرها الإسلام.

وإلى هنا نكون قد انتهينا من شرح حديث الرسول عن الزواج وأساس الزواج وشروط الزواج الناجح وحق الزوجة، أرجو أن تكون أفادتك مقالتنا عن قيمة الزواج في الإسلام والسنة النبوية والقرأن.

قد يعجبك أيضًا