سبب نزول سورة الفتح

سبب نزول سورة الفتح ، يحتوي القرآن الكريم على 114 سورة، من سور مكية أي نزل الوحي بها في مكة، وسور مدنية أي نزل الوحي على الرسول بها في المدينة، وعلوم القرآن الكريم ودراسته، من أهم فروع العلم التي يجب على كل مسلم ومسلمة أن يهتموا بها، ونتحدث اليوم من خلال هذا المقال حول سورة الفتح، سبب نزول سورة الفتح، وغيرها من التفاصيل حول هذه السورة المباركة.

معلومات حول القرآن الكريم

قبل التحدث حول سبب نزول سورة الفتح وأهم المعلومات حولها نوضح لكم عدد من المعلومات، حول القرآن الكريم:

  • يحتوي القرآن على 114 سورة، منها 86 سورة مكية، و 28 سورة مدنية.
  • لم ينزل القرآن على الرسول الكريم دُفعة واحدة، بل نزل على مدار 23 عام، حتى يتمكن الصحابة من حفظ القرآن والعمل به، وكان لكل سورة، أو عدد من الآيات أسباب معينة للنزول.
  • أطول سورة يحتوي عليها القرآن هي سورة البقرة، وأقصر سورة هي سورة الكوثر.
  • تم ذكر إسم 25 رسول ونبي في القرآن الكريم، ويحتوي القرآن الكريم على 6236 آية.
  • تم تقسيم القرآن إلى 30 جزء، ويحتوي كل جزء على حزبين، ويحتوي كل حزب على أربع أرباع.

يمكن التعرف على معلومات عن سبب نزول سورة الحجرات ومواعظ تم الحث عليها في سورة الحجرات أضغط هنا: سبب نزول سورة الحجرات ومواعظ تم الحث عليها في سورة الحجرات

سورة الفتح

سورة الفتح هي أحد السورة المدنية في القرآن الكريم، ونزل الوحي بهذه السورة على الرسول الكريم، بعد رجوعه هو وأصحابه من صلح الحديبية، وتحتوي السورة على 29 آية.

عدد الكلمات التي تحتوي عليها السورة 530 كلمة، أما ترتيب نزول سورة الفتح فلقد نزلت قبل سورة التوبة، وبعد نزول سورة الصف، وترتيب السورة في المصحف العثماني هو رقم 48، ومكان نزول السورة على الرسول الكريم، هو المنطقة التي تقع بين مكة والمدينة ويُطلق عليها اسم كُراغ الغميم.

سبب تسمية سورة الفتح

قبل التحدث حول، سبب نزول سورة الفتح نتحدث حول تسمية السورة بهذا الاسم، وهو أنها تضمنت الفتح الذي تحقق للرسول صلى الله عليه وسلم، وللمسلمين، بعد ما حدث يوم الحديبية من منع المشركين للمسلمين من أداء المناسك والشعائر.

تم ورود اسم السورة على لسان الكثير من الصحابة، ولم تُعرف هذه السورة بأي اسم آخر سوى الفتح، ولقد وردت الكثير من الروايات والأحاديث التي تم ذكر اسم السورة فيها.

سبب نزول سورة الفتح

سبب نزول سورة الفتح وهو صلح الحديبية، الذي أجراه الرسول الكريم مع المشركين، وبدأت الواقعة حينما توجه الرسول ومعه عدد من المسلمين إلى مكة بغرض أداء مناسك العُمرة، وساق معه الهدي.

عندما علمت قريش بقدوم الرسول، قامت بتجهيز نفسها لقتال الرسول، ظنًا منهم أنه جاء إلى مكة للقتال، وقام الرسول بإرسال سيدنا عثمان بن عفان إليهم، حتى يُخبرهم أن الرسول والمسلمين يريدون أداء العُمرة وليس القتال.

قامت قريش بحبس سيدنا عثمان لديها، ووصلت أخبار إلى الرسول أن سيدنا عثمان تم قتله من خلال قريش، فدعا الرسول أصحابه إلى مُبايعته على قتال المشركين، ثم وصلت أخبار إلى الرسول تؤكد سلامة سيدنا عثمان وعدم قتله.

عندما علمت قريش بأمر البيعة، أرسلت رسول من عندها إلى سيدنا مُحمد، وهو سُهيل بن عمرو، وتم عقد مُعاهدة بين الفريقين، وعُرفت باسم صلح الحديبية، وأظهر الرسول مرونة كبيرة في هذا الصُلح.

وبعد عقد صُلح الحديبية، تحلل الرسول من إحرامه، ويحلق رأسه، وقام بنحر الهدي، و نزلت عليه سورة الفتح بين مكة والمدينة.

لا يفوتكم التعرف على معلومات عن تفسير سورة الفاتحة السعدي بالتفصيل ومقاصد سورة الفاتحة أضغط هنا: تفسير سورة الفاتحة السعدي بالتفصيل ومقاصد سورة الفاتحة

دلالات ومقاصد سورة الفتح

وعقب سبب نزول سورة الفتح نتحدث في السطور التالية، حول عدد من أهم الدلالات والمقاصد التي تحتوي عليها سورة الفتح ما يلي:

  • بدأت السورة الكريمة، بذكر الفتح الذي من الله تعالى به، على الرسول الكريم، وعلى المسلمين.
  • تتحدث السورة حول حُسن العاقبة، لأن الله سبحانه وتعالى بدل الحُزن الذي أصاب المسلمين لعدم أداء العُمرة، إلى فرحة بصُلح الحديبية الذي تم إجراؤه مع المشركين.
  • التأكيد على أن بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، لها عدة أهداف ومنها تعظيم الله تعالى، وانتشار الإيمان، وانتشار الخير بين الناس.
  • التأكيد على المكانة الكبيرة للرسول عند الله تعالى، حيث بشر الله تعالى رسوله بعدد كبير من الفتوحات التي سوف تعقب صُلح الحديبية.
  • التأكيد على أن البيعة التي حدثت يوم صلح الحديبية، هي بيعة لله تعالى على الاستشهاد في سبيله، وأيد الله تعالى هذه البيعة بنصره للمؤمنين.
  • تم ذكر صفات المنافقين، الذين تخلفوا عن صلح الحديبية، مثل صفة الجُبن، وسوء ظنهم بالله تعالى.
  • مدح المؤمنين الذين قاموا بمُبايعة الرسول، وذكر صفاتهم، مع وعد الله تعالى لهم بالجنة والأجر العظيم.
  • تم ذكر أصحاب الأعذار المُباح لهم التخلف عن القتال، ورفع الحرج عنهم.

تفسير عدد من آيات سورة الفتح

بعد ذكر سبب نزول سورة الفتح و الدلالات، والمقاصد التي تحتوي عليها السورة، نذكر لكم في السطور التالية، عدة تفاسير عن عدد من آيات السورة الكريمة وهي كالتالي:

  • سمى الله تعالى صلح الحديبية، بالفتح المبين لأن هذا الصُلح ترتبت عليه آثار إيجابية عديدة، مثل انتشار الإسلام، ودخول عدد كبير من الناس إلى الإسلام، وبالتالي ارتفاع شأن المسلمين.
  • نظرًا لتحمٌل الرسول العديد من الصعاب، والمشاق، ولذلك أكرمه الله تعالى، بمغفرة جميع ما تقدم وما تأخر من ذنبه، مع الهداية إلى الطريق المستقيم.
  • نزلت على قلوب المؤمنين السكينة والطمأنينة، وبيَن لهم الله تعالى، أنه يقوم بتمكين دينه، ونصرة جميع أوليائه، وأن الله تعالى يقوم بتدبير أمور المسلمين بحكمته.
  • وضح الله تعالى بعض أنواع الثمار التي تترتب على الفتح، ومنها رضا الله تعالى عن المسلمين، ودخولهم الجنات التي توجد أسفلها الأنهار، بالإضافة إلى مغفرة السيئات، والوقاية من العذاب.
  • وضح الله تعالى من خلال السورة مثوى المنافقين، الذين ظنوا بالله ظن السوء، وظنوا أن الله تعالى لن ينصر نبيه، وكان مثواهم هو دخول جهنم، وطردهم من رحمة الله تعالى.

يمكن التعرف على معلومات عن سبب نزول سورة ياسين وفضل قراءتها وسبب تسميتها بهذا الاسم أضغط هنا: سبب نزول سورة ياسين وفضل قراءتها وسبب تسميتها بهذا الاسم

تفسير آيات إضافية في سورة الفتح

من تفسير الآيات الأخرى في سورة الفتح ما يلي:

  • وضح الله تعالى أن له جنود لا يعلمها إلا هو، ويقوم هؤلاء الجنود بتأييد أولياء الله من المؤمنين.
  • وضح الله تعالى الهدف من إرسال الرسول، وهو إقامة الحُجة على جميع العباد، وتبشيرهم بدخول الجنة إذا أطاعوا الله ورسوله، وانذارهم من دخول النار  إذا عصوا الله وعصوا الرسول.
  • من الأهداف التي تحتوي عليها رسالة الإسلام، تحقيق الإيمان بالله تعالى، وتعظيم الله تعالى في نفوس المسلمين، وتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • وصف الله تعالى بيعة المسلمين للرسول، أنها بيعة لله تعالى، لأن الهدف من هذه البيعة هو الوصول إلى رضا الله تعالى، والدخول إلى الجنة، من خلال قتال الأعداء والصبر.
  • تحدث الله تعالى في السورة عن المنافقين الذين احتجوا بانشغالهم، ولذلك تخلفوا عن بيعة الرسول، ولكن وضح لهم أن الله تعالى لا يرد أمره، وأنه يعلم ما تُخفي النفوس.
  • وضح الله تعالى من خلال السورة الكريمة، أن المنافقين ظنوا بالله تعالى ظن السوء، لما زينه الشيطان لهم في نفوسهم، وهذا هو ما في باطنهم.
  • وضح الله تعالى من خلال السورة الكريمة، إنه هو الغفور الرحيم، الذي يغفر لمن تابوا، وأنه يُعذب من يستحق العذاب.
  • وضح الله تعالى أن الغنائم التي حصل عليها المسلمين في غزوة خيبر، لن يحصل المنافقين الذين تخلفوا عن صلح الحديبية عن شئ منها.
  • بيًن الله أن أصحاب المرض مثل الأعمى، والأعرج، لديهم أعذار لعدم حضور الجهاد.

وفي النهاية تعرفنا معنا على سبب نزول سورة الفتح وكذلك تفسير بعض الايات في سورة الفتح وفضل السورة وسبب تسميتها بهذا الاسم.

قد يعجبك أيضًا