أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم هي أسمى الأخلاق التي يجب أن نحتذي بها وتربى بها الأجيال لأنه كان صلوات الله وسلامه عليه يتحلى بأروع الأخلاق الحميدة وأكثرها نبلاً وإحساناً، ولعل سمو أخلاقه تلك ونبل صفاته كانا من أهم أدواته في توصيل رسالة الإسلام وسماحته وأنه دين يأمر بالفضائل السليمة ويعمل على رفعة أخلاق الناس، نتناول من خلال هذا المقال أهم أخلاقه، عبر موقع زيادة.
أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
وهناك الكثير من الأخلاق التي ذكرت في القرآن الكريم وفي كتب السيرة للنبي صلى الله عليه وسلم ومنها:
خلقي الصدق والأمانة:
في بداية ذكر أخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام نذكر أهم صفتين تحلى بهم وهما الصدق والأمانة حيث أنه كان يتحلى بكلاهما حتى ومن قبل أن يوكل الله إليه أمر النبوة، فقد كان الناس في مكة يلجئون إليه لحفظ أموالهم وأماناتهم وأسرارهم وقضاء حوائجهم نظراً لأمانته الشديدة في حفظ كل ما يؤتمن عليه حتى لقبه أهل قريش بالصادق الأمين.
وكان الرسول شديد الصدق لدرجة أنه بعدما كرمه الله وأرسله بالدعوة إلى الإسلام نادى في أهل قريش وسألهم: لو أخبرتكم أن خيلاً بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقيّ؟ فردوا عليه: نعم، ما جربنا منك إلا صدقاً أي ما عهدنا منك إلا قول الصدق.
حتى أنه من شدة صدقه أجبر حتى أعدائه على الاعتراف بصفة الصدق والشهادة له بها، ومن بينهم أبي سفيان والنضر بن الحارث، ليسير الرسول بين الناس ناشراً ثقافة التحلي بالصدق محبباً إليهم أهميته وقيمته بينهم وقد روي عنه في الحديث “عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة”.
أما عن الأمانة فقد كانت خلقاً ملازماً له في جميع فترات حياته وكان لها أثراً كبيراً على عدة مواقف ذات أثر كبير في حياته، فتعتبر الأمانة هي السبب في زواجه من السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فبعد أن سمعت بأمانته الشديدة وخلقه الكريم قررت أن تأتمنه على مالها ونفسها وطلبت منه الزواج، ومن أبرز مواقف الأمانة أيضاً في حياة النبي عليه الصلاة والسلام حين هاجر إلى المدينة المنورة بعد خروجه من مكة أمر علي بن أبي طالب برد الأمانات وكل ما استودع عنده لأهل قريش بالرغم من محاربتهم له.
اختلطت أخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام بعاداته اليومية حتى تحولت من مجرد أخلاق حميدة لصفات شخصية مرتبطة بشخصه الكريم ومن تلك الأخلاق والصفات هو ما يلي:
العدل:
- كان يتحلى الرسول بخلق العدل فكان يحكم بين الناس بالعدل ويرد الحقوق لأصحابها وكان يعتمد عليه الناس في الحكم بينهم وحل مشاكلهم نظراً لإيمانهم الشديد في أنه يحكم بالعدل مطبقاً شرع الله وأنه لن يظلمهم قدر المستطاع.
- وقد روي عنه أنه عندما حاول أسامة بن زيد رضي الله عنه أن يشفع لسيدة سرقت طالباً منه ألا يطبق عليها حد السرقة قوله صلى الله عليه وسلم:”والذي نفس محمد بيده، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها”، وغيرها من المواقف التي كانت تقع في يده ويتعامل معها بحكمة وعدل بالغين.
وبعد التعرف على أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ويمكن التعرف على المزيد من خلال: متى توفي الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف؟
الحلم والصبر:
- كان الرسول عليه الصلاة والسلام هادئ الطبع حليماً حكيماً لا يغضب بسرعة وكانت هذه من الأخلاق المتأصلة في شخصه الكريم، ويتجلى هذا الخلق في مواقف عدة من إساءة الناس له فما كان يقابل كل ذلك إلا بالحلم والصبر وعدم رد الإساءة بمثلها بل كان دائم التبسم والهدوء.
- بما في ذلك كل مواقف الكراهية والعدوانية الموجهة إليه وأذى المشركين الدائم له مثل محاولة قتل المرأة اليهودية له واليهودي الذي قام بسحره وغيرها من أشكال الاضطهاد المختلفة له.
الشجاعة:
- كانت من أهم أخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام فكان لا يعرف للخوف سبيلاً وقد أيد الله رسوله الكريم في هذا الخلق وكرم المؤمن القوي بحبه عن المؤمن الضعيف، وضرب الرسول عليه الصلاة والسلام في الشجاعة أمثلة عدة وتبين ذلك في غزواته حيث كان يتقدم القوات بنفسه كقائد مغوار يقف أمام أشد وأكبر الجيوش المعادية للإسلام، ففي غزوة حنين حدث اختلاط بين صفوف المسلمين وفر بعضهم من المعركة وقف الرسول بثبات وبسالة وأخذ ينادي في بقية الصفوف مشجعاً إياهم على الثبات.
- وفي يوم أحد بعدما عصى الرماة أوامر الرسول واضطربت صفوف الجيش وبدأ البعض ينسحب استمر رسول الله في المعركة وحوله العديد من أصحابه من بينهم سعد بن أبي وقاص يشجعون بعضهم البعض ويشدون من أزر بعضهم بعضاً.
- وغيرها الكثير من المعارك التي فر منها بعض صفوف المسلمون وبقى هو ومن معه من الصحابة في وسط المواقف الحاسمة بمنتهى الثبوت والشجاعة والإيمان.
وإليكم المزيد من التفاصيل من خلال: من هن مرضعات الرسول صلى الله عليه وسلم وتفاصيل حادثة شق الصدر
التواضع:
- كان الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام رغم هيبته ومكانته السامية إلا أنه كان مثالاً في خلق التواضع وكان أبعد ما يكون عن التكبر والغرور وكان يجلس بين الناس بتواضع بالدرجة التي إذا دخل عليهم شخص لا يعرفه لا يستطيع أن يميزه من بينهم من شدة تواضعه.
الرحمة:
- من أكثر الأخلاق التي ذكرت في العديد من المواقف النبيلة للرسول عليه الصلاة والسلام هي الرحمة واللين والرفق بكل الناس وجميع المخلوقات حتى أنه بكى على بكاء طفل لموت عصفوره وحينما أطلق سراح أسرى غزوة بدر وغيرها من المواقف التي توضح لين قلبه ورأفته ورحمته بعباد الله حتى وصفه الله بالرؤوف الرحيم.
الكرم:
- كان الرسول من أكرم عباده وخاصةً على الفقراء فكان يكثر من الصدقات ويحث المسلمون على الإنفاق في سبيل الله والبعد عن البخل بل أن الصدقات تطفئ غضب الله وتزيد الرزق وزرع هذا الخلق في الكثير من الصحابة وعلى رأسهم عمر بن الخطاب رضي الله عنهم جميعاً.
الزهد:
- كان رسول الله يتسم بالزهد الشديد في الدنيا وملذاتها وكان يرضى بأقل القليل من الطعام والشراب عملاً بقول” بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه”، وعلى الرغم من منزلته الكبيرة كونه سيد القوم كان طعامه المفضل التمر والشعير وكان لا يقيم الموائد بفخر ولا إفراط وكان تمضي الشهور ولا توقد نار تحضير الطعام في بيته حسب رواية بعض زوجاته.
ولا يفوتك أيضًا المزيد من خلال: حياة الرسول صلى الله عليه وسلم بداية من مولده حتى وفاته
الحياء:
- لعلها من أشهر أخلاق الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام فقد وصفه الصحابة بأنه أشد حياء من الفتاة في بيت أهلها أي الفتاة العذراء وقد ورد في السيرة النبوية العديد من القصص التي تدل على حياءه وحسن خلقه الكريم.
أمر الرسول للناس بحسن الخلق
استمر الرسول عليه الصلاة والسلام طيلة فترة رسالته ودعوته للناس بالحسنى وكان يسير بينهم مطبقاً شرع الله في النواحي الدينية وأخلاقه الحميدة في أمور الدنيا وحثهم دائماً على حسن الخلق فقد قال “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
وكان يأمر أصحابه دائما بحسن مخالطة الناس والسير على نهجه في تطبيق القيم والمبادئ والأخلاق في كافة معاملاتهم الإنسانية ليقتضي الناس بهم ويتعلمون منهم سماحة الإسلام وأنه دين يدعو للتحلي بالصفات الكريمة ويعلي من شأن الإنسان بين الناس ويجعله محط احترام وتقدير من الجميع ويعلي من شأنه ومكانته.
وبهذا نكون قد وفرنا لكم أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.