طريقة البحث العلمي عند ابن الهيثم وأهميتها وسماتها ومن هو ابن الهيثم؟ يمكنك التعرف عليها الآن عبر موقعنا الإلكتروني زيادة ، حيث أن دراسة التاريخ وما قام به العلماء العرب المسلمين وغير المسلمين يعد من ضمن الأمور التي تزيد من المعرفة في العديد من الأمور العلمية، الجدير بالذكر أن البحث العلمي وطرق القيام به كانت تستند على ما قام به العلماء في القديم، لذا سوف نتناول خلال هذا الموضوع طريقة البحث العلمي عند ابن الهيثم، التي تقدم المساعدة للعديد من الباحثين.
أهمية البحث العلمي عند ابن الهيثم
عرف ابن الهيثم باسم العالم الأول لما له من دور في إنشاء المنهج العلمي في البحث والذي يتشابه بشكل كبير مع المنهج الحديث للبحث العلمي، فكلاهما يعتمد على التجريب، تكرار الملاحظات مع وضع الافتراضات العلمية التي لا تتبع آراء الآخرين.
حيث أوضح ابن الهيثم أن استخدامه لطريقة البحث العلمي التي وضعها لا تتبع الأهواء ولا الآراء المتفرقة بل تتبع الأدلة والحقائق التي تظهر عند البحث والتقصي، فالغرض هو الوصول إلى المراد باتباع العدل، لذا وضع ابن الهيثم مجموعة من أسس طريقة البحث العلمي المرتبة والتي تعرف لدى البعض بالمنهج المرتب.
طريقة البحث العلمي عند ابن الهيثم
ومن أسس طريقة البحث العلمي عند ابن الهيثم، الآتي:
1- الاعتبار
أولى وأهم طرق البحث العلمي التي يتم استخدامها من قبل ابن الهيثم هي الاعتبار، ولقد أوضح معناها في أحد الكتب الخاصة به، فالاعتبار هو المشاهدة والتدقيق والقيام بالتجارب حيث يعتمد على المراقبة البصرية بشكل كبير.
استخدم خلال هذه الطريقة مجموعة من الأدوات التي كانت متاحة في ذلك الوقت والتي تتشابه مع العديد من الأدوات الحديث المستخدمة في هذا الوقت، فقد استخدم كل من (ثقب الباب، بعض الأنابيب الزجاجية).
2- النقد
اعتمد ابن الهيثم على هذه الطريقة وتوسع في استخدامها، وهي عدم الاكتفاء بالمعطيات الموجودة بل طلب المزيد من خلال استخدام النقد بشكل موسع وواضح مع التركيز والتدقيق في كافة المعطيات الجديدة التي تخرج من النقد، ولقد استخدمها ابن الهيثم بشكل موسع في علم الفيزياء وخاصة البصريات.
الجدير بالذكر أن هناك تشابه كبير بين النقد الذي يعد طريقة البحث العلمي عند ابن الهيثم وبين النظرية النسبية التي وضعها اينشتاين، وذلك لأنها تفترض النسبية في كافة الأمور التي يمكن رؤيتها ولمسها، والتي يمكن تفسرها بالعديد من الطرق باختلاف المعطيات الموجودة حينها.
3- الاستقراء
من أساسيات طريقة البحث العلمي عند ابن الهيثم هو الاستقراء، وهو عبارة عن مجموعة من الاستدلالات التي يتم الوصول إليها من خلال المنطق، تنتشر هذه الطريقة بصورة واسعة في الأبحاث والدراسات العلمية التي تتعلق بالفيزياء والفلك.
تتمثل هذه الطريقة في الوصول إلى مجموعة من النتائج العامة وذلك بعد إثبات بعض الجزيئات بشكل علمي.
4- المقارنة والمقايسة
إحدى أساسيات المنهج البحثي التي استند عليها ابن الهيثم والتي تساعد في الوصول إلى النتائج التي تخص موضع البحث بدقة عالية، تتم هذه المقارنة من خلال التأمل والتركيز في الظاهرة، والقيام بالتحليل الإحصائي، والذي يقابله الأسئلة البحثية في الوقت الراهن.
من هو ابن الهيثم
- هو أبو على الحسن بن الحسن بن الهيثم، والذي يعرف في العديد من البلاد بـ الحسن البصري، هو عراقي الجنسية ولد عام 354 هجرية، وضمن ما جاء من المؤرخين أنه بدأ مسيرته التعليمية في وقت مبكر من حياته، وأول ما بدأ في دراسته هو العلوم الشرعية.
- يصنف من قبل العديد من الأفراد أنه تابع للفكر السني، والبعض الأخرى يحسبونه شيعيا، كافة هذه المذاهب لم تؤدي إلى إنكار أنه واحد من أكبر علماء العرب الذين عرفوا حينها والذي برع في العديد من العلوم مثل الفيزياء.
- واحد من أبرز الأمور التي جعلته في المقدمة بين العديد من علماء العرب حينها هو قيامه بوضع طريقة البحث العلمي والتي تعد الأسس التي من الضروري المرور بها للوصول إلى الحقائق العلمي والقيام بالأبحاث العلمية على أكمل وجه.
- خلال فترة معينة من حياة الحسن بن الهيثم توجه إلى مصر ومنها إلى حاكم البلاد، والذي أشار إليه حينها بالمساعدة في التحكم في فيضان النيل، لكن بعد فترة عرف عدم قدرته على إمكانية تطبيق نظريته العلمية في الطبيعية، مما جعله يدعي الجنون للتخلص من عقوبة الحاكم.
- بسبب ذلك ظل ابن الهيثم فترة كبيرة قيد الإقامة الجبرية في المنزل، وبعدها تنقل في العديد من البلدان العربية، مع العلم أن هذه القصة لم تنتشر بشكل كبير في حكايات المؤرخين، وقد وافته المنية في مصر عن سن يناهز 76 عاما.
- أكد العديد من المؤرخين في كتبهم أن المؤلفات التي تخص الحسن بن الهيثم تصل إلى 92 مؤلفا، لم نعرف منهم إلا 55 فقط، والتي كانت تتعلق بالعلوم الطبيعية وغيرها مثل الفيزياء، البصريات والفلك.
- ومن أكثر الأقوال المأثورة التي قالها ابن الهيثم (السعي لبلوغ الحقيقة هي من أفضل الطرق التقرب إلى الله).
سمات الباحث العلمي لدى ابن الهيثم
خلال تقديم طريقة البحث العلمي عند ابن الهيثم، قام بتوضيح بعض السمات التي من الضروري تواجدها لدى الباحثين، والتي اكتشفها العلماء بعد ذلك من المخطوطات والكتب الخاصة به، وجاء في سمات الباحث العلمي الآتي:
1- التفرغ لموضوع بحثي معين
من ضمن السمات المهمة التي يوضحها ابن الهيثم هي قيام الباحث باختيار ظاهرة أو مشكلة بعينها والتفرغ بدراستها وتوفير الوقت اللازم للقيام بهذه الدراسة، دون إقحام العديد من المواضيع في آن واحد.
2- الجدية عند القيام بالدراسة وحب التعلم والاستطلاع
إحدى السمات التي من الضروري أن تتوفر في الباحث هي حب المطالعة والاستطلاع، والذي يفرق بين النابغين وبين الكسالين حيث وجود هذه الصفة في الباحث تعد الحافز الأساسي في القيام بالبحث العلمي على أكمل وجه.
3- الموضوعية
الموضوعية خلال القيام بالبحث العلمي تفضى إلى نتائج صحيحة خالية من التحيز، لذا من الضروري أن يتسم الباحث العلمي بالموضوعية وتقييم الأمور دون التحيز لجهة أو موضوع بحثي معين.
4- الوصول إلى الجديد
إحدى الجوانب التي أوضحها ابن الهيثم هي المواصلة والرغبة في الوصول إلى الجديد، وذلك من خلال التمرد على الأمور التي وضعها العلماء والباحثين السابقين والمواصلة في البحث والذي يؤدي إلى اكتشاف العديد من الأمور الجديدة، لذا يعد التفكير وإطلاق العنان في الموضوع البحثي المتعلق بالدراسة من أهم سمات الباحث.
5- التواضع
تعد سمة التواضع التي يمتلكها الباحث من السمات الأخلاقية التي تتعلق بالجانب الديني، والتي أكد عليها ابن الهيثم، الباحث الجيد يتسم بالتواضع مع الموضوع البحثي محل الدراسة.
6- الدقة والتأمل
من السمات المحورية للباحث العلمي التي تزيد من دقة النتائج التي يصل إليها الباحث هي التأمل في كافة المعطيات مع الدقة في تدوين كافة الأمور التي يصل إليها الفرد.