أسماء الله الحسنى ومعانيها وفضلها

أسماء الله الحسنى ومعانيها عظيمة، فهي أسماء مدح وثناء لله عز وجلّ، سميت حُسنى كنايةً على اختصاص الحسن وكماله في أسماء الله، وهي تدل على صفات الله السامية، كما أنها أفعالًا يمجدها الله ويرفع من شأنها كي يفعلها ويتصف بها العبد الربانيّ، وسنوضح لكم من خلال موقع زيادة تفصيلًا لأسماء الله الحسنى ومعانيها الجليلة.

أسماء الله الحسنى ومعانيها

أسماء الله الحسنى ومعانيها

قال الله تعالى في كتابه المجيد: “وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” (الآية 180 سورة الأعراف).

إن أسماء الله الحسنى ومعانيها قد علمها لنا النبيّ، وعدّد من فوائدها وعظيم أثرها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ” (صحيح البخاري).

يأتي هنا معنى كلمة (أحصاها) ليشير أن المؤمن يجب أن يعرفها ويدركها بقلبه وعقله، وليس فقط مجرد قراءتها، أي الإحاطة بأسماء الله الحسنى ومعانيها وحفظها والدعاء بها أيضًا، فالله يقبل العمل من عباده عندما يفعلوه بقلبهم وأبدانهم معًا.

إن شرف العلم بشرف المتعلم، فعندما يتعلم المؤمن أسماء الله الحسنى ومعانيها يقوي ذلك من إيمانه، ويزداد علمًا بالله عز وجل، فيجعله الله واثقًا بقدرته في تدبير شئون حياته للأفضل، إضافةً إلى منحه أفضل أشكال النعيم وهو دخول الجنة.

إن أسماء الله الحسنى ومعانيها بداخلها صفاتًا تتجلى في حياتنا اليومية، وترتيبها المعروف ليس بالضرورة هو الترتيب الفعلي لها، فالمهم هو إدراك المعني في موضعه.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: فوائد اسماء الله الحسنى ومعانيها

الاسم معناه
الرحمن يدل على شمول رحمة الخالق بكل الكائنات، تشمل رحمته المؤمن والكافر في الدنيا، والمؤمنين فقط في الآخرة، ودائمًا يقترن اسم الرحمن بالرحيم، وذكر اسم الرحمن 57 مرة بالقرآن الكريم.
الرحيم صيغة مبالغة تدل على كثرة الرحمة ومشتقة منها، تعني الرقة والتعطف مع الخلق، وتم ذكرها 114 مرة في القرآن الكريم، ورحمة الله تغلب غضبه.
الملك القادر على التصرف بشكل مستقل فلا يرجع لأحد قبل أن يفعل، وليس من مالك حقيقي لكل شيء إلا الله عز وجل.
القدوس هو الطاهر المبارك عن أي دنس، وسمي عز وجلّ قدوسًا لأن الملائكة تقدسه ويسبحون بحمده، فهو المنزه عن الأنداد والصاحبة والولد والنقائص.
السلام هو السلام ومنه السلام، فحرم الظلم على نفسه فهو أبدًا لا يظلم عباده، وتأتي بمعنى السلامة والبراءة من العيوب.
المؤمن هو الذي دعا خلقه جميعًا للإيمان به، ويملك أمانهم في الدنيا والآخرة، وهوم المصدق أي أنه يصدق إيمان عباده، وفي معناها أيضًا أنه أمن العباد من الظلم.
المهيمن هو المسيطر والمطلع على كل الأمور وشاهد عليها، فالهيمنة هنا هيمنة رحمة وليس هيمنة غلبة فقط، أنه آمن عباده من كل خوف وهم.
العزيز معناها القويّ الشديد الغالب، الذي لا يُقهر، فالعزة هي عزة قوة وغلبة، وهي صفات لا تكون إلا لله عز وجلّ.
الجبار لديه جبر الرحمة والقوة والعلو، أي جبر الضعيف، وجبر القهر بالعزة، ومن لديه الجبروت والكبرياء.
المتكبر من الكبَر، التي هي نقيض الصغر، معناها الرفعة والشرف والتعظيم لله، ومعناها التكبر عن الظلم، والتكبر عن كل المساوئ، والتكبر والتعاظم على أي شيء من دونه عزّ وجل.
الخالق لها خمسة معاني: (الخلق، الملك، التدبير، الإحياء، الإماتة والبعث).

إيجاد الشيء من العدم، والله هو خالق كل شيء ورازقه.

البارئ تأتي من الفعل برأ أي (خلق)، برأ الخلق معناها خلقهم، وهو اسم مطلق معرَّف دال على الكمال.
المصور جاء هذا الاسم مرة واحدة في القرآن في سورة الحشر، الآية 24 فقد قال الله تعالى: “هو الخالق البارئ المصور”، أما باقي المرات ذُكر كفعل (يُصوركم) أو (يُصور) وهكذا، وتصوير الشيء هو تخيله وإيجاده من العدم.
الغفار أي ستَّار الذنوب، فهو يعفو عن ذنوب عباده بفضله ورحمته التي وسعت كل شيء، مهما تعاظمت الذنوب فإنه لابد ألَا نيأس من مغفرة الله وفضله.
القهار مشتقُ من القهر، فلا يوجد شيء إلا وكان مسخرًا تحت قهر الله وسلطته.
الوهاب معطي الهبات، فهو يعطي بلا مقابل أو حدود، ويكثر من العطاء.
الرزاق الرزق في اللغة هو نصيب الفرد الذي كتبه الله له، فالرزاق يرزق من عباده ما يشاء لحكمة وعدل، وأرزاق الخلائق مقدرة منذ الأزل تقديرُا دقيقًا.
الفتاح هو الحاكم الذي يقضي بين عباده بالحق والعدل، ويفتح لهم أبواب الرزق والمغفرة والرحمة، ويفتح المنغلق من الأمور على العباد.
العليم الذي أحاط علمًا بكل شيء، بالظواهر والبواطن وما تؤول إليه الأمور، وجاء كصيغة مبالغة لوصفه عزّ وجلّ بكمال العلم له وحده.
القابض القبض نقيض البسط، معناها تأخير العطاء أو المد، فمن حكمة الله أحيانًا أن يؤخر يد العون بالرزق عن عبده كي يهذب نفسه ويرقيها، فالقابض هو الذي يمسك الرزق عن عباده بلطف وحكمة، وهو الذي يتم قبض الأرواح بقدرته وأمره.
الباسط أنه يبسط الرزق لعباده بالجود والكرم، وأنه يعطي بلا حساب.
الخافض يخفض من شأن الجبارين المتكبرين في الأرض، فهو الواضع من الأقدار.
الرافع يرفع من شأن أولياءه وعباده الصالحين ويكرمهم، فينزل بذلك العدل على العباد حسب أعمالهم الصالحة أو غير الصالحة.
المعز يجد المؤمن في العزة نوعًا من أنواع الثقة في الله عز وجل، فالعزة أن تكون ذليل لله فقط لا لمنصب أو جاه، فالله يُعز من والاه واتبعه.
المذل إن الله يذل من عصاه وخالف أوامره، فمن أذله الله جعله ضعيفًا بين خلقه.
السميع فهو يسمع السر والنجوى في الخفوت والعلانية، كما أنه يسمع سؤال الداعين ليستجيب لهم فهو السميع العليم.
البصير البصر في حقوق خلقه، والبصير هو الفطن والعالم بكل شيء وكوامن الأمور، فهو محيط بصره بجميع الموجودات.
الحكم حاكم كل شيء ويفصل الحق بالباطل، يحكم بين خلقه كما أراد ولا يحتاج لشاهد عليه.
العدل عادل منزه عن الزور أو الجور في أحكامه، فالله عادل بين خلقه لا يفعل إلا ما ينبغي فعله.
اللطيف قال تعالي: “لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير” (الآية 103 سورة الأنعام)، الذي لطف بعباده فيسرهم لليسر وجنبهم العسر، ولطفه سبحانه وتعالى خاص بما يشاء من العباد، ورد 7 مرات في القرآن الكريم.
الخبير فالله خبير ببواطن الأمور كما أنه خبير بظواهرها، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.
الحليم تأتي من العقل والتأني، فهو يصبر على عباده ويمهلهم، حتى يتفقدوا الصواب، فلا يعجل على عبده بذنب أو عقوبة.
العظيم فله العظمة والكبرياء والمجد، ويعظم سبحانه وتعالى عن كل شيء، فلا عظمة وجلال لغير الخالق.
الغفور هو غفار وغافرًا وغفورًا، فيه تنويه للعباد على ضرورة الإكثار من الاستغفار، يغفر كل الذنوب والخطايا ما تقدم منها وما تأخر.
الشكور يأتي اسم الشكور مقترن غالبًا مع الغفور أو اسم الله الحليم، إن الشكر في معناه هو جزاء الفضل، فعندما يكون الله شكورًا معناها أنه يثيب عبده فضلًا جزاءً على فعله الطاعات.
العليّ يقترن غالبًا مع اسم الله العظيم، ومعناها أنه الذي يعلو بذاته عن جميع خلقه، وفيها إشارةً للتنزيه عن كل ما لا يليق بالله عز وجل من أفعال وصفات، فالعلوّ هو علو الذات والمكانة والقدر.
الكبير تعني اتساع ذات الله وعظمة وكثرة صفاته الحسنى، ومن عظم الذنب عنده صغر عند الله، وعظمته ورحمته مطلقة، فهو الكبير في صفاته ليس له شبيهًا.
الحفيظ الحافظ هو الذي يحمي ويصون، فعندما يفسد قلبك بالمعاصي والذنوب، يحفظه الله بالرحمات والغفران، وهو الموَّكل بالشيء لحفظه ورعايته، وفي معناها أيضًا الضبط وعدم الغفلة أو النسيان، فالله هو خير حافظًا.
المقيت يعطي قوت الأبدان والأرواح، فهو المقتدر الذي يعطي الإنسان ما يحتاجه، وهو الذي يوصل الأرزاق إلى العباد.
الحسيب أنه المحسوب عطاياه وفواضله على العباد، فهو الحسيب كفايةً وحماية.
الجليل قريبة من معنى العظيم، الذي يوصف بالجلال والجامع لصفاته.
الكريم من الأسماء المحببة، فنجد كرم الله يتجلى في كل ما حولنا، وهي صفة الكرم، أي العطاء بلا حدود، فهو الذي إذا قدر يعفو، وإذا وعد يوفي، وإذا أعطى زاد طالما وجد الرجاء.
الرقيب مراقبة الله تعالى لخلقه، فلا تتحرك ذرة غبار إلا بإذنه سبحانه، فإليه يرجع الأمر كله وهو على كل شيء رقيب.
المجيب يجيب الله لدعوة الداعي إذا دعاه، إجابة عامة لكل الداعين له، وإجابة خاصة للقريبين منه المخلصين في عبادته.
الواسع فيتسع رزقه ليشمل جميع الخلائق، وتتسع رحمته لكل شيء، فيسع خلقه بالكفاية والتدبير.
الحكيم أن يضع الأشياء في محلها بحكمته وعدله، ويحكم بالعدل، وله الحكم المطلق الكامل.
الودود مصدر الموَّدة، والود هو الحب، وكل ودود مُحب، فالله تسبق محبته للعباد حبهم له، وهو يتودد بنعمه لأهل المعصية أيضًا، ويبدأ بالمغفرة ويظل يغفر حتى تتوب إليه توبةً صادقة.
المجيد هو الكريم الفعّال الذي يجمع بين الوهاب والجليل، وتمجيد الله وتعظيمه والإيمان به هو ما على المؤمن القيام به.
الباعث هو الذي يبعث الموتى مرة أخرى من قبورهم حتى يحاسبهم، ولها معنى آخر أيضًا أنه باعثُ للإنسان حركاته وسلوكه فيلهمه في شتى الأمور.
الشهيد الأمين في شهادته لا يغيب عن علمه شيء، يشهد على الخلق يوم يبعثون.
الحق المتصف بالوجود الدائم والبقاء، فالحقُ هو الحقيقة الثابتة التي لا تتغير، وهو الذي يحق الحق بكلماته فيقول الحق، كل ما أخبرنا الله به هو حقٌ، والدين والكتاب الكريم حق معلوم.
الوكيل الكفيل بأرزاق وأحوال العباد، والمتكلف بمصالحهم، والوكيل أشمل من الكفيل.
القويّ له الغلبة، فلا يغلبه غالب، له القوة كلها، ولا يُرد قضائه، ولا يتمكن منه العجز أبدًا، وكل قويّ يعتبر قادرًا.
المتين تام وبالغ القدرة والقوة، قوته محكومة ومتينة لا يغلبها شيء.
الوليّ المقصود أن الله عز وجلّ هو من يتولى أمرك ويرعاك ويحفظك، ومن تعتمد عليه ويكون سندك وعونك، وتطلب منه المشورة دائمًا.
الحميد إن الله هو الحميد المحمود، والحمد أعم من الشكر، وأخص من المدح، والحميد هو المستحق للشكر والثناء.
المحصي الذي أعد وأحصى كل شيء من مخلوقاته بعلمه، المحيط بجميع الأمور والعليم بدقائق الأشياء.
المبدئ فهو بادئ الحياة والخلق، تدل على الإيجاد من العدم، فهو يُبدئ الخلق حين يخلقهم.
المعيد تدل على إيجاد ما كان موجودًا من قبل، أي فكرة البعث هنا وإعادة الحياة مرة أخرى، والمبدئ والمعيد يوهبان الكمال لله تعالى، فهو يعيد الخلق مرة أخرى إليه يوم القيامة.
المحيي صيغة مبالغة تدل على أن حركة الإحياء مستمرة طول الوقت، فهو يبث الروح في الخلق، ويجعلهم أحياء، وهو يحيي القلوب بالهداية والصلاح.
المميت الذي يميت الأحياء، فهو خالق الموت وموجهه على من يشاء من العباد، وهو مميت القلوب الكافرة المضلة.
الحيّ على كل مؤمن أن يتوكل على الحيّ الذي لا يموت، معناها الباقي حيّا بذاته، والدائم في وجوده أبدًا.
القيوم فهو القائم بنفسه والمقيم لغيره، وقد قال الله تعالى في سورة البقرة: “اللَّهُ لَا إله إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ” (الآية 255).
الواجد هو الغنيّ الذي لا يفتقر، ذو الوجد والغنى.
الماجد مشتق من المجد والسمو والرفعة، والمتناهي في الكمال والعز.
الواحد الفرد الأول الذي لا شبيه أو مثيل له، لم يزل وحده ولم يكن معه آخر.
الأحد الذي يحتاجه كل شيء، ولا يحتاج إلى شيء.
الصمد قال الله تعالى في سورة الإخلاص: “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)”.

الصمد هو السيد العظيم في علمه وحكمته، الذي يصمد إليه الخلق في حوائج الدنيا فيكفيهم.

القادر فالله قادرًا قديرًا مقتدرًا، له القدرة دائمًا، وهو كامل القدرة فبقدرته وعظمته أوجد الموجودات كلها ودبر أمورها.
المقتدر صيغة مبالغة تدل على الكثرة أكثر من قادر وقدير، تأتي من الاقتدار والاستطاعة على فعل كل شيء، وهو الذي يقدر الأشياء بعلمه وينفذها بقدرته.
المقدم من حكمة الله البالغة أن يقدم الله ما يجب تقديمه من كل شيء، كتقديم الأسباب على المسببات، وتقديم المخلوقات على بعضها، وهكذا.
المؤخر أنه يؤخر الأشياء لوقت محدد هو مقدره وحده، فيؤخرها لحين وضعها في وقتها المناسب، ومن الناس من يسخط على عدم نواله ما يتمنى، لو علم أن كل شيء بمقدار يحسبه الله عز وجلّ لكان يرضى.
الأول فهو موضع التقدم، ليس قبله شيئًا، هو السابق للأشياء كلها.
الآخر ليس بعده شيئًا، فهو المتأخر عن الأشياء كلها والباقي بعدها.
الظاهر أي المنتصر والظافر، والظهور هو بيان الشيء الخفيّ، وهو الذي عرف بالاستنتاج العقليّ بآثار صفاته جلّ وعلا.
الباطن هو القريب والعالم بما يبطن ويخفى.
الوالي تأتي من الولاية، والوالي هو الذي يدير شئون خلقه كلها ويرعاها.
المتعالي قال الله تعالى: “عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ” ( الآية 9 سورة الرعد)،
البَر اسم فاعل للموصوف بصفة البر، فهو الذي يعطف على عباده ببره، وهو المحسن إلى عباده، الصادق في وعده.
التواب يقبل توبة عباده دائمًا، لا يغلق الله باب التوبة في وجه أي خطّاء أو عاصي، فالعبد تائب والله توّاب.
المنتقم ذٌكرت مع العفو والتواب والرؤوف، وذٌكرت مع ذو الجلال والإكرام، والله عندما يضع للظالم حدًا فإنه يوقفه بانتقامه عز وجل عن ظلمه، والمنتقم هو الذي يعاقب من يشاء من عباده.
العفوّ باب التوبة مفتوحًا دائمًا لكل إنسان، ولذلك وُصف الله بالعفو الرؤوف، والعفو هو التجاوز عن الذنب الذي يفعله العبد وترك العقاب لحين أن يتوب العبد.
الرؤوف فقيل أن الرأفة أرق من الرحمة، فهو أمر كل عباده باللين والرفق في التعامل، ومن رأفته أنه تعطف على عباده ورحمهم.
مالك الملك قال الله تعالى: “قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” (الآية 26 سورة آل عمران).

فالمُلك هو الكون، والله هو مالك الكون بأسره وهو واجد الوجود.

ذو الجلال والإكرام أي أنه وحده المستحق بالأمر والنهي، وهو من جلال القدر والعظمة، ومن حق الله على العباد أن تكون طاعته لازمة.
المقسط القسط هو العدل، فهو العادل الذي له كمال العدل، والمقسط في المعنى أفضل من العادل، فمعناها أنه صاحب العدل والعدل لصيقٌ به عز وجلّ.
الجامع أي أنه يجمع بين كل صفات الكمال والجلال.
الغنيّ له الغنى التام المطلق، فهو الغنيّ بذاته دون وجود سبب للغنى.
المغني المخلوق يحتاج ربه في كل شيء، فالله هو الذي يُغني الخلق ويرزقهم من فضله.
المانع فهو يعطي ويمنع ويرحم ويعاقب، والله يمنعك عن كل ما يؤذيك، وهو حصنٌ منيعُ للمؤمنين.
الضارّ المؤمن الصادق يدرك أن كل محنة من عند الله من وراءها منحة لا يعلمها إلا عالم الغيب، لذلك يجب أن يصبر على البلاء، وهنا اسم الله الضارّ ليس معناه أنه يضر عباده فحاشا لله أن ندرك المعنى هكذا، وإنما أنه يستأصل كل مسببات الأذى من المؤمن ليرفع عنه البلاء ويجازيه خيرًا.
النافع لا تجد النفع عند مخلوق أبدًا ما دمت مع الخالق، فالله هو الذي ينفع ويهب ويعطي بلا حساب، قد قال الله تعالى: “وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير” (الآية 17 سورة الأنعام).
النور يتقارب مع اسم الله الهادي، فهو النور الذي ينير للعباد طريقهم ليرشدهم إلى الخير والصلاح.

قال الله تعالى في سورة النور: “اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَى نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ” (الآية 35).

الهادي تأتي الهدى من الرشد والإدلال، فهو الذي يكرم من يشاء من عباده بنور التوحيد ويهديهم إلى الصراط المستقيم.
البديع الإبداع أن تصنع شيئًا ليس له مثيل سابق، والله هو بديع السماوات والأرض وما عليها.
الباقي الباقي على الدوام فلا يفنى، فشأن الله هو البقاء، أمال شأن الخلق هو الفناء.
الوارث إن الوارث لغةً هو الذي يرث بعد فناء غيره، والله تعالى من أسماءه الوارث لأنه يرث الأرض وما عليها بعد فناء خلقه، وإليه مرجع كل شيء ومصيره، كما أنه يُوَّرث الأرض لمن يشاء من عباده.
الرشيد هو مرشد قلوب الحائرين لطريق الهداية، وهو الرشيد في الأقوال والأفعال، وهو الذي يجعل من يحب من عباده رشيدًا حكيمًا.
الصبور إن الله صبورًا على عباده ولكنه يمهل ولا يهمل أو يتغافل، ولكنه يصبر على العبد ويؤخر عقابه لحكمة بالغة، والفرق بين (الحليم، والصبور) أن كلاهما يؤخر العقاب لكن (حليم) مقترنةً مع العفو عن الذنب.

فضل أسماء الله الحسنى ومعانيها

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“ما أصاب أحدًا قط همٌّ ولا حزنٌ، فقال: اللهمَّ إني عبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أَمَتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حزني، وذَهابَ همِّي، إلا أذهبَ اللهُ همَّهُ وحزنَه، وأبدلَه مكانَه فرجًا، فقيل: يا رسولَ اللهِ ألا نتعلَّمُها؟ فقال بلى، ينبغي لمن سمعَها أن يتعلَّمَها” (صحيح).

فالدعاء بأسماء الله الحسنى يكشف الهم ويزيل الكرب، وأحد أسباب استجابة الدعاء إذًا هي الدعاء بأسماء الله الحسنى وصفاته العظيمة.

كما أوضح الحديث الشريف أن أسماء الله الحسنى ومعانيها ليس لها عدد معين محصور، بل هناك أسماء لله عز وجل لا يعلمها إلا هو.

من يداوم على الدعاء بأسماء الله الحسنى بعد كل صلاة، خاصة صلاة الجمعة، يرزقه الله من حيث لا يحتسب، ويحفظه من الشرور والمخاوف، وينصره على أعدائه.

إذا داومت على قراءة أسماء الله الحسنى بضع مرات في خلوة مع نفسك قبل النوم كل يوم، سيجازيك الله خيرًا كثيرًا، ويجعل ليلتك ويومك هادئة مطمئنة.

من فضل أسماء الله الحسنى ومعانيها أنه إذا كنت مظلومًا فادعُ الله باسمه المنتقم والناصر، وإذا كنت مضطرًا فادع باسمه المجيب، وفي كل حال أنت فيه هناك اسم من أسماء الله الحسنى بمثابة دواء وحصن لك، وأساس في حلّ مشكلتك.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أسماء الله الحسنى في المنام للعزباء والمتزوجة والحامل لابن سيرين
هكذا قدمنا لكم تفصيلًا أسماء الله الحسنى ومعانيها، ونشير أن المؤمن الصادق خاضع لله متواضع مع خَلقه، يتعامل مع الله تعاملا يوميًا في شتى الأمور، من خلال معرفة أسماء الله الحسنى ومعانيها، فالمؤمن يستعين بربه، ويستغفره، ويتوب إليه، ويتوكل على الله في كل شيء.

قد يعجبك أيضًا