سبب نزول سورة القلم

سبب نزول سورة القلم نقدمه لكم اليوم عبر موقعنا زيادة حيث أنه تعتبر سورة القلم سورة مكية، وهي واحدة من سور المفصل في القرآن، عدد آياتها اثنتان وخمسون آية، وبالنسبة لترتيبها في المصحف تقع في المرتبة الثامنة والستون في المصحف، أما فيما يتعلق بالنزول قد نزلت بعد سورة “العلق”، وبالنسبة لأسباب نزول سورة القلم سنتناولها من خلال المقال.

سبب نزول سورة القلم

سورة القلم لها أسباب مختلفة في النزول، فهي تؤكد السبب الرئيسي للنزول، ولكن كما نعلم جميعًا فإن الآيات القرآنية مصحوبة بالوحي، وهي استجابة لمواقف حدثت أو تشريعات للمسلمين، أو راحة لمبعوث الله البشرية محمد “ﷺ”، فمن أسباب نزولها الآتي:

  • يعتبر السبب الرئيسي في نزول سورة القلم هو إثبات حق الله تعالى، وأن الله قد أرسل رسالته إلى الرسول”ﷺ”، وتكذيبهم لدعوة الرسول سوف يظلمون أنفسهم، مما يعرضهم للتعذيب يوم القيامة.
  • كان مشركو قريش يتهمون الرسول”ﷺ” على أنه مدعي النبوة، وأنه شاعر ومجنون، فأنزل الله تعالى قوله “ما أنت بنعمة ربك بمجنون” ليرد على المشركين الذين رموا النبي بالجنون والكذب، ليثبت لهم أنه رسول الله والناس أجمعين.
  • كان النبي”ﷺ” ذو خلق كريمة وعظيمة، لا أحد من قريش لديه نفس أخلاق الرسول”ﷺ” فقد كان يتصف بالصدق والأمانة، وكان لا يرفض أي طلب لأهل بيته أو أصحابه، وكان أهل قريش يثقون فيه ويضعون الأمانات عنده، فوصف الله تعالى الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال “وإنك لعلى خلق عظيم” لتأكيد شرف الرسول.
  • ومن أسباب نزول سورة القلم أيضًا إيذاء الكفار للرسول”ﷺ” فقد طلبوا من رجل معروف بشدة الحسد، أن يصيب النبي فنظر الرجل إلى الرسول وقال لم أر رجل في جماله ولا حجمه، ولكن الله حفظ الرسول”ﷺ” من عيناه، فأنزل الله تعالى قوله”وَإِن يَكَادُ َالَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ”.

ويمكن التعرف على المزيد من التفاصيل عن السور القرآنية من خلال: قراءة سورة الناس في المنام للعزباء والمتزوجة والرجل لابن سرين والنابلسي

ويمكن التعرف على المزيد أيضًا من خلال: سبب نزول سورة الفيل وسبب تسميتها بهذا الاسم

سبب تسمية سورة القلم بهذا الإسم

أطلق على سورة القلم هذا الإسم، فقد بدأت السورة بالحلف بالقلم، مما يدل على أهمية القلم، ووظيفته في الكتابة، مما يدل على أهمية العلم، كما بدأت السورة بالنون.

وقد أطلق عليها اسم نون لأنها تعد السورة الوحيدة التي بدأت بحرف النون، الذي يقال إنه اسم حوت في البحر ابتلع النبي يونس”عليه السلام”، وقد سميت السورة على اسمه.

ولمعرفة أسباب نزول السور القرآنية الأخرى يمكن عبر: سبب نزول سورة المدثر ومضامين سورة المدثر

أسرار سورة القلم

ورد في عدد من الأحاديث فضائل سورة القلم، قال مجد الدين الفيروز آبادي: في فضائل سورة القلم حديثان منكران، الأول: حديث أُبي: “من قرأها أعطاه اللهُ ثواب الذين حسن اللهُ أخلاقهم”.

والثاني حديث علي: “يا علي من قرأها نور الله قلبه، وقبره، وبيض وجهه، وأعطاه كتابه بيمينه، وله بكل آية قرأها ثواب من مات مبطونًا”.

ومع ذلك سورة القلم مثلها كباقي سور القرآن، تحتوى على العديد من الفضائل والابتكارات الخفية التي لا يعلمها إلا الله تعالى، بعيدًا عن الحديثين السابقين.

لهذا السبب يجب على المؤمنين قراءتها والعمل بما جاءت به، وأن يتعظ بحكمتها الثمينة، والعرب الموجودة فيها، ليكون مثل ماقالت السيدة عائشة “رضي الله عنها” عندما سألها أحد الصحابة عن أخلاق النبي”ﷺ” قالت “كان خلُقُه القرآن”.

ومن فضائلها أيضًا:

أن الله تعالى يؤمن لقارئها أن يتحرر من الفقر وضمة القبر، إعطاء الله لقارئها ثواب أولئك الذين حسنت أخلاقهم، أجرها كأجر من أجل الله تعالى أحلامهم.

المقاصد الرئيسية في سورة القلم

  • تبدأ السورة باستعمال القلم في الحلف، والله تعالى يقسم على الأشياء العظيمة فقط، وهذا دليل على أهمية القلم والكتابة والمعرفة الذي يعتبر القلم مصدر له، كما تعتبر استكمالًا لسورة العلق، والتي يأمر الله نبيه فيها أن يقرأ.
  • السورة تبين السلوك الأخلاقي للرسول وسلوكه المجيد ويصفه بالخلق العظيم ويعلم المشركين الذين ينكرون نبوة النبي ويتهمونه بالجنون، أن الرسالة الإسلامية التي يبشر بها الرسول حقيقية.
  • وصف الله في السورة الكريمة أحوال الكفار مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وذكر أن ما هم فيه من مصائب، وأن ما هم فيه من الخير والنعمة ليس لكرامتهم، بل من أجل استدراجهم، من حيث لا يعلمون، وغرورهم بهذا يعادل غرور أهل الجنة الذين حرم الله ثمارها وصلاحها، وأجر طغيانهم وندرتهم.
  • ويختتم السورة بوصف الله تعالى للقرآن الكريم وبيان أهميته وعظمته، وذكر أن بعض من كفار قريش قاموا ببعض المؤامرات على النبي”ﷺ” وأن الله حفظ نبيه من كيدهم.

فوائد تربوية في سورة القلم

  • بدأت السورة بالقلم وهذا يدل على اهتمام الإسلام بالعلم، والذي يعتبر القلم مصدرًا له، وأول كلمة نزلت على الرسول”ﷺ” هي كلمة “اقرأ” في سورة العلق فالأمر في البداية كان بالقراءة ثم الكتابة، وهذا تعد وسيلة لنشر العلم.
  • يبين نعمة القلم: لأنه مهم جدًا في تدوين كتب الله المقدسة والمنزلة بالعلوم والحكم وأخبار السابقين.
  • الله مصدر كل لطف وكل شيء ينفتح من سر الوجود وسر الروح والحياة، لذلك يجب على المرء أن يشكر الله على نعمه وألا يتكبر مثل قارون.
  • في سورة القلم تنمية لمحبة المرء لربه.
  • علم الله تعالى الإنسان بالقلم دون سائر المخلوقات، وهذا تكريمًا له.
  • تظهر السورة قدرة الله تعالى في تسخير القلم، ليعبر المرء عما يريده.
  • تبين الآيات الشريفة إعجاز القرآن، فكما نزلت في الآيات الأولى على النبي في أول دعوته، في المجتمع الأمي، لم يهتم بالقراءة والكتابة، ولم يلتفت إلى أهمية القلم،فظهر أهمية القلم فيما بعد.
  • يعتبر القلم أداة ناجحة في نصر الدين وعملية إزالته أيضًا، لذلك يجب على كل من يستخدمها أن يخشى الله في كتاباته ويعرف أنه مسؤول عنها ويحاسب عليها.

تفسير بعض آيات سورة القلم

  • ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ “1” مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ “2” وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ “3” وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ “4”

في هذه الآيات أقسم الله تعالى بالقلم، وهذا لبراءة رسوله “ﷺ” من الكذب والجنون المنسوب إليه من قبل أعدائه، فقد أنعم الله عزوجل عليه بالحكمة والأخلاق العظيمة.

  • فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ “5” بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ “6” إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ “7”

في هذه الآيات بين الله تعالى أن النبي”ﷺ” أكمل الناس وأهداهم، وأداء النبي هم أضل الناس لأنهم خدعوا عباد الله، إلى جانب إبعادهم عن الطريق المستقيم، والله عزوجل هو من يحاسبهم ويجازيهم، بالإضافة إلى أنه هو أعلم بالمهتدين، وفي الآية تهديد للضالين.

  • فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ “8” وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ “9” وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ “10” هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ “11”

قال الله تعالى لرسوله”ﷺ” ألا يطيع من كذبه لأنهم يريدون فقط الباطل، لفظ “دوا” هنا مقصود للمشركين، “لو تدهن” توافق على ما يفعلونه، “فيدهنون” عدم إطاعة من يحلف كثيرًا، “هماز” يمشي بين الناس بالنميمة ويبث الكراهية بينهم.

  • مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ “12” عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ “13“

” مناع للخير” أي من يتحمل التزامات واجبة عليه مثل كفارة من يعتدي على الناس وظلمهم بالدماء والشرف،” أثيم” الكثير من الخطايا،” عتل بعد ذلك” بمعنى شخص خُلقه غليظ،” زينم” أي أن الأشخاص الذين لا أساس لهم.

وبهذا نكون قد وفرنا لكم سبب نزول سورة القلم وللتعرف على المزيد من التفاصيل يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.

قد يعجبك أيضًا