دعاء الاستفتاح في الصلاة مكتوب فيه أكثر من صيغة بعضها صحيح، والبعض من هذه الكتابات ثبتت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- والبعض الآخر ضعيف وشكك فيه بعض العلماء، سنذكر في هذا الموضوع من خلال موقع زيادة دعاء الاستفتاح في الصلاة مكتوب بالصيغ والفوائد الناتجة عن قوله.
دعاء الاستفتاح في الصلاة مكتوب
من بين السنن التي قام بفِعلها رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه كان دُعاء الاستفتاح الذي تعددت فيه الصيغ ومن الممكن أن يكون هذا التعدد في الصيغ صحيح، وورد عن النبي مثلا أن لكل صلاة دعاء خاص بها ومن الممكن أن تكون بعض الصيغ ضعيفة وغير صحيحة.
لكن صيغة دعاء الاستفتاح في الصلاة مكتوب فيها “اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا، كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ، وَالثَّلْجِ، وَالبَرَدِ“.
هذه الصيغة هي التي اتفق على صحتها العلماء وتم ذكر هذه الصيغة في الحديث الشريف المذكور عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ” كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْكُتُ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَبَيْنَ القِرَاءَةِ إِسْكَاتَةً – قَالَ أَحْسِبُهُ قَالَ: هُنَيَّةً – فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِسْكَاتُكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا، كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ، وَالثَّلْجِ، وَالبَرَدِ”[رواه البخاري ومسلم].
معنى دعاء الاستفتاح في الصلاة مكتوب
كثير من الأقوال والأدعية والآيات الموجودة في دين الحق دينُ الإسلام تستحق التدبر والتأمل، لأنه كلما تدبرنا وبحثنا حول معاني النصوص الدينية زاد إيماننا وتجدد بالله سبحانه وتعالى، يحضُرني بخصوص زيادة الإيمان وتجديده حديث تمت روايته عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال “ إنَّ الإيمانَ لَيَخْلَقُ في جَوْفِ أحدِكُمْ كَما يَخلَقُ الثّوبُ، فاسْألُوا اللهَ تعالَى: أنْ يُجَدِّدَ الإيمانَ في قُلوبِكمْ“؛ فهيا بنا نتأمل في هذه الصيغة من صيغ دعاء الاستفتاح.
يقولُ صلوات ربي وسلامهُ عليه “ اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا، كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ، وَالثَّلْجِ، وَالبَرَدِ“.
رسول الله أشرف خلق الله والمعصوم من قِبَلِ الله والذي لا ينطق عن الهوى يرجوا من الله أن يباعد بينه وبين خطاياه كما باعد الله ما بين المشرق والمغرب، سبحان الله فكيف حالنا نحن العباد العاصين لله الذين إذا ذُكر اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بجانبنا يختفي اسمُنا لِعِظم قدر هذا الاسم الكريم الذي اصطفاه الله وبعثهُ رحمة للعالمين.
فحري بنا أن نقف وقفه مع أنفسنا حين يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا القول، فيجب علينا أن نُنصت ونتعلم من هدي نبينا الكريم وعدم التكبر ببعض العلم الذي يعلمه أحد مننا فهناك من يحفظ سورة من كتاب الله وعشرات الأحاديث يظن أنه ولي الله في الأرض ولا يخطئ ولا يعلم أحد مثل علمه وقد كثُر هذا المثل في هذا الزمن المليء بالفتن الذي نعيش فيه.
فيجب علينا عدم استصغار أي ذنب مهما كان، فإن صغائر الذنوب عندما تتراكم ويذهب الإنسان في الحياة الآخرة يجد جبلاً من الذنوب فيتعجب ويقول من أين هذا فلا يلومن إلا نفسه في هذا المأزق الذي وضع نفسه بنفسه فيه كل هذه الذنوب بسبب الصغائر.
اقرأ أيضًا: دعاء الاستفتاح وجهت وجهي قبل الصلاة مكتوب كامل
فضل دعاء الاستفتاح في الصلاة مكتوب
كغيره من السنن التي قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يكون قد فعلها بلا فائدة حاشاه صلوات ربي وسلامه عليه، فإنه لا يفعل شيء إلا إذا كان فيه منفعة للإسلام والمسلمين وأنه أيضا لا يأتي بهذه السنن من وحي الخيال بل من وحي الله جل جلاله.
اقرأ أيضًا: دعاء الاستخارة الصحيح مكتوب
فضائل دعاء الاستفتاح في الصلاة
- أنه يُظهر لله الاعتراف بالذنب ويتذلل العبد لله عز وجل حتى يغفر له الذنب، ويكمل بعد الدعاء في استفتاح الصلاة بالدعاء في السجود فإن أقرب موضع للإنسان من الله هو موضع السجود في الصلاة.
- ورد في الكثير من التفسيرات لدعاء الاستفتاح أنه يطرد وساوس الشياطين والتي تُعد المشكلة الأساسية أمام أغلب المسلمين من ناحية الصلاة، حيث إن الكثير ممن أقدموا على الصلاة يتركوها بعد فترة ليست بالطويلة بسبب الوساوس.
فعلى المسلم أن يبدأ صلاته بدعاء الاستفتاح حتى يساعده أمام هذا الوساوس الذي يمنع الخشوع في الصلاة.
- يعد دعاء الاستفتاح باختلاف صيغه التي تعددت فيه تربية للنفس المؤمنة بالله عز وجل حيث أن الدعاء يحتوي على ألفاظ المدح والتذلل إلى الله والثناء عليه وشكر نعمته.
متى يقال دعاء الاستفتاح؟
برهنت العديد من الأحاديث الشريفة التي وردت عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بناءً على ما رأوا الرسول يفعل فكان صلوات ربي وسلامه عليه يقول الدعاء قبل البدء بقراءة الفاتحة، وقال العديد من المفسرين على أن هذا الدعاء هو بمثابة التقدم بين يدي الله سبحانه وتعالى.
استدل المفسرون على هذا القول بأن قراءة الفاتحة في الصلاة يقوم العبد فيها بمناجاة الله عز وجل فقالوا إن دعاء الاستفتاح يأتي في هذا الموضع قبل قراءة فاتحة الكتاب كتوطئة بين العبد وربه والله أعلى وأعلم.
اقرأ أيضًا: دعاء استفتاح الصلاة بعد تكبيرة الاحرام
ما هي صيغ دعاء الاستفتاح؟
تعددت الصيغ المذكورة لدعاء الاستفتاح بين صحيح وحسن وضعيف وفي السطور القادمة سنوضح بعض الصيغ لدعاء الاستفتاح التي أثبت صحتها الكثير من العلماء وجاءت الصيغ كالاتي:
- “ عن عائشة رضي الله عنها قالت: ” كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اسْتَفْتَحَ الصَّلَاةَ، قَالَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرَكَ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في ” صحيح الجامع “.
- “ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أنه كان إذا قام إلى الصلاة ، قال : وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا ، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، إِنَّ صَلَاتِي ، وَنُسُكِي ، وَمَحْيَايَ ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي ، وَأَنَا عَبْدُكَ ، ظَلَمْتُ نَفْسِي ، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا ، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ”.
سنن الرسول عليه الصلاة والسلام فوائدها لا تُعد ولا تُحصى فعلينا أن نجتهد قدر الإمكان في جمع وتحصيل هذه الفوائد التي ترفع من قدرنا بين العباد يوم الحساب.