سبب نزول سورة الهمزة

سبب نزول سورة الهمزة ، سورة الهمزة من السورة المكيّة، نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، والتي حملَها أمين السماء سيدنا جبريل عليه السلام إلى أمين الأرض، وقد نزلتْ بعد سورة القيامة، وتعتبر سورة الهمزة من قصار السور، تتألف السورة من تسع آيات فقط، وتقع في الجزء الثلاثين وهو ما يسمى بجزء عم، ترتيبها الرابعة بعد المئة في القرآن الكريم، وسنتحدث في هذا المقال عن سورة الهمزة من عدة جوانب، سبب نزولها وتسميتها وفضلها.

سبب نزول سورة الهمزة

لقد عالجت سورة الهمزة جملة من الأمراض الاجتماعية السيئة، في سورة الهمزة الشأن العظيم في القرآن الكريم لتحريمها الهمز واللمز في أعراض الناس فهي من أكبر الكبائر التي نهى الله سبحانه وتعالى عنها.

يمكن التعرف على معلومات عن من هم الضالون الذين قصدهم الله في سورة الفاتحة؟ تعرف عليهم أضغط هنا: من هم الضالون الذين قصدهم الله في سورة الفاتحة؟ تعرف عليهم

سبب تسمية سورة الهمزة

إن تدبر هذه السورة والتعمق في تفسير آياتها، يظهر لنا سبب تسميتها بهذا الاسم بشكل واضح، وسبب تسميتها يعود لورود هذا اللفظ فهي مطلعها، وتحذير المسلمين من عادة الهمز واللمز، قال الله سبحانه وتعالى” ويل لكل همزة لمزة، الذي جمع مالًا وعدده”، وجاء في معنى الهمزة هو الذي يأكل لحوم الناس ويغتابُهم، واللمزة الطعان عليهم، وجاء أيضا في معنى الهمزة هو الشخص الذي يهمز الناس بيده ويضربهم، واللمزة هو الشخص الذي يلمز الناس بلسانه ويعيبهم، وقد أعد الله للصنفين الويل لمن يهمز ويلمز، ومن هنا نعرف سبب تسمية سورة الهمزة بهذا الاسم، والله تعالى أعلم.

سبب نزول سورة الهمزة

تختلف أسباب نزول سور وآيات القرآن الكريم باختلاف الحوادث والمواقف التي تنزل لأجلها، وبالنسبة لسبب نزول سورة الهمزة، فإن سبب نزولها يعود والله أعلم لرجل يسمى الأخنس بن شريق، فقد كان هذا الرجل يمشي بين الناس بالنميمة والوقيعة بينهم، يهمز ويلمز ويسخر منهم، وكثير السب في الغدوة والروحة، فأنزل الله سبحانه وتعالى فيه هذه السورة التي حذر بها المسلمين من الهمز واللمز، وما يقع على أعراض الناس من سب أو شتم، ويكثر من الغيبة والكلام من وراء الناس، فقال الله سبحانه وتعالى “ويل لكل همزة لمزة، الذِي جمع مالًا وعدده، يحسب أَن ماله أخلده” والعبرة والوعيد في هذه الآيات تكمن في أنها عامة اللفظ.

وقيل في المقصود بالهمزة هو الرجل الذي يغتاب الرجل في وجهه، واللمزة هو الرجل الذي يغتاب الرجل من وراء ظهره، وقيل أيضا ان الهمزة هو الرجل الذي يؤذي جلساءه بسوء لفظه، واللمزة هو الذي يشير بيده او برأسه ويسخر من جلسائه.

فضل سورة الهمزة

إن شأن سورة الهمزة شأن كل سور القرآن الكريم وفضلها من فضل القرأن الكريم، وأن القرآن كله خير وتلاوة آياتِه من أعظم الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله عز وجل وأجره وثوابه عظيم، والقرآن الكريم يأتي شفيعاً يوم القيامة لأصحابِه، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم” اقْرَؤوا القرآنَ، فإنه يأتي يوم القيامةِ شفيعًا لأصحابه”، ولم يذكر في أي كتاب من كتب الحديث فضل تلاوة سورة الهمزة، ولم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أي حديث يؤكد فضل السورة، وهذا لا يعني أنه لا يجب قراءتها، لأن سورة الهمزة سورة تحمل تشريعات إلهية حكيمة، وتركز علي دروس تربوية هامة لكل المسلمين، فقد أشارت هذه السورة إلى حرمة الهمز واللمز في الدين، وأكدت على أن العمل الصالح هو الذي يبقى من هذه الدنيا، وان جمع المال والتباهي به لا  يدوم فأن المال فاني بفناء هذا الكون، قال الله سبحانه وتعالى” الذي جمع مالًا وعدده، يحسب أَن مَالَهُ أَخلده”، فكانت سورة الهمزة دعوة للمسلمين للمداومة على عمل الصالحات لأنها هي الباقية عملًا.

لا يفوتكم التعرف على معلومات عن سبب نزول سورة التحريم وما هي الدروس المستفادة من سورة التحريم أضغط هنا: سبب نزول سورة التحريم وما هي الدروس المستفادة من سورة التحريم

في من نزلت سورة الهمزة

قال معظم المفسرين إنّ سورة الهمزة نزلت في الوليد بن المغيرة وهو من كبار كفار قريش فقد كان يغتاب النبي صلى الله عليه وسلم ويطعن فيه ويستهزئ به. وقيل أيضا انها نزلت في افراد من أعداء الإسلام والمسلمين ومن رؤوس المشركين، مثال الاخنس بن شريق وامية بن خلف رأس المنافقين والعاص بن وائل.

موضوعات سورة الهمزة

عادة السور المكية تتصف بالتركيز على الدعوة وعلى أصول الإيمان والعقيدة، والحديث عن الجنة وما فيها من نعيم وعن النار وما فيها من وعيد، وعلى دعوة المسلمين الى التمسك بالأخلاق الحميدة والعادات السليمة والفضائل وغيرها من الأمور، وسورة الهمزة كغيرها من السور المكية التي تحدثت عن العقيدة الاسلامية وعن الدفاع عن المسلمين ضد كل قول او فعل يؤذيهم.

  • حيث ابتدأ آيات السورة بالتحذير والوعيد لكفار قريش الذين قد اعتادوا على السخرية والاستهزاء والهمز واللمز من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أصحابه رضي الله عنهم، وهذا التوعد عام ليس خاص بكفار قريش فقط، فهو لكل من يفعل هذا الفعل لكل من يؤذي الناس باللفظ أو بالفعل أو بالإشارات.
  • تحدثت أيضا سورة الهمزة عن اغنياء وسادة قريش الذين كانوا يظنون أن أموالهم الهائلة الكثيرة ستكون سبب في خلودهم في الدنيا .
  • أوضحت وأكدت سورة الهمزة في آياته إن الله اعد النار وجعلها الملاذ الأخير لكل من يظن أن ماله سيخلده.
  • وفي النهاية السورة ذكرت الآيات أهوال النار ووصف النار، حيث عظمت شأنها وأن هذه النار وقودها الناس والحجارة، وأنها مغلقة على الكفار المعذبين فيها، ونستعيذ بالله من النار وعذابها ونسأله عز وجل اللطف بالقضاء، والعفو والمغفرة لنا ولكم على ما تقدم وما تأخر من ذنوبنا.

مقاصد سورة الهمزة

يختلف الحديث عن مقاصد سورة الهمزة عن تفسير سورة الهمزة، في مقاصد السورة تعني مضمون السورة أو المواضيع التي تحدثت وتطرقت إليها السورة في آياتها، ومقاصد سورة الهمزة واضحة، حيث يقول الله سبحانه وتعالى في محكم آياته” ويل لِكل همزة لمزة، الذِي جمع مالاً وعدده، يحسب أَن ماله أَخلده، كلا لينبذن في الحطمة، وما أَدراك ما الحطمة، نار اللَّهِ الموقدة، التِي تطلِع على الأفئدة، إِنها عليهم مؤصدة، فِي عمد ممددة”، الويل هو الوعيد من الله عز وجل بالعقاب الشديد، وقيل أيضًا الويل هو واد في جهنم أعده الله للكافرين.

يمكن التعرف على معلومات عن سبب نزول سورة الفتح وتفسير بعض الايات في سورة الفتح أضغط هنا: سبب نزول سورة الفتح وتفسير بعض الايات في سورة الفتح

الفرق بين الهمز واللمز

  • الهمز، هو إعابة الناس وذمهم باللسان، أي بالقول، والهمز صفة من صفات الشياطين، ولقد استعاذ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم منه، وفي تفسير آخر للهمز هو من يأكل لحم أخيه في غيبته ولقد  روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال إن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال” اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيمِ وهمزِه ونفخه ونفثه”.
  • اللمز، هو أن يعيب الإنسان انسان غيره بإشارة أو بالحركة وليس باللسان او القول، وقد ذم الإسلام هذا الفعل ونهى عنه الله عز وجل، في الهماز بالقول واللماز بالإشارة، والله تعالى أعلم.

ما نتعلمه من سورة الهمزة

يعلم الله سبحانه وتعالى المؤمنين في سورة الهمزة عدم الاستهزاء وعدم السخرية من الآخرين وانتقاص قدرهم، لان هذا الفعل يخلق العداوة والبغضاء والكراهية في قلوب المؤمنين بعضهم لبعض، كما تتضمن السورة أيضا ذم البخيل الذي يجمع المال ظنا منه بأن هذا المال سيخلده في الدنيا ولا ينفق منه شيئا في سبيل الله، ولذلك نزلت هذه السورة تحذرنا من أن نقع في مثل هذه الأفعال التي حرمها الله عز وجل والتي تكون سببا في دخول النار.

وفي النهاية تعرفنا على معلومات عن سبب نزول سورة الهمزة وفضل سورة الهمزة وسبب تسمية سورة الهمزة ونرجوا نكون قدمنا المعلومة بشكل مفيد.

قد يعجبك أيضًا