أشهر كتب جلال الدين الرومي

أشهر كتب جلال الدين الرومي تحتوي على عشرات الآلاف من القصائد التي تعد مرجعًا لدى مشايخ الطرق الصوفية، فمن هو جلال الدين الرومي؟ ولماذا تعد كتبه مهمة في الأدب العربي.

لذلك في السطور القادمة عبر موقع زيادة سنعرض لكم أشهر كتب جلال الدين الرومي، ونبذة تعريفية مختصرة عن جلال الدين الرومي، وما هو حكم الشرع في التغني بأشعار جلال الدين الرومي.

أشهر كتب جلال الدين الرومي

الأدب العربي يذخر باللؤلؤ المكنون فيه، والذي لا يمكن أن يبحث عنه ويستخرجه إلا شخص عاشق ومحب للأدب العربي، ومن بين هؤلاء الشعراء الذين يبحث عنهم المتيمين بشعراء لغة الضاد هو الشاعر جلال الدين الرومي.

جلال الدين الرومي هو محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي، ولد في مدينة البلخ في أفغانستان، وقضى معظم سنين عمره السبعين في بلاد الأناضول تحديدًا في قونيا، حيث مات.

في قونيا حيث مات ودفن، يحتفظ السلاجقة “سكان قونيا قديمًا” بخصلة شعر من لحية جلال الدين الرومي، ولا يطلق عليه إلا لفظة مولانا، واشتهر بمصادقته للصوفي الشهير شمس الدين التبريزي.

بعد وفاته أسس ابنه سلطان الطريقة المولوية، وهي رقص روحاني على بعض الأنغام، والأشعار التي ألفها جلال الدين، والتي قيل إنها تصل حتى أربعين ألف بيت شعر، أما أشهر مؤلفات جلال الدين الرومي فهي:

  • المثنوي.
  • ديوان شمس الدين التبريزي “الديوان الكبير”.
  • رباعيات جلال الدين الرومي.
  • فيه وما فيه.
  • المجالس السبعة لجلال الدين الرومي.
  • الرسائل لجلال الدين الرومي.
  • قواعد العشق الأربعون.

في السطور القادمة سنعرض لكم نبذة مختصرة عن كتاب من هذه الكتب، وقول علماء أهل السُنة، والجماعة فيها، وأبرز ما جاء في هذه الكتب.

اقرأ أيضًا: تجليات جلال الدين الرومي ونبذة عنه وعلاقته بالعلماء

كتاب المثنوي لجلال الدين الرومي

واحد من أشهر كتب جلال الدين الرومي، إن لم يكن أشهر كتاب لجلال الدين الرومي في تركيا، وفي إيران، وفي هذه الفقرة سنعطيكم نبذة مختصرة عن كتاب المثنوي لجلال الدين الرومي، كما سنعرض لكم ما هي المثنويات.

المثنويات هي قصائد صوفية فارسية، ولا تكتب إلا باللغة الفارسية، وكان من أشهر أعلام المثنويات في العالم الشاعر الفارسي فريد الدين العطار، بالإضافة إلى السنائي.

أما مثنويات جلال الدين الرومي، فقد كثرت فيها الأقاويل، منهم من قال إن جلال الدين الرومي كان قد ألف ثمانية عشر بيتًا من أول مثنوي، في إحدى الرحلات مع أنغام الموسيقى، وهذا البيت هو الذي يقول: اصغِ إلى الناي وهو يقص قصته** وكيف يغني ألم الفراق.

أما الروايات المنتشرة عن جلال الدين الرومي هما روايتان رواية حسام الدين جلبي، الذي قال إن جلال الدين لم يمسك بقلمٍ أثناء كتابته للمثنويات.

بل كان يملي تلاميذه إما في ساحات قونيا أو بين حقول الكروم، وكان يعيد حسام الدين جلبي على جلال الدين ما كتبه كي يصحح ما كان يكتبه.

أما الرواية الثانية فهي التي ذكرها الرحالة الشهير محمد بن عبد الله بن بطوطة، فذكر ابن بطوطة أن جلال الدين الرومي كان في بداية أمره كان فقيهًا في قونيا، وكان على المذهب الحنفي، فجاءه ذات مرة أحد بائعي الحلوى، وكانت القطعة بفلس.

فأعطاه قطعة ولم يأخذ ثمنها وذهب، فأسرع وراءه الرومي، ولم يعد على تلاميذه إلا وينطق بالفارسية، فكان الطلاب يكتبون ما يقول، على الرغم من قلة معرفتهم بالفارسية.

هذا يتفق مع ما أورده حسام الدين جلبي، وقراءة هذا النوع من الأدب بغرض دراسة الشعر فقط لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية.

الديوان الكبير ديوان شمس الدين التبريزي

أشهر دواوين جلال الدين الرومي الشعرية، كما أنه يعد واحدً من أشهر كتب جلال الدين الرومي التي ألفها عبر تاريخه، وفي هذه الفقرة وسطورها سنعرض لكم نبذة مختصرة عن هذا الكتاب، كما سنعرض لكم لماذا هذا الديوان، هو أحد الدواوين العربية النادرة المنسوبة للغير.

قد ينسب الديوان الشعري للغير في حالة إذا ما كانت الأشعار الموجودة عن هذا الكاتب قليلة، لكن أن تكون الأشعار أو المؤلفات الخاصة بهذا الكاتب كثيرة، ويكتب ديونًا لغيره فهذا هو العجيب.

على الرغم من قلة حدوث مثل هذه النوادر في الشعر العربي، إلا أن شدة الصداقة بين جلال الدين الرومي، وشمس الدين تبريزي هي ما أدت إلى حدوث هذا الديوان.

الديوان كتبه جلال الدين الرومي بعد وفاة صديقه، وملهمه ومرشده في درب التصوف شمس الدين التبريزي، الكتاب يحتوي على العديد من المقطوعات الشعرية التي قالها التبريزي على أنغام الموسيقى.

قد استخدم جلال الدين الرومي أثناء كتابته لهذه الأشعار كل بحور العروض العربي تقريبًا، فكانت أشعار الديوان الكبير ذات تنوع موسيقي فريد من نوعه في هذا الوقت.

أما أكثر ما لفت انتباه النقاد إلى الديوان الكبير، هو أن جلال الدين الرومي قد عني ببعض الأشعار القديمة التي لم ينظمها، ويعبأ بها أحدٌ من قبله، وأشهر ما جاء في هذا الديوان منثورة غزلية بعنوان “مائة غزلية وغزلية واحدة”.

أما القول علماء أهل السنة والجماعة في الديوان الكبير، هو قولهم في باقي مؤلفات أهل التصوف، وهو الأخذ به كجزء أدبي لا ديني، فمثلاً الغزليات أدبية بحتة، وشعر الزهد كذلك، لكن أشعار وحدة الوجود فدراستها دون التصديق بها، فالتصديق بها حرام.

رباعيات جلال الدين الرومي

لم يكن المثنوي، والديوان الكبير لجلال الدين الرومي أشهر كتب جلال الدين الرومي فقط، بل جاء أيضًا كتاب رباعيات جلال الدين الرومي لينافس رباعيات الشاعر عمر الخيام، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم رباعيات جلال الدين الرومي، وأبرز ما جاء من أقواله فيه.

رباعيات جلال الدين الرومي كتاب روحاني صوفي أكثر منه كتاب أدبي، وهو يتشابه في حد كبير مع كتابه الشعري الصوفي لشهير المثنوي، فكتبه بالفارسية، وهذا الكتاب قال عنه رجال أهل السنة والجماعة، أنه من الكتب التي لا يجب على المسلم الأخذ بمحتواها في سياق غير أدبي.

فالصوفيون لديهم بعض المعتقدات الغريبة حول الوجود وأصله، كما أن لهم بعض المعتقدات الغريبة عن الخالق سبحانه وتعالى، رباعيات جلال الدين الرومي يتناول رحلة لإنسان في البحث عن الحق سبحانه وتعالى.

بل ويصور جلال الدين الرومي هذه الرحلة بطريقة موسيقية، في أشعار وجدت فيها الخمر والعشق مع المعازف -الخمر والمعازف من المحرمات فب الدين الإسلامي-، وهذا الديوان تشارك في تأليفه مع جلال الدين الرومي شمس الدين التبريزي.

لم يكن كتاب رباعيات جلال الدين الرومي منظومًا بشكل روحي صوفي فقط، بل تم نظمه في شكل فلسفي أيضًا، ويحتوي رباعيات الخيام على أكثر من ألف وستمائة وخمسين رباعية، والرباعية حسب قول علماء اللغة هي البيتين الشعريين.

فالرباعيات إذًا هي أكثر من ثلاثة آلاف وثلاثمائة وعشرين بيتًا شعريًا تقريبًا، ومن ضمن ما قاله جلال الدين الرومي في الرباعيات “إن تكن تبحث عن مسكنِ الروح فأنت روح، وإن تكن تفتش عن قطعة خبز فأنت الخبز“.

كتاب فيه وما فيه لجلال الدين الرومي

لا يعد هذا الكتاب فقط من أشهر كتب جلال الدين الرومي، بل يعد واحد من أكثر كتب جلال الدين الرومي إثارة للجدل بين علماء الأمة الإسلامية من أهل السُنة والجماعة، وعلماء التصوف، وفي هذه الفقرة وسطورها سنعرض لكم مختصر هذا الكتاب.

الكتاب في المقام الأول مرفوض من أهل السنة والجماعة وهم العلماء الذين يتبعون مذهب رسول الله والسلف الصالح والأئمةون مذهعنة والجماعة وهم العلماء الذين يتبعون مذهعب رسول اة من أهل السُنة والجماعة، وهات جلال الدين الروم الأربعة، بينما أهل التصوف فقد عدهم العلماء أحد فروع الشيعة.

لذلك لا يعتد بكتاب فيه وما فيه من تفسير للقرآن الكريم أو لشرح لأحاديث رسول الله، فهذا الكتاب مثله مثل كتاب المتصوف ابن عربي “دون تعريف”، في تفسير القرآن الكريم، الذي أقر العديد من الفقهاء من بينهم الذهبي أن ابن عربي خارج عن الدين.

الكتاب يعد أحد كتب العقيدة الماتريدية، وهي إحدى الديانات التي انشقت عن الإسلام، وهذا الكتاب فيه من المسائل الأخلاقية والدينية التي يؤخذ بها، وقيل إن المخطوطة الأصلية لكتاب فيه وما فيه لجلال الدين الرومي كتبت بالفارسية.

الكتاب مقسم إلى واحد وسبعين فصل غير متصلين ببعضهم البعض، قام بترجمة الكتاب الأستاذ الشهير عيسى علي العاكوب، الذي ولد في مدينة الرقة السورية، وهو باحث في الدراسات الإيرانية، وقد ترجم العديد من المؤلفات لجلال الدين الرومي عن الفارسية منها رسائل مولانا جلال الدين الرومي.

كما يقال إن من جمع مخطوطات هذا الكتاب هو سلطان ولد الابن البكري لجلال الدين الرومي، وترجم هذا الكتاب إلى العديد من اللغات منها الإنجليزية، وبالطبع التركية حيث دفن جلال الدين الرومي.

اقرأ أيضًا: أجمل ما قال جلال الدين الرومي وأروع أبياته الشعرية

كتاب المجالس السبعة لجلال الدين الرومي

نعم هو من أشهر كتب جلال الدين الرومي، ومن أكثر كتب جلال الدين الرومي نقدًا أيضًا، الكتاب من ترجمة الدكتور عيسى علي العاكوب، وسنعرض لكم في سطور هذه الفقرة من بعض العبارات التي وردت في المجالس السبعة، ورأي أهل السنة والجماعة فيها.

المخطوطة الأصلية التي كتبت باللغة الفارسية كانت تسمى باسم المجالس السبعة لجلال الدين الرومي، وبعد ترجمة الأستاذ عيسى العاكوب لها أردف إليها “آفاق جديدة في الرمزية الإسلامية”.

الكتاب أحد كتب العقيدة الماتريدية، وهو واحد من أصل أربعة كتب ألفها جلال الدين الرومي يعتقد بها أهل العقيدة الماتريدية، الكتاب يحتوي على الخطب التي تبدأ وتنتهي بعبارات تعتمد على فن السجع من فنون البلاغة العربية.

هذه الخطب فيها استدلال بالآيات القرآنية وتوجيه التحية إلى الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وأرضاهم، الخطب هي خطب وعظية، وكالعادة فإن جلال الدين الرومي يشرح في كتابه النقد بعض الآيات القرآنية من منظور الصوفية، والأحاديث الشريفة كذلك.

المناجاة الأولى هي الشاهد الذي سنعرضه لكم من هذا الكتاب

أيُّها الملِكُ والمليكُ، أطفئْ نيرانَ حِرْصِنا بماء رحمتِك، واسْقِ أرواحَ المشتاقينَ شرابَ وحْدتِك، ونوِّرْ وأضِئْ ضمائرَ قلوبنا بأنوار معرفتِك وأسرارِ وحْدتِكَ، وشَرِّفْ وكرِّمْ أشْراكَ أمَلِنا التي نَصَبْناها في صحراء سَعةِ رحمتِك بأطيارِ السَّعادة وصُيود الكرامة“.

قد يبدو في الظاهر أنها مناجاة مثل التي نسمعها في الركعة الوترية من تراويح رمضان، إلا أن قوله “واسْقِ أرواحَ المشتاقينَ شرابَ وحْدتِك“، وهو من الأقوال التي تشكك في أصل الشريعة الإسلامية.

لذلك فإن أقوال أهل العلم من أهل السنة والجماعة على الرغم من كونه من أشهر كتب جلال الدين الرومي إلا أن التفسير الذي يجيء فيه للآيات الله ليست من الإسلام.

الرسائل لجلال الدين الرومي

هو أيضًا من أشهر كتب جلال الدين الرومي، بل هو ثالث كتب جلال الدين للعقيدة الماتريدية، الكتاب من تحقيق الأستاذ الدكتور توفيق السبحاني، ومن ترجمة الأستاذ الدكتور عيسى علي العاكوب، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم محتوى هذا الكتاب.

الكتاب من المجلدات الضخمة الكبيرة التي قام جلال الدين الرومي بتأليفها، يحتوي هذا المجلد على أكثر من مائة وخمسين رسالة دينية في العقيدة الماتريدية، وهو من الكتب العقائدية لدى أهل العقيدة الماتريدية.

العقيدة الماتريدية أو الفرقة الماتريدية هي فرقة أشعرية متصوفة، جلال الدين الرومي كان من أعلامها، وقام بتأليف العديد من الكتب فيها الذي يعد من الكتب المستخدمة في هذه الفرقة الكلامية، وبسبب هذا التأثر الشديد من جلال الدين الرومي بهم جعل هذه الرسائل.

الرسائل فيها من الرسائل الوعظية، وفيها من الرسائل السياسية، أو الرسائل الأدبية، وقد قام اثنان من الباحثين الأتراك بمعاونة باحثٍ إيراني بترجمة النسخة العربية من كتاب الرسائل لجلال الدين الرومي.

اقرأ أيضًا: من هو شمس التبريزي ومقتطفات من أشهر مؤلفاته

قواعد العشق الأربعون

هذه الرواية ليست من أشهر كتب جلال الدين الرومي، بل هي من أشهر الكتب عن جلال الدين الرومي، وفي سطور الفقرة القادمة سنعرض لكم سبب ذكرنا لهذه الرواية، ولماذا هي من أشهر الكتب عن جلال الدين الرومي.

الرواية حديثة للغاية فبالكاد مر عليها أحد عشر عامًا، ألفتها الروائية التركية الشهير إليف شافاك ” Elif Şafak “، وهي رواية تحكي عن قصتين في عصرين مختلفين لكن كلاهما مرتبط ببعضه البعض.

الرواية التي قام بترجمتها المترجم السوري الشهير خالد الجبيلي، ما يعنينا منها فقط هو الخط الزمني الذي يحكي عن جلال الدين الرومي، وعلاقته بأبيه الروحي في التصوف شمس الدين التبريزي.

تبدأ ببعض الجمل التي قالها شمس الدين التبريزي، بل تعرض في هذه الرواية أو في هذا الخط الزمني من الرواية تحديدًا السمة الأكبر للحب من وجهة نظر إليف شافاك، فقد أخذت من أشهر كتب جلال الدين الرومي التي قامت بدراستها من أجل تأليف الرواية.

ما يخدم الخط الدرامي فيها، والواضح من تعمقها لدراسة جلال الدين الرومي هو ذكرها لمقتل شمس الدين التبريزي، وتحول جلال الدين الرومي من فقيه إلى متصوف.

كن دائم الاطلاع على الأدب العربي في مختلف مجالاته، لكن عليك أن تكون يقظًا، فادرس وتمعن واجعل عقلك هو الميزان.

قد يعجبك أيضًا