عدد ايات سورة ال عمران

عدد ايات سورة ال عمران هي من سور القرآن المدنية، لأنها قد نزلت أولى آياتها إلى الآيات الثالثة والثمانين منها في وفد نصارى نجران، وكان قد أتوا في عام 9 هـ، وتم ذكر فيها غزوة أحد وما ورد بها من أحداث، وهي من السبع الطوال، عدد آيات آل عمران 200 آية، وتعتبر السورة الثالثة من حيث ترتيبها في الكتاب الكريم، نزلت بعد سورة الأنفال، بدأت حروف هذه الصورة بشكل مقطع( آلّم)، ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف معنا على جميع التفاصيل المرتبطة بسورة آل عمران.

يمكنك التعرف على فوائد سورة الملك الروحية وفضل قرائتها من خلال الاطلاع على هذا المقال: فوائد سورة الملك الروحانية وفضل قراءتها والأحكام التي تناولتها السورة

سورة آل عمران

  • سورة آل عمران من أطول السُّور المدنية في المصحف الشريف، ويكون وقوعها في ستّة أرباع من الحزب السادس والسابع والثامن من الجزء الرابع، فقد اهتمت السورة وركزت في آياتها على أمرين في غاية الأهمية هما: الدين وأركانه وإقامة الدلائل القاطعة التي تشير على وحدانية الله، والأمر الثاني هو الشرع الذي يتعلّق بالجهاد والحرب في سبيل الله.

سبب تسمية سورة آل عمران

  • تم تسمية سورة آل عمران بهذا الاسم، لأنّ الله سبحانه وتعالى، قد ذكر فيها عمران وأهله، والتسمية موفقة وصحيحة، أيّ أنّ الرسول صلّى الله عليه وسلّم، قد أشار على الصحابة رضي الله عنهم بهذا الاسم، ومن الجدير بالذكر أنّ تسمية بعض سُور القرآن كانت من خلال ما تم ذكره فيها من قصص وأحداث، مثل اسم سورة البقرة، إذ سُمِّيت بذلك لذمر قصة البقرة فيها.
  • امّا اسم عمران فهو والد السيدة مريم أمّ عيسى عليهما السلام، وقد ذكر الله في سورة آل عمران قدرة الله جلا وتعالى في حمل مريم، والنبي عيسى ابنها، ومن الأسماء التي تم تسميتها لسورة آل عمران الزهراء، إذ ثبت في الصحيح أنّ النبيّ عليه الصلاة والسلام قال فيها: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ)، كما نُقِل عن الإمام القرطبيّ أنّها سميت بتاج القرآن، إلّا أنّه لم يتم ذكر أيّ مستند موثق لهذا الاسم.

تعرف على أفضل سورة في القرآن والمواضيع التي تناولتها من خلال هذا الرابط: أفضل سورة في القرآن وفضلها وسبب تسميتها والمواضيع التي تناولتها

سبب نزول سورة آل عمران

  • قد ورد الإمام الواحديّ في أسباب نزول سورة آل عمران أنّ أوّلها إلى قول الله تعالى: (قُلْ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)، نزل بسبب وَفْد قبيلة نَجْران، وكان ذلك في العام الثاني من الهجرة.
  • وقال البعض الآخر من أهل العلم: إنّ سورة آل عمران قد نزلت بعد سورة الأنفال، أي في شهر شوّال من العام الثالث من الهجرة، بسبب غزوة أُحد، وتجدر الإشارة إلى أنّ جميع الذي فسروا هذه السورة قد اتّفقوا على أنّ كلّ من قول الله -عزّ وجلّ-: (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ)،وقوله أيضاً: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ)، نزلَ في غزوة أُحد، وقد ذكر عن الإمام القرطبيّ أنّ أولى سورة آل عمران نزل في الحديث عن وَفْد نجران إلى قول الله تعالى: (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ).

تعرف على سبب نزول سورة الهمزة وفضل سورة الهمزة من خلال قراءة هذا الموضوع: سبب نزول سورة الهمزة وفضل سورة الهمزة

أهم مواضيع سورة آل عمران

  • قد تم التركيز في هذه السورة على ذِكْر رُكنَين أساسيَّين، يتحدث الأوّل عن العقيدة، مع ذِكر الأدلّة والبراهين بالتفاصيل على التوحيد بالله تعالى، والثاني يتحدث عن التشريع، وعن الغزوات، والمعارك، والجهاد في سبيل الله، ومن أهم المواضيع التي ذكرتها هذه السورة هي:
  • تقرير وحدانية الله بكافة الأشكال، توحيد الألوهيّة، والربوبيّة، والمسميات والصفات، بالإضافة إلى دليل أنّ مصدر الديانات جميعها واحد، فهي من عند الله وحده، كما وضحت فئات الناس بالنظر إلى مواقفهم، وتعاملهم مع المُحكَم والتشابه من آيات القرآن، مع التركيز إلى أحداث غزوة بدر الكبرى، وأحداث غزوة أُحد، ودليل ما خلقه الله من جنّات الخُلد وكل ما هو مفضل ومحبوب من شهوات البشر.
  • كما تم الحديث عن أهميّة دِين الله ورسوله، ودليل مظاهر حب الله تعالى، وما يترتّب على ذلك من نعم، والحديث أيضا عن الأنبياء والرسل، وذِكْر منزلتهم، إلى جانب ذِكْر عدد من الآداب التربويّة، كالتقوى والإيمان، والتمسُّك بدِين الإسلام، وأيضا تحث على الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، كما ذكرت سورة آل عمران عن النفاق والمنافقين وموقف هؤلاء من تثبيط همم المسلمين.
  • كما بينت سورة آل عمران إبطال ادعاءات الذين اتّخذوا آلهة غير الله، والذين ادّعوا أنّ لله أبناء، كما تحدثت السورة عن عيسى عليه السلام، وأهله، وعن مُعجزته، وإبطال ألوهيّته، كما هناك حث من الله عز وجل في السورة للمؤمنين على وحدة الصف، والاعتزاز بذاتهم، ودِينهم، والتحلّي بالصبر عند حدوث المصائب والعواقب، والوعد بالنصر، والأمر بالأعمال الطيبة والصالحة، كإنفاق المال، والإحسان للغير.
  • وكان ختام السورة بالتأكد والتفكُّر والتدبر بما خلق الله من السماء والأرض وما فيهم من دقة وإبداع، وأسرار وبراهين تدل وجود الله الحكيم، كما تحدثت عن الجهاد والمجاهدين لدين الله، حتى يتحقق بذلك الخير، والحصول على النصر، ويتم الفلاح والنجاح” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ“.

يمكنك التعرف على سبب نزول سورة الفتح من خلال قراءة هذا الموضوع:  سبب نزول سورة الفتح وتفسير بعض الايات في سورة الفتح

 فضل سورة آل عمران

  • سورة آل عمران من سور القرآن التي لها فضل عظيم فهي مع سورة البقرة، فيطلق عليهما معًا اسم الزهراويْن، كما أطلق عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي نصحنا بقراءة السورة وعدم تركها، رغبة للمسلم في حصوله على الأجر العظيم يوم القيامة عند قراءتها، حيثُ إنّها تُحاجُّ عن قارئها يوم القيامة، فقد وضح الرسول صلّى الله عليه وسلّم فَضْل سورة آل عمران، فقال: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما).
  • وقال الإمام النووّي رحمه الله: “سميَتا بذلك، لنورهما، وهدايتهما، وعظيم أمرهما”، و”غَيايَتانِ” ومعناها أي كلّ ما يُظِلّ، ويمنع حرارة الشمس، ولفظ “فِرْقانِ”، أي بمعنى قطعتان، ويُقصَد بها: أنّ ثواب سورتَي البقرة وآل عمران يكونوا ظلاً المؤمن يوم القيامة.
  • كما أنّ الصحابة رضي الله عنهم، كانوا يُعظّموا كثيرا من قراءة سورة آل عمران، حيث روي في ذلك الصحابيّ أنس بن مالك رضي الله عنه: (كان رجُلٌ يكتُبُ بين يدَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قد قرَأَ البقرةَ وآلَ عِمرانَ، وكان الرجُلُ إذا قرَأَ البقرةَ وآلَ عِمرانَ يُعَدُّ فينا عظيمًا).
  • وعن النواس بن سمعان قال سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «يُؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به، تقْدمهم سور البقرة وآل عمران».
  • كما أنّ الصحابة رضوان الله عليهم، كانوا يعظِّموا من يحافظ على قراءة سورتيْ البقرة وآل عمران إشارة إلى المكانة العظيمة والفضل العام لهاتيْن السورتيْن “أنَّ رجلًا كانَ يكتبُ لرسولِ اللهِ -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ، وقدْ قرأَ البقرةَ وآلَ عمران، وكانَ الرجلُ إذا قرأَ البقرةَ وآلَ عمرانَ جدَّ فينَا، ويقصد بها عَظُمَ.
  • كما أنّ فاتحة سورة آل عمران تضمنت على اسم الله الأعظم وهي قوله تعالى: “اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ”، وقد قرأ رجلٌ عند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، سور البقرة وآل عمران فقال عنهما رضي الله عنه: “قرأت سورتين فيهما اسم الله الأعظم، الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى”.

تعرف على سبب نزول سورة التحريم والدروس المستفادة من سورة التحريم من خلال قراءة هذا الموضوع: سبب نزول سورة التحريم وما هي الدروس المستفادة من سورة التحريم

وأخيراً وصلنا لنهاية المقال، وقمنا بشرح وافي ومفصل عن عدد ايات سورة ال عمران، وأيضا تحدثنا عن سبب تسمية السورة بهذا الاسم وفضل السورة، وأيضا سبب نزول سورة آل عمران، وأهم الموضوعات التي تحدث عنها من قصص وأحداث، وأتمنى أن ينال هذا المقال على إعجابكم.

قد يعجبك أيضًا