سبب نزول سورة الفرقان

سبب نزول سورة الفرقان ينبهنا إلى أهميتها وفضلها، حيث تُعد هذه السورة من السور المكية وآخر ثلاث آيات منها مدنية، كما تشمل على تفاسير بعض من الآيات الأخرى المتفرقة داخل هذه السورة الكريمة، والآن سنعرض لكم سبب نزول سورة الفرقان من خلال موقع زيادة.

سبب نزول سورة الفرقان

تُعد سورة الفرقان من السور المكية التي نزلت جميع آياتها في مكة المكرمة عدا ثلاث آيات منها مدنية، وهم (الآية الثامنة والستون، الآية التاسعة والستون، الآية السبعون)، أي نزلت على الرسول (صلى الله عليه وسلم) في المدينة، ويبلغ عدد آياتها سبعة سبعون آية، وترتيبها في المصحف السورة الخامسة والعشرون، أما ترتيبها من حيث النزول فهي السورة الثانية والأربعون من حيث النزول، وتتعدد أسباب نزول سورة الفرقان ومن هذه الأسباب ما يلي:

  • تتضمن سورة الفرقان على ثلاثة محاور رئيسية وهم: التحذير من سوء عقاب التكذيب، وأنواع الكذب الذي واجهها النبي (صلى الله عليه وسلم)، وثبات رسولنا الكريم وأصحابه بسبب الأذى الذي لحق بهم، وذلك يدل على أن القرآن والدين هما الفرقان بين الحق والباطل، فمن خلالهما يتمكن المسلم من التمييز بين الحق والباطل.
  • نزلت سورة الفرقان في وقت تكذيب الرسول (صلى الله عليه وسلم) وإلحاق الأذى به وبالصحابة، يُعد نزول هذه السورة في هذا الوقت إثبات على الحق وعلى صدق رسالة الرسول، كما جاءت لتعينهم وتصبرهم على الأذى الذي يتعرضون له من الكفار، ولتجعلهم يستمروا في نشر رسالة الله.
  • توضح الآيات من السابعة إلى التاسعة صدق نبوءة الرسول (صلى الله عليه وسلم).
  • تتحدث الآية السابعة والعشرون عن أحد كفار قريش وهو عقبة بن أبي معيط وأحد أصدقائه وهو أُبيّ بن خلف، حيث كان معروف بكرمه وكثرة ولائمه، ففي أحد هذه الولائم كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحد المدعوين ولكنه أعتذر عن الحضور وقال له لا أتي على وليمتك إلا في حالة نطقك للشهادتين فنطق الشهادتين فأكل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من طعامه، ولكن عند علم صديقه أُبيّ بن خلف بذلك ابتعد عنه ورفض الصلح إلا في حالة بصقه في وجه الرسول ففعل ذلك عقبة فتوضح هذه الآية حالة يوم القيامة وكيف يتبع المرء خليله حتى إذا دعاه للباطل.
  • نزلت الآية الثامنة والستين عندما جاءت مجموعة من المشركين إلى الرسول ليسألوه كيف لهم أن يكفروا عن ذنب القتل والزنا فنزلت هذه الآية لتحثهم على التوبة إلى الله من جميع الذنوب.
  • نزلت هذه السورة لتوضح سبب نزول القرآن متفرقاً على الرسول الكريم وكانت الغاية من ذلك تثبيت القلوب وتلاوة القرآن بحق وسهولة حفظه.

اقرأ أيضًا: ماهي أعظم سورة في القرآن

سبب تسمية سورة الفرقان بهذا الاسم

بعد أن تعرفنا إلى سبب نزول سورة الفرقان، دعونا نوضح لكم سبب تسميتها بهذا الاسم، فيرجع السبب إلى وجود كلمة الفرقان فيها والفرقان هو الكتاب العظيم الذي يُعد من أعظم نعم البشرية وأنزل على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، كما ورد ذكر سبب تسمية سورة الفرقان بهذا الاسم في حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) حيث قال الرسول الكريم: سَمِعْتُ هِشامَ بنَ حَكِيمٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الفُرْقانِ في حَياةِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فاسْتَمَعْتُ لِقِراءَتِهِ، فإذا هو يَقْرَأُ علَى حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لَمْ يُقْرِئْنِيها رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَكِدْتُ أُساوِرُهُ في الصَّلاةِ، فَتَصَبَّرْتُ حتَّى سَلَّمَ، فَلَبَبْتُهُ برِدائِهِ،…” رواه عمر بن الخطاب.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة الإخلاص

مقاصد من سورة الفرقان

في إطار حديثنا عن سبب نزول سورة الفرقان وأهميتها وفضلها، سنوضح لكم الآن بعض من مقاصد سورة الفرقان:

  • كما سبق القول إن سورة الفرقان تتضمن ثلاث مقاصد رئيسية، كما تحتوي سورة الفرقان على الكثير من أساليب النصح والإثبات على وحدانية الله وصدق رسالة الرسول الكريم.
  • تتضمن سورة الفرقان الكثير من القصص الجميلة التي تحكي لنا عما كان يحدث في وقت نزولها، كقصة المجموعة من أهل الشرك الذين ذهبوا إلى الرسول ليسألوه عن طريقة التفكير عن ذنب القتل والزنا.
  • توضح سورة الفرقان عالمية الرسول وتوضيح فكرة أنه لم يقتصر على فئة معينة من الناس لنشر رسالته وإنما هي للناس كافة.
  • توضيح مهمة الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وهي التبشير بما عند الله عز وجل لمن آمنوا بالله ورسوله واليوم الآخر، والإنذار بالعذاب التي سيتلقاه الكافرون.
  • توضيح بعض المشاهد الكونية وتوضيح مدى إبداع الله في خلق الكون وما يقطن عليه من كائنات.
  • إيصال لجميع الناس أن باب التوبة مفتوح لمن يريد السير في اتجاه الله عز وجل مع عباده الصالحين.
  • توضيح السبب وراء نزول القرآن متفرقًا وعلى فترات زمنية متفاوتة.
  • توضح السورة صفات عباد الرحمن الصالحين الذين تأملوا في عجائب الكون فأدركوا الحقيقة وعرفوا أن الله قادر على كل شيء.
  • يرفع الله من مكانة عباد الرحمن في هذه السورة ليبين للكافرين مدى رفع شأن من يؤمن بالله تعالى، حيث وصف الله عباده بأنهم يمشون في الأرض هونًا من غير تكبر ولا خيلاء ولا استعلاء على الناس، وأنهم يقومون من الليل طاعة له سبحانه، وأنهم مقتصدون في أمرهم كله، ولا يقربون الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
  • يُعد سبب نزول سورة الفرقان الرئيسي هو التمييز بين الحق والباطل واتباع الحق والابتعاد عن الباطل مهما كان.
  • معرفة الفرق بين نعيم المتقين في جنات النعيم، وعذاب الكافرين في نار الجحيم.

فضل سورة الفرقان

يُعد من أسمى فضائل سورة الفرقان تسميتها باسم من أسماء القرآن الكريم فهذا يدل على أهمية وفضل هذه السورة، كما يرجع فضلها إلى ما تحتويه من الحديث عن الأصنام، كما تناولت الحديث عن مختلف أنواع التكذيب التي حدثت للرسول، وسوء عاقبة هؤلاء المكذبين على ذلك، وتناولت السورة عدد من صفات المولى جل شأنه، ودعت إلى الصبر وإلى وحدانية الله عز وجل.

اقرأ أيضًا: فضل سورة الفاتحة

تفسير بعض من آيات سورة الفرقان

يقول الله تعالي: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ) وتعني هذه الآية أن الله هو الذي أنزل الفرقان أو القرآن وإذا أراد العبد أن ترقي منزلته فعليه بقراءة وحفظ هذه السورة.

يقول الله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) يقول الله في هذه الآية أن سبب نزول القرآن هو التفرقة بين الحق والباطل والسعي وراء الحق وعدم السير وراء الباطل بأي شكل كان.

يقول الله تعالي: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا)

تبين لنا هذه الآية أن الرسول يُعد قدوة لنا ويجب أن نتبعه في كل ما يقوله لأنه لا يقول إلا رسائل الله لنا.

قول الله تعالي: (لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) تدل هذه الآية على أهمية نزول هذه السورة في وقت تكذيب وتعذيب الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه، وتوحي لنا على تحذير جميع الناس.

قول الله تعالي: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا) تعبر هذه الآية على ندم المشرك بالله، ومن الجدير بالذكر أن هذه الآية نزلت على عقبة بن أبي مُعيط وخليله أمية بن خلف الذي منع عقبة عن الإسلام كما سبق القول، ولكن لم يذكر اسمه في الآية لتعميم الفائدة والعظة على جميع البشر، ولكن من المعروف علم كل ظالم بمصيره وجزاء أفعاله.

قول الله تعالى: (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ولَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ) تتوجه هذه الآية بالحديث عن الكافرين الذين يدعون وجود ابن لله عز وجل فيقول الله عز وجل في هذه الآية أنه له الملك وحده ولا يوجد له شريك وهو القاهر وغيره مقهور.

قول الله عز وجل: (قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) يوضح الله عز وجل في هذه الآية أنه من أنزل الفرقان وهو العليم بما يخفيه البشر في صدورهم وما يوجد في السماوات والأرض.

بعد أن عرضنا لكم سبب نزول سورة الفرقان، يجب علينا الاهتمام بمعاني وتفاسير سور وآيات القرآن الكريم لكي نستفيد منه حق الاستفادة، ولنتمكن من التقرب إلى الله عز وجل.

قد يعجبك أيضًا