سبب نزول سورة الرعد

سبب نزول سورة الرعد يختلف باختلاف الآيات الموجودة بها، وكذلك باختلاف الحادثة التي تمت وأدت إلى نزول كل آية، إذ أن هناك العديد من الروايات التي وردت عن أسباب نزول تلك السورة العظيمة، لذلك فإننا من خلال موقع زيادة سوف نعرض لكم سبب نزول سورة الرعد، وسنوافيكم بجميع المعلومات اللازمة عنها.

سبب نزول سورة الرعد

تعد سورة الرعد واحدة من السور المدنية، أي أنها سورة أنزلها الله عز وجل بواسطة سيدنا جبريل عليه السلام على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في المدينة المنورة.

كما أنها تعد من السور المثاني، أي أنها من السور التي آياتها أقل من مائة آية، ويُفضل تكرارها في ركعات الصلوات سواء فرضًا أو نفلًا، أُنزلت سورة الرعد بعد سورة محمد.

ترتيب سورة الرعد في المصحف الشريف هو الترتيب الثالث عشر، إذ أنها تقع في الجزء 13 وذلك في الحزبين 25، و26، ويبلغ عدد آيات سورة الرعد 43 آية، وكل آية منهم تحمل في مضمونها رسالة، ومعنى.

إذ أنه وبالحديث عن سبب نزول سورة الرعد، نجد أن أهل العلم قالوا بأن السبب يختلف باختلاف رقم الآية في السورة والحادثة التي أدت لنزولها، لذلك فإننا سوف نقوم بتسليط الضوء في موضوعنا هذا على ذلك الأمر.

إذ أننا في السطور التالية سوف نعرض لكم سبب نزول سورة الرعد كما ورد عن العلماء والفقهاء، وإليكم بتلك الأسباب:

اقرأ أيضًا: لماذا سميت سورة الرعد بهذا الاسم؟

السبب الأول لنزول سورة الرعد في القرآن الكريم

إن سبب نزول سورة الرعد تحديدًا الآية 13 منها، بأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أرسل رجلًا من أصحابه لأحد المشركين كي يدعوه للإسلام، وسخر ذلك الرجل من الله عز وجل.

فرجع صاحب الرسول (عليه الصلاة والسلام) وهو غاضبًا، ولكن الرسول أمره أن يذهب ليدعوه مرة أخرى للإيمان بالله، ليجد أن الله عز وجل أرسل صاعقة من السماء على المشرك أهلكته، وذلك عقابًا لما فعله.

ثم أنزل الله عز وجل الآية 13 من سورة الرعد، ليدل على عظمته وقدرته على الانتقام من المشركين، وفيما يلي سوف نوضح لكم الحديث الدال على حادثة هذه الآية:

عن أنس ابن مالك رضى الله عنه قال: ” بعَث النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مرَّةً رجُلًا إلى رجُلٍ مِن فرَاعِنَةِ العرَبِ أنِ ادْعُه لي فقال يا رسولَ اللهِ إنَّه أعتى مِن ذلكَ فقال اذهَبْ إليه فادْعُه فأتاه فقال له يدعوكَ رسولُ اللهِ فقال رسولُ اللهِ؟ وما اللهُ؟ أمِن ذهَبٍ هو أو مِن فضَّةٍ أو مِن نُحاسٍ؟ فرجَع إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبَره وقال قد أخبَرْتُكَ يا رسولَ اللهِ أنَّه أعتى مِن ذلكَ فقال ارجِعْ إليه فادْعُه فأتاه فأعاد عليه القولَ الأوَّلَ فأعاد عليه مِثْلَ جوابِه الأوَّلِ فرجَع إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخبَره فقال ارجِعْ إليه فادْعُه فرجَع إليه الثَّالثةَ فبَيْنما هما يتراجَعانِ الكلامَ بَيْنَهما إذ بعَث اللهُ عزَّ وجلَّ بسَحابةٍ حِيالَ رأسِه فرعَدَتْ وأبرَقَتْ ووقَع منها صاعقةٌ ذهَبَتْ بقِحْفِ رأسِه فأنزَل اللهُ عزَّ وجلَّ {وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} [الرعد: 13].

السبب الثاني لنزول آيات سورة الرعد

يُقال إن سبب نزول سورة الرعد حيث الآية 30، هو صلح الحديبية، وذلك عندما أراد المقاتلون أن يكتبوا كتاب الصلح، فأمر الرسول (صلى الله عليه وسلم) على أن يكتب البسملة أي بسم الله الرحمن الرحيم في نص الصلح.

لكن اعترض سهيل بن عمرو وبعض المشركين وقالوا: “وما نعرف الرحمن إلا صاحب اليمامة “أي يقصدون مسيلمة الكذاب، ثم أمر علي أن يكتب باسمك اللهم كما يكتب أهل الجاهلية.

لكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال لعلي اكتب ما صالح عليه محمد فإنه رسول الله، فقال المشركون: لئن كنت أنت رسول الله ثم قاتلناك فلقد ظلمناك.

فأنزل الله عزل وجل الآية 30 من سورة الرعد وذلك في قوله تعالى: ﴿كَذَٰلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَٰنِ ۚ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ.

السبب الثالث لنزول سورة الرعد على النبي محمد

يرجع سبب نزول سورة الرعد الآية رقم 31 والتي تنص على قوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ، وسنوضح لكم ذلك السبب فيما يأتي:

إذ أنه جاء قوم قريش إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وأرادوا أن يتأكدوا بأنه بالفعل نبي يوحى إليه، فطلبوا منه أن يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يحيي لهم موتاهم، وأن يبعد عنهم الجبال، وكذلك يفجر الأنهار، إلى جانب أن يحول الصخور لذهب.

فأجابهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وبعد ما أنزل الوحي عليه قائلًا: والَّذي نَفْسي بيَدِه، لقد أعْطاني ما سألْتُم، ولو شِئْتُ لكان، ولكنَّه خيَّرَني بينَ أنْ تَدخُلوا مِن بابِ الرَّحمةِ، فيُؤْمِنَ مُؤمِنُكم، وبيْنَ أنْ يَكِلَكم إلى ما اختَرْتُم لأنفُسِكم، فتَضِلُّوا عن بابِ الرَّحمةِ، ولا يُؤمِن مُؤمِنُكم، فاخترْتُ بابَ الرَّحمةِ، فيُؤمِنُ مُؤمِنُكم، وأخْبَرني إنْ أعْطاكم ذلك ثمَّ كفَرْتُم، أنَّه مُعذِّبُكم عذابًا لا يُعذِّبُه أحدًا منَ العالمينَ”.

فنزلت: {وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ} [الإسراء: 59]، حتى قرأ ثلاث آيات، ونزلت: ﴿وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى [الرعد: 31].

اقرأ أيضًا: السورة التي تهدئ النفس

السبب وراء تسمية سورة الرعد بذلك الاسم

بعد أن تعرفنا على سبب نزول سورة الرعد، سوف نذكر لكم في السطور التالية سبب تسميتها بذلك الاسم، إذ أنه لا يوجد خلاف على سبب تسميتها بسورة الرعد، فإن السبب واضح للغاية.

فتلك السورة سُميت بسورة الرعد نسبةً لظاهرة الرعد والتي تم تناول ذكرها في آياتها المعبرة عن عظمة الله سبحانه وتعالى وقدرته، حيث قال تعالى: ﴿وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ [الرعد: 13].

فإن سورة الرعد توضح بأن الله عز وجل جمع النقيضين، أي أن ظاهرة الرعد بطبيعتها تعتبر ظاهرة مخيفة، ولكنها تحمل في ثنياها الخير وهو الماء الذي ينزل من السحاب، فإن الماء فيها الحياة، والصواعق فيها الفناء والهلاك.

الآراء حول فضل آيات سورة الرعد

استكمالًا لموضوعنا الذي يعرض لكم سبب نزول سورة الرعد، فإننا فيما يلي سوف نذكر لكم أبرز الآراء التي قيلت عن فضل سورة الرعد:

الرأي الأول لفضل سورة الرعد

هناك بعض العلماء الذين يقولون بأن سورة الرعد لم يذكر لها فضل في السنة النبوية على وجه التحديد كباقي سور القرآن الكريم.

إلا أن فضلها يظهر بوضوح في آياتها، إذ أنها تحمل رسالة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) للمسلمين، والتي تساهم في إتمام أركان العقيدة الإسلامية على أتم وجه.

كما أن تلك السورة أُنزلت من أجل توضيح ما وراء تكذيب المشركين للنبي (صلى الله عليه وسلم) واتهامهم له بأنه كان ساحرًا، وشاعرًا، وأيضًا مفتر، فهي كانت بمثابة بيان من الله عز وجل على رسالة الرسول (صلى الله عليه وسلم).

ذلك من خلال قوله تعالى: ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ [الرعد: 43].

الرأي الثاني لفضل سورة الرعد

قال بعض الفقهاء بأن سورة الرعد تم ذكر فضلها بوضوح في الحديث الشريف الذي ينص على الآتي “عن أبي بن كعب رضي الله عنه، وهو: “مَن قرأَ سورة الرّعد أُعطى من الأَجر عشرَ حسنات، بوزن كلِّ سحاب مضى، وكلِّ سحاب يكون، إِلى يوم القيامة، ودرجاتٍ في جنات عَدْن، وكان يوم القيامة في أَولاده، وذرّيّته، وأَهل بيته من المسلمين”.

لكن لم تثبت صحة ذلك الحديث بالفعل، فهو حديث ساقط ولا يمكن نسبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن صورة الرعد في مجملها تحمل العديد من الآثار الإيجابية على المسلم وسوف نوضحها لكم في الفقرة الآتية.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة الرعد

أبرز ما يتعلمه المسلم من سورة الرعد

سوف نذكر لكم في النقاط الآتية مجموعة من الآثار الجانبية التي تعكسها سورة الرعد على المسلمين، حيث إنهم يستطيعون من خلالها الاستفادة مما الآتي:

  • يدرك المسلم من خلال سورة الرعد أن الله عز وجل يعلم ما في السماوات والأرض، سواء كان الأمر خفي أو عظيم، لذلك يلزم عليه أن يقوم بمراقبة أفعاله التي يخفيها والتي يعلنها أيضًا.
  • تساهم سورة الرعد في مساعدة المسلمين على إدراك ما حولهم من دواعي توحيد الألوهية، إذ أن قدرة الله عز وجل هائلة وعجيبة في خلق السماوات والأرض، ويلزم على المسلمين استشعارها فيما حولهم ليزدادوا إيمانًا وخشية لله.
  • توضح سورة الرعد للمسلمين حكمة الله تعالى في معرفته وعلمه بما في الأرحام، فإنه هو الرازق الواهب الذي يمنح الذكور والإناث، فهو من يعطي وهو من يمنع.
  • نستشف من آيات سورة الرعد بأن الله عز وجل شديد العقاب، إلى جانب ذلك فهو أيضًا غفور رحيم، لذا يلزم على المسلم أن يربي نفسه على طلب الرحمة والعفو من الله، ولا ييأس من رحمته، أي أنه يلزم الموازنة بين الرجاء والخوف.

تختلف أسباب نزول سورة الرعد باختلاف آياتها، فلكل آية حدث أدى إلى نزولها، لكن بصفة عامة فإن جميع آياتها هي آيات تحث على الوحدانية، وتعكس عظمة الله عز وجل.

قد يعجبك أيضًا