قد يبلغ عدد ساعات نوم الجنين في الشهر السابع وقتًا طويلًا، وبشكل عام عند الوصول للشهر السابع من الحمل أي أكثر من ثلثي شهوره يكون الجنين شبه مكتمل التكون، وفي مقالنا اليوم على موقع زيادة سنتعرف على هذا الموضوع بشكل أكبر وما أهم التغيرات الحادثة فيه.
عدد ساعات نوم الجنين في الشهر السابع
يجهل الكثيرون أن الجنين ينام مثلنا أيضًا، فكما يؤدي ذلك لبناء المواد التي نحتاجها لصحتنا يحدث الأمر نفسه مع الجنين.
ينام الطفل في رحم الأم مدة ما يقرب من 95% من زمن حمل الأم، وهذا ما يفسر طول ساعات النوم لحديثي الولادة لأن هذا بالفعل ما اعتادوا فعله طوال الفترة الماضية بالرحم، إضافة لما يقدمه النوم لهم من إنتاج للمواد التي يحتاجون إليها.
تقدر عدد ساعات نوم الجنين في الشهر السابع من الحمل بحوالي أكثر من ثلثي اليوم، ولا يعرف تقديرًا عدد ساعات النوم لما قبل ذلك من الشهور وذلك بسبب أنه لا يمكن للطبيب تبين حركة العين إلا بعد وصول الأم لشهرها السابع.
يبدأ في الشهر السابع الجنين في النوم لعدد ساعات منتظمة وبمواعيد منضبطة أيضًا، وذلك بسبب التطورات التي تحدث في تكوينه وتغير حجمه ونشاط أعضائه بالتدريج، فيمكن ملاحظة أن الجنين في هذه الفترة يحرك جفونه باستمرار وتحديد أوقات نومه ويقظته.
تزداد حساسية الجنين واستجابته للمؤثرات من حوله، من أصوات وأضواء، فيتعرف على صوت الأم ويشعر بالأمان لذلك، كما تتحسس عينه للضوء فيمكن أن يستيقظ لهذا السبب!!
يمكن بسهولة معرفة ما أن كان الجنين مستيقظًا أم لا عن طريق الحركة والركلات، فعند الوصول للشهر السابع تشتد ركلات الجنين ويمكن الشعور بها وتمييزها بمنتهى السهولة إضافة لكونها قد تكون مؤلمة بعض الشيء.
اقرأ أيضًا: أسباب قلة حركة الجنين في الشهر السابع
التغييرات الطارئة على الجنين في الشهر السابع
بالإضافة للزيادة في عدد ساعات نوم الجنين في الشهر السابع، فإن هناك الكثير من التغيرات يمكن ملاحظتها بواسطة الطبيب المتابع.
فيخزن الجنين الدهون التي يحتاج إليها لتحيط بأعضائه وتكفل له الحماية اللازمة من الصدمات استعدادًا لتقلص كيس الماء المحيط به.
كما يمكن تحديد مكان الجنين في بطن الأم بسبب حركته المفرطة، والتي من السهل أن تظهر، بل ويمكن رؤية موضع يده وقدمه بسبب الحركات الحادثة في بطن الأم.
حجم الجنين أيضًا يزداد فيصل وزنه 875 جرامًا أي ما يقرب كيلوجرام، ويزداد طوله ليصل إلى 36.5 سنتيمترًا، وتنمو حاسة التذوق لديه، فيتمكن من استطعام المواد الغذائية المارة إليه من الأم، بل ويستطع تمييز حليب أمه قبل الولادة والرضاعة.
فيما يتعلق بالأنسجة الجنينية للطفل فإنها تستمر في عملية التطور والتشكل، لكن لم يكتمل نضج الرئتين بعد، لأنه لا حاجة لذلك في هذا الوقت، فيكتمل في مراحل متقدمة من تكوين الجنين وباقتراب موعد ولادته.
وضعيات الجنين في الشهر السابع من الحمل
أول ما يستدل منه على وضعيات الجنين زيادة الركلات هذا الشهر، ويجب مراجعة الطبيب حال قلت هذه الضربات عن المعتاد.
يتخذ الجنين عدة أوضاع في رحم الأم خلال هذا الشهر فمثلًا يمكنه اتخاذ:
- الوضع الخلفي: يوجه فيه الجنين وجه نحو معدة أمه ويستمر في عملية الدوران ليعدل من وضعه بالاتجاه للحوض.
- الوضع المستعرض: يأخذ فيه الجنين تموضعا أفقيًا، وهو نادر في وضعيات الجنين، وهي الحالة التي تستوجب إجراء عملية الولادة القيصرية حفاظًا على صحة الجنين والأم وبسبب صعوبة نزوله على هذا الشكل.
- وضع المؤخرة: الوضع الذي يأخذه الجنين بوضع أيًا من أعضائه السفلية مواجهة للقناة التي سيمر عبرها للعالم الخارجي، بمعنى وجود قدمه أو ساقيه أو حتى المنطقة الأخيرة كلها في مقابلة قناة الولادة.
- الوضع الأمامي: يسمى بوضع الأمان وهو الذي يتحضر فيه الجنين للولادة فتكون رأسه في مواجهة قناة الخروج من جسم الأم.
- الوضع الأمامي: قد يقوم الطفل بالانثناء والذي يعرف بوضعية الطفل (Child pose) وينتقل له ما بين الأسابيع 33 إلى 36 في الرحمن استعدادًا للنزول خلال عملية الولادة.
اقرأ أيضًا: كيف تكون حركة الجنين في الشهر السابع من الحمل
نوم الأم في الشهر السابع
بسبب كل التغييرات الحادثة للجنين في الشهر السابع، لابد من أن تعدل الأم من وضعيات نومها، وروتين حياتها، وذلك كالآتي:
- البعد عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الكثير من التوابل والبهارات الحارة التي قد تؤثر على نومك، وعلى عدد ساعات نوم الجنين في الشهر السابع.
- الاسترخاء وعدم التعرض لمصادر وأخبار مزعجة أو تؤدي للعصبية واللجوء للأفكار الإيجابية قبل النوم.
- البحث عن مكان أفضل للنوم في فترة الحمل كالأريكة أو الكراسي المحشوة بحشوات من القطن الطري.
- مراعاة ارتداء ملابس واسعة تكفل الراحة أثناء النوم وعدم إزعاج الجنين والحرص على راحته.
- وضع وسائد قطنية بين الساقين وخلف الظهر للحد من الآلام التي يسببها ضغط الجنين على فقرات الجسم المختلفة.
- في حال كانت الأم تعاني من تفاقم ضغط الجنين على العمود الفقري، ينبغي تجنب النوم على الظهر بسبب ما يسببه من آلام للعضلات وانخفاض لضغط الدم أو ارتفاعه، حسب الحالة الوراثية، إضافة للمشكلات التنفسية والشخير وخلافه.
- النوم على أحد الجانبين يكون أفضل وذلك حسب الوضع والجانب الأكثر راحة للأم.
التغييرات الحادثة في جسد الأم
كلما تطور وتغير جسد الجنين استتبع ذلك تغير في جسد الأم، وبعض الآلام التي قد تتسبب في ازعاجها، وأشهرها:
- حدوث انقباضات براكستون، وهي تقلصات متباعدة تشبه تقلصات الولادة ولكنها أقل إيلامًا ولا تستمر لفترات طويلة.
- آلام شديدة وصداع متواصل في الرأس.
- تتحفز الغدد الثديية لإفراز الحليب استعدادًا لقرب الولادة وعملية الرضاعة.
- اضطرابات في النوم والحركة وذلك بسبب كبر حجم الجنين وضغطه على الفقرات العظمية للأم.
- تمدد في أربطة حزام الحوض والرحم مما يزيد من شعور الأم بآلام الشد أسفل البطن.
- قد تصاب الأم ببعض الآلام السمعية، وضعف في حاسة السمع إضافة للالتهابات اللثوية ونزيف الأنف نتيجة تغير نسب الإفرازات الهرمونية لجسدها.
- تورم لبعض الأجزاء الحيوية في جسم المرأة كالوجه والقدمين وقد تصاب بالدوالي.
- الضغط الشديد على العصب الوركي بسبب ما يعرف بعرق النسا والذي يسبب آلامًا في منطقة الورك والعُجز.
اقرأ أيضًا: هل العلاقة الزوجية تؤثر على الجنين في الشهر السابع
محاذير ونصائح هامة للأم خلال الحمل
مما سبق ذكره في التغييرات الحادثة للأم والجنين، وتغير عدد ساعات نوم الجنين في الشهر السابع، لابد من الإشارة إلى:
- مواظبة الأم على أخذ حمام مياه دافئ لما للمياه الدافئة من فضل في تخفيف الآلام وتسكين الأوجاع، كما يفيد في الاسترخاء وتهدئة الرأس.
- ممارسة التمارين الخاصة بالسيدات الحوامل لتخفيف أعراض الحمل والحفاظ على صحتك وصحة جنينك.
- السباحة من أفضل الرياضات التي ينصح بها للمرأة الحامل مع مراعاة عدم بذل مجهود عضلي شديد، ويمكن فقط البقاء في الماء لفترة من الوقت.
- البعد عن الأفكار السلبية التي قد تزعجك وتؤثر على هرموناتك المضطربة في الأصل بسبب تغييرات الحمل.
- عدم بذل مجهود شديد في رفع وتحريك الأشياء والابتعاد عن أية أوضاع قد تسبب الآلام المزعجة وتحسين وضعيات النوم بحيث تناسب حجم ووضع الطفل الجديد.
- متابعة الطبيب باستمرار، وذلك لمتابعة التغييرات ومعرفة ما يحتاجه جسد الأم والجنين من مغذيات واختيار البدائل الأفضل لكليهما.
آلام الحمل مبرحة، وسبحان من يضع في المرأة هذا المخلوق الضعيف كل هذه القدرة للتحمل والصبر، لذا استحقت الأم وصية الله للأبناء في كتابه العزيز:
{وَوَصَّيْنَا ٱلْإِنسَٰنَ بِوَٰلِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُۥ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍۢ وَفِصَٰلُهُۥ فِى عَامَيْنِ أَنِ ٱشْكُرْ لِى وَلِوَٰلِدَيْكَ إِلَىَّ ٱلْمَصِير} (لقمان 14).